أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - المرأةُ، ذلك الكائنُ المدهش














المزيد.....

المرأةُ، ذلك الكائنُ المدهش


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 13:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


استنكرتِ الإعلاميةُ "منى الشاذلي"، كما استنكرَ المؤلفُ المسرحيّ "علي أبو سالم"، وقطاعٌ من مُشاهدي، برنامج "العاشرة مساءً"، الذي جمعنا الأسبوعَ الماضي، قولي إن المرأةَ أكثرُ تطوّرًا من الرجل على المستوى الروحيّ. الشاذلي، رغم كونها امرأةً، ورغم كونها راقيةً وجميلة، وربما بسبب كل ذلك؛ لم تشأ أن تُتَّهم بالعنصرية النوعية، فدفعها واجبُها، كإعلامية مثقفة، أن تكون محايدة. والحقُّ أن رأيي هذا لا ينطلقُ من عنصرية، كوني امراةً، بل هو نتاجُ تأملاتي الخاصة، في تأملات الفلاسفة الذين وصلوا إلى هذا التصوّر عبر تاريخٍ أوغلَ في كهولته التي امتدت ملايين سنين، قضاها الإنسانُ فوق هذا الكوكب المأزوم. والشاهدُ أن الفلاسفةَ الذين أقرّوا برقيّ كائن المرأة، رجالٌ لا نساء. قالوا إن المرأةَ أكثر تطوّرًا وجوديًّا لأنها أصلُ الحياة، ومنتجةُ الحياة وصانعتُها، بينما الرجلُ كائنٌ مستهلك، وفي كثير من الأحيان مُخرِّب. ولأن المرأة قادرةٌ على التحليل والتأمل والنظر في عمق الأشياء بمحبة ودفء. ولذلك يذهب الفلاسفةُ الآن إلى تبنّي مبدأ "تأنيث العالم"؛ لإنقاذ البشرية والخروج بها من حال الدمار التي يحياها الكوكب.
في الستينيات الماضية، صكّتْ عالمةُ الآثار الأمريكية ماريا جيمبوتاس Marija Gimbutas مصطلحَ: "الماترياركية"، Matriarchy، أي مركزية المرأة، بحكم دراستها الحقبَ التاريخيةَ الأولى التي عاشها الإنسانُ على الأرض. فوجدت أن حقبةً زمنيةً موغلة في القدم- 30 ألف سنة قبل الميلاد- كانت المرأةُ فيها الحاكمَ والزعيمَ لقبيلتها. ويشهدُ التاريخُ أن الرخاءَ والأمانَ والإنتاجَ والخصبَ ساد تلك الحقبة في ظِلِّ ذلك الحكم الأموميِّ، في مقابل حكم الرجل، البطريركية، Patriarchy، الذي دفع بالعالم نحو الهلاك؛ في نصف قرن فقط خلال حربين عالميتين مدمرتين.
وثمة مناطقُ بالعالم مازالت تطبقُ النظامَ الأموميُ، مثل جزيرة سوماطرا بأندونيسيا، ومقاطعة سيشوان بالصين. كما إنه مُطبَّقٌ، على نطاق مُصغَّر، في صعيد مصر. حيث الجدّة الكبرى هي المهيمنة على كل شئون الرعيّة من الأبناء والأحفاد في العائلة، التي هي النواة الأولى للمجتمع. بل إن مناطقَ الأمازون مشتقٌّ اسمُها من بادئة ama، وهي كلمة إغريقية تعني الجُنديّ الأنثى أو المرأة المقاتلة، في الميثولوجيا الإغريقية الكلاسيكية. وفي لغات أخرى تعني تلك البادئةُ: "الأم"؛ ومنها الأمازيغ في شمال أفريقيا، الذين كانت مجتمعاتهم أموميةَ الثقافة في صدر التاريخ.
والأصلُ في جِذر المصطلحين السابقين هو patriarch بمعنى الأب، أو أحد آباء البشر في التوراة، أو البطريرك، في مقابل كلمة matriarch، أو الأم الرئيسة التي تحكم الأسرة. وحالَ الكلام عن التباينات بين كائن المرأة وكائن الرجل، لا تكفينا صفحاتُ مجلداتٍ ضخمة. وأحيلُ القارئ العزيز إلى كتاب "الرجالُ من المريخ، والنساءُ من فينوس"، للكاتب الكنديّ جون جراي، الذي باعت كتبهُ فوق الأربعين مليون نسخة وتُرجمت إلى معظم لغات العالم. يتخيلُ المؤلفُ في كتابه أن الرجالَ كانوا يقطنون كوكبَ المريخ، ويعيشون حياةً تعتمدُ القوةَ والمادةَ والجمودَ الروحيّ، فيما النساءُ كن يعشن في كوكب الزهرة، يحيين حياةً تناسبُ طبيعةَ هذا الكوكب، من حيث الاهتمام بالجمال والحب والحنوّ والرعاية. نظر أحدُ الرجال يومًا عبر التليسكوب فشاهد النساءَ على كوكبهن؛ فأعجب بهن. وشرع الرجالُ في بناء سفن فضائية للسفر نحو النساء، اللواتي استقبلنهم بفرح؛ لأن حَدْسَهن كان أخبرهن أن هذا اليومَ آتٍ. عاش الرجالُ مع النساء في وئام تام، لأن كليهما يعلمُ اختلافَ طبيعة كلٍّ منهما. إلى أن قرروا السفرَ إلى كوكب الأرض. ولما وصلوا ناموا واستيقظوا اليومَ التالي وقد فقدوا الذاكرةَ تمامًا. فبدأت المشاحناتُ بين المرّيخيين والزهريات؛ لأنهم نسوا أنهم قادمون من كوكبين متباينيْ الطبيعة.
كذلك ثمة محاضرةٌ للكاتب والموسيقار الأمريكيّ مارك جونجور عنوانُها "قصةُ عقلين". تتحدث عن التباين العميق بين تركيب عقل المرأة وتركيب عقل الرجل. ملّخصُها يقول إن عقلَ الرجل "صندوقيّ" التركيب: فثمة صندوقٌ للعمل، وآخرُ للبيت، للأهل، للأولاد، وغيره للأصدقاء، الخ. هذه الصناديق لا تتقاطع. فكلما أراد الرجلُ شيئًا ذهب إلى صندوقه، وإذا ما دخل صندوقًا لا يرى شيئًا خارجه، فإذا ما انتهى منه أغلقه بإحكام، ثم شرَعَ في فتح صندوقٍ آخر. أما عقلُ المرأة فذو طبيعة "شَبَكية" متصلة. بوسعها التفكيرُ في العديد من الأمور في وقتٍ واحد، والانتقالُ بينها بمرونة. والكلامُ لا ينتهي عن هذا الكائن الجميل، الذي اسمه: المرأة.- جريدة "المصري اليوم" 26/10/09









#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصنعُ السعادة
- شباب اليوم يعاتبون:وطني حبيبي الوطن الأكبر
- سور في الرأس، سأسرق منه قطعةً
- التواطؤ على النفس
- حاجات حلوة، وحاجات لأ
- التخلُّص من آدم
- بلال فضل، وزلعةُ المِشّ
- الثالثُ -غير- المرفوع
- كريستينا التي نسيتُ أنْ أقبّلَها
- أعِرْني عينيكَ لأرى العالمَ أجملَ
- أنا عيناك أيها الكهلُ
- التردّد يا عزيزي أيْبَك!
- قطارُ الوجعِ الجميل
- بوابةُ العَدَم
- الشَّحّاذ
- الإناءُ المصدوع
- الملاكُ يهبطُ في برلين
- ناعوت: الإبداع العربي الراهن فرسٌ جموح والحركة النقديّة عربة ...
- تحيةٌ للشيخ طنطاوي
- بالأمس فقدتُ مَلاكيَ الحارسَ


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - المرأةُ، ذلك الكائنُ المدهش