أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - ماجد المذحجي - كرامة ناقصة على الحدود الشمالية














المزيد.....

كرامة ناقصة على الحدود الشمالية


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 20:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


حتى الان لم تنجح السعودية في القضاء على ميليشيا الحوثي المتسللة إلى داخل حدودها كما تردد الحكومة ووسائل الإعلام السعودية، ولكنها نجحت في شأن آخر على الأغلب: تحويله من قائد ميلشيا إلى ما يشبه حارس للكرامة اليمنية على الحدود الشمالية، خصوصاً حين تصبح السيادة أمراً ساقطاً من الحسابات الرسمية اليمنية في مواجهة الشقيقة الكبرى كما يبدو عليه الأمر!

يثير هكذا تقدير قدراً كبيراً من الحساسية الرسمية حين يضعها في موقف المتخلي عن اعتبارات الكرامة والسيادة الوطنية، ولكنه ضمنياً ينسحب على إحساس الكثير من اليمنيين مازالت السعودية تحضر بالنسبة لهم كطرف غير نزيه فيما يتعلق باليمن، وحيث هي المتصرف السري السيء بمصير هذه البلاد لفترات طويلة كان فيها طموح اليمنيين ببلد محترم وذو استقلالية في قرارها ومصيره يجابه بالنفوذ السعودي المسكون بوصية مؤسسها عبدالعزيز لأولاده "خيركم من اليمن وشركم من اليمن".
لم توفر السعودية أسباباً لغير هكذا تقدير في إدارتها على معركتها على الحدود اليمنية وداخلها، حيث يصبح الحق السعودي في التصرف لحماية نفسها متعدياً أي اعتبارات، وبسهولة يصبح من حق قواتها أن تقصف دون تمييز، وبأكثر الأسلحة حداثةً وفتكاً ودماراً، القرى اليمنية متسببة بمقتل الكثيرين دون أي تمييز كانوا حوثيين أم مواطنين مغلوبين على أمرهم، وحين يصبح من حق القوات البحرية السعودية حصار ميناء ميدي اليمني، ضمن المياه الإقليمية اليمنية، لاعتبارات أمنية تتعدى الحصار لاحقاً لتصل إلى قصف قوارب الصيادين ومؤخرة الميناء بالطائرات دون أدلة على أي تهريب للسلاح وفق التبرير الشائع، وهكذا فأن الحاصل في كل ذلك حين يخص السعودية آن لا كرامة لليمنيين حتى في أرضهم بمواجهتها!

تتحدث شكاوي كثيرة، وإشاعات غير مؤكدة حتى الان، عن نقل معتقلين يمنيين من الذين يدخلون تهريبا للعمل للسعودية إلى خطوط المعارك، وعن اعتقالات دون تمييز للاجئين اليمنيين في السعودية، حيث الضرورة كما يبدوا تقتضي وجود أسرى حوثيين يجب توفيرهم بأي طريقه أو ثمن حفاظاً على كرامة الجيش السعودي في معركته الظافرة ضد "المتسليين"، وهنا لا يصبح مهماً التمييز بين مواطنين منكوبين في هذه الحرب أو مقاتلين فعليين، ففي الأخير ينتمي الاثنين لبلد لا يستطيع حماية مواطنيه، بينما يجب حماية الكرامة السعودية بأي ثمن، وهي كرامة يبدو أن وقودها دماء اليمنيين فقط في هذه الحرب.

يزداد الوضع تدهوراً بالنسبة للمواطنين اليمنيين على الحدود مع السعودية، والتي تفاقمت مع دخول الأخيرة طرفاً في حرب صعدة، وعلى الرغم المناشدة المتكررة من منظمات الإغاثة الدولية، كان آخرها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فأن السعودية لا تلقي بالاً للأمر ولا تقدم أي مساعدات فعلية أو تسهل الأمر على قوافل الإغاثة الدولية التي تريد إذناً فقط بالدخول من جهة الأراضي السعودية للوصول للاجئين اليمنيين العالقين، حيث الأمر مرهون بموافقة أمنية من قبلها، وعلينا عقب ذلك أن نشاهد قناة الـmbc وقناة العربية، التي أصبحت أشبه بجهاز تعبوي للجيش السعودي، وهي تتحدث عن تحول مخيمات المواطنين السعوديين إلى أشبة بمدن بمكتملة الخدمات، بينما على الطرف الأخر من الحدود، حيث لا تتعدى المسافة عشرات الكيلومترات فقط، هناك أخريين متروكين في العراء دون حيله، وهم عرضه للموت إما بالقصف أو الجوع أو البرد.
اعتبارات السيادة حين تخص الدولة والكرامة حين تخص مواطنيها تتجاوز فكرة العصبية بمعناها البدائي لتصبح تعريفاً لحضورها بمقابل الآخرين ومدى استقلاليتها وحصانتها تجاه "تغولهم" عليها. والافتقاد للحساسية تجاه كل ذلك مؤشر مفزع على المسافة التي تفصل الناس عن انتمائهم الوطني. وبهكذا حساسية منخفضة حتى الان يُمكن إدراك الحضور الضعيف لهذه الاعتبارات في السياسة اليمنية، والإعلام اليمني، حيث يصبح ما يحدث لليمنيين في الحدود الشمالية شأن لا يخص اليمنيين! وتهيمن السعودية بسوطها الطويل في اليمن مانعة أي شخص من الاقتراب من هذا الشأن، حيث لا يجب التشويش على معركتها للقضاء على المتسللين حتى وان اقتضى الأمر قتل بعض اليمنيين أيضاً وأن بالخطأ.




#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقاذ الوحدة بالتفكير في أزمتها.. احتقان الجنوب يُعيد اختبار ...
- عن جذر الدم في اليمن...العنف معطى تأسيسي للدولة والمجتمع وال ...
- الخيواني عرضة للأذى.. حين تكون الدولة غير عاقلة ينفضُّ الناس ...
- في وصف التغيير والارتياب به.. هل تحول الاسلاميون فعلاً!!؟
- في الحديث عن الضيق، وعن كون صنعاء مدينة غير حديثة!!؟
- ميونيخ ل ستيفن سبيلبرغ.. فيلم سينمائي يشكك بمشروعية القتل
- بيروت والقدس.. محاولة ابتكار مشهديه عن مدن المأزق المستمر
- في محاولة اكتشاف الصوفي.. أو الوعي به
- الصورة والحقيقة، ما تقوله وما تستولي عليه
- !!عن الفراغ كحاصل لاحتفاء المكان بمزاج بدائي.. وعدائي
- الاحتفاء بالمكان الخطأ... عن صنعاء، والشعر الجديد، والثقل كح ...
- الصورة التلفزيونية.. انحراف عن الحقيقة
- في معنى أن تختار دون أن تُعرض نفسك لابتسامه عمياء
- التاريخ يتكلم بإسم عبد القادر الجزائري ..-كتاب الأمير- لواسي ...
- اعتراضاً على إعدام قاتل جار الله عمر
- رواية الضجر الأنثوي والجملة الناقصة.. رواية غرفة السماء ل مي ...
- ما يُفترض ان يكتبه شخص من ملاحظات
- عن الرمز المقدس وما عليه........
- التفكير في فكرة الرقيب الاخلاقي
- ستولد من أحبها من ضوء قمري أو من قدح


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - ماجد المذحجي - كرامة ناقصة على الحدود الشمالية