|
الإمبريالية الأمريكية.. 11 سبتمبر.. وحرب العراق..
عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 17:54
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في حين أن المؤسسة الإعلامية أثارت القليل من الانتباه، فإن تحقيقاً بريطانياً رسمياً بخصوص الحرب على العراق، سلّطت الضوء على شهادة دامغة damning testimony بشأن إدارة بوش الغزو المتعمد للعراق للإطاحة بنظامه وإخضاع subjugate البلاد للهيمنة الأمريكية. بدأ الدبلوماسيون ومسئولو الأمن السابقون للفترة 2001-2003 تقديم شهاداتهم تحت القسم أمام لجنة يرأسها Sir John Chilc، والمكلّفة بإجراء فحص كامل لملابسات الحرب منذ بدايتها لغاية الإنسحاب البريطاني النهائي من العراق في حزيران/ يونيو 2009. تم الوقوف على أدلّة أكثر من كافية لتوجيه الاتهام لقادة إدارة بوش، متضمناً بوش، تشيني، باول، رايس.. وعلى أساس نفس التهمة التي أُدين بها قادة النازيين في محكمة نورمبوغ العام 1946- التعمد في شن حرب عدوانية.. جيرمي غرينستوك Jeremy Greenstock- السفير البريطاني في الأمم المتحدة للفترة 1998-2003، وصف إدارة بوش بأنها كانت عازمة بـ "إصرار " hell bent" غزو/ احتلال العراق قبل أكثر من سنة من فترة الغزو الفعلي في مارس 2003. وصف الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية للحصول على قرار من الأمم المتحدة لاستخدامه كذريعة للحرب، ونفاد صبر المسئولين الأمريكان من التأخير الأممي في سياق مناورة maneuvering مجلس الأمن. ردود الفعل من واشنطن "عكست ضجة عبَّرت عن مضيعة الوقت لهذا الانتظار.. "ما نحتاجه هو تغيير النظام، فلماذا نتحمل الإزعاج bothering بهذا الخصوص.. علينا أن نكتسح هذا ونضعه جانباً ونفعل ما سيتعين علينا فعله- التعامل مع هذا الأمر باستخدام القوة،" حسب شهادة غرينستوك. ووفق شهادته: تجسَّد الأثر الوحيد للدبلوماسية البريطانية في تأخير الغزو لمدة أسبوعين.. "قوة الدفع momentum باتجاه فعل مبكر في الولايات المتحدة كان قوياً جداً لمواجهته بالنسبة لنا،" وفق بيان مكتوب من قبله إلى لجنة التحقيق.. زعم غرينستوك أن قيادة الولايات المتحدة للغزو/ الاحتلال كان قانونياً وفق القانون الدولي، لكنه اعترف بأن الغزو كان "محل مشروعية مشكوك فيها،" وافتقد إلى "خلفية ديمقراطية واضحة،" حتى بين الأعضاء ممثلي دول الأمم المتحدة أو من قبل شعب المملكة المتحدة. بحدود المليونين خرجوا في مسيرة احتجاجية ضد الحرب في لندن في شباط/ فبراير العام 2002، وذلك في أكبر مظاهرة منذ جيل كامل، على الأقل، وربما في تاريخ بريطانيا.. أخبر كل من غرينستوك و –Christopher Meyer السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة- لجنة التحقيق، بأن اجتماع كل من بوش ورئيس الوزراء البريطاني- بلير- في مزرعة بوش- كروفورد- تكساس- كان النقطة المحورية لاتخاذ قرار الحرب. تحقق هذا الاجتماع في إبريل/ نيسان العام 2002- حوالي سنة قبل الغزو، وقبل وقت طويل من مناقشات مجلس الأمن الدولي في خريف العام 2002. تؤكد شهادتيهما بأن "مذكرة داوننغ ستريت (مجلس الوزراء البريطاني)،" قد تسربت للصحافة العام 2005، والتي أشارت إلى اجتماع إبريل العام 2002 وأعلنت لاحقاً أن كافة إجراءات الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية كانت مجرد إيهام الرأي العام delude public opinion (ذر الرماد في العيون).. والأهم من ذلك شهادة كبار مسئولي الأمن البريطانيين بأن الإطاحة بالنظام العراقي كان يجري مناقشتها علناً في بريطانيا والولايات المتحدة قبل عامين من الغزو، وحتى قبل هجمات 11 سبتمبر (2001).. ذكر Sir Peter Ricketts- رئيس لجنة الاستخبارات المشتركة في ذاك الوقت: حين تمت مناقشة تغيير النظام العراقي على النحو المرغوب فيه من خلال الغزو "كان شيئاً، حسب تفكيرنا، لا يستند إلى أساس قانوني." وأضاف بأن الرسميين الأمريكان والبريطانيين كانوا يشعرون بالقلق من أن نظام العقوبات على العراق في طريقه إلى الانهيار*، وهناك حاجة إلى المزيد من الفعل المباشر للإطاحة بالنظام العراقي.. أضاف ريكتيس "أدركنا وجود أصوات أخرى في واشنطن، بعضها تحدث عن تغيير النظام." وذلك بالاستناد إلى مقالة أكاديمية كُتبتْ العام 2002 من قبل مستشارة الأمن الوطني- كونداليزا رايس- التي حذّرتْ بأن "لا شيء يتغير" لغاية الإطاحة برأس النظام العراقي من السلطة.".. قال Sir William Patey- المسئول السابق في الخارجية- بأنه كُلف بصياغة مسودة بشأن تغيير النظام العراقي في سياق مجموعة خيارات متنوعة للتعامل مع العراق.. تمت إزاحة وصول الورقة إلى مجلس الوزراء لأنها كشفت عن عدم وجود أساس قانوني لهذا الفعل. وأضاف بأن التغيير الرئيس الذي أحدثته هجمات 11 سبتمبر تمثل في أن مسئولية السياسة الأمريكية تجاه العراق قد تحولت من وزارة الخارجية إلى وزارة الدفاع التي كان يرأسها Defense Secretary Donald Rumsfeld- من المتشددين للحرب على العراق. وصف السفير السابق Meyer محادثة مع مستشارة الأمن الوطني Condoleezza Rice في 11 سبتمبر 2001، إذ أوحت رايس بداية بأن الرئيس العراقي قد يكون متورطاً بالهجمات الإرهابية- واحدة من الأكاذيب الكبرى التي استخدمت من قبل إدارة بوش لتبرير الغزو الأمريكي.. الكذبة الكبرى الأخرى، تمثلت في أن العراق يمتلك مخزونات هائلة stockpiles من أسلحة الدمار الشامل Weapons of Mass Destruction" (WMD). لكن Sir William Ehrman- مدير الأمن الدولي للخارجية خلال الفترة 2000-2002 ومدير عام وزارة الدفاع والاستحبارات 2002-2004 أخبر لجنة التحقسق بأن أجهزة الاستخبارات العسكرية كانت على علم قبل الغزو الأمريكي- البريطاني بأن النظام العراقي أنهى تفكيك dismantled برنامجه للآسلحة الكيميائية والبيولوجية، وبالتالي ليس لديه أسلحة الدمار الشامل. بينما كشف Meyer بأن الرسميين الأمريكان استخدموا أيضاً، وعلى نحو أبعد، الرسائل الملوثة بالجمرة الخبيثة والتي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في شرق الولايات المتحدة في الأشهر التي تلت 11 سبتمبر بغرض اتهام النظام العراقي. وأضاف "أراد بوش بإلحاح أن يصل إلى هناك لإنهاء وجود رأس النظام العراقي في السلطة.. كان الجدول الزمني لتحرك العسكر الأمريكي جاهزاً أصلاً وحتى قبل إرسال مفتشي الأسلحة إلى العراق." بكلمات أخرى، جاءت إدارة بوش إلى السلطة ولديها جدول زمني مسبق للسياسة الخارجية.. تضمن السعي حثيثاً لتغيير النظام في العراق باتجاه "إنهاء المهمة finish the job" والتي بدأت في حرب الخليج.. هجمات 11 سبتمبر التي قامت بها مجموعة تشكلت خارج المخابرات الأمريكية، وضمّت مقاتلي المنظمة الإسلامية الأصولية في أفغانستان- استغلت لاستخدامها ذريعة مفيدة useful pretext لتبرير تنفيذ برنامج شن عدوان عسكري لا نهائي.. (الحرب الاستباقية).. لا تُشكل أية معلومة من هذه المعلومات مفاجأة للقارئ المستمر مع موقع World Socialist Web Site- WSWS.. كشف هذا الموقع وأنكر الأكاذيب بشأن دور العراق في هجمات 11 سبتمبر، و "خطورة" أسلحة الدمار الشامل العراقية- التي ستأتي إلينا من بلد بعيد يمتلك أكبر كمية من أسلحة الدمار الشامل على هذا الكوكب! لكن هذا السجل يستحق التأمل pondering في سياق التحضير الذي يقوم به خليفة بوش لإلقاء كلمته الدعائية propaganda الاستفزازية المتلفزة يوم الثلاثاء القادم (هذا اليوم) لإصدار إعلان آخر لحرب إمبرياية عدوانية بعد ثماني سنوات على 11 سبتمبر ضد هؤلااء المسئولين (غير المعروفين أو المحددين) عن تلك الهجمات- الحرب الأمريكية ضد أفغانستان- بإرسال عشرات آلاف آخرين من القوات الأمريكية الإضافية.. ولا أحد من المسئولين عن هذه الحرب تعرض للمسائلة القانونية عن جرائم الحرب.. ملايين المقترعين منحوا أصواتهم لصالح اوباما بوهم illusion أنه سيضع حداً للسياسة الخارجية العسكرية لإدارة بوش. وبدلاً من ذلك فالمزيد من القوات تُقاتل في أفغانستان والعراق، وعلى نحو مماثل لمستوى "زيادة surge" القوات في العراق في عهد بوش.. القائد العام للقوات المسلحة الأمريكية.. شخص مختلف.. الأكاذيب تم تصقيلها refined بطريقة ما، لكن محور السياسة الخارجية الإمبريالية سوف يبقى مستمراً: الدفاع عن المصالح الستراتيجية الاقتصادية للارستقراطية المالية التي تحكم أمريكا.. استمرت هذه السياسة محل خدمة فعالة من قبل اوباما وعلى نحو لا يقل عن بوش.. عشية غزو/ احتلال العراق، حذّر هذا الموقع WSWS من أن "الحرب في حد ذاته يُعبّر عن الفشل الذريع للديمقراطية الأمريكية. عصبة صغيرة من السياسيين المتآمرين -political conspirators تعمل في إطار أجندة خفّية، تولّت السلطة على أساس الاحتيال fraud- أقحمت الشعب الأمريكي في حرب لا يفقهونها ولا يُريدونها، في ظروف غياب آلية يمكن من خلالها معارضة سياسات إدارة بوش- نحو الحرب، الاعتداء على الحقوق الديمقراطية، تدمير الخدمات الاجتماعية، وهجوم لا هوادة فيها على مستوى معيشة "الطبقة العاملة"- بتشويهها تماماً.. الحزب الديمقراطي- الجثة النتنة stinking corpse للبرجوازية الليبرالية- صار مشوها بشكل عميق.. أعداد غفيرة من الناس العاملين يجدون أنفسهم في حرمان تام utterly disenfranchised.. ("The crisis of American capitalism and the war against Iraq," March 21, 2003) بعد ست سنوان ونصف السنة، برز هذا المنظور perspective على نحو ثابت تماماً بأن الصراع ضد الحرب الإمبريالية لا يمكن أن يُكتب له النجاح عن طريق الانتخابات الديمقراطية أو من خلال الضغط على الحزبين التوأمين ذات المصالح المرتبطة بالشركات الأعمال الكبرى. وضع حد للحرب هي مهمة الطبقة العاملة على مستوى الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم، وينبغي تنفيذه في سياق صراع مستقل على أساس برنامج اشتراكي.. مممممممممممممممممممممممـ US imperialism, 9/11 and the Iraq war,Patrick Martin,uruknet.info, WSWS, November 28, 2009. فيما يخص تفكك الحصار.. أنظر في مسألة تفكك الحصار، د. عبدالوهاب حميد رشيد، التحول الديمقراطي في العراق، ف3/3- السقوط والاحتلال، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2006..
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ب -فضل- الاحتلال لا حقوق للمرأة في العراق
-
جوعى في أغنى بلد بالعالم
-
كلمة موجزة بخصوص المقاومة العراقية
-
اللاجئون العراقيون ومخاطر تضاؤل التمويل الدولي
-
الفساد.. أفغانستان، العراق.. قرب قاع مؤشرات الشفافية..
-
العراق.. حكومة الاحتلال تدفع باتجاه خصخصة النفط
-
ساعدوا الأطفال المشوهين في الفلوجة-العراق -التماس للتوقيع-
-
تصاعد ضخم للولادات المشوهة في الفلوجة
-
1- نهب نفط العراق
-
المستهلك الأمريكي يرفع الراية الحمراء تجاه أسواق الأوراق الم
...
-
حقائق عراقية جديدة..
-
الصومال.. مَنْ ينعتونه بقرصان.. ليس قرصاناً!!
-
جُلِبَتْ لك من قبل المخابرات المركزية.. أزمة المخدرات الأمري
...
-
أسلحة اليورانيوم المنضب
-
سوق مزاد للأطفال في بغداد
-
أطفال العراق.. للبيع ..
-
حرامية بغداد..
-
صُمِّمَ احتلال العراق على أساس الاستمرارية.. رغم أكاذيب الإم
...
-
حكاية طالب لجوء في المملكة المتحدة
-
البؤساء العراقيون يبيعون أعضاءً من أجسادهم
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف
...
-
زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|