أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مليكة لشهب - موسيقى غرف النوم














المزيد.....

موسيقى غرف النوم


مليكة لشهب

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 21:06
المحور: كتابات ساخرة
    



موسيقى غرف النوم هذه ليست إلا ذلك اللحن الشجي الذي يعزفه الرجال داخل غرف نومهم عندما يغطون في نوم عميق،انه الشخير، ذلك العملاق الذي يقهر الزوجات بالخصوص ويجعلهن يبتن في أرق, ويتقلبن في فراشهن طوال الليل بانتظار أن يبزغ الصبح كي يخرج أزواجهن إلى العمل حتى يتمكن من سرقة بعض الوقت للخلود إلى النوم.

هذا حال ربات البيوت غير العاملات ، أما النساء العاملات فلا راحة لهن وعزاؤهن الوحيد أن ينتظرن فرصة سفر أزواجهن حتى يتمتعن ببعض الهدوء أثناء الليل .

هذا حال الرجال المتزوجين المشخرين، أما العزاب منهم فلا مشكلة لديهم إذ يمكنهم ممارسة عزفهم هذا طوال الليل وأن يسجلوه في مذياع صغير ويستمعوا إلى موسيقاهم في الصبح إن أرادوا ذلك طبعا، أما من فرضت عليه الظروف أن يتقاسم غرفته مع صديق مشخر جمعته به الدراسة أو العمل أو ...فلا يملك إلا الصبر و الاحتساب.

العجيب في الأمر أن عملية الشخير هاته تتم بأصوات مختلفة ومزعجة ، فمنهم من يشخر بصوت مثل خرخر و بربر ( بوضع ثلاث نقاط تحت الباء )

ومنهم من يشخر بصوت مثل بش بش، ومنهم من يجمع بين الخرخرة والبشبشة في سنفونية متناغمة لكنها للأسف موسيقى مزعجة وعدوة للنوم . ولقد نجح مبدعو الرسوم المتحركة في تصوير حال المشخر برسم فقاعات خارجة من أنفه وأصوات رفيعة المستوى .

كل هذا الشخير يمكن أن يستساغ إذا كان داخل غرف النوم ،لكن الطامة الكبرى أن بعض المشخرين ليس لديهم زمان أو مكان محدد للشخير، فهم يشخرون في كل الأمكنة وكل الأزمنة ،فإذا حدث وأن ركبت حافلة المسافرين ليلا فستستغرب عندما تسمع أصواتا شجية تشخر بصوت مرتفع خصوصا في الخلف ،فبمجرد أن تتحرك الحافلة يصاب هؤلاء بدوخة النوم فيبدأون بالتثاؤب ثم يخلعون أحذيتهم بغية تنفيسها ،وأخذ الجانب المناسب من الكرسي ،وسرعان ما تتعالى أصواتهم الطروب وكأن بعضهم يرد على بعض،أما الذي حكمت عليه الظروف أن يسافر معهم فيبقى عرضة لسماع الشخير من جهة ، ولشم رائحة الأحذية الزكية من جهة أخرى ،ولا يملك المسافر المسكين إلا عد الساعات والدقائق والثواني المتبقية للوصول إلى مبتغاه .

ومنهم من يشخر في حافلات النقل العمومي وحافلات نقل المستخدمين حيث يصعد إليها بغية تكملة نومه بانتظار الوصول إلى العمل، فلا يكفيه أن يزعج زوجته فقط بل يصر على إزعاج كل الناس من حوله، فينزل من الحافلة مصابا بدوخة في رأسه ويتثاءب،فأي عمل أو إنتاج ينتظر من هذا الذي يشخر طيلة الوقت ، ومنهم من يشخر في مكتبه وأبناؤنا يشخرون داخل فصول الدراسة،ومنهم من يشخر داخل قبتنا ومنهم من يشخر داخل الإدارة العمومية بانتظار دوره لسحب وثيقة ما .... حتى أصبحت حمى الشخير فيروسا يعاني منه للأسف رجالنا ( طبعا هناك نساء يشخرن لكنهن قلة مقارنة مع الرجال) لهذا وجب المسارعة بإجراء التلقيح المناسب لتفادي عدوى أنفلونزا الشخير .

يقول العلماء إن الشخير له مسببات ونتائج ، فهو قد يكون حالة مرضية كالذي نجده عند المصابين بأمراض الجهاز التنفسي أو أمراض الأذن والأنف والحنجرة،ويمكن أن يتسبب في نوبات مفاجئة تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان ..

لكن الغريب في الأمر أني لم أسمع يوما أن شخصا مات بسبب الشخير أو أصابته أزمة شخيرية حادة نقل على إثرها إلى قسم المستعجلات .

إننا نملك وصفة سحرية تركها لنا الأجداد للحد قليلا من نوبة الشخير المرتفعة في الليل ،تقول الوصفة انه يجب أن تنادي المشخر باسمه وهو يغط في نوم عميق وتطلب منه أن يغير وضعية نومه دون أن تلمسه ،فإذا لمسته ولو بأصبع فسوف تصاب بعدوى الشخير . عجيب هذا الأمر سنصبح من المشخرين بمجرد لمس الشخص المشخر أتناء النوم لهذا أنصح الزوجات بأنه من الأفضل لهن أن يصبن بالعدوى وألا يكتفين باللمس فقط بل وتقليب أزواجهن على الجانبين إن استطعن فعل ذلك حتى يتمكن من النوم ، لأنه اذا اجتمع مشخران أو أكثر في غرفة واحدة فلن يشعر أي منهم بالانزعاج فالقضية اذا عمت هانت وبذلك يغطون جميعا في نوم عميق عازفين أحلى الألحان وأروع السنفونيات .



#مليكة_لشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مليكة لشهب - موسيقى غرف النوم