أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى العوزي - جامعة ... و دورة إستدراكية














المزيد.....

جامعة ... و دورة إستدراكية


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 00:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يبدوا أنه و في إطار التحولات التي تعرفها الجامعة المغربية ، فضل البعض من الأساتذة الجامعيين مبدأ " التجارة خير من الإجارة " ، و سعوا في نصرة ذلك ، و ،أبلوا البلاء الحسن ، فعمدوا إلى طبع بعض الكتب الخارجة عن التاريخ ، في أشكال هزيلة شكلا و مضمونا ، فجمعوا فيها أفكارا من هنا و من هنا ، و أعلنوا قولتهم الشهيرة " هذا كتابنا " ، ثم بدأ العمل في تسويقها داخل الجامعة المغربية بين الطلبة المغلوب على أمرهم ، مستعملين صيغا عديدة تبدأ بالدعاية الخادعة و تبلغ حدا التقييم يوم الامتحان ، حيث ترى الطلبة وجوههم مصفرة ، يحملون كتبهم ، و ينتظرون ساعة العرض أمام الأستاذ ، فمن حمل كتاب الأستاذ بيمينه أو شماله – الأمر لا يهم - سيلقى أجرا حسنا ، و من تخلف عن ذلك يلقى حسابا عسيرا ، فيصبح المشهد شبيها بيوم البعث .
هذه الصورة التراجيدية هي مظهر من مظاهر واقع تتخبط فيه الجامعة المغربية ، بمؤسساتها المختلفة ، إلى درجة أصبحت فيه بعض المؤسسات الجامعية مراكز للجمود الفكري بدلا من أن تكون قبلة لنشر الثقافة و المعرفة و تنوير النشء و تكوينيه تكوينا معرفيا سليما ، و المسؤولية هنا بقدر ما تلقى على الساهرين على شؤون الجامعة ، تلقى أيضا على الأساتذة المعنيين بالأمر ممن فضلوا أسلوب التجارة الرخيص هذا ، طبعا و كما يقول المصريين " الدنيا لسا بخير " ، فهناك من الأساتذة الأجلاء من امتنعوا عن مثل هذه السلوكات و فضلوا النزول إلى المعترك و فرضوا بذلك أسمائهم في الساحة الفكرية و الثقافية بأعمالهم الوازنة ، التي لم تتخذ الطلبة سوقا ممتازا مضمون التسويق ، بل اعتمدت على محتواها المعرفي الجيد في ضمان نسبة عالية من القراء و المهتمين ، و لعل هذا ما أكسبهم حبا كبيرا في الأوساط المتتبعة للشأن العلمي و الأكاديمي .
إن السؤال عن السبب يقتضي إجابتين مركزتين ، أولهما متعلق بالوضع العام للأستاذ في ظل الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية الراهنة ، و التي تعيش على وقعها بلدان العالم الثالث ، حيث جعلت هذه العوامل البنيوية الكثير من الأساتذة مجرد موظفين للدولة تغيب عنهم روح المبادرة و الهم العلمي ، و ثاني هذه العوامل مرتبط بشخصية الأستاذ ، حيث تغلب على الكثير من رجال الجامعة شخصية الخوف ، الجشع و السعي وراء الكسب السريع و السهل ، و كذا الخوف من انقضاء العمر دون مراكمة ثروة ، و هو السبب الذي يمكن قراءته في ما حاول لويس أوسكار تأطيره ضمن النظرية الشهيرة " ثقافة الفقر" ، حيث نجد هذه الثقافة تتمظهر على مستوى الفرد في مجموعة من السلوكات و العادات كفقدان الثقة في الحكومة و الساهرين على تدبير الحياة العامة ، و أيضا السعي الكبير وراء عيش اللحظة الراهنة و غياب أي أفق كبير و طويل المدى ، و هي سمات تجعل من أناس ثقافة الفقر يعشون في وضع صراع دائم مع الذات و مع الآخر و من تم منطق الربح و الخسارة يظل حاضرا و بقوة ، فينعكس الأمر سلبا على روح الإبداع و الخلق العلمي سلبا ، و النتيجة النهائية ، كما ترون تحيل على الدورة الاستدراكية.





#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة الى أين ؟
- جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق و رس ...
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 4 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 3 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 2 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 1 )
- موسم الهجرة الى أصيلة
- غابرييل غارسيا ماركيز ... على خطى الرواية و التقشف
- جنون و حرائق و سهول
- العالم الثالث و فن الانتقام
- العربية ... اللغة و العصر
- لماذا تقدم الغرب و تاخر الشرق
- سيجارة مارلبورو
- الحلوة دي في قفص العولمة
- هل نحن مجتمع قارئ ؟
- المرأة : الضحية الاولى للعولمة
- ستظل الخطيبي في الذاكرة موشوما
- لصوص دون كيشوت و انتهاكات حقوق الانسان
- رحلة
- كسكس شبابي


المزيد.....




- شاهد.. محرك طائرة ركاب ينفث النار بعد اصطدامه بحيوان أثناء ا ...
- السلطات الأمريكية تحدد هوية مطلق النار في جامعة فلوريدا.. وا ...
- اسم جديد لقهوة -أمريكانو-.. شاهد كيف ردّت المقاهي المكسيكية ...
- الجمهوريون بالكونغرس الأمريكي يطلقون تحقيقا حول هارفرد بعد ا ...
- -أكثر الهجمات دموية-.. الحوثيون يعلنون حصيلة قتلى الغارات ال ...
- كيشيناو تمنع ممثل مطرانية مولدوفا الأرثوذكسية من السفر إلى ا ...
- الأصوات المعارضة للحرب تعلو داخل إسرائيل وخارجها
- عشرات القتلى والجرحى في غارات أمريكية استهدفت ميناء وقود بال ...
- -وول ستريت جورنال-: ويتكوف ناقش مع بوتين -قضية الأراضي-
- -كيف سأعانقك بلا ذراعين؟-.. صورة طفل فلسطيني في غزة تفوز بجا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى العوزي - جامعة ... و دورة إستدراكية