حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 22:54
المحور:
الادب والفن
الحالة الاولى - النرجسية
أنظرُ في المرآة ْ –
لا صورة أخرى سوايَ تملأ الحياة ،
وحدي أنا
لا شاعرٌ غيري هنا
يحضنه عبقــرُ في الحياة والممات .
مـنْ نازكٌ ؟ من ذلك السيابْ ؟
( إنتفخت أوداجـه من شدة الاعجاب
بنفسه ، وقـبـّـل المرآة ! )
ليس سوايَ ساحراً يعانق السحاب
ويمتطي العُـباب ،
ليس سوايَ شاعرا يقتحم الابواب
وينهر الحراس والحُـجـّاب ،
مندفعاً نحو مقام واهـب العطاءْ ،
بكفه قصيدة عصماء
تدغدغ القلوب والالباب
وتنزع الهباتِ والجاريةَ الحسناء ...
إسمي ؟ ألا ترونه في قمة الاسماء ،
يـا أبخسَ العبيد والإماء ؟ !
)ينظر في المرآة بارتياب ،
يلفه اكتئاب ،
إذ لا يـَرى غير خيال أخرق ٍ ، مهلهل الثياب
بكفـه وريقة صفراء
عـفـّرها التراب
يـُجـفـل – لا كأسٌ ولا شراب !
يزدرد اللعاب ،
ينعب كالغراب ،
يحطم المرآة
بقبضة راعشة ويلعن الحياة !... )
لندن اواسط ايلول 2009
الحالة الثانية - اللـؤم
حذروني منكِ ، قالوا ، بازدراء ونفورْ :
دعك منها ! إنها بنتٌ لئيمهْ ،
ظاهرٌ ينبض بالود ونيات سقيمه ،
طفلة ديدنها حب الظهور ،
ترتدي ثوباً جليلاً وطهور
تحته سروال حقد وشرور ...
لم تجد غيرك ، يــا هذا ، سبيلاً للوصولْ ،
وردة من دون شوك ؟ مستحيلٌ ، مستحيل !
إيـه ، يـا بنتُ ، اخبريني باليقينْ
أوَ حقـاً إنّ ما قدّمتِ من فعل جميلْ
لم يكن غير طلاءٍ للرياءْ ،
محضَ كأس دون ماء ؟ !
انا صدقتكِ مخلوقاً بريئاً وأمينْ ...
فلماذا كل هذا الخبثِ واللؤم الدفين ؟ !
تكذبين ؟
ترسلين العذرَ تلو العذرِ من دون حسابْ ؟ !
إخلعي هذا النقاب !
مزقيه ،
أحرقيه !
ربما يحترق اللؤم الذي تكـتـنـزيـن
فتعودين الى دنيا الصواب !
لندن - اواسط اكتوبر 2009
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟