|
الزوجة الدبلوماسية تطير الى باريس
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 09:12
المحور:
كتابات ساخرة
في باريس هيلتون حطت الزوجة الدبلوماسية رحالها واستبشرت خيرا حين رأت البواب الذي يعتمر قبعة طويلة لم تر مثلها في حياتها وهو يفتح لها الباب الزجاجي فيما هرول آخر ليحمل حقائبها الى حيث موظف الاستقبال. كانت ترسم على وجهها ابتسامة ظنت انها رقيقة – هكذا اوصاها زوجها ابو العتاوي. رحب بها موظف الاستقبال وتمنى لها بانجليزية طليقة ان تقضي وقتا رائعا في باريس .مازالت الزوجة الدبلوماسية تبتسم رغم انها لم تفهم شيئا مما قاله هذا الشاب الانيق. وخيل اليها وهو يناولها مفتاح غرفتها انه يسالها شيئا ولانها لم تفهم شيئا مما قاله فقد مدت يدها بسرعة الى حقيبتها اليدوية والتقطت هاتفها الانيق وادارت رقما تعرف انه حجة لتتخلص من حرج الاجابة عن سؤال موظف الاستقبال ولكنها لم تزل تسمع منه نفس السؤال فما كان منها الا ان اخذت مفتاح غرفتها من على المكتب وهرولت نحو المصعد وكانت حقائبها قد سبقتها الى الغرفة في الطابق السابع وحمدت الله على انها تعرف الارقام الانجليزية والا لكانت مصيبة مابعدها مصيبة. اسرعت في تغيير ملابسها وارجئت حمامها الى مابعد عودتها من التسوق . انتظرت سيارة اجرة عند بوابة الفندق ولكن انتظارها طال وتململت في وقفتها حين قدم اليها احد العاملين في الفندق سائلا اياها بانجليزية مهذبة اذا كانت تحتاج الى خدمة ما وبسرعة مدت يدها الى داخل حقيبتها اليدوية واخرجت تلفونها النقال ونقرت باصابعها على الارقام كيفما اتفق ووضعت السماعة على اذنها فيما اشارت الى العامل اشارة من يريد ان يقول شكرا لااحتاج الى شيء. ظهرت سيارة اجرة ، ثوان ووقفت عند بوابة الفندق ونزل منها راكب انيق سمين بعض الشىء ويبدو انه يشغل وظيفة كبيرة او يدير عملا تجاريا محترما . ركضت الزوجة الدبلوماسية نحو سيارة الاجرة ولكن السائق اشار بيده اشارة فهمت منها انه لايريدها ان تركب سيارته فما كان منها الا ان مدت يدها الى حقيبتها لتريه جواز سفرها الدبلوماسي ويبدو انه لم يكترث لذلك فقد انطلق بسيارته بعيدا عنها. احتارت الزوجة الدبلوماسية في امرها ولم تعد تعرف ماذا عليها ان تفعل خصوصا وان الوقت يمر بسرعة ومحلات الازياء ستغلق بعد ساعتين . عادت الى موظف الاستقبال وهمست في استحياء: تاكسي ... تاكسي . ابتسم موظف الاستقبال ورفع سماعة الهاتف ليرطن امامها بالفرنسية ولم تمض دقائق حتى وجدت نفسها في سيارة اجرة من الطراز الذي لم تره في حياتها، وكان عليها ان تخبر السائق عن وجهتها حين ادار لها رأسه وفي وجهه علامة استفهام معروفة من جميع البشر، وبسرعة بديهيتها توصلت الى حيلة مقبولة :لماذا لاتتظاهر بانها خرساء طرشاء وبهذا تتخلص من الاحراج اللغوي فمدت يدها على ثوبها معتقدة بانه سيفهم انها تريد محلات الازياء ولكن السائق مايزال ينظر اليها مستفسرا فتململت في جلستها واخذت تلوح بيدها ذات اليمين وذات الشمال ولكن دون فائدة. توقف السائق عند قارعة الطريق وانتظر من الزوجة الدبلوماسية جوابا شافيا عن وجهتها. احتارت مرة اخرى في امرها ولم تعد تعرف كيف تفهم هذا السائق الفرنسي صاحب الشعر الاحمر والبشرة البيضاء انها تريد النسوق من محلات الازياء. مدت يدها الى شعرها ومسدت عليه مع ابتسامة حسبتها رقيقة وبدلا من ان يفهم انها تريد زيارة صالون تصفيف الشعر صاح بصوت غاضب ونزل من السيارة متجها اليها وفتح لها الباب ليأمرها بالنزول وقد احمر وجهه، فارتعشت الزوجة الدبلوماسية من الخوف ونزلت مسرعة دون ان تلتف الى الوراء . بدأت الشمس ترحل قليلا وراء الغيوم والظلام سيحل بعد قليل وهي ماتزال واقفة على الرصيف ولاتدري لماذا تذكرت لقطة من فيلم شاهدته منذ سنوات يحكي عن احدى بنات الهوى التي تلتقط زبائنها وهي واقفة على الرصيف فقررت ان تمشي لتبدو انها ذاهبة الى مكان محدد، بعد قليل وجدت حالها عند مفترق طريق وسيارة شرطة تقف عند الاشارة الحمراء فاسرعت اليها غير عابئة بالسيارات المقبلة نحوها واشارت بيدها الى السئق بالتوقف قليلا الذي نزل من سيارته بعد ان "شغل" اشاراتها الضوئية واشار عليها ان تصعد الى السيارة وهو يبتسم لها، فعلت مايريد بعد ان القت نظرة خلفها لتجد عشرات السيارات تقف بانتظار عبورها من الرصيف الاخر. وكان من حسن جظها انها تحمل معها "كارت" عنوان الفندق الذي ارته الى الشرطي الذي فهم ماتريد لكنها لم تكتف بذلك اذ ارته جواز سفرها الدبلوماسي . ابتسم لها الشرطي بعد ان اطفأ الاشارات الضوئية وانطلق نحو فندق باريس هيلتون. شعرت الزوجة الدبلوماسية باحراج شديد وهي تنزل من سيارة الشرطة خصوصا وان عددا من العاملين في الفندق نظروا اليها بدهشة ، الشعور بالاحراج انقلب الى كراهية لهذا البلد الذي لايفهم مواطنوه حتى لغة الاشارة وقررت ان تطير الى لندن في اليوم التالي.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بالروح .. بالدم نفديك يابن لادن
-
زوجات ازلام عدم الانحياز يجتمعن في روما؟؟؟؟
-
الزوجة الدبلوماسية تزور روما
-
عاشق البقرة
-
الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم
-
حتى الرضيع ايها الناس يحمل جواز سفر عراقيا دبلوماسيا
-
ألا بؤسكم من مسلمين
-
البرادعي.. انت كذاب ياسيدي
-
نحباني للو
-
الحجاج يتلهفون على الحمامات التركية الشعبية
-
ياصياد السمك .. اريد -بنية-
-
رسالة من بيت الموتى الى الدول الثمانية
-
أين العدالة ايها الناس?
-
رسالتي الثانية الى رب العزة
-
انا ابن الله .. وليخسأ الخاسئون
-
ايها العرب أتركوا فلسطين واركضوا نحو كشمير
-
أفكار بصوت عال .. لمن يسمع
-
الامام الحسين بين ولاية الفقيه والموت من أجل السلطة
-
الامام الحسين بين حافظ اسد وحسني مبارك
-
كلهم في الجنة ..بأمر الهي وغصبا على اصحاب اللحى
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|