داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 18:13
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العلم, الاكتشاف والنظرية, الاختراع... ثلاث كلمات تشكل محور تقدم البشرية وفي مجملها تشكل لفريق لا يستهان به الإله الجديد البداية والنهاية والغاية والمنتهي.... ولنبدأ بالاكتشاف والنظرية... ولنرجع إلي الوراء لبدايات الإنسان عندما اكتشف النار... وهنا بداية الاختراع ووضع النظريات فعندما اشتعلت النار صدفة أمام الإنسان, وأحس لسعتها تؤلمه ووهجها يدفئه ونورها يزيل عنه ظلمة الليل وقوتها وجبروتها يحميه من الوحوش... عندما اخترع او اكتشف النار تم وضع النظريات الخاصة بها من احتكاك يؤدي للاشتعال... الاشتعال يحتاج لعشب جاف... الخ وضع بهذه المعرفة الأولي عدة قواعد:
1- الصدفة آم الاكتشاف والمعرفة
2- الاختراع او الاكتشاف ما هو إلا التعرف علي حقيقة موجودة بالكون ولها نظريات ثابتة تحققها والإنسان عندما يزيح حجب هذه المعرفة عنه يصبح مكتشف لحقيقة موجودة
3- ان كل حقيقة موجودة هي بكونها نظرية نحن فقط نزيل ساتر حجبها ثم نكتبها لنجعل منها نظرية علمية
4- ان كل اكتشاف هو بالأصل له دور محدد موضوع له ونحن باكتشافنا نستخدم هذا الدور ونستخدمه فنحن مستخدمين لعوامل الطبيعة الموجودة بنظرياتها وقوانينها
5- ان كل اكتشاف او نظرية له وعليه والإنسان هو الذي يضع قواعد الاستخدام ثم يصنفها النار خير لأنها تساعدنا في الدفء الحماية وغيرها وشر لأنها تحرق الزرع, تحرق وتؤلم الإنسان وتسبب وفاته إذا ما أسيء استخدامها فنحن نضع القواعد حسب استجاباتنا لها وحسب تفسيرنا لها. فيضع قواعد الاستخدام والقيم الخاصة بالاستخدام من الصحة والخطأ
وبالقياس نتتابع, قوانين الجاذبية, الأدوية من الأعشاب ,استخدام الإلكترون لحمل الكهرباء ثم الصوت ثم وثم وثم وكلها استخدام الطبيعة والمكونات الأولية الموجودة لزيادة النفعية منها وكل يوم يزال حجاب من أحجبة المجهول ليصبح معلوم وتكتب النظرية الخاصة به
وبتحليل التاريخ نجد ان كل نظرية وكل اكتشاف أولي كان في الغالب وليد الصدفة التي دلت الإنسان لحجب ستار الغيب عنه ومعرفة شيء بالكون من اجل استفادة الإنسان منه لمعيشته وتقدمه وزيادة قوة عقله, حتى العلوم الفلسفية والعلوم الغير ملموسة من فكر وأدب ما هي الا معرفة ما هو موجود وتفسيره.... وبالنهاية لا شيء وجد بالكون من العدم,,, وهذه الأوليات التي تمت بالصدفة هي الحجر الذي قامت عليه الاختراعات حتى يومنا هذا وفي مجملها هي اكتشاف ما هو موجود وجمعة وطرحة للوصول منه لشئ أخر.... والغريب أن الإنسان بعد تملكه من القوي التي كانت خافية عنه وتعريفة لها اعتقد انه خالق هذه القوي ومالكها وان عقله هو الذي صنعها فهو الأقوى وهو الإله وهو المتحكم فيها .... وانكر ان لها صاحب هو من واضع النظريات التي اكتشفها الانسان فيما بعد, وان دور العقل والانسان ما كان اكثر من ان يزيح عنها حاجب الجهل بها... ويعرفها ويستخدمها لمصلحت الانسان وبذلك يكون السؤال الذي يطرح نفسه من خالق هذه المكونات من واضع هذه النظريات التي نصل لمعرفتها وتحقيق ما هو موجود منذ الأزل
وفي نظرية داروين يقال ان الإنسان خلق صدفة من تحور لا توصيف او مدلول او له سند علمي من طور الحيوان وهو القرد إلي طور أكثر تحضر وهو الإنسان... والغريب ان العلم نفسه والعلماء نفسهم هم الذين ينكروا أي غيبيه وأي شيء بلا قانون ولا يتركوا اي شيء في الكون للصدفة فما في شيء او كائن أخر في هذا الكوكب او هذا الكون خلق صدفة مثل الإنسان,,, فدوران النجوم له نظرية والقمر والأرض الجبال والمياه والبحار والمحيطات لها نظرية ومحسوبة , كل شيء انشأ بقدر إلا الإنسان هو الوحيد الذي وجد من خلال صدفة غير معلومة ليتحول من القرد للإنسان العاقل الناطق المفكر القادر علي اكتشاف القوانين التي تدير كل العالم ويكتبها بطريقة علمية إ... ويبقي تعريف كل شيئ الا قانون تعريف الصدفة التي وجدته من القرد وبالرغم من وسائل العلم الحديثة التي اكتشفت الدي ا ن ايه ووصف الإنسان توصيف دقيق عجزت كل هذه العلوم عن إيجاد أو توصيف أو وضع المعادلة العلمية السليمة التي تثبت النظرية في الحلقة المفقودة لتحقيق هذه الصدفة الوحيدة في الكون,,,, وكأن الإنسان هو الشيء الوحيد الذي لا قدر له في هذا الكون فيكون ظهوره هو الوحيد صدفة في كون منضبط ومنظم وكل شيء فيه بقدر وقانون منظم لو اختل فيه معيار لهدم كله. والصدفة الوحيدة هي التي حدثت لتخلق الإنسان الذي يتحكم ويطوع الكون نفسه مع انه غير قادر علي تغيير اي من قوانينه فلو زاده مساحات الماء أو قل الهواء او نقصت الغابات او دست الجبال وهي رواسي الأرض لاختل وانهار وانتهي أي تغيير طفيف في هذه الموازين تؤدي لدمار الكون لا محالة... ثم يقال ان كل هذه القوانين التي لو اختل احدها لانهار.. كل هذه القوانين المحسوبة بدقة ومحسوب القانون المجاور والمكمل لها بدقة كل هذه القوانين قام كل منها بذاته بدون أن يكون هناك قوي او تنظيم اكبر يقنن كل مفردة في نظام تجميعي .... مع الأخذ في الاعتبار إن كل النظريات العلمية تنفي إن أي شيء قادر علي أن يخلق من العدم....والأغرب إن في وسط كل هذا ظهر الإنسان صدفة غير معلومة كيف ولكنه وجد صدفة من كائن غير مدرك ليكون دورة هو اكتشاف هذه القوانين واستخدامها حتى تكون نهاية هذا الكون علي يد هذا الإنسان ولعبة بهذه القوانين وإخلاله بنظامها الموضوع مسبقا.. وثقب الأوزون وزيادة التصحر والصراع علي الماء وفي يوم الهواء ما هو إلا دليل علي العبث بالقوانين ألموضوعه لهذا الكون من هذا الذي خلق بطفرة من القرد,,, ويظل السؤال لم يا تري الإنسان هو الوحيد الذي كان نتيجة طفرة ولا توجد أي طفرة لأي من الحيوانات والنبات والجماد وكل بقوانينه ...... الطفرة الوحيدة هي التي أصبح لها القدرة علي التحكم في هذا الكون وهي الوحيدة التي لا محالة مسيرة لتنهي هذا الكون بما تعتبره إلهها الأكبر الآن ألا وهو العلم
ولنترك هذا قليل وننظر للجانب الأخر من النظريات والتعريفات... من الذي يعرف الخير والشر,,ولماذا يطلق علي هذه الأفعال خير وذاك شر... من يقول ان القتل شر... من يقول أن القتل للعدو خير ... ومن يقول من هو العدو... ما هي العداوة... بما إننا في مرحلة اختيار وتغيير للقيم والأخلاق وإعادة تصنيف المبادئ والخلق والقيم واختيار التعريفات والتصنيفات ,,, ما هي المعايير التي نصنف بها الخير او الشر ومن يحدد الصواب والخطأ من يقول أني علي صواب او الأخر علي صواب او خطأ... بما إننا نهدم كل الثوابت وكل المعايير وكل الموروثات وكل رموز البطولة والصواب كل المثل والأمثال وكل المبادئ والأخلاق التي عاشت بها الشعوب لقرون لنضع معايير ورموز جديدة ...
وبالرجوع للقول انه لا يوجد اله ولا يوجد غيبيات والإله هو العقل والعلم,,, فكم اله حالي ,,, وهل كل عقل هو اله في حد ذاته وبذلك كل عقل عليه ان يفرض القوانين التي يجدها مقبولة له.. فمن يقول انه لا يوجد قوي عظمة واضعة للنظريات متحكمة لها السيادة العليا والتي تتحقق من ان كل قانون موضوع من قوانين الطبيعة يتماش مع المنظومة ألكبري للكون وان كل معايير الأخلاق هي المعايير العليا لأي عقل وجنس ولون ان كان لا يوجد هذه القوي وكل عقل بذاته اله من يقول أي قانون هو الأصلح
من يستطيع ان يفصل بين من يقول هناك رب واله ومنظم لهذا الكون وقوي عليا وفي نفس الوقت هو عاجز عن ان يريه لنا بالعين المجردة ويتمسك علي وجوده من معطياته ومدلولاته
ومن يقول لا يوجد اله ولا قوي عليا وان كل شيء خلق وحده وهو موجود لأنه موجود والعقل هو السيد مع انه مخلوق وما يصل له من العلم هو الغاية والإله مع انه مجرد الوصول لمعرفة ما هو موجود واستخدام ما هو موجود ومخلوق بالقدر الذي خلق له
من يفصل فلا هذا قادر أن يرينا الله ولا هذا قادر علي إثبات أن هناك شيء يخلق من العدم
وفي غمرة الـتأسد والشعور بالقوة وزهوه قوة العقل نري كل فرد وكل عقل يجد في نفسه قوة الإله فهو العقل والعقل هو الإله فيحس أي أن كان بالهيمنة علي الكون ويصبح من حق كل شخص بما انه اله بعقله ان يضع القوانين للكون ويعدلها... وبما إننا لا قدرة لنا علي القوانين العلمية والكونية فينحصر سن القوانين علي الإنسان فيبدءا العبث بالادين فيبدأ بانكار الالهة كل ما سبق اساطير وارهاصات, فكل عقل هو اله وله حق الغاء باقي الالهة والاديان, ثم يعرج علي الأخلاق ومعايير الصواب والخطأ وقوانين العيب والحياء والخلق والقيم والمثل... فكل شيء أصبح قابل للتفاوض وأصبح قابل للتشكل حسب اله وعقل كل مفرد قائم بذاته فلا شيئا ثابت وكل شيء قابل للنقاش ولا شيء فوق النقد... وكل منا يحمل معه إلهه وهو عقله وبالتالي يضع نظمه وقواعده الأخلاقية والعقائدية كل حسب رؤيته..
فتستباح المحارم... وتهدر الكرامة ويتبدل الخير شر والدعارة خلق... وأولاد السفاح مثل عليا والزواج نظام بالي وحق المرأة في التعدد كما ان الرجل حر فيمن يعاشر ويصبح حياء المرأة تخلف وقوة الرجل جبروت وكل يضع معياره حسب رؤية إلهه وهو عقله
ويصبح إنتاج الأسلحة الفتاكة ومحو شعوب أعمال مجيدة فحسب نظرية البقاء للأصلح لا خير في امم لا ترتضي بالعقل اله ويصبح محوها حفاظ علي الإنسانية... ويصبح استباحة دماء وكرامة شعوب قيمة في حد ذاتها فهم عار علي الإنسانية لضعفهم وتظهر التبريرات وتوضع النظم الجديدة للبشرية حسب عقول آلهة الدمار الشامل لان الغلبة للقوة ولان العالم ضاق بمن فيه فينادي للحفاظ علي المياه وكمية الزرع التخلص من بعض الشعوب المعيبة في نظر القوي وصاحب الأسلحة وبالتالي العلم والعقل والإله الاقويو والبقاء للاصلح, والحفاظ علي النخبة والتخلص ممن يراهم اهل العلم الجديد الهة عقولهم الجديدة جراثيم مجتمعية يجب التخلص منها... ويحظر امتلاك القوة والاسلحة الا لمن لهم الغلبة فيسحقوا من ينازعهم وتعود شريعة الغاب ويكون البقاء القوي عقل واقوي اله عقلي
ويا له من عالم ومستقبل للبشرية
لان بالنهاية مع تعدد وكثرة الإلهة لابد ان يتنازعوا ليبقي اله واحد يحكم ويسود وعندها سندعو لو كانت نظرية داروين سليمة لكن بالعكس لتحول الإنسان فاقد العقل والمنطق لقرد حتى يتوقف عن الإيذاء والتدمير والهدم ويخضع لقوي الطبيعة والكون وصاحب هذا الكون
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟