أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )














المزيد.....

الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2842 - 2009 / 11 / 28 - 01:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مساع التجديد والإصلاح الديني والسياسي، الذي شهده الفكر الشيعي، تزامن مع انطلاقة المشروع النهضوي في العديد من الأقطار العربية والإسلامية، مثل مصر وبلاد الشام وتركيا والعراق وإيران وتونس وغيرها. ونشير هنا إلى الدور المحوري الذي لعبه جمال الدين الأفغاني (1838- 1897) في وضع اللبنات الأساسية له.
لقد كتب عن الأفغاني وإسهاماته الفكرية والسياسية ونزعته الإصلاحية الكثير، كما طرحت العديد من علامات الإستفهام (من قبل أعدائه ومؤيديه) حول شخصيته وحقيقة توجهاته الفكرية والمذهبية، حيث إعتبره البعض بأنه ماسوني معاد للدين وللإسلام من الداخل، في حين وجد فيه البعض الآخر مصلحا ورائدا كبيرا ساهم بقوة في حركة التنوير والإصلاح، والعمل على إنهاض وتغيير الواقع المتخلف للمجتمعات الإسلامية، الرازحة تحت هيمنة الاستبداد التركي، والتبعية والنفوذ الاستعماري. وهنا نشير إلى إن انتماءه المذهبي الشيعي كان معروفا، حيث أقام في النجف، وتلقى العلوم الدينية في حوزتها والتي شملت التفسير، والحديث، والفقه، وأصول، وعلم والكلام، والمنطق، غير أنه اتسم بالانفتاح على كافة المذاهب الإسلامية من جهة، وعلى منجزات الحضارة الغربية من جهة أخرى، داعيا إلى الابتعاد عن الفرقة والإنقسام، والتأكيد على الوحدة الإسلامية والتآخي بين المسلمين، على قاعدة المشتركات الدينية والوطنية والإنسانية.
ووفقا لعالم الاجتماع العراقي علي الوردي في كتابه ملامح اجتماعية في تاريخ العراق الحديث فقد امتلك الأفغاني القدرة على التكيف والانفتاح، متجاوزا المعيقات والحواجز المذهبية والاجتماعية، ففي الوقت الذي أنتقد فيه أهل السنة على سدّهم باب الاجتهاد نراه ينتقد الشيعة على عاداتهم في ضرب أجسادهم بالسلاسل ضمن إقامة المآتم الحسينية .
ويرى الأفغاني إن إثارة قضية الخلافة بعد وفاة النبي (ص) أمر يضر المسلمين في الوقت الحاضر، ولا ينفعهم وقد كتب ما يلي لو أن أهل السنّة وافقوا الشيعة الآن على أحقية علي بالخلافة، فهل يستفيد الشيعة من ذلك شيئاً أو إن الشيعة وافقوا أهل السنة على أحقية أبي بكر فهل ينتفع أهل السنة؟ . ثمّ يصرخ أما آن للمسلمين أن ينتبهوا من هذه الغفلة ومن هذا الموت قبل الموت .
التأثير المباشر وغير المباشر لجمال الدين الأفغاني على الفكر الشيعي تمثل بصورة واضحة في إرهاصات التجديد الفكري والإصلاح السياسي، من قبل مجموعة من رجال الدين الإصلاحيين التي سبقت ثورة المشروطة (1905 ( أو الثورة الدستورية في إيران وواكبتها وأعقبتها، وإن لم يتحولوا (على غرار الآخرين في المشروع النهضوي) إلى تيار سائد في إيران والعراق بفعل عوامل موضوعية وذاتية مختلفة، من بين تلك الشخصيات نذكر قائد ثورة التنباك الميرزا الشيرازي، والآخوند محمد كاظم الخرساني الذي قاد الحركة الدستورية ضد استبداد محمد علي الشاه، وكان في معيته الشيخ محمد تقي الشيرازي وميرزا حسين الشيخ خليل والشيخ فتح الله الخرساني والسيد مصطفى الكاشاني وآخرون، ونشير هنا إلى الكتاب الهام للدكتور فؤاد الإبراهيم الفقيه والدولة - الفكر السياسي الشيعي حيث يقول الفقه الشيعي في حقله السلطاني التقليدي لا يشكل منطلقا نهائيا لحركة الآخوند في بعدها السياسي العام والأمر ذاته ينطبق على قادة المشروطة فالآخوند لا يرمي من وراء حث الناس على الاصطدام بالسلطة أو مقاومة الاستعمار، إلى إقامة سلطة رجال الدين تماما كما الحال عند رهط المصلحين في تلك الفترة كالأفغاني وعبده والكواكبي، وإنما كان على استعداد للتسليم بنظام حكم غير ديني يتصف بالعدل .
هذا المنزع الإصلاحي ترسخ مع الشيخ محمد حسين النائيني الذي جسدته رسالته (تنبيه الأمة وتنزيه الملة) الصادرة في عام 1907 ، ومع أن حركة المشروطة (1906) سبقت كتاب النائيني غير إنه بات رمزها الفكري الأبرز. سجال النائيني كان يعكس إلى حد كبير الإنقسام في المؤسسة الدينية بين مؤيد للحكم المطلق (المستبدة) ومناصر للحكم الدستوري(المشروطة). كما أن سجال النائيني ضد الشيخ فضل الله نوري المدافع عن سلطة الاستبداد لا يزال يحظى بأهميته حتى وقتنا الراهن. النائيني وفقا للدكتور فالح عبد الجبار كان ينطلق من فقه العبادات وفقه المعاملات، أي ينطلق بالكامل من داخل علم الكلام والفقه الإسلامي، لا من خارجه.
فعلى سبيل المثال فإن فكرة شرعية الحاكم الدنيوي، منزوعة تماماً في علم الكلام الشيعي، وهنا يستخدم النائيني هذه القاعدة لنفي الشرعية عن الحكم المطلق، باعتباره جزءاً من الحكم الدنيوي الفاقد للشرعية. ويضيف الدكتور فالح عبد الجبار لو استخدمنا مقولات النائيني، فإن كل الحكومات القائمة غير شرعية، وأن الحكومة الدستورية (اقرأ: الديمقراطية) هي أفضل الخيارات من وجهة نظر المصلحة، وأن المصلحة تتحقق بانتخاب الممثلين مباشرة، دون وساطة، وان لممثلي الجماعة الحق في اختيار عدد من المراجع الدينية للمشورة، لا للقيادة .
وعلى خطى النائيني تمثلت أطروحات الشهيد (محمد باقر الصدر) في دور المجتهدين كشهود، أي أن دورهم هو الإرشاد، لا الزعامة أو السلطة المباشرة للفقهاء. الأسئلة التي تطرح نفسها هنا هو: لماذا فشل وانتكس مشروع التنوير والعقلانية والإصلاح والتجديد الديني؟ ولماذا تصدر المشهد الأصوليات (السنية والشيعية) الدينية، ذات المنزع الأيدلوجي والسياسي الصدامي والعصبوي الصارم والمتزمت إزاء الآخر، الذي خلط الدين بالسياسة وحوله (الدين) إلى ثقافة و ممارسات (شكلية - طقوسية) عامية تتسم بالخرافة والخزعبلات والأسطورة ليس لها علاقة بجوهر الدين؟



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكر النهضة يقتحم الدوائر المحرمة ( 2 )
- الدين والفكر الديني.. الثابت والمتغير ( 1 )
- معوقات الإصلاح والتغيير في العالم العربي
- الخطاب الطائفي عامل تفتيت للمجتمعات العربية
- الانتخابات المقبلة ومتطلبات إعادة بناء الدولة العراقية
- أحمد الشملان.. مثال المثقف العضوي
- الهوية والتنوع والمواطنة
- تقرير التنمية الإنسانية العربية.. واقع مر وأفق مسدود
- اليمن إلى أين؟
- اليوم العالمي للديمقراطية


المزيد.....




- أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في ...
- إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش ...
- غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي ...
- -لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي ...
- الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
- بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص ...
- إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
- -وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
- -حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف ...
- سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )