أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بسام البغدادي - يا أولاد ال... من أجل كرة القدم؟














المزيد.....

يا أولاد ال... من أجل كرة القدم؟


بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 03:29
المحور: المجتمع المدني
    


يبدو أنني كنت نائماً و اليوم أستيقضت, شكراً لعشتار المباركة من سطورها المقدسة فهمت سبب هذا الوباء الوطني المنتشر بين بعض الاصدقاء المصريين و الجزائريين هذه الايام. أن لم تكن تعرف ما هو السبب سأقوله لك, سبب الوباء هو مباراة لكرة القدم بين المنتخبين المصري و الجزائري على حد علمي. لا أعرف أين حدثت او متى, ولا اعرف لماذا يلعبون و ما هي التصفيات أن كانت تصفيات أو لا. لكن ما أثار غضبي الحقيقي هي تلك ردود الافعال المتشنجة و الغريبة التي بدأت بالظهور فجأة قبل أيام لدى بعض الاصدقاء, دعوات غريبة و صور عجيبة تكتسي مرة بالعلم المصري و مرة أخرى بالعلم الجزائري. دعوات عنصرية خبيثة لا تفرق شيئاً عن تلك الدعوات التي كنا نتلقاها من الاخوة السلفيين فيما مضى الذين يريدون القضاء على الشيعة و من جماعة جيش المهدي الذين يريدون القضاء على السنة النواصب.


ما أتفهك يا إنسان أنت الذي تثور لمباراة كرة قدم و نصف شعبك تنخرهُ الامراض و الجهل و الفساد على كافة المستويات. خواء فكري حقيقي و أزدواج حاد في المعايير يثير الغثيان و كأنه دعوه للقئ الجماعي بين الاخوة المتأسلمين يوم أمس و الوطنيين و القوميين اليوم.


ما أغباك يا صديقي عندما تدعو للثأرة مما حدث في مباراة كرة القدم و عشرات الآلاف من الشباب الذين كانوا معك في المدرسة او الجامعة او المعهد يجلسون مقيدين كالكلاب في سجون المخابرات المصرية او الجزائرية. ما أحقرك عندما تعلن بأن الجزائريين أرهابيين و بأن المصريين ابناء عواهر, عشرات الآلاف من الشباب و الشابات في بلدك لا يجدون لقمة العيش الا من خلال بيع اجسادهم بفضل القيادة الاقتصادية الحكيمة التي يمارسها القائد الضرورة في بلدك.

أن كان هناك إنسان مغيب فهو أنت يا من تثور من اجل كرة قدم ولا تثور لكرامتك في وطنك.
أن كان هناك إنسان إرهابي فهو أنت الذي ترهب نفسك و ترهب كل من حولك بشعارات فارغة لا تشبع حماراً قبضة شعير.
أن كان هناك إنسان بلا كرامة فهو أنت يامن تثور بسبب لعبة كرة قدم و شجار بين المشجعين ولا تثور للملايين التي تنتهك كرامتها في بلدك ومن ضمنهم أنت منذ عشرات السنين.

من أنا كي أقول هذا؟ ولماذا أقول هذا؟ ومن يعطيني الحق في قول هذا؟؟؟ وهل هناك مشكلة ما في حب الوطن و ان تكون إنساناً محترماً في نفس الوقت؟
نعم أنه تناقض واضح وضوح الشمس في صيف بغداد. عندما يدعي الانسان حبه لباقي البشر وفي نفس الوقت يربط ولائه بقطعة ارض تمتد بين خطوط وهمية لاوجود حقيقي لها ولا يملك الوقت او القدرة على رؤيتها حتى لو عاش عمره كله متنقلاً من نقطة الى أخرى. ليس هذا فقط, بل تفضيله للبشر الآخرين الذين شائت الاقدار ان يكونوا مولودين على نفس هذه الرقعة الوهمية عن باقي البشر فهذا في حد ذاته نزعة للأنفصام و الازدواج في المعايير. ما هو فرق المصري عن العراقي او الجزائري؟ الا نأكل ثلاثتنا الزفت منذ قرون.. هل زفتكم افضل من زفتنا ام زفت الجزائريين كان افضل؟ ما هذه العنصرية الزفت التي حلت على عيون البشر و اعمتهم عن حقيقتهم.

لكنهم قالوها سابقاً, عندما يفلس التاجر يبحث في دفاتره القديمة, وعندما افلست شعوبنا في إنسانيتها, بدأت تبحث عن انتمائات أخرى لا تمت للأنسانية بصلة

أما أنا, فأنا إنسان, نزعت عن جلدي قشرة الوطنية الغبية و التدين الاحمق, نزعت عن عقلي فكر القطيع و ثورات الخراف التي في طريقها الى المذبح. أنا إنسان, أفكر بعقلي و أكتفي بذاتي, دون أن أشعر بحاجة للأنتماء لقطيع من الصم و الطرش و العميان.

اطيب التحايا
بسام البغدادي












#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الله موجود؟ الجزء الرابع
- هل الله موجود؟ الجزء الثالث
- هل الله موجود؟ الجزء الثاني
- هل الله موجود؟ الجزء الاول
- الالحاد تحت المجهر
- الى شقرآء تدور في فلكي
- الحجة الغائية في أثبات وجود الله
- هل الالحاد دين جديد؟
- الكتاب الذي هز عرش الرحمن بل قلبه
- التاسع من نيسان يوم تحرير ام سقوط؟
- لا يوجد شئ اسمه ثمن الحرية
- وطني كوكب الارض, وديني سعادة الانسان
- هل أنت مخلوق لا يتطور ام على قمة سلم التطور؟
- هل نستطيع أخذ نظرية الخلق على محمل الجد فعلا؟
- هل نستطيع أخذ نظرية الخلق على محمل الجد؟
- الشعرة التي ستقصم ظهر نظرية التطور
- الرجل الذي أخرج الانسان من كهوف الاديان , الجزء الثاني
- حياة الرجل الذي أعاد رسم خارطة الحياة
- دارون الرجل الذي أخرج الانسان من كهوف الاديان
- هل كان المسيح ابن الله فعلاً ام كان أبن...؟


المزيد.....




- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بسام البغدادي - يا أولاد ال... من أجل كرة القدم؟