صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 19:59
المحور:
الادب والفن
..... ... ... .......
قبلَ أنْ أعبرَ المسافات
خبّأتُ منجلي الصَّغير
بينَ حميميّاتِ الرَّحيلِ
راغباً أنْ أحْمِلَهُ إلى سماءِ الغربةِ
إلى شواطئِ اسكندنافيا
منجلٌ صغيرٌ مسنونٌ
بأحجارِ الصُّوّانِ
منجلٌ يحصدُ
خصوبةَ الشَّوقِ
معلّقٌ
بين جنباتِ بهجةِ الحلمِ
.. بقيَ منجلي هناك!
لكنّه يزورُنِي بينَ حينٍ وآخر
يعبرُ واحاتِ الحلمِ
يداعبُ شموخَ السَّنابلِ
يمنحُنِي رغبةَ الرَّقصِ
على إيقاعاتِ
حفيفِ اللَّيلِ!
تتلوَّنُ وجوهُنا بالأوجاعِ
كلّما نرقصُ
رقصةَ الرَّحيلِ..
آهٍ .. عَبَرْنَا الضَّبابَ ..
ضَبَابَ المسافاتِ
إيّاكم أنْ تُضيّعوا منجلي
إيّاكم أنْ تعفِّروا وجْهَهُ الزَّاهي
اِتركوه مسنوناً
مسنوناً للغايةِ ..
إنْ جئتُ يوماً
ولم أرَهُ مسنوناً
سأرفعُ عليكم فردةَ الرُّحى ..
كم مرّةٍ عَبَرْتُ تلكَ الرَّوابي
أسوقُ دابّتي
قاصداً فرداتِ الرُّحى
كم مرّة جَفَلَتْ دَابّتي مِنَ الطِّيورِ
وهي تعبُرُ أخاديدَ الزَّمنِ
أسمعُ هديرَ الرُّحى
تدورُ كما يدورُ الزَّمن
في لجّةِ الانتظار
انتظارُ حبّات القمحِ
بعدَ أنْ تصبحَ طحيناً
يغفو الطَّحّانُ
على إيقاعاتِ حجرِ الرُّحى
أتْرُكُهُ ينامُ ..
يأخذُ غفوةً
يستيقظُ حالما تتوقّفُ الرُّحى
عنِ الدَّورانِ
يتواصلُ معَ هدوءِ المكانِ
ويغفو على إيقاعِ الهديرِ
..... .... ... ... يتبعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟