أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - استقلالات الوهم في ظل الاستعمار الجديد














المزيد.....


استقلالات الوهم في ظل الاستعمار الجديد


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 17:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد بذلت شعوب بلدان العالم الثالث جهودا كبيرة وقدمت دماء غزيرة في سبيل التحرر من ربقة الاستعمار حيث استطاعت حركات التحرر والمقاومة الغاء كل المعاهدات الاستعمارية سواء كانت في صورة حماية او انتذاب او وصاية . وبالرغم من النجاح في التخلص من معاهدات التبعية السياسية المباشرة فان الدول الامبريالية الاستغلالية طورت اساليب الاحتواء وعملت على اخضاع الدول المتحررة المستقلة بواسطة معاهدات واحلاف تسمح للدول الامبريالية بالتدخل في شؤونها الداخلية والخارجية وتقييد سيادتها الوطنية . ان الدول الامبريالية تمارس هيمنتها السياسية والاقتصادية على بلدان العالم الثالث او ما يسمى بالدول التلبعة من خلال مجموعة من المؤسسات المالية ذات النفوذ العالمي كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية , اومن خلال الشركات متعددة الاستيطان الاحتكارية , بتنسيق مع حكومات هذه الدول التابعة وموافقتها على السياسة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية المملاة عليها . ولعل اخطر ما في السياسة التبعية هذه هو ما تشكله من اوضاع تسبب في تعطيل الارادة المستقلة الوطنية لهذه الدولة التابعة او تلك وعدم قدرتها على توفير الشروط المناسبة لاعادة بناء الذات وتجددها , ذلك لان تسطير وبرمجة سياستها الاقتصادية والاجتماعية لا يتم بناء على الحاجات الفعلية والحقيقية للدولة التابعة اعتمادا على خيراتها ومنتوجاتها ومواردها الوطنية وتدبيرها بشكل سليم وعقلاني لبناء اقتصاد وطني ذاتي قوي متحرر ومستقل يضمن اقلاعا حقيقيا للثورة التكنولوجية المحلية , وانما انطلاقا مما تحتاجه السوق الامبريالية وراسمالها الاحتكاري ومؤسساتها المالية والاقتصادية بتكريس سياسة الاعتماد على القروض والمعونات والتقنيات الاجنبية , وذلك للحفاظ على الدور الضعيف والمتدني للدولة التابعة في سوق العمل الدولية واستمرار تبعية اقتصادها للدول الامبريالية في الاقتصاد الراسمالي العالمي , وبالتالي ابقاء بنيتها الاقتصادية الاجتماعية بنية متخلفة وفاقدة للتكامل الذاتي ومفتقرة الى عناصر التجدد والتقدم مما يجعل الهوة فيها تتعاظم وتتسع بين عمليتي الانتاج والاستهلاك . ان اشكال تقسيم العمل على الصعيد العالمي توظف بموجبها خيرات وموارد مجتمعات الدول المتخلفة التابعة من اجل خدمة الراسمال العالمي ومصالح الدول الامبريالية الكبرى وذلك بناء على علاقات استغلالية تقوم على تشجيع واغراء العقول والادمغة على الهجرة لاستنزافها , وعلى الخدمات المرهقة جدا لفائدة الديون الخارجية , وعلى خلق بؤر الثوتر واشعال الحروب بهدف بيع السلاح ذات الاثمان والتكنولوجية الباهضة , والعمل على رفع نسبة الواردات وتقليل نسبة الصادرات بهدف تضعيف ميزانها التجاري , اضافة الى انها تقوم على استنزاف الخيرات الطبيعية من بترول وغاز وغيرهما وغابات ومواد زراعية وثروة سمكية وتسخيرها لخدمة دول المركز الراسمالي في صورة ارباح محولة لصالح الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية ذات النفوذ العالمي لاعادة انتاج نظامه الراسمالي العالمي على نحو موسع ولحرمان الدولة المتخلفة التابعة من بلورة نظام سياسي اقتصادي اجتماعي قادر على تلبية الحاجت الفعلية لمواطنيها والحيلولة دون هيكلة نظام انتاج متكامل البنية الداخلية ومتوافق ومنسجم مع هيكل الاستهلاك الوطني والمحلي . ان الشركات متعددة الاستيطان ومن ورائها الدول الامبريالية تطبق استراتيجية دقيقة وشاملة للسيطرة على اقتصاديات دول العالم الثالث التابعة حيث تعمل على دمج هذه الدول ضمن اطار السوق الراسمالية العالمية في الوقت الذي تسعى فيه الى فرض وتثبيت مجموعة من اساليب التنمية الراسمالية من خلال توسيع دور هذه الشركات في تنفيذ مشاريع تنموية - غير استراتيجية - في مجالات النقل والمواصلات والاتصال والطرق والزراعة والصناعة الخفيفة , وكذا توسيع استثماراتها في قطاعات النفط والغاز , ومن خلال تصدير الموا د الخام واستيراد المنتوجات المصنعة كوسيلة لتعزيز علاقات التجارة الخارجية وفرض التبعية , ومن خلال ربط القطاع العام بالاقتصاد الراسمالي العالمي واحتوائه سواء من خلال ادماجه في التكنولوجية الراسمالية او المشاركة مع الراسمال الاجنبي او المحلي . ان الشركات المتعددة الاستيطان تعمل باصرار شديد على فرض الخضوع لتوجهات السوق الراسمالية العالمية واحكام السيطرة على اسواق الدول المتخلفة التابعة وتحديد توجهاتها التنموية عبر السيطرة على المعلومات ومصادرها , وتوجيه العلم والتكنولوجيا , والسيطرة الاعلامية واستخدام وسائل الاعلام والتسويق المعاصرة من اجل خلق نماذج استهلاك جديدة في الدول التابعة , وتطوير البحوث ووسائل التخطيط والادارة , والهيمنتة على مجالات الترفيه والسينما والثقافة لاحداث تغيرات هامة واساسية في الاتجاهات والميول والقيم والثقافات من اجل فرض ونشر وتعميم الثقافة الاستهلاكية الراسمالية الرخيصة . ان الاستعمار كما قيل خرج من الباب ودخل من النافدة , وبالتالي فان الاستقلال السياسي الممنوح هو مجرد استقلال شكلي لم يستطع ولن يستطيع الغاء التبعية الاقتصادية والثقافية والعسكرية للدول الامبريالية وهيمنتها , لدى فان من الواجبات الملحة على حركات التحرر والديموقراطية والاشتراكية دفع الجماهير الى التظاهر ضد النفود الاجنبي ومعاهدات الاذلال التي تسلب سيادة الشعب على ارضه وخيراته , ورسم الاهداف المتمثلة في الحرية الكاملة والاستقلال الشامل ووضع اسس بناء الدولة المتحررة الديموقراطية والاشتراكية .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -حل العمال الكردستاني مقابل حرية أوجلان-.. محادثات سلام مرتق ...
- عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
- تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
- «نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم ...
- متضامنون مع المناضل محمد عادل
- «الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج ...
- تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
- أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند ...
- السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - استقلالات الوهم في ظل الاستعمار الجديد