حسين شبّر
الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 15:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نتابع في هذا الجزء الرابع من رؤية يوحنا ومن خلال قراءتتنا المتأنية اشكاليات عديدة تثيرها الرؤيا في خط سيرها الذي اخذ شكل منحنى يتصاعد بشكل حاد نحو توظيف اكثر في الخيال المتوهم والغموض الملتبس على الفهم والادراك.
وهذة السماة الحكائية تلجأ اليها في العادة الاساطير في بنيتها اللغويه والدلاليه معا:- فالغموض يتحول الى هدف مع تنامي السرد الاسطوري حتى تتلاشى تماما امكانية التقاط معنى محدداَ لما تريده الاسطوره وهي بهذا الشكل تكون قد ادت الغايه المراد بلورتها.لكن هذه الرؤيا تتجاوز ضمن هذا النوع من السرد الاسطوري الى تحميل الالفاظ معاني مغايره وهنا تكمن الاشكالية الكبيرة التي وقعت جميع التفاسير بها وكافة الذين حاولوا جاهدين تفسير هذه الروايات الشائكه والمتشابكه دلاليا ولغويا....ومعرفياَ.
سيلاحظ القارئ الكريم كيف وقع المفسرون في الخطل الكبير وهم يتقاطعون مع نص يوحنا,حتى كاد النص يضيع تماما بين متاهات التفسيرات التي ظهرت على شكل معميات يصعب فهمها فهما سليماَ. ثم انني اجزم تماما هنا ان يوحنا البشير كان يعي تماما ان قصة المسيح والتي راح يسجاها حرفيا في بشارته الانجيليه ماهي الا صدى يحف بالرؤية هذة ,الامر الذي يعني ان قصة المسيح بمجملها ماهي الا نوعا من( الرمز) عبر عنة بلغة متفجرة من المجازات الروحيه بالغة التأثير,التي تحولت عبر ثلاث قرون الى حقيقة بعد ان ضاعت الحقيقة الاولى,انه نوع من الخيال المتسامي لخلق شخص او كائن سماوي يهبط الى الارض ,وعلى اية حال سوف أاجل هذه القراءة المرعبة الى حين الانتهاء من استعرض كامل نص الرؤيه.
وتتابع الرؤيا .......
((و نظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة و سمعت واحدا من الاربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد هلم و انظر فنظرت و اذا فرس ابيض و الجالس عليه معه قوس و قد اعطي اكليلا و خرج غالبا و لكي يغلب و لما فتح الختم الثاني سمعت الحيوان الثاني قائلا هلم و انظر فخرج فرس اخر احمر و للجالس عليه اعطي ان ينزع السلام من الارض و ان يقتل بعضهم بعضا و اعطي سيفا عظيما و لما فتح الختم الثالث سمعت الحيوان الثالث قائلا هلم و انظر فنظرت و اذا فرس اسود و الجالس عليه معه ميزان في يده و سمعت صوتا في وسط الاربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار و ثلاث ثماني شعير بدينار و اما الزيت و الخمر فلا تضرهما و لما فتح الختم الرابع سمعت صوت الحيوان الرابع قائلا هلم و انظر فنظرت و اذا فرس اخضر و الجالس عليه اسمه الموت و الهاوية تتبعه و اعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف و الجوع و الموت و بوحوش الارض و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم و نظرت لما فتح الختم السادس و اذا زلزلة عظيمة حدثت و الشمس صارت سوداء كمسح من شعر و القمر صار كالدم و نجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة و السماء انفلقت كدرج ملتف و كل جبل و جزيرة تزحزحا من موضعهما و ملوك الارض و العظماء و الاغنياء و الامراء و الاقوياء و كل عبد و كل حر اخفوا انفسهم في المغاير و في صخور الجبال و هم يقولون للجبال و الصخور اسقطي علينا و اخفينا عن وجه الجالس على العرش و عن غضب الخروف لانه قد جاء يوم غضبه العظيم و من يستطيع الوقوف خروا و سجدوا للحي الى ابد الابدين))
التفسير الاهوتي
الختوم تدل على حوادث تاريخية وتعبر عن حقب زمنية,الخروف الابيض المسيح ,المتكلم فى حالة الختم الأول هو الحيوان الأول الذى على شبه أسد. ويتكلم بصوت رعد إشارة للمسيح الأسد الخارج من سبط يهوذا, بدأ الله يسمح بان الختوم تفتح حتى تعرف كنيسته ما هو مزمع أن يكون, وسيحدث. والله يكشف لنا عما سيحدث فى المستقبل من ضيقات وإنتصارات للكنيسة والذى يحارب عن كنيسته بقوة أسد,الختم الثانى من آلام وضيقات ستمر بها الكنيسة وحروب معلنة ضدها، لذلك يبدأ الله بهذا الختم لنرى الله منتصرا والكنيسة منتصرة به,. فرس أبيض هذه هى الكنيسة، وهو ابيض لأننا تبررنا بدم المسيح. الفرس الأبيض يشير لفترة كنيسة الرسل الأولى, القوس يشير لكلمة الكرازة التى صوبها الرسل الكارزون لقلوب الناس فحطمت قوى الشر, الفرس الأحمر نجد هنا لونه أحمر، وهو لون دماء الشهداء,والجالس عليه أى الذى يقوده ويحركه هو الشيطان, هم الرومان , الفرس الأسود إبليس فى حربه ضد الكنيسة بإثارة الإضطهاد والإستشهاد، غير طريقته إلى نشر البدع والهرطقات، ثمنية قمح بدينار و ثلاث ثماني شعير بدينار وقد يشير هذا لمجاعة عظيمة .وأما الزيت والخمر فلا تضرهما لان هما دواء السامرى الصالح (المسيح) للجريح والزيت إشارة للروح القدس والخمر إشارة للثبات فى الكرمة وإشارة للفرح الروحى, الفرس الاخضر يشير لأوبئة لأن الراكب على الفرس إسمه الموت, الختم الخامس نفوس من هم فى السماء غالبين الذين إختاروا أن يحيوا تحت راية الصليب,رأى يوحنا تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله هذه تشير لفترة إستشهادهم وهنا نرى أين تذهب هذه النفوس ؟ فهى محفوظة عند الله تشتهى اليوم الذى تلبس فيه الأجساد الممجدة, الختم السادس نرى الوجه الآخر للخروف، الوجه الغاضب بسبب خطايا البشر وبسبب إضطهاد العالم للكنيسة عروسه.
التعليق :
أن المفسر العتيديد راح يسقط فهمه الخاص على التفسير وهذا بطبيعة الحال لا يمكن أن يدل على الحقيقة التي يريد أن يوصلها يوحنا الى الفارئ.نقل التفسير من مجال الدلالالت التي استبطنتها الرؤية الى دلالات أكثر رمزية فما العلاقة التي تربط بين ما يريد أن يكشفه الله من عملية فض الختوم العجيبة ومسألة نقل هذه الإشارات الى مستوى دلالي آخر لا علاقة له من قريب أو بعيد بما أراد قوله يوحنا . لاحظ:
يقول يوحنا : و اذا فرس ابيض و الجالس عليه معه قوس و قد اعطي اكليلا و خرج غالبا و لكي يغلب. هذا هو الختم الأول وانظر التفسير اللاهوتي كيف نقل التصور الى معنى آخر . يقول أن هذا الفرس يشير الى الكنيسة والقوس يشير الى الكرازه و لما فتح الختم الثاني فخرج فرس اخر احمر التفسيرهنا هو دم الشهداء والجالس عليه الشيطان . كيف عرف المفسر ذلك من أخبره هل نزل عليه روح القدس ليخبره بذلك ؟ وهكذا يستمر التفسير الذي تورط في محاولة فك طلاسم الختوم السبعة ليقربها الى الوعي ولكنه زادها عماء وغموضا وليته ترك هذا الرجل يهذي في رؤياه ثم توقف عندها قائلا المراد في عقل الراوي الذي لا يمكن أن نحلل كلامه العجيب الغريب .
تتابع الرؤيا ........
((و بعد هذا رايت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح الارض لكي لا تهب ريح على الارض و لا على البحر و لا على شجرة ما و رايت ملاكا اخر طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم الى الملائكة الاربعة الذين اعطوا ان يضروا الارض و البحر قائلا لا تضروا الارض و لا البحر و لا الاشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم و سمعت عدد المختومين مئة و اربعة و اربعين الفا مختومين من كل سبط من بني اسرائيل من سبط يهوذا اثنا عشر الف مختوم من سبط راوبين اثنا عشر الف مختوم من سبط جاد اثنا عشر الف مختوم من سبط اشير اثنا عشر الف مختوم من سبط نفتالي اثنا عشر الف مختوم من سبط منسى اثنا عشر الف مختوم من سبط شمعون اثنا عشر الف مختوم من سبط لاوي اثنا عشر الف مختوم من سبط يساكر اثنا عشر الف مختوم من سبط زبولون اثنا عشر الف مختوم من سبط يوسف اثنا عشر الف مختوم من سبط بنيامين اثنا عشر الف مختوم بعد هذا نظرت و اذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم و القبائل و الشعوب و الالسنة واقفون امام العرش و امام الخروف و متسربلين بثياب بيض و في ايديهم سعف النخل و هم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش و للخروف و جميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش و الشيوخ و الحيوانات الاربعة و خروا امام العرش على وجوههم و سجدوا لله قائلين امين البركة و المجد و الحكمة و الشكر و الكرامة و القدرة و القوة لالهنا الى ابد الابدين امين))
لنذهب الى التفسير اللاهوتي لنقرأ ما الذي يقوله هنا :
يفسر الرياح بأنها الالام التي تصيب البشر وهذه الالام ليست شرارا لأنها لتنقية المؤمنين, ثم يتم ختم المؤمنين بعد أن تصيبهم الرياح بختم المسيح على جباههم ، ولا نعرف كيف فسر الرياح بأنها كذلك وما علاقة الختم هنا ولماذا يتم ختم المؤمنين ؟ طبعا الختم يجب أن يكون بسر الميرون ، وهو من أسرار الكنيسة السبعة المعروفة ولعله أخطر أسرارها .. وشبه المؤمن بالشجرة النابتة على مجاري المياه أما الشجرة الصفراء فهي دليل على غير المؤمن ثم يقوم الله بنحت عبيده المومنين على شكل أحجار حية في هيكل السماء . وأما الشمس الطالعة من المشرق فهي المسيح . والرقم 4 يشير الى أركان العالم الأربعة . ثم يذهب المفسر الى المعادلة الرياضة التي هي اقرب الى الأحاجي السخيفة التي لا يمكن قبواها في تفسير الرقم 144000 على النحو التالي :
144000عدد المختوموين من أسباط بني اسرائيل جاءت على النحو التالي في التفسير العتيد :
12 أسباط X 12 كنيسة في العهد الجديد = 144
1000 رقم الملائكة السمائيين فهم ألوف ألوف وربوات ربوات
( ولا نعلم من اين جاء بهم المفسر ) X144 = 144000
أما الرقم 12 كيف أتى ؟
3 ( المؤمنين بالله مثلث الأقانيم ) X 4 أركان العالم = 12 كل العالم
12 كنيسة هي : 4X3=12 = 1 = المسيح .
والربوة = 10000 فيصير الرقم 1000 ومضاعفاته يشير للسماء
اثنا عشر الف مختوم من كل سبط
12000 =12 (شعب الله) X1000(الذين هم في السماء(
144000 الذي = 1 الذي هو المسيح إشارة للكنيسة الواحدة الوحيدة التى جعلها المسيح واحدة بأن وحد الكل فيه,
وكان جميع ل 144000 هؤلاء عند العرش يحملون سعف النخل لان السعف معروف عند اليهود تعنى الفرحة والإنتصار والتهليل ويشاركهم فى هذا الفرح الملائكة والشيوخ و الحيوانات الاربعة . و خروا امام العرش على وجوههم و سجدوا لالهنا الجالس على العرش و للخروف .
التعليق:....
انتهت المعادلة اللوغارتماتية وأنا أتمنى على كل من فهم شيئا أن يخبرنا فمستوى فهمي لا يرقى الى هذا التحليل المرعب من قبل المفسر العظيم . فمن أين جاء بهذه الفرضيات ولكنها قضية يضحكون بها على الوعي الساذج للمؤمن الذي لا يملك إلا ان يطلق آهات الاعجاب الكاذبه ... على هذه العقلية التفسيرية .... رجل يهذي ... ولآخر يريد أن يعقلن هذا الجنون والهذيان.
وتتابع الرؤيا....
آية 14 : أتوا من الضيقة العظيمة أى العالم الذى كانت تهب عليه الرياح والآلام والضيقات. "ومن يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" ، بعد أن إستخدم الله هذه الضيقات فى إعداده كحجارة حية فى الهيكل السمائى. ثم يتسائل المفسر العتيد : ولكن هل الضيقات تنقى وتلبسنا ثيابا بيض؟ حاشا. وإلا لماذا كان دم المسيح. وهذا ما نراه فى بقية الآية.. فدم يسوع هو الذى يطهرنا من كل خطيئة.
التعلبق
والآن إذا كان دم المسيح هو الذى يلبسنا الثياب البيض، فمالزوم الضيقة؟ والتجارب ولالام أي بمعنى الأختبارات التي يجريها الرب على المؤمنين به كما رأينا في بداية الرؤيا المليئة بالتهديد والوعيد للقائمين على الكنائس السبعة الذين عليهم أن يلتزموا وصايا الرب وإلا فمصيرهم بحيرة النار والكبيرت وغي الرب الأبدي . وهنا يسكت التفسير عن الختم السابع الذي عندما فتح سكت الجميع ما هو هذا الختم وعلى ماذا احتوى لا أحد يعلم ولكن لأن المفسر وقع في متاهلت التفسير الذي لم يعد يجد الجمل المناسبة ولا اللغة المفهومة للتعبير عنه .
يقول التفسير : لقد ولدنا وفى داخلنا محبة للعالم تجعلنا ننجذب للعالم تاركين الله. لذلك الله من محبته يسمح بهذه الضيقات لنزهد فى محبة العالم، وليس هذا فقط، فالمتألم يرتمى فى أحضان المسيح، فيطهره دم المسيح.
لاحظ كيف ينحرف التفسير هنا عن كل ما أراد قوله يوحنا . ومن ثم عدم ربطه ربطا مباشرا بالنص السابق عليه بخيث يشكل النص وحدة متكاملة على أقل تقدير .
آية 15 : من اجل ذلك هم امام عرش الله و يخدمونه نهارا و ليلا في هيكله و الجالس على العرش يحل فوقهم.....
يقول التفسير : نهارا وليلا السماء ليس فيها ليل، لكن المعنى هو الخدمة بلا توقف وسر فرح السمائيين وجود الله وسطهم يحل فوقهم ويرعاهم أى يظلل عليهم فى حنان.........
"كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها..... .
التعليق
هذا الأسقاط العجيب وهو يحاول أن يقرب الصورة لله الجالس على العرش يجمع هؤلاء الذين يقومون على خدمته من السمائيين كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها فلم يجد هذا التفسير الإ هذه الصورة الفاضحة .
كيف يصور الله على شكل دجاجة ......؟
#حسين_شبّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟