حبيب النايف
الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 22:52
المحور:
الادب والفن
تطير الحمامات فزعة من جداريه فائق حسن
مودعة ساحة الطيران
تبحث عن أمان ضائع
وفسحة ضوء تبعدها عن صدى الانفجار
نصب الحرية
شارة معتمة وسط الدمار
الوجوه التي غطاها التراب
وتدثرت ملامحها ببقع الدم
ضيعتها الطرقات
وهي تلفظ آخر الأقدام
الدم المسكوب
في الساحات
الأزقة
المساجد
يعانق الجثث
بنشر رائحته المشتهاة
كأشرعة الموت الضائعة في الشوارع
الصمت الموزع بين ثنايا الوجوه
يطرق أبواب المقاهي
يغازل الجروح القديمة
يرسم علامات التعجب لربيع مضى
وذبول سيأتي
يدفعه الصراخ
باتجاه المدى
حزينة هي المدينة
إذ فارقتها الأعراس
ليطل ليلها موحشا
كمقبرة أضاعت دروبها
وسكنتها الأشباح
المزامير القديمة ودعتها الحناجر
واكتوت بلحن مزقته الشظايا
فاتكات على وتر اخرس
شده الصمت
وظل يصفر في الفراغ
بعد أن داعبته الريح
.
.
.
الحمامات ابتعدت
خذلتها الأجنحة
ضاقت بها المسافات
فكان السماء ملاذها الوحيد
فظلت تدور ..
تدور ..
تدور
حتى التهمتها المذبحة
[email protected]
#حبيب_النايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟