قرارات أمارة اسلامية

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 23:29
المحور: كتابات ساخرة
    

لم نسمع عبر التاريخ ألا في العصور الغابرة مثل حكام العراق الحاليين وما وصلو اليه من درجة الانحطاط العقلي والاخلاقي في أتخاذ القرارات سواء كانت مركزية أو محلية في مجالس المحافظات,.ألم يصدقوا أنفسهم بانهم في مراكز القرار؟؟أم أن أستخفاهم بالشعب جعلهم يتخذون هكذا قرارات ما انزل الله بها من سلطان.
ففي محافظة واسط وبعد اجتماعات متتالية تمخضت عن اتخاذ قرار بتعيين محرم لكل امرأة عضو ة في مجلس المحافظة وتخصيص راتب شهري له من خزينة المحافظة,وهذا تفنن وتنوع لسرقة أموال الشعب بطرق مشروعة,والاجدر بهم بان يخصصوا هذه المبالغ لمكافحة انفلونزا الخنازير المنتشرة في مدارس المحافظة....
والسؤال هنا .أذا كانت المرأة غير كفؤة وغير قادرة على ضبط غرائزها لماذا وافقتكم على ترشيحها ؟ وعندسفرها وايفادها الى الخارج بحكم عملها فكم محرم يسافر معها ؟وعلى نفقة من؟؟؟ لماذا لم تنظروا الى نساء العالم من القياديات ؟هل ان هيلاري كلتنون ,ورايس,وأنجيلا ميركل , لا يستطعن السفر بدون محرم؟ما الفرق بينها وبين المرأة العراقية؟
لماذا التجني على المرأة العراقية والنظر اليها باستصغار وغير مكتملة الارادة يا دعاة الحرية ..أين حرياتكم التي منحتموها للمراة بعد التغيير؟أم ان أسلامكم الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر لم يدخل قلوبهن بعد؟ أين الخلل ,في مبادئكم ام في المراة؟لماذا لم تمنوحها الثقة لتنطلق الى العالمية, أقروأ التاريخ العربي والاسلامي فستجدوه مطرزا باسماء نساء كثيرات لعبن دورا أساسيا في صناعة الحضارة العربية والاسلامية ,,,,,,فبلقيس اليمن وخولة بنت الازور وخديجةزوجة النبي ,والخنساء نماذج منها ...لكن الظاهر من قراراتكم هذه هو ضيق نظرتكم للمرأة وتنظروها بالمنظار الجنسي فقط؟؟؟؟اما الجوانب الاخرى فقد يصيبكم العمى عند النظر اليها..
أما مجلس محافظة النجف ,ولكون النجف اختيرت مؤخرا لتكون عاصمة للثقافة,فقد تفتقت عقلية مجلس المحافظة الجديد باستصدار قرار بفتح مصرف أسلامي نسائي فقط, يمنع دخول الرجال اليه.وهذا أحدث جدار فصل اجتماعي بين الجنسين يقيمه مجلس المحافظة بعد أنهيار جدار برلين منذ عشرين عام..وربما يكون البداية لقرارات اخرى لخلق مجتمعين متناقضين أحدهما ذكوري وهو السائد في المجتمع والاخر أنثوي ,ليزيد من تسلط الرجل وهيمنته الغير مبررة على المرأة في كافة نواحي الحياة...فالحجاب والنقاب والتحنك والجفوف ظواهر جديدة فرضها الاسلاميون على المرأة في النجف ,مدعين بانها تستر عورات المرأة والتي بنظرهم كلها عورة..متناسين أنهم ولدوا من عورة ,ومن منهم لا يمتلك اكثر من عورة بحسب تسمياتهم السخفية....وهذا أن دل على شي فانما يدل عن عجزهم وفشلهم عن تقديم الخدمات للمدينة وتطويرها بما يليق بها كعاصمة حقيقة للثقافة والحضارة الاسلامية..فالنجف لا توجد بها مراكز ثقافية للشباب وأنما انتشرت بها ثقافة الخطف و الاغتيالات المليشاوية بفتاوي متنوعة ,وان اليتامى من الاطفال المشردين يملئون شوارعها واسواقها يضاف اليها اعداد هائلة من المتسولين والمعتوهين عقليا,والمتسربين من المدارس بعمر الورود يدفعون بعرباتهم الخشبية التي أصبح عددها لا يحصى لغرض كسب لقمة العيش.فعن أي عاصمة للثقافة يتحدثون, فهل الثقافة الجديدة الموعودة للنجف هي ثقافة فصل المجتمع الى ذكور وأناث؟؟ ماذا سيقولون للوفود الثقافية التي سوف تصل الى النجف وهم يرون المراة كتلة من السواد ؟ فهل هذا يعكس حقية ثقافتنا العربية والاسلامية؟؟أم انها سوف تمنع بقرار من مجلس المحافظة بعدم الحضور والمشاركة في مهرجان الثقافة بحجة انها عورة ويجب حجبها عن الوفود المشاركة؟؟
أما مجلس محافظة البصرة الذي أجهد نفسه كثيرا في تقديم جميع انواع الخدمات الضرورية منها والترفيهية ,ولم يبقى لديه وعبر أجتماعات متواصلة الا ان يتخذ قراريلزم أعضاء مجلس المحافظة وموظفيها بأطلاق اللحى وعدم حلاقتها,ولكن لم أعرف هل ان هذا القرار يلزم الاخوة المسيحيين بتطبيقه أم لا,وهل المرأة مشمولة به ام انها تكتفي بحجابها وتنقيبهافقط؟؟؟
تهريب النفط ومشتقاته وتجاوزات دول الجوار على الحقول النفطية المشتركة لا يتخذ به قرار.
تهريب الاسلحة من الجارة المسلمة السكوت عليه واجب شرعي.
مطالبة الجارة المسلمة بميناء خور العمية وشط العرب حق اسلامي.
تجفيف الاهوار وسد الروافد التي تصب في شط العرب,لا يناقش في اجتماعات مجلس المحافظة.
أنقطاع الكهرباء وملوحة المياه وقتل النخيل والمزروعات لايقع على عاتق مجلس المحافظة...
منع المشروبات الروحية وتداولها ,واجب أخلاقي وأسلامي يجب أتخاذ قرار بصدده....
لماذا أذن نعيب على طالبان قراراتها الجائرة ؟ما الفرق بين اسلامي العراق وطالبان.
فطالبان شيعة العراق يلتقون كثيرا في التوجهات مع طالبان الام ولكن بصيغ مختلفة,,,,,,,
ومستقبلا يمكن أن نرى أمارات أسلامية متعددة بموجب النظام الفدرالي الجديد ,في ظل غياب القرار الحكومي المركزي وتعدد الثقافات والاجتهادات الشخصية لكل مسؤول وبحسب موقع مدينته....

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات