|
حين عرضت مسرحية المروءة المقنعة في الموصل 1950
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 12:03
المحور:
الادب والفن
أ.د.إبراهيم خليل العلاف نائب رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين
قبل أيام(مطلع تشرين الأول-أكتوبر 2009 ) زارني الأستاذ الخطاط المبدع يوسف ذنون ، وهو يحمل باقة من نفائس التراث الثقافي الموصلي ، والذي يحظى منذ زمن بعيد ، باهتمامه فكثيرا ما لجأ إليه طلبة الدراسات العليا والباحثين للحصول على ما يحتاجون اليه ، مما يدعم أعمالهم ودراساتهم . وأتذكر انه حينما كنا نعمل في موسوعة الموصل الحضارية أوائل التسعينات من القرن الماضي ، جاء ذكر مسرحية المروءة المقنعة في بحث للأستاذ الدكتور عمر الطالب ، وكان في البحث ثمة إشكال في جانب من جوانب توثيق المسرحية فسارع الأستاذ يوسف ذنون في حينه لتصحيح الأمر وزودنا بصورة فوتوغرافية للمشاركين في تمثيل المسرحية التي قدمت في الخامس عشر من نيسان في سنة 1950 على قاعة المدرسة الإعدادية . المهم إنني كتبت مرة في جريدة فتى العراق ( العدد 44، 2 أيلول-سبتمبر 2004) عن المسرحية مقالا مقتضبا أشرت فيه إلى أن مدينة الموصل شهدت تأسيس المسرح الحديث منذ أواخر القرن التاسع عشر ، وقلت إن إعدادية الموصل شهدت اهتماما ملموسا بالمسرح ، فخلال المرحلة الرابعة من تاريخها والممتدة من سنة 1923 وحتى 1954 ، تأكد دورها الثقافي والاجتماعي والسياسي لعوامل عديدة أبرزها تولى إدارتها مدراء معروفون ومديرون متميزون اشتهروا بكفاءتهم العلمية وأخلاقهم وصدقهم وحبهم لوطنهم وتفانيهم في خدمته منهم رشيد الخطيب ، ومحي الدين يوسف ، وطه مكي ، وعبد المحسن توحلة وعبد العزيز جاسم ونجم الدين جلميران وذو النون الشهاب وعبد الأحد سرسم وتوفيق الدباغ ، وحازم عمر ، وهاشم سليم ، وغانم حمودات ، وشاكر النعمة ، وإدريس عبد المجيد الذنون ، وعمر محمد الطالب ، وجاسم الصوفي . ومن مظاهر هذه المرحلة الاهتمام بالمسرح المدرسي وذلك من خلال لجنة أطلق عليها اسم ( لجنة إحياء الفن) والتي قدمت مسرحيات عديدة لعل من أهمها ( مسرحية المروءة المقنعة) للكاتب والشاعر المصري الأستاذ محمود غنيم والتي مثلت مرتين الأولى سنة 1945 والثانية سنة 1950 . المهم أن الأستاذ يوسف ذنون زودني بمطوية المسرحية ( فولدر) وعليها ما يشير إلى أن لجنة إحياء الفن في ( المدرسة الإعدادية للبنين) تقدم أولى ( رواياتها) : المروءة المقنعة وهي ((مسرحية تاريخية فنية كبرى)) تأليف الشاعر المصري الأستاذ محمود غنيم وإخراج الأستاذ المصري فائز حليم ، فضلا عن مساهمة الأستاذان ذنون الشهاب وهاشم سليم في الإخراج ، في حين تولت لجنة الفنون الجميلة ( رسم المناظر) بإرشاد الأستاذ عبد الخالق الدباغ . وقد طبعت المطوية التي تظهر إلى جانب هذه السطور في ( دار طباعة أم الربيعين في الموصل) وقد قدمت المسرحية برعاية ( صاحب السعادة متصرف لواء الموصل وكان آنذاك (سعيد قزاز) . جاء في المطوية أن احد أثرياء مدينة الرقة ( السورية حاليا) وهو (خزيمة بن بشر) انفض من حوله أصحابه بعد أن تحول إلى الفقر ، وقد وصل خبره إلى والي الجزيرة ( عكرمة الفياض) فذهب إليه متنكرا ووصلة بمبلغ كبير دون أن يعرفه بنفسه ثم تشاء المقادير أن يعزل الخليفة عكرمة عن ولاية الجزيرة ويوليها خزيمة فيحاسب الثاني الأول فيجد عنده فضولا لايستطيع أداءها فيزج به في السجن غير عالم انه صاحب اليد الطولى عليه ... ثم ماذا تكون نتيجة هذه المروءة ؟؟ تتألف المسرحية من أربعة فصول ، ينقسم كل فصل إلى مناظر .. فعلى سبيل المثال ترفع الستارة في المنظر الأول عن بهو في منزل خزيمة بن بشر في أراضي العراق ،والوقت قبيل الغروب .. وفي الفصل الرابع ترقع الستارة عن بهو قصر الخليفة سليمان بن عبد الملك بدمشق وهكذا تتوالى فصول المسرحية . وردت في المطوية أسماء الممثلين وهم على التوالي : * سعد علي الجميل في دور خزيمة بن بشر * حمزة بدر في دور الفقير * حازم داؤود يونس في دور الشاعر الأول * ذو النون الشهاب في دور عكرمة الفياض * احمد سامي ألجلبي في دور أسامة بن عكرمة * سعيد سليمان في دور قيس * غازي الجميل في دور سعد * يوسف الصائغ في دور سعيد * هاشم سليم في دور الخليفة سليمان بن عبد الملك * عبد القادر زينل في دور الشاعر الثاني * نوح سليم في دور المغني * خليل إبراهيم في دور حاجب الخليفة * أكرم إسماعيل وحافظ محمود ويوسف ذنون وبشير محمود في دور الحاشية * الملقن حسين عبد الله * الماكياج صبيح نعامة * الفرقة الموسيقية : فرقة المعهد وفرقة المدرسة أما الأغنية التي تتضمنها المسرحية ، وهي من نظم محمود غنيم ، غناء نوح سليم ، فتقول كلماتها : جفنه سالب وقلبي سليب من مجيري مما جناه الحبيب فاتن لم يطش لعينيه سهم كلما راش مقلتيه يصيب بان يجني على وهو بريء واليه من غير ذنب أتوب أنت ناري وجنتي يا حبيبي أنت دائي وأنت أنت الطبيب كم كتمت الهوى فنم عليه جسد ناحل ودمع حبيب نحن قوم إذا رأينا عشقنا فلنا أعين وفينا قلوب وقد اخبرني الأستاذ يوسف ذنون أن المسرحية مثلت من قبل طلاب المدرسة الإعدادية يومي13و15 نيسان –ابريل 1950 ويبدو أن العرض الأول كان للرجال والعرض الثاني كان للنساء .. يقينا أن قصة هذه المسرحية تذكرنا بالزمن الجميل الذي كان المسرح واحدا من الفنون التي تحظى بالاهتمام الشديد .. كما أن مراجعة بسيطة لأسماء من قام بتمثيل وإخراج المسرحية تكشف لنا أن معظمهم قد أصبح له فيما بعد دور مهم في حياة العراق السياسية والصحفية والعسكرية والتعليمية والثقافية .. دعوة مخلصة لمن يهمه أمر المسرح في الموصل أن تبذل الجهود وتحث الخطى من اجل إحياء الحركة المسرحية في هذه المدينة المعطاء .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المدرسة التاريخية العراقية وتوجهها الوطني
-
نادي الجزيرة في الموصل ..استذكار تاريخي
-
مصطفى عبد القادر النجار ودوره في اقامة الدعامة الخليجية العر
...
-
بولينا حسون ومجلة ليلى وبدايات الصحافة النسائية في العراق
-
الدكتور كريكور استراجيان وقصره في الموصل
-
اعدادية الموصل للبنين 1908-1954 :فصل من تاريخ التربية والتعل
...
-
عبد المنعم رشاد والفترة المظلمة من تاريخ العرب الحديث
-
( كاتب ) .. مجلة الاعدادية المركزية في الموصل 1972
-
فاطمة اليوسف 1897-1958 رائدة الصحافة النسائية العربية
-
مجلة اكليل الورود أول مجلة عراقية 1902
-
حمد الجاسر مؤرخ الجزيرة العربية وبلدانيها !!
-
قبل 17 عاما أحمد سامي الجلبي يكتب عن محيي الدين أبو الخطاب
-
جريدة المهذار (جكة باز )الموصلية أول جريدة ساخرة في العراق !
...
-
أحمد سامي الجلبي وحديث قيم حول الصحافة الموصلية !!
-
علي جواد الطاهر ..الناقد المقالي في كتاب جديد !!
-
قبل 42 عاما :رسالة المربي ..مجلة معهد المعلمين في الموصل !!
-
ميسر صالح الامين والتراث العلمي والادبي في الموصل
-
الدكتور محمود الجليلي مؤسس جامعة الموصل
-
100 عام على صدور جريدة نينوى في الموصل
-
غربي الحاج احمد شاعرا وصحفيا وسياسيا ومحاميا ووزيرا
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|