|
قراء في الخطاب الملكي السامي بمناسبة المسيرة الخضراء المظفرة 6 نوفمبر 2009
عبدالله حافيظي السباعي الإدريسي
الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 11:53
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة 6 نونبر 2009 ، يعد منعطفا في تاريخ المغرب السياسي الحديث ويمتاز بالواقعية الضاربة في أعماق الواقع السياسي والاجتماعي لجنوب المغرب .
كان جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله وطيب ثراه عالما عملاقا لم يجد التاريخ بمثله وكان صريح قويا ولكن لم يقل يوما في خطاباته كل الحقيقة حول مشكل الصحراء المغربية وذلك لأسباب لا يعرفها إلا الراسخون في العلم ...^
نلاحظ أن وارث سره جلالة الملك محمد السادس قال في خطابه في الذكرى الخامسة والثلاثين للمسيرة الخضراء كل الحقيقة + فلا منزلة بين المنزلتين + لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار ، لا مكان لأصحاب الأعراف ، ومعلوم ان اغلب منظري الجنوب هم من هذا الصنف لا هؤلاء ولا هؤلاء، ومعلوم أيضا وهذه حقيقة لا غبار عليها ان الوسيلة الأنجع لاعتلاء المناصب والغنى المادي والحظوة عند أصحاب السلطة أضحت تختزل كلها في الخيانة ، فمن يبذل مال المغرب في تمويل حملات الإرجاف ضد المغرب والمغاربة في داخل المغرب وخارجه ،هم من يعتني بهم المغرب ويستمع إليهم ، وهم المستفيد الأول من دوام الأزمات ، فكل أزمة في جنوب المغرب مصدرا من مصادر رزقهم .
نجدد لكم البيعة يا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بن الحسن الثاني ونقول لكم وبكل صراحة أنكم وضعتم الأصبع على الجرح وشخصتم المرض في خطابكم هذا أمام العالم وأمام المغاربة جميعا، إني مع الرجوع التائب من ذنب يغفر لشخص اقترفه في جاهليته ، أو مرغما غير باغ ولا عاد ، فذلك الشخص إذا عاد إلى المغرب وبايع جلالتكم على ان لا يكون مزدوج الولاء ، فنحن نرى ان تلك البيعة تخرجه من مخيمات الحمادة روحيا بعد ان خرج جسديا وان تلك البيعة تجب ما قبلها وان تلك البيعة هي الشاهد على شروط التوبة والرهان على الندم على ما فات والتصميم على عدم العودة مستقبلا ، ولا نمانع في تأليف القلوب ، ولا كن من كانت هجرته من مخيمات الحمادة إلى المغرب إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ... فمن كانت له قنوات غامضة إلى الانفصاليين عبر لاس بلماس أو برشلونة وكادس أو الزويرات ونواذبو ونواكشوط ودول افريقية وأروبية أخرى ...فلا بيعة له ولا توبة ولا دين ولا وطن ... اتركونا نكون أكثر صراحة مما جاء في الخطاب الملكي السامي ليوم الجمعة 6 نونبر 2009 ، ونضع النقط الحروف لان الزمن زمن الصراحة والصدح بالحقيقة : يقدر الخبراء الوطنيون المغاربة ان 85 في المائة من السيولة المالية للانفصاليين تضخ من اكبر مدن الأقاليم الجنوبية ، وأظن ان هذه الحقائق يعرفها القاصي والداني لطول استمرارها ... والبعض لا يلوم هؤلاء لان أخاك مهما اختلفت معه في السياسة والفكر فانك لا تستطيع ان تتركه يموت جوعا في مخيمات الحمادة ، ولا يحق لأي كان ان يترك أخاه عرضة للضياع ... فما حاجتي بالمال ابغي وفوره إذا لم افر عرضي فلا وفر ألوفر ...
لقد طرحت فكرة اللا مركزية أو الجهوية الموسعة في المغرب ، طرحها المغفور له الملك لحسن الثاني طيب لله تراه وكنا نرى ان أصحاب المنزلة بين المنزلتين والمؤلفة قلوبهم من مغرب الاستقلال هم من حال دون تطبيقها فهم لا يريدون ان تموت البقرة الحلوب التي يتغذون منها، كما تعودوا على الصيد في المياه العكرة ويمقتون الشفافية والوضوح ويحبون العيش في الظلام وأنا لا أعمم لان من بين الصحراويين من صادقوا ما عاهدوا الله وما بذلوا تبديلا ... كما ان للوم كل اللون موجه إلى المؤلفة قلوبهم ممن تجروا بالوطنية وخانوا الله والوطن والملك من المسئولين لمغربة الذين كانوا ولا يزالوا يتاجرون بملف الصحراء المغربية ، ويعملون على إبقائه مفتوحا ما داما يدر حليبا طازجا
وألان وقد قدت أقمصة بعضهم من قبل ، وقام عليهم الذليل ، يجب التعاون معهم على هذا الأساس ، فخيانة الوطن العظمى خيانة عظمى ، وخدعة الوطن العظمى خدعة عظمى ، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ، والحمد الله على ان خطاب جلالة الملك هذا أكد أن أصحاب الجنة هم الفائزون ولو كان اصحب النار لا يزالون يتمتعون بكل الامتيازات الظاهرة والباطنة وأصحاب الجنة يعيشون على الأمل وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ... لقد بدل المغرب جهودا جبارة في تنمية أقاليمه الجنوبية ويلاحظ أن البني التحتية في الجنوب تم انجازها بما يتجاوز أحيانا جودة البنى التحتية داخل مدن المملكة ، وظلت أغلب الموارد البشرية في المنزلة بين المنزلتين ، وذلك إشكال في منتهى الصعوبة ، المغرب نجح في بناء الأرض ولم ينجح في بناء الإنسان الصحراوي ، استعاد لصحراء ولن ويستعد قلوب أهلها .
ويقتضي التفكير بعمق لنستبين نوعية هذا الإنسان في الأقاليم الجنوبية لنقارنه بعض إخواننا الصحراويين ـ وأنا من غزية ـ بأصناف البشر في المملكة المغربية : فهل الصحراوي هو البدوي الذي ألف الترحاب والتنقل ولا يريد الاستقرار الذي تمليه أبجديات المدنية... ؟ أم هو ذلك الرجل التقي الورع العالم النحر ير الذي يخشى الله في السر والعلن ولا يبغي في الأرض علوا ولا فسادا ، في أمواله نصيب للفقير والسائل والمحروم وابن السبيل...؟
أم هو ذلك الإنسان العبقري الذي يجيد استغلال الدول والشعوب والمناسبات بأقصى ما يمكن أن يكون الاستغلال دون وفاء لأي شيء ...؟ أم هو ذلك البليد الجاهل والذي يقترب من أخلاق جمال الصحراء الحاقدة والتي تتربص الدوائر للانقضاض على رفقاء دربها ... ؟ أم ان الأوان أن نلجم هذه الجمل وان نقول له ملء أفواهنا : ان محبة الوطن من الإيمان ، ولا خير في امرء لم يخلص لخالقه ولملكه ولوطنه : يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والله يقضي بالحق ، والذين تدعون من دونه لا يقضون بشئ ، ان الله هو السميع البصير .
#عبدالله_حافيظي_السباعي_الإدريسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشكل الصحراء المغربية والحلول الممكنة
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|