أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربية!














المزيد.....

لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربية!


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 864 - 2004 / 6 / 14 - 04:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يا سيدي حيّان.. خيارك كان ان تحتضر على صهوة قلم.. همست: "وضعتُ القلم جانبا وبدأتُ أسمع خبر وفاتي(نا) من مذياع على طاولتي" انفاسك الأخيرة لتلك الرحلة الحتمية قدمت بمذاق آخر..هل كانت حلوة المرارة..؟؟ امرأة مثلي لم تحتج يوما لتلك الصحف الصباحية الباهتة، ولم تنتظر في المساء قط نشرة اخبارية ملفقة، لتعلمها بنبأ وفاة البشر...فكل مافي العالم مُقعد وعاجز وكسيح ومُتبلد بنزاهة زائفة..مُثل واخلاق وقيم مردومة في قبور جماعية مفقودة المعالم منذ فجر التأريخ المبتور..حيث مازال القمع يعد أمناً، وابتلاع الألسن تحسب علامة رضا..لم يظل في عالم الذكور المهتريء هذا سوى حقيقة واحدة..خوازيق موت مخضبة بالدماء تتربص بأي حركة فكر مشّع..تنبت تحت وسادات الصغار أو عند مواكب الأعراس أو بين زهور الصباح الندي.. بات سماع حشرجات زهق الروح من جسد ممزق تسلية يومية لقطعانه الهائجة القذرة...


******
سيدي حيّان..هل كف كونك ساعة عن كونه، وانتحلك ليكون شيئا ما غيرك دون أن يأخذ اذناً منك؟؟ لغز ربما..لكن لن يسعفك أبداً فك رموزه من الكارثة.. طالما من حولك لا يحسنون أية لغة..ولا يجيدون سوى العربدة على أجساد الضعفاء والنساء..


****
انظر..لا تتوقف، واصل التحديق في بؤبؤات العيون وتحسس معالم الوجوه..واشتم الرائحة.. ماذا تحس؟ ماذا ترى ياسيدي؟ أليس كل البشر ثرى يتهافتون بجنون بقري وهمجية شارونية من اجل النيل من ثرى...؟؟مؤلم حقا ومضحك جداً و مثير للشفقة.. أن تكون دون وجود ودون هوية.. أي أن تسكن برضا في جسد أنثى عربية..


****
يا سيدي حيّان أُجبرت أجساد النساء العربيات ونفوسهن على اجترار الأشياء دون شهية..من حب بارد..وانتماء متخلخل..وشبق آلي..وولاء أحمق..وعطاء غبي.. ورضوخ حتى الثمالة..صار في داخل كل واحدة منهن تقطن شهرزاد بكماء تحدق بعيون زرقاء يمامة عمياء.. أتدري أنه في يوم ما سئمت المهانة المرأة العربية؟؟ نعم حكاية عجيبة.. تحالفت المهانة مع القهر والذل والخذلان والخيبة ضد الأنثى العربية..وقرروا جميعاً الرحيل عنها، وتعريتها من كل تلك الأغطية الساترة لإخفاقاتها..مكثوا في ملاجيء أخرى لبرهة وجيزة عجزت عن تسجيلها عقارب الساعة..أتتصور المشهد..؟؟ ها..ها..ها..الذي حدث شيء مثير للدهشة..شعروا جميعهم بصقيع الغربة القاتل، وافتقدوا ديارهم الابدية في كينونة المرأة العربية..وفي لمح البصر هرعوا عائدين اليها..


*****
حين تأملت يا سيدي حيّان موتك تصورت حدوث أمور كثيرة.. في حال غيابك عن عالم السواد هذا رأيت جسدك يُحمّل على الأكتاف، ويزور الاصدقاء مسكن رفاتك، وربما تسمع قصائدك الديدان و النمل الجاد الذي يقضمك بلهفة، ويلتهم بصمت مطبق ماتبقى منك..عجيب أمر الدنيا...فعلا عجيب أمر الدنيا!! أحلامك المتوفاة تلك تبدو لكثير من الصبايا العربيات كل المنى.. بل ذروة الحياة الدنيا...


*****
زواحف الأرض البليدة تطارد الانثى العربية منذ قرون، حيث كانت تقيم في أحشاء أمها..جنازة مولدها لم يحضرها أحد..صوت أمها سافر مكتوما في الأعماق حتى لا يُسمع لأنه عورة.. ترنيماتها الشعرية جابت في كل الزمانات بحثا عن الذات بين أسوار ملغمة بفتاوى ذكورية، وخطوط حمراء موحشة..والدها مثل سائر ذكور حارتها الفقيرة.. دائما يتجهم وجهه، ويفقد رشده، ويضيع منه اتزانه، ويتوه عن حقه في الجاذبية الارضية حين يُزف اليه الخبر بقدوم فاه جديد ملتف حوله تقاسيم أنثى..تعيش الأنثى العربية حياة المتوفين.. تنتظر لتلف يوم ما في أحد الكفنين.. وكلاهما أبيضان.. كفن العرس من فحل تقليدي الهامة..ووضيع المعرفة..أو كفن الموت الأكثر بهجة بالمقارنة..


*****
مادمنا نهب وندب على هذه الارض اليتيمة دون خيار..أرى إنه مهم ياسيدي حيّان أن نعيش بنشوة كل جوانب "أكبر وأضخم وأعقم كذبة في التاريخ" :الحياة.. علّ الذاكرة تُسعفنا فندون تاريخاً نزيهاً هذه المرة.. حيث تكون سجلاته صافية وملحنة بأنغام انسانية ذات طابع أنثوي عبق..فكيف؟ ومن؟ ومن أين؟ ومتى؟ وهل؟ اسئلة ليست ذات أهمية.. إذا فكّكّنا واستوعبنا خفايا وطلاسم بُـعد لماذا "لأكبر وأضخم وأعقم كذبة"


********
يا سيدي حيّان..القلم عارض مبهج يتنامى ويكبر مع روح الإنسان بلمسة الهية.. تعتبره الأنظمة العربية زائدة دودية شديدة الالتهاب، وخير علاج له هو الاستئصال وبسرعة. إن كنت ياسيدي قد اخترت أن تبقى نقياً وتغوص في بحور الكتابة بجدية..فهذا يعني أنك ستشتم رائحة الكفن بين طيات الأمس واليوم والغد وحتى ما بينهما..سيعشش زوار الفجر على مدار الساعة بين سطورك وعند الشرفة..تتلفت حذراً في نومك، وفي يقظتك يصبح الاحتضار قوتك اليومي وبمذاقات مختلفة..ستحيا دون أن ترى بجانبك أحدا يحيا..وسيحرّضك كل شيء على المغادرة..ترفض.. تغضب..تتناثر.. تتكور.. ثم تقتـنع.. فتخضع لرغبات ليست ذاتية السحنة..ترحل بعيدا بنفسك عن نفسك، فتخونك امتعتك، وتغدر بك الهمة.. يأتيك زمن آخر يخيم بسدوله على الامكنة.. فيسرق منك حنين الاحباب، ويختطف مرح الاصدقاء، وينهب لمسات الاخوة..تظل عاريا كقلمك الميّتم..فتصاب ببرد شديد جدا.. تنتفض أوجاعك في الداخل.. تبحث عن حضن امك السخي..تفتش في الأزقة عنه دون جدوى.. لحظتها ستشعر ولمرات انك محموم لدفء القبر وعتمته من شدة آلام أورام الذاكرة...


كاتبة سعودية
[email protected]



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة سندريلا المسكينة تمتهن الأنثى ومادونا تعيد إليها الروح
- وجيهة الحويدر تتلقى تهديداً بالإعتداء - إن يدنا تطول امثالك ...
- العنوسة خير ألف مرة من الزواج من رجل في هذا الشرق البائس
- لا يكفي أن يسترد النساء العربيات حقوقهن! أيها الفحول: دماء ا ...


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربية!