أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إسلام حجازي - الليبرالية الكوميونية فى الفيس بوك














المزيد.....

الليبرالية الكوميونية فى الفيس بوك


إسلام حجازي

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 03:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بدأ انتشار ظاهرة الفيس بوك عالمياً منذ عام 2006 تقريباًً، وكان تأثيرها محدوداً للغاية فى مصر خلال مرحلة البداية، ولكنها بدأت تظهر بشدة مع حالة الحراك السياسى، التى وجدت فى الشارع خلال الفترة الماضية، ومع تفجر المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات فى كل مكان وبين عدد كبير من القطاعات الفئوية الموجودة فى نسيج المجتمع، فلم يكن يخطر ببال أحد أن هذا العالم الافتراضى سوف يتسع بوتيرة متزايدة ليبلغ عدد سكانه المصريين أكثر من مليون مواطن، فهذا الموقع كان بداية انطلاق لمرحلة "ما بعد التفاعلية" فى تطبيقات الإنترنت، فهو لم يعد مجرد وسيلة للترفيه والتسلية، بل أصبح واحداً من أهم الوسائل التى ساعدت على خروج عدد كبير من الشباب المصرى من ظاهرة "الشيخوخة السياسية" المبكرة التى فُرضت عليهم من جانب كافة هياكل ومؤسسات وأجهزة المجتمع، سواء الرسمية منها مثل الأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية والجامعات أو غير الرسمية منها مثل الأسرة وجماعات الرفاق ومنظمات المجتمع المدنى، حيث جاءت ظاهرة الفيس بوك لتأسس نوعاً جديداً وغير مألوف بالنسبة لمجتمعنا من السياسية الافتراصية التى تتفاعل مع كافة المعطيات والأحداث والقضايا التى تفرزها البيئة الواقعية.

ويلاحظ المتابع لانتشار هذه الظاهرة فى المجتمع المصرى، وجود تنامى فى دور هذا الموقع الافتراضى المتعلق بنشر وتعزيز ثقافة الديمقراطية، وتوعية الشباب، خاصة أبناء الطبقة الوسطى النُشطاء فى الإنترنت، بالحقوق والحريات الأساسية للمواطن، كما جاءت فى المواثيق والإعلانات الدولية، وكما تناولتها التشريعات والقوانين الوطنية، وذلك من خلال العديد من الأنشطة والفاعليات التى اهتمت بنشر ثقافة المواطنة القائمة على قيم المساواة وعدم التمييز والمشاركة والتعددية والتسامح والمسئولية الاجتماعية وغيرها، بما ساعد على بناء إطار معرفى وهيكلى جديد من الليبرالية الكوميونية "Communal Liberalism" التى تهدف إلى بناء شعور جماعى أو تضامنى منسجم من المبادئ والقيم الليبرالية، وهو الأمر الذى يمكن الاستدال عليه من خلال كثرة عدد المواقف والفعاليات التضامنية المختلفة التى يتم إطلاقها كل يوم تقريباً وتهدف إلى دعم بعض قضايا حقوق الإنسان وحريته الإساسية. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن مصادرة كتاب "عشان ما تنضربش على قفاك" - الذى أصدره المحامى عمر عفيفى بخصوص حقوق المواطن وحرياته عند تعامله مع جهاز الشرطة، من الأسواق، لم تقف حائلاً أمام الشباب الذين يريدون معرفة محتويات هذا الكتاب، فمنذ اللحظة الأولى لمصادرة الكتاب من الأسواق تواصل عدد كبير من الشباب على إحدى المجموعات الخاصة التى تم تصميمها لمتابعة ومناقشة هذا الحدث، وتم طرح محتويات الكتاب على صفحة المناقشات الخاصة بالمجموعة، لطرح وتبادل الآراء بخصوص مضمونه وكيفية تفعيله فى الواقع، بل وتم توفير نسخ كاملة للتحميل المجانى من هذا الكتاب على عدد مواقع الاستضافة الشهيرة.

قصارى القول، أن هذا الموقع الافتراضى الجديد قد نجح فى زحزحة أسقف التعبير الضيقة التى وضعتها مؤسسات النظام التقليدية، وخلق نوع جديد من الليبرالية التضامنية التى يقف أصحابها فى تماسك وتلاحم قوى ضد ممارسات السلطة غير القانونية التى تعمل على تقييد حقوق المواطن وحرياته الأساسية، وذلك لأنه عبارة عن فضاء شبكاتى جوهره افتراصى لا صلة له بالحدود الجغرافية أو السياسية المعروفة، برز فى صورة عشوائية، واستمر كذلك مما ساعد على ابتعاده عن أنظار الرقابة والسيطرة والقمع التى تمارسها الأجهزة التنفيذية للدولة ومؤسساتها الأمنية، وبالرغم من توسع بعض الأجهزة الأمنية فى الدولة خلال الفترة الأخيرة فى التضييق على نشطاء الفيس بوك من اختطاف وتهديد وتعذيب، إلا أنها مازالت عاجزة عن منع انتشار تلك الظاهرة بين الأوساط الشبابية، والتى أصبحت مثل التنين الافتراضى الذى لا يستطيع أحد قتله.



#إسلام_حجازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدونات السياسية وسلطة المعلومة فى مصر
- الأتوقراطية المُلبرلة ومشروع التوريث المرتقب


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إسلام حجازي - الليبرالية الكوميونية فى الفيس بوك