أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نارت اسماعيل - يوم الحساب ودفتر بوزقندة














المزيد.....

يوم الحساب ودفتر بوزقندة


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 19:08
المحور: كتابات ساخرة
    


في بداية السنة الدراسية للصف السابع ( الأول إعدادي ) جمعونا في باحة المدرسة لتنظيم عملية اختيار اللغة الأجنبية التي نريد دراستها، معظم الطلاب اختاروا اللغة الانكليزية بينما أنا و لأنني أفضل دائمآ السباحة بعكس التيار فإنني اخترت اللغة الفرنسية، هذه طبيعتي لا أحب أن أسير مع القطيع
أحضروا لنا مدرسآ تونسيآ للغة الفرنسية وكانت كنيته بوزقندة وكان شديدآ صارمآ عصبي المزاج، لغته العربية مفككة
منذ اليوم الأول قرر بوزقندة أن يقطع رأس القط في ليلة العرس
سألنا من منكم خطه جميل؟
أشرنا الى عبد الله المفتي وهو أخ الخطاط (المفتي) المشهور في سوريا فاستدعاه وسلمه دفترآ كبيرآ وطلب منه أن يخصص صفحة لكل طالب وأوصاه بشدة أن يبقي الدفتر معه وينتبه إليه بشكل دائم وأن لا يسمح لأي طالب بالاطلاع عليه مهما كانت الأسباب، وقال لنا أن هذا الدفتر سيكون مثل دفتر الحساب عند رب العالمين والعلامات الموجودة فيه في آخر السنة ستكون هي العلامات النهائية
مع مرور الأيام صار لعبد الله المفتي ودفتره شأن عظيم وهو الطالب العادي جدآ، الكل صار يحاول التقرب منه لمعرفة رصيده وصارإذا ضاعت ممحاته يأخذ ممحاة أي واحد فينا وإذا ضاع قلمه فإنه يأخذ أقرب قلم إليه لا أحد يستطيع الاعتراض ولكنه بالمقابل كان أمينآ تجاه أستاذه فلم يكن يطلعنا على علاماتنا.
كان الحصول على العلامات صعبآ جدآ وبالقطارة أما تنزيل العلامات فكان سهلآ، فمثلآ إذا أجاب أحدهم إجابة صحيحة على أحد الأسئلة ، يشير بوزقندة على المفتي أن يعطيه علامة أو علامتين بينما إذا تلفت أحدهم هنا أو هناك أو قام بأي عمل خاطئ مهما كان صغيرآ فإنه يصرخ مثل الوحش :
هذا الكلب نقص له عشرين علامة
هذا الحيوان نقص له ثلاثين علامة
وهكذا الصعود كان صعبآ بينما النزول دحكلة
مرت السنة ونحن بحالة رعب حقيقي وخوف شديد من الرسوب في كل السنة الدراسية لأن مادة اللغة الأجنبية مادة مرسبة، ألا يكفيني كم لامني أهلي لاختياري الفرنسية بدلآ من الانكليزية ؟
صرنا نرى بوزقندة ودفتره والمفتي في منامنا
في آخر السنة جاء وقت الحساب، يوم لاريب فيه، يوم تشخص فيه الأبصار، يوم لايملك إنسان لإنسان نفعآ وتبيض وجوه وتسود وجوه والأمر يومئذ لدفتر بوزقندة
دخل بوزقندة مبتسمآ، هذه أول مرة نراه مبتسمآ، جلس على الكرسي وصار يجول بنظره علينا مستمتعآ بدقات الطبول الصادرة من قلوبنا المرتجفة
- كيف حالكم؟ لم يجب أحد، الكل في حالة وجوم
- تريدون معرفة النتيجة أليس كذلك؟ لا أحد عنده المقدرة على الإجابة
- هات الدفتر يا مفتي
- ما تعتقدون أني فاعل بهذا الدفتر؟ لا جواب
بكل بساطة رمى الدفتر في سلة المهملات وقال: الأسبوع القادم سوف نجري امتحانآ كتابيآ وعلى ضوئه ستتحدد علاماتكم
صرخنا بصوت واحد: والدفتر يا أستاذ ؟
ضحك بأعلى صوته وقال: الدفتر انتهى دوره وقام بعمله على أحسن وجه وجعلكم تجتهدون وتبذلون جهدكم.
اللعين ضحك علينا سنة كاملة، أقسمت من يومها أن لا أدع أحدآ آخر يضحك علي مرة أخرى بقصص الحساب والدفاتر واليوم الآخر حتى لو كان رب العالمين وأن أعمل ليومي كأني أعيش مخلدآ.
لقد نجح بوزقندة فيما فشل فيه رب العالمين، فبوزقندة جعلنا نجتهد ونبذل جهودنا بينما لا أحد يكترث برب العالمين ، كل وعيده وتهديده بالنار وسوء المنقلب لايجعل الناس يطيعونه إلا بشيء واحد ألا وهو اضطهاد نسائهم
لك اخرسي يا حرمه، ولك حركي حالك شوي، غطي وشك يا .....
أنا شاهدت مرة رجلآ يمشي مع إمرأته وهي تضع الخمار السميك على وجهها ، تعثرت المسكينة بحفرة في الطريق فصرخ فيها زوجها: العمى بقلبك ليش ما بتفتحي عيونك؟



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات أبو أحمد في الجنة
- أعلنكما زوجآ وزوجة، بامكانك أن تنكحها الآن


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نارت اسماعيل - يوم الحساب ودفتر بوزقندة