أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - عروس على كتف أبي علي














المزيد.....


عروس على كتف أبي علي


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 19:04
المحور: الادب والفن
    


عروس على كتف أبي علي

في حِوار النفس التي تعوَدت أن تَعترف بمساوىء يَوم واعتِراف ذات!..

مِـــن عَذراء أتمَّت مَـغفِرتها جلسَتْ والأشجار مِن حولها تُعلن الشموخ

والغفران !..

لقلعة رابضة على كتف أبي علي وهو يَـعزف لها بصوت خَرير ممزوج

بصخب نهار وحَــركة الأقمار والكواكِب من حَولها ...

مِـن كل نافذة صغيرة تَـرى المدافع القديمة التي أصابها الذهول، فصمتت

بــــــعد أن كساها الصدأ لوناً أصفر شاهدتُ عَينيها وكأنهما تراقِبان مِن

حولها بحذر وهي التي أصبحَت بعمر الشيخوخة ولم يَـزل جمالها الفتان

يذكِّرنا بماضي مدينتنا العريقة...

شُجَيرات النخيل تتمايل كأنها جاريات حِسان يرقصن على عَـزف نسيمات

رقيقة تُـداعب جفون السماء لِيبتسم ما بقي مِن أيامها وما زال بريق أمَل في

فَـم السنين التي تأكل من أيامِها فتزداد نوراً على نور ....

ما تبقّى مِـن يَـومي بعث في ذاكرتي جمال طفولة أمضيتها وأنا أسير قُربها

والحياء ينبعِثُ مِـنها وهي الجميلة الفاتنة عروس طرابلس الخالدة سان جيل

حبيبتي...

راهبٌ وقَفت على راحتيه، فأصبح جَــبلاً مُطلاً على عرائش مدينة أرخت

جدائلها على كَــتف الوادي ورسمَت على بابها الخشبي الكبيرتاريخ عراقتها

بعد أن أوهمتنا بتلاشي تاريخنا....

كُنت أسير على مقربة من القبور التي نامَت قُــربها ولَــــم استأنس بعـطر

الزهور التي فاحَت وهي تَـفرشها على أرضها التي تملؤها الحجارة بعد أن

فَـتحت لي بابا صغيراً في أسفل البرج الثاني المطِل على البيوت القديمة

المتناثرة التي تدلنا عَـلى العراقة...

تُـزينها المزاغل والمكاحل وكَــــــــأنها تبسط زينتها لنراها عَــروس الشمال.

كُنت مُمسكة بزهرة النرجس وعطرها يَفوحُ مع رائحة حُجراتها المرصوصة المبللة

بالأمطار والتي جَـــعلتني أشعُر أنها مَـــــــلكة وملوكها غرفها الفسيحة

وشَــــعرتُ أنني لست وحــــــدي في القلعه وكأنَّ أصحاب الكََـــهف والرقيم

استفاقوا..

الفنيقيون ..المماليك ،الرومان، والبيزنطيّيون، والعرب، والفرنجة، والمماليك،

والعثمانيون مروراً بالفرنسيين ....يلهثون وأطيافهم لا تزال كأشباح قـابعه في

مَـــكان يَــلفه الماضي الجميل وصوت بركة الملاحة التي ابتعدت عن حـضن

القلعه إلى داخل الأسواق كأنّها بركة ماء مغناج مدللة بقطرات مـياهِها العذبة

التي تُـــذكرك بعذوبة طرابلس بكاملها وأنت تتذوق مياهها!... كأنَّـــها عَـزف

كمان مُـــنفرد كل هذا خيال له سحره ونحن نرى النقوش عليها إنَّــها عروس

الفيحاء المتكاملة والتي تفتح باب أحيائها وأسواقها ودورها ومعالمها التاريخية

خاصة البيوت الصغيرة أميرات شرقيات عثمانيات تركيات...

عَــبق التاريخ فيها كَـبخور نَــــسنتنشقُ رائحته وأنت تَــشعر بسحر الشرق

والهواء البارد يلامس الوجوه وكأن القلعه من صنع الجن والأنس وارتفاعها

عَـــن النهر كأنه يحملها من تكوين الأرض وخلق آدم وحواء فإن رأيت فقراء

كادحــين يصنعون أشكالا حِــرفية، فَـــهم سكان طرابلس الأصليون بــقلوبهم

البيضاء الناصعه، وإن رأيت جـــــامع البرطاسي فهو الباقي من عَـــهد اندثر

وترك لنا أثاراً نفتخر بأصالتها وإن سمعت ضجيج الباعة يوم الأحد!.. فذاك

سوق القلعه القديم وكأنّك فعلاً بين أشباح الماضي في حاضِر عجيب..
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
وردة الضحى



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهر اللوز وموت رغم الربيع!!
- شقائق النعمان يا أبي
- حُروف البيان
- يرنو قلبي إليك
- تعارف مجهول
- رقَّ القلب
- أبكيتك وأبكيتني
- أشواق مهزومة
- عَهد حب في يوم مولدي....
- أنين أقلامي
- مُكابَرة
- نور الحَياة
- لمَ يا ضحى!..
- مَولد الربيع
- غَجرية تُعانق الرمال
- لوحة من عمري
- أبو شلبي
- لحظات العمر الأخير
- قَلبي!....
- زهرة اللوتس في ظلال العذارى


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - عروس على كتف أبي علي