عبدالله العقيل
الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 05:20
المحور:
الادب والفن
(1)
كنت أحسِبُ أن البحرَ سَرَقَ الحلم مني,
قلتِ لي أشياء كثيرة...
وصدَّقت.
لما لا؟
لم أكن اعرِفُ,
أن صوتي طاعنٌ في سلَّةِ المهملات...
هذه أولى اللعنات.
(2)
لم أنم !
كأن رأسي دجنٌ خفيفٌ,
وإذني تجترُُّ ضَحِكاتها كل هزيع,
سَكاكينها الساخنة,
تقتل المواعيد.
(3)
لا أطلبُ المستحيلَ
ولا بي جوع,
ولم يجف ريقي.. بعد!
لكنهما عينيكِ
أصابني الخدر بعدهما
و عمى الألوان
وفقر الدم
والهستيريا...
............
............
............
اعرف العين العسلية
واعرف أن عين أمي سوداء
لكنَّ عينيكِ تتقلب فيهما الألوان,
الأخضر, والأزرق..وأشكال الوجع!
يا امرأة أثقل من نوبةِ حُزْنٍ,
وأخف من ضحكة رضيع,
انتظري, فأنتِ أكبر من كل كلمات العشاق,
كل الكلمات القديمة!
أنا المتأرجح دوماً في تفاصيلك
سأكتبك بأحرُفٍ لم يصبها قلم.
(4)
في صيفٍ أتى مبكراً,
احتميتُ خلف نافذة غرفتي الباردة, في الفندق الذي سبقتِني له...
غرفتي المطلة على ريحٍ رطبة, وبحر ساخن الألوان,
لست وحيداً.. انتظركِ,
أنا, ونبيذ أحمر اشتريتُه مخصوصاً لكِ, وجبن أصفر قليل الدسم, وخبز فرنسي مُقرْمِش.. وتبغك النمساوي المفضل!
وضعتُ الوردَ الطازج على الطاولةِ,
وأشعلتُ الشموعَ المعطرة بالكرزِ والمانجو,
وأقفلت الستائرَ السميكة...
كانت ساعة الحائط, أكثر قلقاً مني, تدور بتعبٍٍ مُنكمشٍ, وتترقب!
صارت اللحظات تكبر وتصهر المكان,
وتخيلتُ أشياءً كثيرة...
تخيلتُكِ في الحجرة المجاورة...
تتعطرين, وتبدلين ملابسك كل دقيقة!
هذا الجنزُ ضيقٌ!
وصدركِ ربما عارٍ قليلاً!
خلعتِ الجنزَ, بعد أن تذكّرتِ أني أحبكِ بتنورةٍ فضفاضة,
وقميص ترتخي أزرته-سريعاً- كي يريحني أكثر منكِ...
تخيلتكِ تهتمين بالأشياء الصغيرة...
وضعتِ حبة خالٍ مصطنعة فوق الجهة اليسرى من فمكِ,
ثم مسحتيها, وغيرَّتِ مكانها...
كنتُ أراك تلتفين أمام المرآة, وتهزين جذعكِ, ليرتجَّ قلبي!
...........
...........
...........
بدا الليل يُخِيفُني,
وبدت أحرقُ سجائري وتحرقني,
أي باب سيُفتح,
وأي نهار سيفضح؟
يتبع...
الرياض 9 يونيو 2004
#عبدالله_العقيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟