احسان طالب
الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 02:57
المحور:
الادب والفن
هاجر والكلب المريض
في لحظة ألم شديد
والموت يدنو من حبل الوريد
يأتي الطبيب بعلم
وجهاز غريب
لا يسأل
عن اسم المريض
لا يعنيه اعتقاده
بعيد أم قريب
لونه وجنسه مهمل في ذاكرة الشفاء
تقصر اليد
وينتصر العوز
يأتي واعظ عتيد
يلقي رقية
يلعق لسانه
يمسح جسد العليل
ينصرف تاركا الروح بين السماء والأرض
في مكان ما بعيد
غرفة بيضاء مطهرة مغلقة
نحلات بأقنعة زرقاء يملأن الفراغ
معاطف بيضاء كثيرة
أصوات رنين وطنين
أبشر ياسيدي
لقد نجى الكلب المريض
...........................
في حالة فقر مدقع
الجوع يفتك بطفل وحيد
والموت يغتال الرضيع
تبحث هاجر عن ماء للوليد
يجرح الحصى قلبها
يشرب التراب ماء أصابعها
قبل أن تجف الدماء
تسرع الخطى
تهرول
من بعيد تعود
يتفجر الماء
هاجر اليوم تحفر وتحرث
تجمع قطرات عرقها
تحصي أنفاسها
ينام الطفل على ظهرها تهدهده نغمات متباطئة
لن يزعج بكاؤه أحدا بعد الآن
زمزم بعيدة وماؤها غريب
في مكان ما تحت السحاب
تبتلع مروج خضراء
تطير فوقها كرات بيضاء
كل الماء
سيد المواقف طعام وشراب
لا فكر يعيد الحياة
ولا كلام يفيد
#احسان_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟