|
أن نكون نينيين أو لا نكون
محمد بوزكَو
الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 13:09
المحور:
كتابات ساخرة
"اليوم في فرنسا هناك نقاش واسع حول الهوية الوطنية ... فعندما تختلط الدماء والأفكار والقيم والتقاليد والمعتقدات يصبح ضروريا أن يتساءل المرء عن هويته الحقيقية (...) ونحن في المغرب بدورنا ملزومون بطرح هذا السؤال الحارق: ما هي الهوية المغربية وكيف السبيل الى تقويتها وحمايتها من الاختراقات (...) إن الأساس الصلب الذي تقوم عليه الهوية هو اللغة واللغة الرسمية للمغرب هي العربية. وهذا لا ينفي أن المغاربة يتحدثون ألسنا أمازيغية مختلفة وهذا امر يجب التعامل معه كثراء ثقافي للمغرب وليس كإشكال ثقافي (...) التحدي المطروح علينا جميعا، اليوم، هو أن نكون مغاربة أو لا نكون. الباقي كله تفاصيل" الكلام السابق لرشيد نيني في عدد مسائه 976 وتاريخ العاشر من الشهر الحالي. السيد نيني وكعادته زربان جدا ويحب الاختصار جدا، لذا فسرعان ما يبيض مفردات ومفاهيم وسرعان يحضنها كي تفقس فلاليسا، من الفلوس وليس من الفلس، الفلس العملة وليس الفلس /الإفلاس، ليجمع سلته كي يتفرغ من جديد لعملية التبييض ليُعمِر زاويته في العدد الموالي من مسائه. فللبيض ثمن وطوبى لمن فقس أكثر. لذا سرعان ما طرح سؤال مهم وثقيل : ما هي الهوية المغربة؟ وسرعان ما فبرك لنا جواب من وزن الريشة على شكل قالب جاهز للطلوع: الأساس الصلب الذي تقوم عليه الهوية هي اللغة واللغة الرسمية للمغرب هي العربية. اِوا اصبروا لحرقة القالب وهزوا المعروف وقولوا آمين. إن الهوية الحقيقية للمغرب ألسي نيني هي هوية هذه الأرض، تستمد أساسها من تراب هذا الوطن وتاريخه الأصلي وبعد ذلك تأتي اللغة، لغة أبناء هذه البسيطة... والذي لا يخفى على التاريخ وسيحفظه للأبد هو أن الأرض المراكشية التي تسمى المغرب هي أرضٌ أبناؤها أمازيغ ولغتها هي الأمازيغية، تاريخها صنعه ماسينيسا، يوغورطا وكسيلة وتيهيا إلى أن أتى العرب مستترين بين ثنايا صفحات قرآن مبجل، ظاهرهم دين متسامح وباطنهم سبي وقتل وغنائم ونساء بربريات للحرث فأوتوا حرثهم أنّا شاءوا... والآن يريدون إعادة عملية الحرث، حرث الأرض وتاريخها ولغتها بعد أن ثبت الزمن أن لهذا البلد أبناء حقيقيون، أصليون، دمهم لا زال ينضب... والسي نيني ليس سوى فلاح مسكين، مسكين معرفيا وليس ماديا، من بين فلاحين، صعب عليهم تقبل حقيقة هذا الوطن فشحذوا محراثهم الخشبي ليُأتوا حرثهم أنّا شاءوا هم أيضا، ضانين أن أرض تامزغا أرض خلاء ولجبنهم، وقلة حيائهم يُرَكِبون ويَرْكُبون تأويلات مضحكة ومخجلة لخطاب ملك البلاد... آلسي نيني اِن الملك في خطابه كان واضحا وصارما، تحدث عن الانفصاليين وكل من يدور في فلكهم، أي الذين أرادوا أن ينفصلوا عن الوطن، أي اللاوطنيين... وأنت بزربتك المعتادة بانت لك القضية فيها اللغة العربية والهوية... وركبت نظارات المعلم كي تعطينا دروسا في الهوية والوطنية... انك غاِلطٌ ألسي نيني... الهوية لها ملامح، والهوية لا تمزح ولا تقبل التهريج إنها ذلك العرق المتجذر في أعماق أرض هذا الوطن، كما عرق الأضراس ما أن تلمسه يلسعك تيار كهربائي وان قتلته انهار الضرس... أما وأن تنحت المفاهيم لتقلم أظافر الحقيقة وتلبسها الألوان التي تريد أن تراها بها أنت لا كما هي فعلا في محاولة هجومية لِسروَلة القارئ كما اعتدت فاعلم أنك أُورجو تاريخيا وشارد معرفيا... والوطنية لا بد أن تنبثق من روح الهوية، فبروح هاته الأخيرة تتركب الروح الوطنية... إذ لا وطنية لمن لا هوية له ولا هوية لمن لا وطن له... والهوية لا تقوم على اللغة الرسمية لأن هاته الأخيرة ليست سوى لغة مرسمة وليست لغة مؤصلة... واللغة الرسمية هي دائما لغة السلطة، هي لغة القوي الحاكم لا لغة القِوى المحكومة... والسلطة حين تعي هويتها الحقيقية ينسجم طرحها اللغوي وتتشكل ملامحها لأنها ستصبح سلطة ذات هوية، سلطة وطنية... لهذا نقول للسي نيني أن الهوية الحقيقية تنبعث من أعماق الأرض وتلقح باللغة الأصل فيكبران وتنموان سويا ومنسجمين... أما ما هو رسمي فغالبا ما يكون مفروضا وغالبا ما يكون المفروض مرفوض... وعليه فالتحدي المطروح علينا جميعا، اليوم، هو أن نكون نحن أو لا نكون. والتفاصيل كلها باقية... ألسي نيني. والسؤال الذي يقض المضاجع هو: مادام العرب يقرون أنهم غزوا شمال إفريقيا بالجيوش لنشر رسالة الإسلام، كيف استطاعوا بجيوشهم التوالد والتناسل حتى كثر سوادهم كي يتكلموا الآن على دولة عربية وشعب عربي... أين جدوا النساء اللواتي ضاجعناهن وحبلناهن؟؟؟ علما بأن الجنود العرب هم فقط من حط الرحال بيننا تاركين وراءهم نساءهم على سنة الله ورسوله... هل عقبة ابن نافع اصطحب معه زوجته للمغرب حين أتى غازيا فخلف منها أبناء هنا والآن ننكرهم؟؟؟ أم اصطحب معه أبناء prêt-à-porter وزرعهم على أرضنا كي يورثوا الجمل وما حمل؟؟؟
وبلا عقد أبناء المغرب لهم جذر... وجذر المغرب أمازيغي الهوية... وأرضه أمازيغية التربة... لغته الأصل هي الأمازيغية... أما العربية فهي ثراء ثقافي للمغرب وليس إشكال ثقافي... لذا وجب تصحيح المفاهيم...
#محمد_بوزكَو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشتاء قادمة بِدْجْوارو والشَّفْشافْ1...
-
أمازيغ 00 سكر
-
الحصلة الأمازيغية بين متزحلق ومنزلق
-
العرب و...
-
اِحْضوا أنفسكم (اِحترسوا) إنهم يضربونها...
-
رمضان وإعادة جدولة الشهوة
-
ممحاة لمحو الجهل بمحو الأمية
-
إيْ اِتْشْ وانْ إن وانْ... و الدَمْعُون
-
طير يا حْمامْ
-
اللغة والبكاء...والإنصاف
-
انتخابات.. ولا أصوات
-
الكذب على الذات
-
الرقص على لغتين
-
تعريب السحور ..
-
أَيور وشهر أيار... وباسل.
-
أكوام عظم في الأرض.. واِثْري* في السماء
-
ختان المرأة بالمركب الثقافي بمناسبة عيد المرأة
-
أني كتبتُكِ وقرأتُكِ غدا...
-
الرابطة المنحلة... فكريا
-
تلفزتنا... قد نشاهدك لكننا لا نراك
المزيد.....
-
وفاة عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن عمر يناهز 91 عام
...
-
شيماء سيف: كشف زوج فنانة مصرية عن سبب عدم إنجابهما يلقى إشاد
...
-
فيلم -هنا-.. رحلة في الزمان عبر زاوية واحدة
-
اختفى فجأة.. لحظة سقوط المغني كريس مارتن بفجوة على المسرح أث
...
-
رحيل عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن 91 عاماً
-
وفاة كوينسي جونز.. عملاق الموسيقى وأيقونة الترفيه عن عمر 91
...
-
إصابة فنانة مصرية بـ-شلل في المعدة-بسبب حقن التخسيس
-
تابع الان مسلسل صلاح الدين الأيوبي مترجمة للعربية على قناة ا
...
-
قصيدة عامية مصرية (تباريح)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
-
الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود يفوز بجائزة غونكور الأدبية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|