أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة -1















المزيد.....


الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة -1


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 11:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غليان على الساحة القبطية بل وفي الشارع المصري كله بخصوص ضرورة تغيير لائحة انتخاب البطريرك، التي تبين فسادها، خاصة بعد أن انفجر الصراع الفاضح بين الأساقفة، فكل يريد الوصول للكرسي البطريركي حتى من قبل انتقال البطريرك. ذلك الصراع كان متوقعا ونبه له العقلاء بالكنيسة منذ وقت بعيد، بسبب فساد اللائحة التي أتاحت الفرصة لسياسي مغامر أن يغتصب موقع البطريركية لابسا قناع التدين والبر المزيف، فاستشري الفساد وتنامي بين قيادات الكنسية. ورغم كل ذلك الصراع الذي يكشف عن حالة متردية بلغت إليها إدارة كنسية فاسدة، فيصدر الأنبا شنودة تصريحات خالية تماما من روح المسئولية، في محاولة مستميتة ليزيل أي أثر تبقى للقانون الكنسي، ليسحق كل حق للشعب. ذلك الشعب الذي غيبه بالمخدر الديني ثم أذله وأغتصب كل حقوقه وكل ما في الكنيسة من خير لحساب شرذمة من المنتفعين أقامهم كقوة مدرعة لحساب طغيانه. ونشرهم بأعداد كبيرة جدا كمماليك جدد.

مبادئ الأنبا شنودة تتغير حسب الظروف بما يلائم مصالحه الشخصية بشكل مكيافلي دون أن يشعر بحرج من تصريحاته المستفزة لأي عقل يحترم نفسه. في كل ذلك هو مطمئن حيث حجب كل معرفة دينية وقانونية عن شعب مغيَّب لمدة بلغت ثماني وثلاثين عاما. فيتعامل اليوم مع شعب يجهل حقوقه القانونية تماما، يحركه بعواطف دينية هوجاء مدمرة ومخربة، يزكيها بتعاليمه الفاسدة تحت اسم الأرثوذكسية وهي ليست لها بالأرثوذكسية أية علاقة. ويشعل إوارها هو وأساقفته ورجاله. لذلك تجد من يؤيد كل طغيانه مهما بلغ من الشطط والخطر المؤثر على كيان ومستقبل الشعب القبطي. تصريحاته الأخيرة الخاصة بحرمان الشعب من حق انتخاب البطريرك، بقدر ما هي تحديا سافرا لقوانين الكنيسة، وبقدر ما هي تجاوزا لسلطانه، تطاولا على حق الشعب، بقدر ما تمثل انحرفا عن المبادئ التي كان ينادي بها الأنبا شنودة منذ شبابه، فهاجم وحارب بها بطاركة ودمرهم وأفسد حياتهم. وتحت شعار المبادئ وعلى حساب تدمير الآخر أقام شعبيته التي مكنته من بلوغ المنصب الغير مؤهل له. وبعد أن بلغه اغتصب حق الشعب وحارب كل المبادئ التي تشدق بها، فهاجم القانون الذي كان يدافع عنه والمبادئ التي استند عليها لوصوله للمنصب. وتمادى في كسر كل القوانين الكنسية بما لم يفعله أحد من قبله في التاريخ.

الأنبا شنودة يتطور في مبادئه مع الظروف وله في ذلك أربعة أطوار أولهم نظير جيد المحارب العنيف المدافع عن القانون الكنسي ضد البطريرك والأساقفة والمجلس الملي، وثانيهم الراهب أنطونيوس السرياني ممثل الزهد والتعبد في المغارة والمحارب العتيد عن الرهبنة، والثالث الأنبا شنودة الأسقف المطالب بحق الشعب في أن يختار راعيه. والرابع الأنبا شنودة البطريرك المخالف للأربعة السابقين بكل عنف. من يقرأ كتابات الأربعة يشعر أنه أمام أربعة أعداء يقاتلون بعضهم بعضا بكل ضراوة. فمقالات نظير جيد هي أخطر وثيقة اتهام لكل من الأنبا شنودة الأسقف والأنبا شنودة البطريرك معا، لم يكتب أحدا لها مثيل، ومقالات الأنبا شنودة الأسقف هي طلقات نارية ضد كل ما يعلم به الأنبا شنودة البطريرك. فمن لا يعرف أن الكاتب هو شخص واحد يتصور أنه يقرأ لأكثر شخصيات متعادية ومتنافرة في الفكر والمبادئ.

التصريحات الأخيرة للأنبا شنودة لن تجد عليها ردا أكثر بلاغة وقوة من تلك المقالات العنيفة التي كتبها الأنبا شنودة أسقف التعليم في مجلة الكرازة عام 1965 والتي وجهها ضد الأنبا كيرلس البطريرك المحترم ، وكذلك المقالات المتعددة التي كتبها نظير جيد لمدة سبع سنوات في مجلة مدارس الأحد والتي بسببها تم عزل الأنبا يوساب البطريرك من كرسيه. وتقف تلك المقالات اليوم كأقوى صحيفة اتهام تدين الأنبا شنودة كبطريرك يكسر القانون عن قصد ومعرفة وتعمد وتحدي للفكر الأرثوذكسي القويم، فبعد أن صعد على الأكتاف ليصل لمنصبه يقوم هو ومماليكه الجدد بسحق الشعب وإهدار كل حقوقه.

صرح الأنبا شنودة حسب ما ورد بصحيفة المصري اليوم، بتاريخ 6 نوفمبر 2009 بالآتي:
[رفض البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن يكون للشعب القبطى حق انتخاب البطريرك، مؤكداً أن الديمقراطية فى الكنيسة القبطية لا تعنى أن يكون لكل شخص الحق فى انتخاب البطريرك...
وقال البابا فى عظته الأسبوعية فى الكاتدرائية، مساء أمس الأول، إن الرتب الكنسية الكبيرة، خاصة منصب البطريرك، لا تُترك لعامة الشعب، لأنهم لا يعرفون ما هى اختصاصات القائد الدينى، وما هى تعاليم الكتاب المقدس، ويمكن التأثير عليهم ببساطة بخطبة قوية، وأشياء أخرى وصفها بقوله: «حاجات تانية أتكسف أقولها... «
وأضاف البابا أن اختيار البطريرك دائماً ما يتم بواسطة القادة الناضجين، موضحاً أن الكنيسة الكاثوليكية على سبيل المثال، وهى أكبر كنيسة لها أتباع فى العالم لا يختار بطاركتها إلا الكرادلة فقط، وهم حوالى شخصاً...
ونفى البابا ما تردد عن تقديم المجلس الملى مقترحاً لتعديل لائحة انتخاب البطريرك، قائلاً: « يستحيل ذلك لأن المجلس الملى الحالى لم يجتمع منذ 6 أشهر، ومنذ بداية تشكيله عام 2006، وأنا رئيسه وأعلم تماماً كل صغيرة وكبيرة فيه... «
وشدد البابا على عدم جواز تغيير لائحة انتخاب البطريرك ليتم تفصيلها على شخص بعينه، أو تمنع ترشيح شخص بعينه، وقال: «لا يمكن أن يحدث هذا، ولو حاول البعض عمل ذلك ليكون البطريرك القادم شخصاً معيناً، فسوف يظل هذا البطريرك أسيراً لهم طوال حياته، وعينه ستظل مكسورة أمامهم«].

الأنبا شنودة البطريرك ليس له سلطان ليتحدى القانون الكنسي لهذه الدرجة العبثية. إنه أكثر من يعلم حجم التعدي لتلك التصريحات ومدى مخالفتها للقانون، الذي حافظت عليه الكنيسة القبطية لمدة عشرين قرنا، الأمر الذي كان هو يدافع عنه قبلا. أقدم في مقالي هذا بعض المقتطفات من مقالات كتبها الأنبا شنودة الأسقف عام 1965 تهاجم تصريحات الأنبا شنودة البطريرك تحت عنوان "من حق الشعب أن يختار راعيه" ويمكن الاطلاع على صورة المقالات على الرابط التالي:
http://www.coptictruth.com/docs/elkraza65-67.html

من أقوال الأنبا شنودة الأسقف ردا على البطريرك، نبد بالمقال بالعدد الثامن من مجلة الكرازة أكتوبر سنة 1965 حيث يُعرِّف معنى الراعي فيقول في مقاله الافتتاحي:
[لماذا تحمسنا للإبراشية الخالية وكتبنا عن وجوب اختيار الشعب لراعيه؟ ذلك لأن الأسقف هو للإبراشية حياة أو موت، وأيضا لأنه خليفة الرسل. ودرجة الأسقفية تشمل من جهة الكهنوت: الأسقف، والمطران، ورئيس الأساقفة، والجاثليق، والبطريرك والبابا، ونود في هذا المقال أن نتحدث قانونيا عن هذه الدرجة. ما أعظم السلطان الذي تعطيه القوانين للأسقف ... يسميه الكتاب المقدس "وكيل الله" وتسميه الدسقولية "الراعي".]

بذلك نرى تعريفا واضحا للراعي بقلم الأنبا شنودة الأسقف في مقالاته تحت عنوان "من حق الشعب أن يختار راعيه" والتي امتدت عبر السنة الأولى للمجلة في عام 1965 تطالب بتطبيق القوانين الكنسية بإعطاء الشعب حقه في اختيار الأسقف ورئيس الأساقفة والبطريرك والبابا. كما نراه يستشهد بالدسقولية التي تمثل القانون الكنسي الذي ينكره اليوم والتي تلقب كل هؤلاء بالراعي... فكل ما سنعرضه من آراءه عن الراعي تشمل البابا البطريرك.

يقول الأنبا شنودة الأسقف رئيس تحرير مجلة الكرازة في مقاله بالعدد الثاني والثالث فبراير ومارس عام 1965 (ص 46-49) تحت عنوان من حق الشعب أن يختار راعيه فيقول:
[من حق الناس أن يختاروا الشخص الذي يثقون به ، ويطمئنون إليه......الله نفسه يحب هذه الحرية، ولا يرغم إنسان ضد إرادته ولا يسيره على الرغم منه ولو إلى الخير. إن الله من فرط تقديره للحرية وهبنا حرية نستطيع بها أن نكسر وصاياه....]. وتحت عنوان "الشعب هو الذي يختار رعاته" يقول، [من حق الشعب أن يختار كل رجال الإكليروس: ليس فقط أصحاب درجة الأسقفية والقسسية، وإنما حتى الشمامسة أيضا وفي هذا يضع لنا سفر أعمال الرسل مبدءا هاما وهو: (يضع الآية بخط كبير في برواز) "اختاروا أنتم ... فنقيمهم نحن". كان يمكن للرسل أن يعينوا شمامسة للشعب وما كان أحد سيعترض لأن الرسل مشهود لهم بالقداسة وصنع المعجزات، وموضع ثقة الجميع واحترامهم. ومع ذلك قالوا للشعب "انتخبوا أنتم أيها الرجال الإخوة سبعة رجال منكم ... فنقيمهم نحن على هذه الحاجة" الشعب هو الذي يختار.... والرسل هم الذين يضعون اليد وهذا واضح في قوانين الرسل والدسقولية وباقي القوانين الكنسية] ثم أخذ الأنبا شنودة يذكر ويعدد القوانين الكنسية بنصها التي تؤكد حق الشعب في أن يختار راعيه بكل حرية دون إلزام من الإكليروس ويختم حديثه بقوله[إلى هذا الحد كانت قوانين الكنيسة حريصة على اختيار الشعب ورضاه...]. فيظهر من كل ذلك ما كان عليه الأنبا شنودة الأسقف من دراية تامة بالقوانين الكنسية، وكان على قناعة كاملة من عدالتها وسلطانها المؤيد بالتقليد الرسولي !!! فماذا دهى الأنبا شنودة البطريرك وكبف يريد أن يكسر القوانين الكنسية ويلغي التقليد الرسولي الذي تثبت في، الكنيسة منذ ألفي سنة، فكان سابقا على أي نظام ديمقراطي على الأرض في إقرار نظام الانتخابات وإعطاء الشعب كل الحق في اختيار الراعي دون أي قيد. من هو الأنبا شنودة وما هي صلاحياته وسلطانه الذي يريد به أن يلغي القوانين الكنسية التي ذكرها الأنبا شنودة الأسقف وأقر بإصالتها وسلطانها الذي لا يملك البطريرك أن يكسرها. من هو المستفيد من تلك القرارات المخربة التي لا يملك حق تقريرها؟!!! المستفيد من ذلك التخريب هي الحكومة ، لتفرض عميلا جديدا آخر فوق الكنيسة متى أرادت، ليتواطأ معها ضد الشعب ويحني رأسه لمطالب أمن الدولة، لإذلال شعب لم يذل لهذا الحد البالغ، إلا في زمن البابا شنودة البطريرك الذي لم ينتخبه الشعب، بل فرضه السادات على الكنيسة بالمخالفة لكل القوانين الكنسية. البطريرك الذي الم ينتخبه الشعب، فوصل لمآربه بالغش والمخالفة وتدخل الدولة، يريد أن يصنع من مخالفاته قانونا حتى يخفف من عاره كمدان أمام التاريخ!!! فهل يستسلم الشعب وينحني لذلك العار؟!!!

يقول الأنبا شنودة الأسقف رئيس تحرير مجلة الكرازة في مقاله بالعدد السادس أغسطس عام 1965 (ص 13 ،14) تحت عنوان من حق الشعب أن يختار راعيه:
[والقانون الكنسي ملزم للجميع. لا يمكن لأحد أن يتخطاه أو يتعداه، إلا ويقع تحت طائلة القانون. وأية لائحة توضع – إن لم توافق قانون الكنيسة – تعتبر باطلة.
على أن عدم وجود لائحة حاليا، لا يعفي من المسئولية، فهناك أنظمة وضعها رسل المسيح وآباء الكنيسة الأول، لها قدسيتها واحترامها: إن أخطأنا إليها، نخطئ إلى أنفسنا. ولا نكون محاللين من الرسل والآباء الذين وضعوا تلك القوانين، والذين من أفواههم نأخذ الحِل في تحليل الخدام "تحليل الخدام" في القداس اِلإلهي. (ثم يقول) أول ملاحظة نقولها: هي أن الأسقف يجب أن يسام باختيار الشعب كله (ثم يضع عنوانا كبيرا في منتصف الصفحة يقول) من حق الشعب أن يختار راعيه.]

من فمك تدان يا أنبا شنودة وتعاليمك تحكم عليك. لماذا أنت تتخطى القانون الكنسي اليوم بل تتحداه، فتعلن بلا خجل منع الشعب من اختيار البطريرك؟!!! هل لأنك أنت أول من تعدى على القانون فبلغت منصبك بدون اختيار الشعب؟ (لا كل الشعب ولا جزء منه). وبكلماتك وسلطانك كأسقف فأنت تقع تحت طائلة القانون كما تقول!!! وقرارك اليوم الذي يخالف القانون الكنسي بل يتحداه يعتبر باطلا كما ذكرت. وبحسب كلامك أنت تخطئ لنفسك!! وبقرارك أنت لست محلل من الرسل والآباء في تحليل الخدام!!! فكيف نقوم بعمل القداس؟!!! ألست أنت الذي كنت تردد مرات هذه العبارة "بسلطانك الكهنوتي تكون محروما". فأنت اليوم حرمت نفسك بكلامك وبتعليمك وبسلطانك وبمخالفتك للقانون الكنسي الذي تدوسه بهواك، فضيعت نفسك قبل أن تضيع الشعب.

يقول الأنبا شنودة الأسقف رئيس تحرير مجلة الكرازة في مقال بنفس العدد (ص 3) يعزي في وفاة مطران قنا فيقول:

[من حق الشعب أن يختار راعيه (يضعه كعنوان كبير في الوسط ثم يقول) ومن واجبنا الذي سنحاسب عليه أمام الله أن ننفذ قوانين الكنيسة. والقوانين الكنسية ليست قطعا أثرية نضعها في متاحفنا لكي يتفرج عليها الناس ويروا كيف كان آباؤنا حكماء في تنظيم الكنيسة بروح الله ، وإنما هي أوامر من آبائنا، بكل تواضع نخضع لها، و لا نفعل ما يخالفها ، وإلا وقعنا تحت الحكم.]
لقد وقعت يا أنبا شنودة تحت الحكم فعلا لأنك لم تضع تلك القوانين في متاحف فقط لكي يتفرج علها الناس بل أخفيتها تماما عن الشعب واستبدلتها بتعاليمك الفاسدة التي هي وصايا الناس وليست تعاليم الله فشاركت حنان وقيافة!!!
ثم يختم المقال بهذه العبارة [ما أسهل أن نرغم الناس على الخضوع لسلطاننا ونخسرهم ولكن الأفضل والمقبول عند الله أن نثبت محبتهم... والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف]. هل الأنبا كيرلس هو الذي أرغم الناس على الخضوع لسلطانه أم الأنبا شنودة؟!!!! احكم أيها الشعب.

الأنبا شنودة الأسقف رئيس تحرير مجلة الكرازة يقدم في مقاله الافتتاحي بالعدد السابع سبتمبر عام 1965) تحت عنوان الإبراشية الخالية تعليما في غاية من الأهمية، سنقتطف منه أهم ما ورد به، لكن يلزم الرجوع لقراءة المقال بالكامل بتمعن لأهميته. في هذا المقال يضع عبارة "من حق الشعب أن يختار راعيه" بعد كل فقرة كعنوان بخط كبير في الوسط، ويضعه مرة رأسيا بطول الصفحة!!!. يقول الأنبا شنودة الأسقف:
["اختاروا أنتم فنقيمهم نحن" (أعمال 6)] يضع تلك الآية من سفر الأعمال في برواز بخط كبير ثم يقول، [هل كان هذا شططا من الرسل ومبالغة في حق الشعب؟! هل رأى آباؤنا الرسل أن اختيار الشعب لخدامه يعتبر انتقاصا لكرامة الرسل واعتداء على حقوقهم الرعوية ؟! وعندما اختار الشعب سبعة رجال منهم وقدموهم للرسل هل امتعض الرسل وظنوا أن الشعب يفرض عليهم أشخاص؟! أم أنهم وافقوا على رغبة الشعب في محبة أبوية وسماحة رسولية، وتم الأمر في هدوء وسلام: الشعب هو الذي يختار والرسل هم الذين يضعون اليد]. عجبي!! هل ذلك يتفق بأي شكل مع ما يقوله اِلأنبا شنودة البطريرك على صفحات الجرائد اليوم؟!!! هل تتصور أن ذلك الحديث المتناقض ممكن أن يصدر عن نفس الشخص بحسب النص أعلاه؟!!! وهل ممكن أن تتصور أن هذا الشخص المتناقض تماما مع نفسه يشغل منصبا في غاية من الحساسية والرفعة؟!! ويشغل مسئولية غاية في الخطورة هي مسئولية بطريرك كنيسة الإسكندرية؟!! المنصب الذي شغله عمالقة من أعظم معلمي العالم !!!
في الفقرة التالية يتكلم الأنبا شنودة الأسقف عن المتملقون ومشورة أخي توفل!!!! المتملقون هم الذين يظهرون حرصهم على السلطة فيقولون ما شأن الشعب أن يختار الراعي؟!!! ليت الأنبا شنودة البطريرك وأساقفته وقفوا عند ذلك الحد الذي يصفه بالنفاق!!!!
وفي الفقرة التالية يقول [إننا كنيسة أرثوذكسية. فما معنى أرثوذكسيتنا؟ إن الأرثوذكسية ليست اسما ولا لقبا وإنما هي حياة، وهي أيضا إيمان وعمل بما ورثناه من قوانين وتقاليد وضعها لنا الآباء القديسون ... أهمالنا القوانين والتقاليد ونظم الآباء، أي فرق بيننا وبين البروتستانت الذين ينكرون القوانين والتقاليد ونظم الآباء؟! هم ينكرونها نظريا ونحن ننكر وجودها عمليا !! ثم بعد ذلك نقول أننا أرثوذكس!..] نعم يا أنبا شنودة البطريرك، أنت صادق في هذه العبارة، فأنت تنكر الأرثوذكسية بشكل عملي برفضك وتعنتك وإصرارك علي كسر قانون الكنيسة لحساب أهواءكم أنت والشلة العفنة التي أقمتها فوق الكنيسة بالغش والفساد والرشوة. ليتكم بلغتم للبروتستانت الذين يفعلون ما يؤمنون به، لكنكم أخذتم صورة التقوى وتنكرون قوتها فيقول القديس بولس الرسول للكنيسة اليوم "أعرض عن هؤلاء" (2تي 12:3). من فضلك اقرأ باقي الفقرة من الموقع.
وفي الفقرة التالية يقول [الكاهن في القداس الإلهي يقول "عبيدك يا رب خدام هذا اليوم .. وضعفي يكونون محاللين من فم..ومن فم .. ومن أفواه ال 318 المجتمعين بنيقية وال 150 المجتمعين بالقسطنطينية وال 200 بأفسس" هؤلاء الذين نأخذ من أفواههم الحل ما الذي قالوه في اختيار الأسقف؟؟؟ وإن كسرنا ما قالوه، فكيف نأخذ من أفواههم الحل ؟!!! وكيف نكمل القداس ؟!] فعلا أنا أتساءل مع كل قداس كيف تتجاسر يا أنبا شنودة بعمل قداس؟ وكيف تكمله؟ بينما أنت وأساقفتك تهاجمون قوانين مجمع نيقبة جهارا وما تصريحاتك الأخيرة إلا احتقارا وردما لقوانين نيقية تحت نفاياتكم العفنة. نعم أنا أتعجب كيف تكمل القداس وأنت تنكر تعاليم مجمع أفسس المنبثة في نصوص القداس خصوصا في الاعتراف الأخير. فكيف يا أنبا شنودة تجسر لتعطي الحل وأنت تنكر كل ذلك؟!!!!
ثم يكمل قائلا [نسأل بعد ذلك ما هي الأرثوذكسية؟ هي هذه أن نطيع آبائنا القديسين، وننفذ تعاليمهم، ....( ثم يقول) إذن فليصمت أولئك المتملقون الذين يتملقون السلطان وينسون القانون. قوانين الكنيسة كما شرحنا مرارا في هذه المجلة ننادي بمبدأ هام هو (وبالبنط العريض والخط الكبير يقول) "من حق الشعب أن يختار راعيه]. يا للهول يا أنبا شنودة أنت تتكلم عن نفسك!!!!!

ليت الأنبا شنودة يقرأ ما كتبه في عام 1965 فإن كان لا يسمع لأحد، فلعله يسمع لصوت نفسه، فيفيق من سكرته التي عصفت به وبالكنيسة وبالمجتمع القبطي كله حتى بلغنا على يديه إلى هذه الحالة من المرارة والتدني لم نبلغه في كل تاريخنا العريق عبر ألفين من السنين.

أن ما عرضته هو قليل جدا مما كتبه الأنبا شنودة الأسقف، حيث كان يهاجم الرجل العظيم الأنبا كيرلس السادس، فسجل مستندا خطيرا ضد نفسه. وظل لثلاث سنوات كاملة يسدد هجماته إلى أن أقصاه الأنبا كيرلس في الدير، وأمر بإغلاق مجلة الكرازة.فرغم المتاعب التي تعرض لها الأنبا كيرلس بسبب هجمات الأنبا شنودة بغير وجه حق، إلا أن ذلك ترك لنا دراسة في غاية القيمة ومستندا ثمينا نستطيع به أن نصارع ضد كل عابث بالقيم الحضارية للكنيسة حتى لو كان الأنبا شنودة نفسه.

أرجو من القارئ العزيز أن يرجع للموقع التالي ليطلع على جزء مما سجله الأنبا شنودة الأسقف بمجلة الكرازة كوثيقة هامة تدين الأنبا شنودة البطريرك.
http://www.coptictruth.com/docs/elkraza65-67.html

وأقول لكل الذين يعترضون عل قول حق في الأنبا شنودة وواقع الكنيسة المظلم، هل ستهاجمون الأنبا شنودة الأسقف دفاعا عن الأنبا شنودة البطريرك؟!!!!!!

وللحديث بقية طويلة








#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار غبي في برنامج مزعج عن مشاكل الأقباط
- شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»
- التعصب الديني والخراب القومي والفساد الكنسي في مصر
- صراع أساقفة الأقباط حول الكرسي البابوي
- البطريرك الصحفي وأزمة دير أبو مقار
- مصر للمصريين .... وأزمة القمامة
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية: (4) هدفها تشويه التاريخ الحضاري ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (3) وتشوه أدبي يفتقر للحد الأد ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (2) تُسقِط الطبيعة الدموية الع ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (1) أهم أهدافها بث روح الكراهي ...
- أوباما والأقباط بين حق السيادة والمواثيق الدولية لحقوق الإنس ...
- الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك
- حرب إبادة الخنازير جريمة قومية
- غيبة العقل القبطي وعودة الأقباط إلى الساحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة
- أربعون عاما على استشهاد البطل عبد المنعم رياض
- «أقباط المهجر»... 2- والوطنية المصرية
- «أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!
- خسرت إسرائيل هذه المعركة
- حسنين هيكل يؤيد حماس في قناة الجزيرة


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة -1