أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نصر القفاص - لويزة حنون أول امرأة عربية تقود حزبا سياسيا‏ _ رئيس حزب العمال في الجزائر‏















المزيد.....



لويزة حنون أول امرأة عربية تقود حزبا سياسيا‏ _ رئيس حزب العمال في الجزائر‏


نصر القفاص

الحوار المتمدن-العدد: 202 - 2002 / 7 / 27 - 00:41
المحور: مقابلات و حوارات
    


لويزة حنون أول امرأة عربية تقود حزبا سياسيا‏:‏
نرفض تدويل الأزمة الجزائرية‏..‏ والمغامرون جعلوا منطقة القبائل رهينة‏!‏
نؤيد قرار الرئيس بجعل الأمازيغية لغة وطنية‏
ونطالب بالاستفتاء علي الخصخصة‏!‏

 

أجري الحوار‏:‏ نصر القفاص

 

 

تتفرد لويزة حنون رئيس حزب العمال في الجزائر‏,‏ بكونها أول امرأة عربية تقود حزبا سياسيا‏..‏ وهي ترفض الاعتراف بالعولمة‏,‏ وتتمسك بالدفاع عن الطبقة العاملة من منظور عقائدي‏..‏ فهي تري أن الاشتراكية تعرضت لضربة قاصمة في تطبيق النظرية‏..‏ لكنها لم تتلاش أو تنهار‏!!‏ ولا تري حرجا في تأييد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يوم أن أصدر قرارا بجعل الأمازيغية لغة وطنية‏,‏ وان كانت تتحفظ علي أسلوب إدارته للأزمات التي تعانيها البلاد‏..‏ وتنكر حق الحكومة في الاتجاه نحو الخصخصة‏,‏ وتطالب باستفتاء شعبي لقبول هذا الخيار الاقتصادي‏!!‏ وبرغم اختلافها بزاوية قدرها‏180‏ درجة مع التيار الإسلامي‏,‏ فإنها الصوت الذي لا يخفت دفاعا عن عباسي مدني وعلي بلحاج زعيمي جبهة الإنقاذ المحظورة‏..‏ وإذا كانت تتولي الدفاع في قضايا منطقة القبائل‏,‏ فهي تري أنها تحولت إلي رهينة في أيدي حفنة من المغامرين‏!‏
هي‏..‏ ليست مجرد امرأة‏,‏ ولا مجرد سياسي‏..‏ لأنها تتمتع بقدرة فائقة علي أن تكون في المكان المناسب‏,‏ وفي الوقت المناسب‏..‏ وتجيد فن الأداء البرلماني‏,‏ لتمكنها من أدواتها‏,‏ واللغتين العربية والفرنسية‏..‏ وإلي جانب كل هذا تعرف‏,‏ كيف تحتفظ بدرجة حرارة خصومها عند درجة أقل ـ دائما من الغليان ولعل الحوار معها يكشف ملامحها دون روتوش‏.‏

‏*‏ سألتها‏..‏ سبق أن أعلنت قبول التحدي الانتخابي‏,‏ وأن حزب العمال لن يقاطع انتخابات البرلمان والمحليات القادمة‏..‏ ثم تراجعتي خطوة للخلف بطلب التأجيل‏..‏ فما هو السر؟‏!.‏
‏**‏ قرار حزبنا ـ العمال ـ كان واضحا بأننا سنشارك في الانتخابات القادمة‏,‏ وأوضحنا في الوقت نفسه خشيتنا من التزوير الذي أصبح قاعدة في بلادنا‏..‏ وثبت ذلك من خلال مشاركتنا في انتخابات عام‏1997,‏ التي جري تزويرها في ظل الإرهاب بعد أن كان قد وصل إلي ذروته‏..‏ ويجب أن أسجل لانتخابات عام‏1991,‏ التي فاز بنتيجتها حزب جبهة الإنقاذ الإسلامي‏,‏ انها كانت الوحيدة والنزيهة التي أجريت في بلادنا منذ الاستقلال‏..‏ وعندما أسجل هذه الشهادة‏,‏ أوضح أن حزبنا كان قد قاطعها‏,‏ ولم يخض غمارها‏!!‏ أما عن الانتخابات القادمة‏,‏ فهي ستجري في مناخ قد يختلف ـ للأحسن ـ نسبيا عن مناخ انتخابات‏1997..‏ بعد أن توقف النشاط المسلح‏,‏ وإن كانت آلة العنف مازالت تحصد الأرواح‏!!‏ لعلني أوضح الفرق الذي أراه في أن النشاط المسلح‏,‏ كان يمثل حركة منظمة ذات أهداف سياسية‏..‏ أما العنف المستمر حتي الآن‏,‏ فهو مجهول الهدف والهوية‏.‏
وتضيف لويرزة حنون قائلة‏:‏ لقد التقينا رئيس الجمهورية‏,‏ وطرحت عليه خلال المقابلة أننا لا تهمنا مناقشة الأمور الفنية للعملية الانتخابية‏..‏ وكل ما يهمنا أن نؤكد اقتناعنا بأن الانتخابات سيتم تزويرها‏,‏ ولن تكون حرة ونزيهة‏..‏ وأن حزبنا هدفه الأول والأخير‏,‏ يتمثل في استعادة السلم‏.‏

اتفقنا مع الرئيس
‏*‏ وماذا قال لكم الرئيس بوتفليقة ردا علي هذه الاتهامات الحادة؟‏!‏
‏**‏ الرئيس أكد اتفاقه مع رؤيتنا في أن استعادة الاستقرار والسلم يمثلان أهم شروط نجاح أي مسعي للخروج من الأزمة‏..‏ وأوضحت للرئيس أن البلاد تعاني تخلفا اقتصاديا‏,‏ وتدهورا للأحوال الاجتماعية‏..‏ وقلت إن الجزائز منذ استقلالها‏,‏ لم تتمتع بالاستقرار الذي يستحقه شعبها‏..‏ كما نقلت له تخوفنا من أن تتأثر وحدة البلاد واستقلالها‏,‏ بهذه الإضطرابات المتكررة والمتتابعة‏,‏ وطالبته بتوقيف التوجه نحو الخصخصة‏,‏ ولو مرحليا حتي لا تتفجر الأوضاع‏,‏ ونصل إلي حالة أقرب لما حدث في الأرجنتين‏,‏ التي أعتقد أنها انهارت برغم أن أوضاعها كانت أفضل من أحوالنا بكثير‏..‏ وكان الرئيس واضحا معنا عندما قال‏:‏ لن يقبل المستثمرون علي بلادنا في هذه الظروف‏..‏ واتفقنا في وجهات النظر حول خطورة الأوضاع منطقة القبائل‏,‏ سيما أنني صارحته بأن هناك أصحاب مصالح في تفتيت وحدة ترابنا الوطني‏,‏ لتحقيق مكاسب اقتصادية في السوق الجزائرية‏..‏ وإن كنت قد سمعت منه أنه يعتقد في وجود استفزازات يتعرض لها المواطنون‏!!‏ وقد صارحته بأننا نؤيد الاتجاه نحو الموافقة علي جعل الأمازيغية لغة وطنية بقرار جمهوري‏,‏ دون طرح الموضوع للاستفتاء‏.‏

‏*‏ لماذا تحرضون الرئيس علي إصدار قرارات بقوانين في قضايا تروق لكم‏,‏ وتصرخون منها مؤكدين حق الأمة في الاستفتاء إذا تعارضت مع مصالحكم؟‏!.‏
‏**‏ نحن رفضنا العودة للشعب في قضية اللغة الأمازيغية‏,‏ لاعتقادنا بعدم عدالة الاستفتاء وخطورته‏..‏ ولم نطالب بطرح قضية للاستفتاء سوي برنامج الحكومة الذي يتوجه نحو الخصخصة لإيماننا بأن رئيس الجمهورية والحكومة ملتزمان بدعم القطاع العام مع تشجيع القطاع الخاص حسب نص الدستور‏..‏ وطلبنا حقنا في استخدام أجهزة الإعلام‏,‏ لنشرح للشعب خطورة هذا الطريق‏..‏ فحزبنا يؤمن بأن طول قضايانا وأزمتنا‏,‏ يجب أن تكون جزائرية‏..‏ ونرفض أي حلول مستوردة من الخارج‏,‏ قدر ما نرفض تدويل أزمتنا‏..‏ ولا نري فيما نطرحه أي تناقض‏..‏ فما يجب علي الرئيس أن يتحمله‏,‏ لابد أن نلزمه به وفق ما سبق أن قال‏:‏لن أكون ثلاثة أرابع رئيس‏!!‏ وما يجب أن يكون للشعب‏,‏ لابد من أن يحصل علي حقه في التعبير عنه‏..‏ ولعلنا يجب أن نسأل الرئيس عن تعهده الذي قطعه علي نفسه‏,‏ بأنه سيسترجع السلم والاستقرار‏,‏ وحتي الآن لم يفعل ذلك‏!!.‏

‏..‏ ونختلف مع سياساته
‏*‏ هناك سؤال يفرض نفسه‏,‏ حول رؤية الأحزاب الجزائرية ـ وحزبكم منها ـ لحلول الأزمات‏..‏ فهي تتحدث عن استعادة السلم والاستقرار وكأن أي رئيس قادر علي هذا الفعل بالضغط علي جهاز‏..‏ فهل في هذا منطق وانصاف؟‏!.‏
‏**‏ أبسط قواعد الديموقراطية تتمثل في حق الأحزاب‏,‏ بأن تحاسب المسئول عن تعهداته وبرامجه‏..‏ كما يحاسب الشعب الأحزاب علي برامجها‏..‏ وعندنا سنجد أن رئيس الجمهورية قطع علي نفسه التزاما بالقضاء علي الإرهاب‏,‏ لدرجة أنه قال‏:‏سأفعل ذلك حتي ولو تطلب الأمر صعودي للجبل‏..‏ بحثا عن الجماعات المسلحة‏,‏ لإقناع أفرادها بوضع السلام‏..‏ وهنا قلنا له قبل أن تصعد للجبل اذهب للسجن‏,‏ وحاور علي بلحاج‏,‏ وتكلم مع عباسي مدني‏..‏ لأن سياسة الكل أمتي‏,‏ بمعني أن الرهان علي الخروج من الأزمة بالحلول الأمنية فقط‏,‏ تأكد فشله بمرور السنين‏..‏ وعندما ننتقد الوقوف علي هذا الباب فقط‏,‏ نقدم بابا بديلا للحل بأن طالبنا بعقد مؤتمر وطني لكل ألوان الطيف السياسي ـ بلا استثناء ـ وحذرنا من خطورة تأجيل استخدام هذه الورقة‏,‏ فكلما مضي الوقت‏..‏ تتعقد الأزمة وتزداد ضبابية‏,‏ وتتدخل أطراف جديدة لدرجة أننا لم نعد نعرف من مع من‏..‏ ولا من ضد من؟‏!‏ ورؤيتنا للمؤتمر الوطني تقوم علي أنه سيكون قادرا علي حسم ملفات المفقودين‏,‏ وسجناء الرأي‏,‏ وتوقف عجلة الاقتصاد‏,‏ وتدهور الأوضاع الاجتماعية‏..‏ وسينتهي إلي صيغة تعكس حدا أدني لموقف ورأي الأمة‏.‏

‏*‏ ولماذا تنظر الأحزاب وقت الأزمة للرئيس فقط‏,‏ لتعلقها في رقبته‏..‏ وعندما تتحقق إيجابات تنكر عليه حقه في تركيز الضوء عليها أمام الرأي العام؟‏!‏ وهل تعتقدين أن هذا مرض لا يصيب غير الديمقراطيات العربية؟‏!.‏
‏**‏ بالعكس‏..‏ فهناك شركاء للرئيس يتحملون المسئولية‏,‏ وأولهم حزب الأغلبية أو الأحزاب التي تتشكل منها الحكومة‏..‏ ونحن نسألهم جميعا قبل موعد الانتخابات‏..‏ ماذا فعلتهم؟‏!‏ وأين ذهبت وعودكم؟‏!‏ فنحن لا نملك السلطة‏,‏ بينما هم استأثروا بها لعدة سنوات‏,‏ ولم يفعلوا شيئا حتي جاء وقت الحساب‏..‏ وما لم نفعل ذلك في ظل أزمة بهذا الحجم الصعب والخطير‏,‏ فهل نذهب للأمم المتحدة؟‏!‏ نحن نرفض ذلك‏,‏ لرفضنا القاطع لنهج تدويل الأزمة‏..‏ وهنا سأعود للقاء الذي جمعنا بالرئيس إذ قلنا له بالحرف الواحد‏:‏نحن نعلم أنك لا تستطيع حل أزمة‏,‏ تراكمت علي مدي سنوات‏,‏ في يوم وليلة‏..‏ ولا نحملك مسئولية الانقلاب العسكري ضد الديموقراطية عقب انتخابات عام‏1991,‏ ولا نحملك مسئولية التخبط الاقتصادي قبل توليك المسئولية‏,‏ لكننا نراك مسئولا عن تعهداتك التي قطعتها علي نفسك‏..‏ وهنا رد علينا بأنه ملتزم بما قطعه علي نفسه‏..‏ فكيف يصل إلي نتائج‏,‏ بينما ما يتبعه من سياسات يمضي في عكس اتجاه الحل؟‏!‏ فإضافة مليون عاطل عن العمل‏,‏ لا يساعد علي الحل‏..‏ وتسريح العمال بعد إغلاق الشركات‏,‏ لا يسهم في الوصول لحل‏..‏ ومن هنا اغتنم المغامرون الفرصة‏,‏ وتلاعبوا بمنطقة القبائل‏!.‏

‏*‏ نعود إلي مسألة الانتخابات لأطلب بوضوح تحديد موقفكم‏,‏ فهل ستشاركون فيها؟‏!‏
‏**‏ سبق لنا أن قاطعنا وشاركنا في ضوء تقويم الواقع‏..‏ وهذه المرة لنا قلنا سنشارك في الانتخابات‏,‏ وبعدها وافقنا علي طرح طلب التأجيل أملا في خلق مناخ أفضل‏,‏ بعد تفادي المخاطر المتفجرة في منطقة القبائل‏..‏ وما لم يتم قبول اقتراح التأجيل سننفذ قرارنا بالمشاركة في الانتخابات‏,‏ إذا أجريت في موعدها‏.‏

نرفض إملاء الشروط
‏*‏ هناك من يري أن الأحزاب التي اختارت المقاطعة‏,‏ كانت مضطرة لذلك بعد أن فقدت رصيدها في الشارع‏..‏ فما رأيكم؟‏!‏
‏*‏ صعب أن يقال عن حزب العمال أنه ليس له رصيد شعبي‏,‏ لسبب بسيط يتمثل في أننا كقيادات لم نستخدم الحزب لمصالح أو تحقيق طموحات وأغراض شخصية‏!!‏ نحن نقاتل من أجل حق المواطن في اختيار مستقبله ونوابه ومسئوليه‏..‏ بغض النظر عن موقعنا ومكانتنا من هذا الاختيار‏..‏ فإذا اختار المواطن مقاطعة الانتخابات‏..‏ فهذا حقه الذي نحترمه ونقدره‏..‏ أما أن يرفض أصحاب النزعات الانفصالية رأيهم علي منطقة بأكملها‏..‏ فهذا مرفوض ويجب أن نتصدي له‏..‏ وقد سجلنا رأينا عند إعلان هذه المواقف المرفوضة‏,‏ بأن قلنا إن هؤلاء جعلوا منطقة القبائل رهينة‏,‏ وفرضوا أوضاعا صعبة علي مواطنيها بعنف وترهيب‏..‏ لأن هناك من يغذي نزعات الانفصال‏.‏

‏*‏ في رأيكم‏..‏ من الذي يغذي هذه النزعات؟‏!‏
‏**‏ هناك أياد أجنبية صاحبة مصالح‏..‏ وهناك شركات متعددة الجنسيات تلعب دورا‏,‏ كما حدث في زائير وأنجولا وليبيرا‏..‏ ثم يدعون بأن التمزق سببه صراعات إثنية‏..‏ ونحن نري في الخصخصة أسلوبا لتحقق أهدافهم‏..‏ فالعالم بعد‏11‏ سبتمبر يتجه إلي تكريس فرض سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات علي مقدرات الدول النامية‏,‏ بفرض أمر واقع علي الشعوب والحكومات‏..‏ وهذا ما نحذر من خطورته‏,‏ وأصبح هناك من يشاطرنا الرأي في منهجنا داخل أوروبا نفسها‏,‏ ورفعوا صوتهم ضد هؤلاء الذين غزلوا تلك المؤامرة‏!!.‏

‏*‏ وهل لديكم تصورات لتجنب الانزلاق في هذا الطريق؟‏!‏
‏**‏ سبق أن قلت إنه عندما تطرح القضايا السياسية في وقتها المناسب‏,‏ يمكن التوصل إلي حلول لها بوسائل سهلة ومن أقصر الطرق‏..‏ لكن إذا تركنا الأزمات تركض‏,‏ فستصبح خطيرة جدا‏,‏ وتسمح للمغامرين باحتكار الساحة‏,‏ ورفع أصواتهم بدعاويهم الانفصالية‏..‏ فهؤلاء يقولون إن الوضع الاقتصادي السيئ‏,‏ سبب انفجار منطقة القبائل‏..‏ لكن المواطنين هناك يؤمنون بأنهم جزء من الأمة التي تعاني ـ أيضا ـ ويوافقون علي تحمل تبعات الأزمة‏,‏ بشرط ألا تتركهم الدولة فريسة سهلة في أيدي هؤلاء‏..‏ واعتقادنا أن قرارات الرئيس بدفع تعويضات لأهالي الذين سقطوا في المواجهات‏,‏ وإعلانه عن قيام الدولة بإعادة بناء ما تم تخريبه‏,‏ فضلا عن إقرار الأمازيغية كلغة وطنية‏,‏ قد استطاعت تفويت الفرصة عليهم‏..‏ لكننا نسأل‏,‏ ولماذا تركت المنطقة نهبا لهذه الاضطرابات لما يقرب من عام؟‏!‏ هنا نجد أنفسنا أمام لغز غريب‏!!‏ فرغم موافقنا علي الحل‏,‏ فسنظل نتحفظ علي منهج وخطوات وتوقيت إعلانه‏.‏

‏*‏ هل تعتقدين أن هناك من يصنع هذه الأزمات؟‏!‏
‏**‏ نعم‏..‏ فما حدث في منطقة القبائل‏,‏ سبق أن شاهدناه في أعقاب مـظاهرات‏5‏ أكتوبر عام‏1988,‏ التي كانت مقدمة للأزمة المعقدة التي نعيشها‏..‏ فإذا رجعنا لأحداث هذا التاريخ‏,‏ فسنجد أن هناك من التمسوا ـ وقتها ـ للشباب الأعذار‏,‏ ووصفوا الأحداث بأنها انتفاضة شباب‏..‏ وهؤلاء لم يكونوا إسلاميين‏,‏ بل كانوا شبابا يعانون البطالة والفقر‏,‏ ويحاصرهم اليأس والإحباط‏..‏ وظهرت أطراف شجعت عباسي مدني وعلي بلحاج باعتبارهم من النشطاء الإسلاميين ـ آنذاك ـ ان يذهبوا للتفاوض مع الرئاسة باسم هؤلاء الشباب‏..‏ وتم منح التيار الإسلامي الذي شكل جبهة الإنقاذ فيما بعد حجما كبيرا‏..‏ وبعد أن فشلوا في السيطرة عليهم‏,‏ وبعد أن وجدوهم خطرا ضدهم‏..‏ بدأت مواجهتهم‏,‏ وكان الصراع والأزمة التي مازلنا داخل نفقها‏!!.‏

‏*‏ ولكن رئيس أحد الأحزاب التي أعلنت مقاطعة الانتخابات قال عن حزب العمال انه لا يريد حلا لأزمة منطقة القبائل‏..‏ علي اعتبار أن طبيعته الفكرية تقوم علي تغذية الأزمات؟‏!.‏
‏**‏ هذا غير صحيح‏..‏ وتاريخ حركتنا في الساحة يذكر أننا نركز علي تقديم حلول الأزمات‏..‏ فنحن حزب لديه برنامج وله إيديولوجية ومواقف‏..‏ عكس هؤلاء الذين ليست لهم جذور في المجتمع‏,‏ وهم الذين يعيشون علي الأزمات وتعقيدها‏..‏ فبعد تجاوز الأزمة الجزائرية‏,‏ وحل مشكلات منطقة القبائل لدينا ما نقوله ونمارسه‏..‏ أما هؤلاء فلن نجدهم‏,‏ لأنهم ولدوا من رحم الأزمة‏,‏ وتغدوا عليها‏,‏ ويموتون بانتهائها‏!!‏ فهذه أحزاب تشارك في ائتلاف حكومة‏,‏ وتندد بخطواتها وانجازاتها في الوقت نفسه‏..‏ ومن يفعل الشيء وعكسه‏,‏ هو الذي تهمه الأزمة‏,‏ ويسعده استمرارها‏,‏ ويخشي تجاوزها‏!!.‏

العالم كله يتخبط
‏*‏ لا أعرف إذا كان جائزا‏,‏ القول إن هذا الوضع تنفرد به التجربة الديمقراطية الجزائرية؟‏!‏
‏**‏ قد يكون الأمر واضحا في ساحتنا السياسية لأننا في أزمة واضحة وحادة‏,‏ وتحتاج إلي مواقف صارمة وسياسات حاسمة‏..‏ لكن العالم من حولنا أصبح فيه هذا الخلط‏..‏ فهناك من يزعمون أنهم اشتراكيون‏..‏ ويزايدون علي اليمين في تطبيق ما يراه من سياسات عندما يصل للحكم‏..‏ وانظر إلي فرنسا ستجد الصورة واضحة‏,‏ وباقي دول أوروبا ستجد فيها هذا الخلط‏,‏ ولأنه موضوع يحتاج للمناقشة وسأكتفي بأن أختلفت معك‏..‏ فيما تراه أنه خصوصية تلازم التجربة الجزائرية فقط‏.‏

‏*‏ سؤال مباشر وأبحث عن إجابة واضحة له‏..‏ هل ترين إن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة؟‏!.‏
‏**‏ لقد أصبحنا لا نعرف طبيعة هؤلاء الذين يمارسون الجرائم‏..‏ واعتقادنا أن سحب البساط من تحت أقدامهم‏,‏ وتعريتهم سيتحقق بالدعوة إلي عقد مؤتمر وطني يضم كل التيارات‏,‏ للخروج باتفاق علي حد أدني يتمثل في ورقة تخرجنا من الأزمة‏..‏ عندما ستتكشف الحقائق‏,‏ أما التلاعب في ظل المواجهة الأمنية فقط‏,‏ وإطلاق ادعاءات أن عنتر زوابري قتل‏,‏ ثم نكتشف أنه مازال حيا‏,‏ وبعدها يقال قتل‏,‏ وهكذا‏..‏ فلن ينهي الإرهاب‏..‏ بل سيلفظ هذا الإرهاب أنفاسه عندما تتحقق الشفافية‏,‏ ويجلس جميع أبناء الوطن للاتفاق علي حل‏.‏

‏*‏ البعض طرح هذا التصور مع شروط إقصاء جهة أو أخري‏..‏ فما رأيك؟‏!‏
‏**‏ لكنني أطرحه بشرط عدم فرض الشروط‏..‏ أي دون إقصاء لأي طرف مهما يكن حجمه أو توجهه‏..‏ والمهم أن نتفق في البداية علي نبذ العنف‏,‏ وتأكيد رفضه‏,‏ ووجوب التصدي له‏..‏ وعندما نصل للحل الأدني من الاتفاق‏,‏ سنكون أمام جماعات إجرامية‏,‏ وليس ضد من يمارسون الإرهاب لأغراض سياسية‏..‏ والفارق كبير في الحالتين‏.‏

‏*‏يبقي أن أسألك‏..‏ هل مازلت تتابعين حالة علي بلحاج؟‏!‏
‏**‏ للأسف انقطعت أخباره عني‏..‏ لكنني سمعت عن تدهور حالته الصحية‏..‏ ونقلت للرئيس بوتفليقة يوم لقائي معه ما سمعته‏..‏ فقال لي‏,‏ لقد سبق لك أن أرسلت لي مشكورة تفاصيل‏,‏ تحركت في ضوئها‏..‏ وفعلت ما في إمكاني أن أفعل‏..‏ وأضاف الرئيس موضحا بأنه سبق أن أعلن عن ملفات ليس طرف حاسم فيها‏,‏ علي اعتبار أن الأزمة معقدة جدا‏.‏

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأهرام



#نصر_القفاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نصر القفاص - لويزة حنون أول امرأة عربية تقود حزبا سياسيا‏ _ رئيس حزب العمال في الجزائر‏