أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الفعل الشعبي الفلسطيني وغياب الاداة القيادية















المزيد.....

الفعل الشعبي الفلسطيني وغياب الاداة القيادية


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 22:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


مؤلما ان يكون المشهد الفلسطيني بهذه الحالة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية بالمرحلة الحالية، وهي حالة لم تاتي من فراغ او عن طريق الصدفة بمقدار ما كانت مخططا صهيونيا ومراهنة فلسطينية لحل للصراع الدائر بين نقيضيين، لا اريد ان اتطرق الى حالة الانقسام والانشقاق التي تمر بها الساحة الفلسطينية، لان الحديث بهذا الجانب سيكون تكرارا لما كتب سابقا وماكتبه وقاله العديد من المطلعين والمراقبين للساحة، وما اريد ان اخص به مقالي هذا هو الموقف الشعبي الفلسطيني من مرحلتين اساسيتين عاشتهما القضية الفلسطينية وهما ما قبل وبعد اوسلو، وستكون عبارة عن مقارنة للموقف الشعبي الفلسطيني من مقاومة الاحتلال، وكيف كان ينظر المواطن الفلسطيني العادي الى الفدائي الذي اطلق الرصاصة الاولى، والى المجموعات الفدائية الاولى التي اجتازت الحدود، والمجموعات الفدائية بالداخل التي قامت بعملياتها العسكرية المحدودة، والانتفاضة الجماهيرية الفلسطينية التي انطلقت نهاية العام 1987، ومقارنة كل ذلك بالموقف الشعبي والجماهيري الفلسطيني اليوم من العمل والفعل الفلسطيني واساليب النضال والمقاومة بالمرحلة الحالية.

اي نظرة تحليلية لحركة الجماهير ومواقفها يكتشف بكل وضوح فروق كبيرة بمواقفها بمراحل النضال المختلفة، جماهير لم تتخلى اطلاقا عن احتضانها للعمل النضالي والمناضلين، وحمايتهم والدفاع عنهم وتوفير كل مقومات الدعم والاسناد، وتعزيز حالة التضامن والتكافل الفلسطيني الفلسطيني، فاحتضنت العمل الفدائي منذ ايامه الاولى ومدته بما يضمن استمراره ونجاحه، خرجت بالمسيرات والمظاهرات وواجهت قوات الاحتلال، مسيرات ضد الاستيطان ومصادرة الاراضي، ضد سياسة الضم والتهويد، ضد الابعاد والاعتقال، ضد القتل والارهاب، مسيرات ومواجهات وبطولات وتضحيات دفاعا عن القدس والمقدسات، مسيرات ومواجهات ضد العدوان على الثورة ومواقعها وقواعدها، جماهير اكدت التفافها حول القيادة الثورية التي تقود النضال باتجاه التحرير واحقاق الحقوق، خرجت الى الشوارع بكل المناسبات وتحدت العدو بكل ساحة ومكان ومناسبة رغم قوته وعنجهيته، جماهير تحدت اغلاق المدارس والجامعات واكدت على التعليم الشعبي رغم انف العدو، وكان يوم الارض علامة مميزة من علامات النضال الذي جاء ليؤكد على وحدة الارض والشعب، وكان يوم التضامن العالمي للشعب الفلسطيني ثمرة من ثمرات النضال، ولم تنسى الجماهير ذكرى النكبة لتقول نعم للعودة، ولم ننسى نضالات الاسرى بالسجون الصهيونية وتضحياتهم الجسام وصلابتهم وتحديهم للجلاد باجسادهم العارية وارادتهم الصلبة، شعب بكل طبقاته وفئاته برجاله ونسائه واطفاله وشيوخه كان مثلا بالتضحية والفداء، فانطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الاولى التي جاءت لتؤكد على دور المرأة كعامل اساسي بهذه الانتفاضة، والطفل الذي حمل الحجارة وغنت له الحناجر لبطولاته، فكانت الشوارع، السهول والجبال والقرى والمدن والمخيمات والقدس وساحات الاقصى والمساجد والكنائس وكل بقعة بفلسطين كانت ساحة مواجهة فكان الرأي العام العالمي الى جانب فلسطين وابطالها الى جانب الحق الفلسطيني بتقرير المصير والتحرير والدولة والعودة.

جاء اوسلو، وعادت الى الوطن جحافل المقاتلين والمناضلين الذين خرجوا من بيروت بقيادات هتفت بحياتها الجماهير الفلسطينية على طول هذه المسيرة الثورية، جماهير خرجت بمئات الالاف لاستقبال رموز وقيادات ثورية، فرأت باوسلو الامل والحل وحملت الابطال على الاكتاف ورفعت الاعلام على البيوت وبالشوارع والايادي ولاول مرة علنية، حيث كان رفع العلم له ثمن، معاناة وتشرد وملاحقات وسجون، جماهير رأت بأوسلو الامل الذي يحقق الحلم الذي كانت التضحيات ثمنا لتحقيقه، هذا الامل جاء نتيجة ثقتها بالقيادة، جاء اوسلو وبدأت الامال تتبدد، انتشر الثراء والغنى، بدات الامال تنتعش بان الضفة وغزة ستكونان سنغافورة، اموالا كثيرة ستحول الى فلسطين لتكون فلسطين الجنة الموعودة، فلسطين الحلم.

لم تمضي فترة طويلة ليبدأ الثلج بالذوبان لتظهر الامور على حقيقتها، فلم يكن اوسلو خطوة باتجاه الحقوق، وانما لتبديدها وضياعها، الفساد بدأ يعم، وتغير الجلاد، وفتحت سجون فلسطينية لتستقبل ابطال ومناضلين هتفوا ضد الاحتلال ورفضوا الكيان، قاوموا مصادرة الاراضي وتهويد القدس، الفدائي الفلسطيني صار له وظيفة اخرى غير وظيفة مقاومة الاحتلال وانما التنسيق مع الاحتلال وحمايته وصارت الدوريات المشتركة تجول الشوارع، ونقاط الارتباط انتشرت على مداخل المدن، ورمي الحجر على العدو صار ارهابا وجريمة يحاسب مرتكبها، اجهزة تمنع على الفلسطيني ان يهتف لفلسطين ويضحي من اجلها، واذاعة فلسطين غيرت اغانيها الثورية، والرموز الوطنية تحولت الى رموز بالغنى، ومقابل ذلك ايضا استمرت مصادرة الاراضي، وقلع الاشجار لم يتوقف، والقدس بدات تسير بالاتجاه المعاكس وتبعد وتبعد عن فلسطين واهلها، الفدائي صار يقبض راتبا ويضحي من اجله، الكلمة الحرة ملاحقة وممنوعة ومحذورة، الكتابة يجب ان لا تحرض على العدو وانما يجب ان تهلل للسلام، هذه التحولات وغيرها كانت تهدف لخلق واقع جديد ومفاهيم جديدة عند الانسان الفلسطيني العادي للصراع العربي الصهيوني، فالعدو يبقى عدوا ولن يتغير ما دام يسلب الارض والماء والهواء ويمنع على شعبنا حقه بالحياة.

بظل الانتفاضة الفلسطينية الاولى كانت الجماهير تلبي النداءات الصادرة عن القيادة الوطنية الموحدة، تلبيها وتلتزم بالبرنامج النضالي الاسبوعي او الشهري، وكانت الفعاليات الشعبية تاتي جميعها تلبية لنداءات تصدرها قيادة حكيمة تمكنت من اثبات قدرتها وجرأتها وحكمتها على مدار ما يزيد على خمسة سنوات من التضحيات الجسام، ولم تكن الانتفاضة الشعبية انتفاضة الداخل بمقدار ما كانت انتفاضة الشعب الفلسطيني بكل اماكن تواجده حيث المسيرات والتحركات والتفاعلات الشعبية الفلسطينية اولا والعربية معا مؤكدة على ان القضية الفلسطينية هي قومية ايضا والتضامن الدولي الذي كان يؤكد على اممية النضال وعلى حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، اما اليوم تنتهك المدينة المقدسة وتدنس المقدسات وتصادر الاراضي ويستمر البناء بالمستوطنات و11 الف اسيرا، وانتهاكات يومية ومجازر متواصلة واقتحامات متواصلة، وحق العودة ممنوع حتى على من طردوا بظل الانتفاضة الفلسطينية الحالية، ويبنى جدارا عازلا وتحاصر غزة.

جماهيرنا الفلسطينية لم تنحرف ولم تتراجع عن نضالها، ولكنها تفتقد الى القيادة التي توجه نضالها، وتقود مسيرة التحرير والاستقلال والعودة، فقيادة الشعب الفلسطيني ابت الا ان تكون عامل اجهاض للفعاليات الشعبية من خلال التنسيق الامني وملاحقة المناضلين والمساومة على الحقوق، قيادة تفتقد الى الحكمة بظل استمرار العدو بممارساته واجراءاته واستمرار احتلاله، فهل القيادة الفلسطينية قادرة على دعوة الجماهير للخروج الى الشوارع للتضامن مع القدس لتؤكد على فلسطينيتها وعروبتها واسلاميتها؟ هل القيادة الفلسطينية عندها الامكانيات لتحريك الشارع الفلسطيني ضد الاستيطان؟ هل الجماهير الفلسطينية عندها الاستعداد للالتزام بنداءات وتوجيهات القيادة الفلسطينية اذا اتخذت الاخيرة قرارا بمواجهة الجدار لازالته الذي يؤكد على الفصل العنصري؟ وما هو استعداد القيادة الفلسطينية لمواجهة رد الفعل الصهيوني التحريضية بحال حصلت؟
فهل المرحلة المقبلة ستاخذ اشكال نضالية اخرى وما هي؟ وهل النضالات الشعبية التي تنادي بها بعض القيادات الفلسطينية قد وتكون قابلة للتحقيق والتطبيق؟ وما هي الاستعدادات لدى القيادة الفلسطينية الحالية بالتضحية والفداء كقيادات فلسطينية سابقة كانت مثلا بالاستشهاد وهي بالصفوف الامامية بالمعركة؟ ام المطلوب ان يتوقف العمل النضالي والمقاوم بانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على العدو؟
جادالله صفا – البرازيل
21/11/2009






#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المطلوب تغييره التكتيك ام النهج؟
- موقف الرئيس موقف جريء ... هل سيتبعه بخطوات اخرى جريئة؟
- بذكرى وعد بلفور ابشري يا فلسطين بالتحرير وابشروا ايها اللاجئ ...
- شئتم ام ابيتم فأنا رئيسكم
- مطلوب خطوات عملية مع اللاجئين الفلسطينين بالبرازيل
- المصالحة الفلسطينية... ليست حلا وانما استمرارا للازمة
- الاعلام الفلسطيني بالبرازيل – تحديات ومهام
- المطلوب مرونه فلسطينية ام مزيد من التنازلات؟
- هل دول امريكا اللاتينية بدأت تستعد للحرب؟
- الجالية الفلسطينية بالبرازيل، تجمعاتها تعدادها مؤسساتها و ...
- كيف تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟
- انطلاقة فتح الجديدة... ولكن باي اتجاه؟
- باختيار ابو مازن رئيسا وقائدا للحركة .... من الذي تغير ابو م ...
- الجالية الفلسطينية والأتحاد العربي ( فياراب) البرازيل
- رؤية جزئية للمواقف البرازيلية بعد العدوان الاسرائيلي على غزة
- من واقع اللاجئين الفلسطينين بامريكا اللاتينية – البرازيل وتش ...
- ازمة مؤتمر حركة فتح... انقسام ام خطوة باتجاه اخر
- المؤتمر الثاني للتطورالاجتماعي والمساواة العرقية – البرازيل
- الحوار الفلسطيني والجولات الفاشلة، وهل من مخرج؟
- اطلاق سراح معتقلين ام تبادل اسرى بين حماس وفتح؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الفعل الشعبي الفلسطيني وغياب الاداة القيادية