البكاء فرحا

صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2841 - 2009 / 11 / 27 - 07:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

LETTRE À ELISABETH N…1
DE LA SOUFFRANCE
Gabriel Marcel
Chère Amie,
"(…)Voyez-vous, Elisabeth, quoi que nous puissions dire de la souffrance, elle n’est pas une ombre, une illusion, un mirage ; elle est une réalité… La souffrance est, et une voix venue du plus profond de nous-mêmes, une voix qui ne se laisse point réduire au silence nous crie qu’elle ne devait pas être. Le scandale est là. Il n’existe pas de jeu de pensé qui permette de l’éliminer. Il est vain de dire qu’elle n’est pas, ou plutôt c’est un mensonge ; il n’est pas moins vain de prétendre avec M. H…4, votre ami de la Sorbonne, que " tout ce qui est réel est rationnel ".
Ce ne sont là que des mots".

إلى غابريال مارسال،

الحق، أن أكثر ما يتجنبه الناس، وبخاصة الفلاسفة، هو الفضيحة.
لأن الفضيحة هي الألم و الألم هو الواقع وإذن فإن كل ما هو واقعي هو فضيحة.
ولكن، لم يعد بوسع الناس تجنب ذلك.
إنسان اليوم هو الألم بعينه وإنسان كل يوم هو حياة كل يوم، أي ألم كلّ يوم : ألم الأيام هو ألم الآلام.
الألم هو، كما أحس و أفهم وأفكر وأفضّح عن نفسي بنفسي، أن تحبّ ما تكره وأن تكره ما تحب وهذه هي فضيحة الواقع. يعنى ان تحب ما لا تحب وأن تكره ما لا تكره وهذا هو واقع الفضيحة بلا تشديد على أي شئ.
ورغم ذلك، يعتقد الشعراء، بكل حق، أنّ عبيد الواقع يكذبون ولو صدقوا.
الشعراء ليسوا خارج الواقع، هم فقط لا يشاركون في صنع الفضائح وهم يقاومونها على الدوام بقوة الصدق وبقوة التقزز وبقوة المرارة وبقوة الإستغناء.
لا يفعل الناس في الذهاب إلى الواقع إلا الذهاب إلى قبورهم قبل الأوان وإن إلتقاؤهم التافه والمحزن في القبور هو تبادل نفاق مستمر وضحك على الحياة.
إن الفضيحة هي أخطر من يهدّد الوجود ولكن الوجود لا يتوقف على العدم: (عدم أيّ شئ بالأحرى).
إن سر البكاء فرحا هو توقف الألم ولو للحظة و بالتالي النجاة من الفضيحة ورفض الواقع بشكل صارم.
ولكن، من يستطيع اليوم تذوق ذلك؟
إذا سألت شخصا ماذا تريد وقال لك فرحا فذلك شخص لا يعوّل عليه.
إذا سألت شخصا ماذا تريد وقال لك بكاءا فذلك شخص لا يعول عليه.
البكاء فرحا صفة وجود لا يحتمل الفضيحة.
هو ليس كمالا وإنما هو يأتى كاملا.
وهو صفة من صفات الصدق والجميل والتغلّب على الواقع التعيس لا الإستسلام.
البكاء فرحا شئ كالصبر الجميل والخُلق العظيم، كالصدق المبين والحق المبين، والحب الكبير والانفجار العظيم...

صلاح الداودي،26 نوفمبر2009

1Paru dans Dialogue avec la souffrance, S. Fouché (éd.), Paris, Spes, « Foi vivante », 1968, pp. 64-70.

4 On suppose que Marcel fait ici référence à Jean Hippolyte, spécialiste des études hégéliennes. L’adage « tout ce
qui est réel est rationnel » est, comme on le sait, l’expression qui caractérise le panlogisme de Hegel.

#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات