أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الاختراق المطلوب فلسطينياً














المزيد.....

الاختراق المطلوب فلسطينياً


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 22:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المهم أن نعرف أن دولة إسرائيل حتى في قمة التحالف اليميني الداخلي، كما يحدث الآن في حكومة نتنياهو، لا تستطيع أن تحتمل الصمود كثيرا أمام المقاطعة السياسية الفلسطينية، برغم أن الوجود السياسي الفلسطيني مازال تحت الاحتلال الإسرائيلي، إن كان في القدس والضفة الغربية عبر الاحتلال المباشر أو كان في قطاع غزة تحت الحصار والتهديد الأمني الكامل.

تبدو المعادلة غريبة، أليس كذلك؟
موازين القوى مختلة بالكامل لصالح إسرائيل، ولكن إسرائيل لا تستطيع احتمال المقاطعة الفلسطينية، لماذا؟
لأن الوجود السياسي الفلسطيني هو الهم الأول عند الإسرائيليين، من أقصى اليمين الديني والعلماني إلى أقصى اليسار، لأن هذا الوجود السياسي الفلسطيني غير قابل للزوال والموت، وغير قابل للجمود رغم ما يتعرض له من صعوبات كبيرة أثناء تحقيق مشروع الإجماع الوطني وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة والقابلة للحياة بكافة شروطها حيث أن البديل عن ذلك هو انبثاق مخاطر جديدة غير متوقعة ضد إسرائيل، وإعادتها من جديد بلا غطاء من أية شرعية، بؤرة عدوان، قوة احتلال، حالة عداء ضد منطقة بأسرها بكل تاريخها وتطلعاتها في آن واحد، بل إن مشكلة حوالي عشرة ملايين فلسطيني موجودين في الشتات القريب والبعيد تعود لتعيد نفسها بأشكال جديدة لا يقبلها الآخرون، وبالتالي فإن إسرائيل سوف تدفع غالباً ثمن المقاطعة الفلسطينية لها، وربما يكون الثمن فادحاً أكثر مما يتخيل كل المتشددين الإسرائيليين أنفسهم.

لقد حاولت إسرائيل أن تقوم هي بمقاطعة الوجود السياسي الفلسطيني، وكانت تضع كل حيثيات هذا الوجود الفلسطيني تحت بند الإرهاب والحظر والمقاطعة، هكذا فعلت مع كل الفصائل الفلسطينية، وهكذا فعلت مع منظمة التحرير الفلسطينية، وقد فعلت ذلك في وقت كان العالم بقواه الكبرى يصدق ما تقول ، بأنها المستهدفة وسط محيط من الأعداء، وبأنها الديمقراطية الوحيدة وسط منطقة معادية، وبأنها نموذج الحضارة وسط التخلف، ولكن هذه الصورة انكشفت بشكل واضح، فرواية إسرائيل عن نفسها لا يصدقها أحد، وأصدقاء إسرائيل حين يعطونها – كما تفعل الإدارة الأمريكية الآن – فليس لأن روايتها مصدقة، بل لأن أصدقاء إسرائيل لهم مصالح يريدون تحقيقها، وإسرائيل أداتهم الكفوءة في ذلك، مثل احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، فحين يكون هذا الاحتمال قائماً ولو بنسبة قليلة جداً، فإن إسرائيل تحظى بدعم أصدقائها، ليس لأنها مقنعة، وليس لأنها اتجهت إلى الخيار الصحيح، بل لأنها الأداة اللازمة في مرحلة متوقعة.

ولكن حتى أصدقاء إسرائيل الذين يتواطئون معها لمصالحهم، لا يستطيعون تعويضها عن مقاطعة الفلسطينيين السياسية لها، لأن قدر إسرائيل مرتبط إلى حد مطلق بهذا الوجود السياسي الفلسطيني، ولا فكاك لها منه، ولا حماية لها بدون أن تكون على قدر معقول من العلاقة مع الشرعية الفلسطينية، لأنه في مساحة فلسطين التاريخية، فإن التأثير الفلسطيني يكون مؤثراً جداً، وفي المنطقة المحيطة بفلسطين، فإن تأثير القضية الفلسطينية يبدو حاسماً في كثير من الأحيان.

إسرائيل الآن:

وفي موقفها العدائي من مشروع الدولة الفلسطينية، سواء كان هذا العداء عبر المنطلقات السياسية، أو كان هذا العداء عبر تصعيد موجات الاستيطان والتطرف إلى حد فقدان السيطرة، هي دولة مكشوفة، عرت نفسها من أية مصداقية، لا تملك الحد الأدنى من الإقناع، لأنها انساقت إلى حالة شاذة من حالات عربدة القوة، مثل عربة محملة بالمتفجرات تتدحرج إلى الهاوية، ولا يوجد في قيادتها من يسيطر عليها، وبدون أن تتوقف عن مزيد من الانحدار، فإنه لا يوجد أمامها بدائل أخرى آمنة.

وأمام هذه الحالة:

فإن إسرائيل تهرب إلى إثارة الضجيج في كل القضايا المطروحة، فتستخدم أسلوب التهديد والوعيد، والتهويل، والتخويف، وإلى نقل هذه الحالة نفسها إلى أصدقائها، ولكن هذا كله لا يفيد، وسرعان ما ينتهي، ويبرز السؤال الذي يلاحق الإسرائيليين، ماذا بعد؟ هل ستكون هناك مجزرة أخرى؟ هل ستستمر في تعمد تحطيم أكثر للسلطة الوطنية؟ ومن يكون الشريك بعد ذلك سوى عنف شامل من نوع جديد ينشأ من الفراغ الدستوري ومن انعدام الفرص، ومن إغلاق الأفق والأمل الذي تصنعه العربدة الإسرائيلية؟ بل إنه حتى أزمات الفلسطينيين الداخلية التي خططت لها إسرائيل منذ زمن طويل، لا طريق لها إلا أن تنفجر في وجه إسرائيل نفسها، بل إن كل الذين يخافون من التوطين الفلسطيني سيكونون مجبرين على دفع اتجاه الانفجار الفلسطيني نحو إسرائيل نفسها.

حتى هذه اللحظة:

فإن اللغة الحازمة والهادئة التي تتحدث بها القيادة الفلسطينية هي الانجح، فإسرائيل خلقت المأزق، وعليها أن تتحمل قدراً من الهم في إيجاد مخارج، تدور كلها في نطاق الدولة الفلسطينية المستقلة، وليس في أي نطاق آخر.

جدية الاختراق الفلسطيني المطلوب، تتطلب هدوءاً، وبرودة أعصاب، وثقة بالنفس، وحشد للمقدرات الممكنة، فكل ما يمكن أن تفعله إسرائيل كانت قد فعلته أضعافاً مضاعفة من قبل، ولكن كل ما تفعله قادتها في طريق إجباري للاعتراف بالفلسطينيين والتفاوض معهم، وأخذ وجهة نظرهم بالجدية المطلوبة.

المرحلة في الوضع الراهن صعبة جداً، والمرحلة القادمة صعبة جدا أيضا ، ولكن الصعوبة تواجه الأطراف جميعاً بلا استثناء .





#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل في حجم امة ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسة
- وعد بلفور ما زالت خطيئة البريطانين مستمرة
- وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار
- الدفاع عن الأمل
- تداعيات وأثار الحصار
- الأسيرات ..جرح الوطن وحلم الوطن
- القتل بأثر رجعي
- القتيل في قفص الاتهام
- فتح بين خيارات متعددة
- الانتخابات الفلسطينية من مأزق الى حل
- الحوار إلى التأجيل والانتخابات نحو التفعيل
- ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها
- اهلا رمضان
- من ينقذ هذه الشريحة المظلومة ؟
- هل انتهى زمن المعجزات ؟
- محمود درويش قريب جدا ..بعيد جدا
- الدكتور سمير غوشة قائد وطني مبدع بصمت
- د.سيد القمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة
- الذاهبون للمؤتمر
- الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الاختراق المطلوب فلسطينياً