أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام البغدادي - الاصلاح السياسيى














المزيد.....

الاصلاح السياسيى


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 05:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عدا النتائج التى أفرزتها الحرب العالمية الثانية ، والتى دفعت دول اوربية عديدة شرقية وغربية على أعادة النظر في الانظمة السياسية التى كانت تتبناها ، فلم يحصل خلال الفترة من 1945 الى يومنا هذا ، لم يحصل ان تم تصدير نظام اصلاحي سياسي من دولة أو من مجموعة دول الى دولة أو مجموعة دول كما تنوى امريكا تصدير برامج الاصلاحات السياسية الى منطقة الشرق الاوسط.

صحيح ان دول الشرق الاوسط التى توارثت انظمة سياسية هجينة من عدة انظمة سلطوية امتدت تاريخيا على مساحة زمنية تقترب من اكثر من مئة عام مضت ، ومن هذا الهجين الاجنبى والقومي والديني الطائفي استقرت هذه الانظمة الحالية بين ملكية وارثية وجمهوريات دكتاتورية وكلاهما قام على اجهزة مخابراتية تقصى الاخر وتغيبه بشتى الوسائل المختلفة.

وصحيح ان مثل هذه الانظمة تحتاج الى رجة قوية واصلاح جذرى في المجالين الاقتصادي والسياسى لكى تنفتح ابواب الاصلاح الاجتماعي على مصراعيه وتعيد تشكيل الشخصية العربية ومنحها الانطلاق المناسب للتطوير والابداع والاضافة للفكر والسلوك الانساني العالمي.

ربما ستجد الأنظمة العربية نفسها مجبرة على إعادة النظر في طبيعة أنظمتها لو جاءت هذه المبادرة الإصلاحية من دول الديمقراطية الغربية -الاوربية تحديدا لكن أن تأتي بمبادرة أو مشروع أمريكي حريص كل الحرص على استخدام كافة الوسائل المتاحة للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وتجيريها لصالح تنفيذ خططه في الهيمنة الاقتصادية والسياسية فان هذه الأنظمة تقع في طاحونة التناقض السياسي الامريكي المزدوج ، وهناك اختلاف كبير بين الاصلاح الايجابي المرغوب به للنهوض بدول المنطقة وبين اصلاح غايته السيطرة على المنطقة ، وحتى على مستوى الفرد ذاته سيكون مرفوضا : هب انك صاحب مصنع متخلف لاسباب ترتبط بطريقة ادارتك للمصنع صناعيا وتجاريا ، فاذا جاءك من يعرض عليك اصلاح الامور وتغيير نمط الانتاج والتسويق وادركت ان دعوته للاصلاح هي الرغبة في الهيمنة والتحكم بمصنعك ، فسوف ترفض الاصلاح اساساً لكن اذا ادركت ان مشروع الاصلاح جاءك من قبل جهة ليست لها اطماع في السيطرة والاستيلاء على مصنعك فسيكون موقفك ايجابيا وتباشر باخذ الاصلاحات بما يتناسب تدريجيا مع تجاوز مشاكلك لا وفق الجدول الخارجي المفروض عليك ، هنا ستكون فرصة للاصلاح الحقيقي الايجابي .

عجزت امريكا والغرب عن فرض برامج اصلاحية سياسية واقتصادية على كل من الصين وروسيا والهند ، وفي هذه الدول الثلاثة جاءت بعض الاصلاحات لاسباب ومتغيرات داخلية اضافة الى عامل تطور انظمة المعلوماتية وانتشارها السريع المتدفق ، لكن امريكا والغرب نجحت جزئيا في خلق مناخ مناسب للتغيير في هذه الدول لا رحمة بها انما بحثا عن الاسواق الاقتصادية .

التغيير والإصلاح الذاتي لابد أن يكون مصدره داخليا بما يتفق مع حاجات المجتمعات وتطورها وبخلافه فان أي مشروع إصلاح خارجي مفروض من الخارج لن يأتي ثماره أبدا إلا بما يخدم مصالح الخارج فقط، ويتجاهل المصالح الداخلية للشعوب، فالتغيير عملية قناعات حقيقية ونوايا سليمة مخلصة يجب أن يتولاها قادة الشرق الأوسط بأنفسهم وحكوماتهم وبشجاعة فائقة متجاوزين احتكار السلطة .

أذن ليس امام هذه الانظمة إلا أن ترفع غطاء التقوقع من هياكلها وتبادر إلى الإصلاح الجذري والحقيقي بما يخدم مستقبل شعوبها ، وإلا فإنها ستبقى متخلفة وتترك شعوبها في دوامة التخلف.



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك للمرأة العراقية
- الديمقراطية الوطنية
- المرشح الحقيقي
- القادة الاستخباريين
- رسالة كاسترو لبوش: سأكون في المقدمة
- -الاحذية الطائرة..احدى الادوات الحضارية الثقافية للعراقيين ا ...
- الرسائل والسيارات المفخخة
- الشيخ الاستاذ المهندس
- أتهامات ضد القذافي- حاكم ليبيا توزع بالبريد الالكتروني
- الرياضى العربي والاولمبياد
- مجلس الحكم والعلم العراقي
- هؤلاء كيف ينظرون لمقتدى الصدر؟
- المنتخب الاولمبي في طريقه الى اثينا
- الرياضة درع واق ٍ من مرض السكـّر ومضاعفاته
- الرحلة 504 من لندن الى روما
- هل أستفاق بريجنسكي أخيرا؟
- لا حياد بين الوطن والمحتل
- أما آن الاوان لكي تراجع نفسك؟
- اغتيال العلماء العرب-علماء اخرون
- اغتيال العلماء العرب –يحي المشد


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام البغدادي - الاصلاح السياسيى