|
الشاعر والمفكر عبد العزيز قاسم:انكار القرابة بين الثقافة العربية والثقافة الاوروبية انتحار حضاري
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 18:57
المحور:
الادب والفن
المركز الثقافي العربي لمنطقة لياج بدعوته للشاعر عبد العزيز قاسم يوم 13/11/2009 وفر فرصة ثمينة لمتابعي اشعاره وكتبه بالفرنسية والعربية على حد سواء للقاء به شخصيا على منبر جامعة لياج..فأرائه صادمة للوعي الاسلاموي المتخلف القادم علينا من صحراء يتلفح فقهائها بكل البداوة والبعد عن المدنية والجهل بالابداعات الانسانية الموسيقية والجمالية التشكيلية والفلسفية والعلمية واسسها التنظيمية المعقدة يخيف الشاعر عبد العزيز الكثيرين من سادة التخلف العربي لأنه لايترك مجالا للتباغض بين الرأي العام الأوروبي والعربي وهو لايكل ولايمل من شرح تفاصيل المصالح وايضا القرابة المشتركة ضد عدو ظلامي يتمثل بسلطة اليمين الاوروبي الاستعماري الذي يمثل مصالح الشركات المتعدية للقوميات والانظمة النفطية العميلة له في الخليج فهذا اليمين يرغب بتوفير الربح الأعظم للشركات الكبرى ويرغب باستقطاب الثروة يأيدي القلة منهم وتهميش المزيد والمزيد من الأوروبيين ويؤدي وكيله العربي النفطي الدور نفسه على المستوى العربي لان التحالف بين الرأي العام الاوروبي والعربي سيقلب المعادلة والسلطة رأسا على عقب وينزعها من مفبركي صراع الحضارات والغرب الكافر ..لايرى هذا الشاعر حلا توفيقيا مع التخلف فلا مهادنة ولا رحمة مع المؤسسة الدينية الظلامية الوهابية وتفرعاتها في مصر والبلدان العربية ومراكز رابطة العالم الاسلامي في اوروبا فاما ان تسير في ركاب الحضارة والا فانك ستتقوقع وتكتب على نفسك ومن حولك بالتبعية والدونية وفقدان الشخصية الحضارية والتباهي بمصطلحات الحلال والحرام التنميطية للعبودية والاستغراق بها او التباهي بالمظاهر السطحية للاستهلاك الريعي وحجر على المرأة بصفتها كائنا دونيا ومن ثم الحجر على الرجل بمعادلات ما يحرمه وما يحلله فقهاء البلاط السعودي الامريكي الصهيوني فلا خطوط حمراء امام الابداع العربي والاقلاع الحضاري ولا مكان لفقهاء وشيوخ ومخاتير التخلف الذي تدعمهم ماكينات الريع النفطي الخليجي بسطوة الاعلام وتقنياته والذين وفروا الايدلوجية الوهابية والذرائعية لبقاء بلدانهم محميات امريكية صهيونية منذ اكثر من قرن في الخليج ولم يتفوهوا بكلمة واحدة عن الفساد والقواعد الامريكية ولا عن شبكة ولاتهم مع الشركات الصهيونية الامريكية التأمينية والاحتكارية ومازالوا يرمون بشبكتهم الشيطانية على تفاصيل الاحاديث اليومية لشرائح واسعه بسفاسف الامور عن الاكل باليد اليمنى والدخول بالرجل اليمنى ومدى طهارة بول الماعز وارضاع الكبير وتكفير المواطنين ممن يختلف مع ولاتهم وظلمهم هؤلاء الناس الذي اضاعهم فقدان البديل العصري الاشتراكي الديمقراطي والقمع وسطوة افيون الدين ثقافة الخوف والتحجب والتنقب من الآخر هي اساس تفكيك المجتمع وحل الروابط بينه وبالتالي توفير العجز المطلوب عن احداث أي تغيير في جانب العدالة الاجتماعية والحريات والمساواة وهو ما يوفر تأبيد السلطة العميلة بيد العائلات الظلامية المنحطة الحاكمة في الخليج او مالف لفهم في البلاد العربية قرب احد المقاهي المطلة على جامعة لياج في مركز المدينة كان يجلس الشاعر عبد العزيز قاسم فكان خير صيد للمحرر ليسرق منه هذه الاجابات السريعة خلال دقائق قبل لقائه برئيس المركز الثقافي العربي ناجي صباغ لترتيب محاضرته والقائها بانتظار حوار شامل معه كما وعدني نص المقابلة : - في كتابك الذي اصدرته بالفرنسية وعنونته بـ"الثقافة العربية /الثقافة الفرنسية:القرابة المتجاهلة"نجد تركيزا على طرح الجذور المشتركة بين العرب والاوربيين عبر البوابة الفرنسية هل تحدثنا عن ما اردت ان توصله للقارئ الاوروبي وايضا للقارئ العربي؟ * الشاعر عبد العزيزقاسم : لا أحدثهم عن امرئ القيس احدثهم عن الشعر الاندلسي الذي أثر في الشعراء الغربيين في القرون الوسطى /شعراء الترابدور/ الترابدور مدرسة شعرية فرنسية ظهرت في جنوب فرنسا في القرن الثاني عشر وهي متاثرة بالموشحات والأزجال الأندلسية وكذلك أحدثهم عن لغتهم وكذلك أحدثهم عن مئات المفردات اللغوية العربية التي دخلت لغاتهم وهم في الغالب لايعرفون أو يتجاهلون ذلك وهو امر مهم جدا في هذه الظروف الصعبة نحن لانقدم خير صورة عن أنفسنا - ولكن المسألة لاتتعلق بالثقافة بل بالاعلام الذي اشتراه البيزنس الصهيوني والامريكي والسعودي ونجح في تنميط صورة العربي والمسلم بحيث بات الغربي ينكر اي صلة قرابة مع الثقافة العربية وايضا هذا ما يفعله العربي الذي يتابع الاعلام الريعي السعودي الكويتي..وفروعه العربية والاسلامية.. * الشاعر عبد العزيزقاسم : حقيقة مرة ولكن النماذج التي يرونها منا لاتبعث على الاحترام مثلا لديك الان في فرنسا وفي بلجيكا عندما أقدم محاضرة تتحدث عن الارث الحضاري العربي لايحضرها العرب بل ابناء البلد من البلجيك والفرنسيين . العرب بمعظمهم لايهتمون بثقافاتهم ولا يعرفون الا الحجاب والا الحلال والحرام ولا يعرفون شيئا عن الشعر العربي والتاريخ العربي حاضرنا سخيف ويبعث على الاشمئزاز حتى هذا التاريخ لايحرك فيهم ساكنا ..نحن فقط نعيش بين الحلال والحرام فأنا عندما آتي الى هنا احاول ان اقول لهم ان للعرب شأنا آخر وان للعرب تاريخا آخر ولكن لهم حاضرا مرير يحاولون الخروج منه - من مؤلفاتك الرائجة باللغة الفرنسية كتاب "الحجاب هل هو اسلامي؟ اجساد النساء كرأس مال لعب /ثمين/ للسلطة –الزمنية –" في اطار المناقشات الصاخبة عن قضية ما يسمى الحجاب هل توضح مقاصد هذا الكتاب؟ * الشاعر عبد العزيزقاسم : هناك تحالف بين الأصوليين والسلطة لأن المسألة مسألة حرية وهي التي تفزع الأنظمة وتحرير المرأة هو تحرير نصف مجتمع يمكن ان يقوم بثورة وبانقلابات فكرية واجتماعية وثقافية هذا غير مرغوب فيه لأنه يفتح المجال للعدالة والمساواة ثم بينت ان الحجاب يهودي ثم مسيحي هم تخلصوا منه ولكن نحن ورثناه من الاسرائيليات وابقينا عليه مع الأسف اليوم الذي يقول هذا الكلام يكفر .. هناك عالم غربي يتحدث عن غزو الفضاء ومستقبل البشرية والارض ونحن لايهمنا الا ان تغطي المرأة رأسها وأذنيها - هل توزيع ادوار بين المحمية الامريكية التي اسمها السعودية كداعية للوهابية والاسرائيليات سوية والبيزنس الغربي ممثلا بالادارات اليمينية الارهابية الامريكية والاوروبية؟ * الشاعر عبد العزيزقاسم : صحيح للغاية وهم يتلاعبون بالاسلام لتنفيذ اغراضهم اقول عندما الامريكان صنعوا بن لادن لم يكن محبة بالاسلام بل هناك عملية انتقامية من الروس هم يحاربون طالبان ولكن من خلق طالبان : الباكستان والسعودية وامريكا .طالبان كما نعلم جيدا بعد 11 ايلول سبتمبر بوش قال لرئيس لجنة التحقيق في حادثة 11 سبتمبر ورط العراق بينما نستطيع ان نتهم النظام العراقي بكل شيء الا ان يكون من جماعة بن لادن هم يريدون التلاعب بقدراتنا وثرواتنا وعقولنا - ما الذي عنيته بالقرابة المنكرة؟ * الشاعر عبد العزيزقاسم : القرابة المجحودة من الطرفين لماذا ؟في نهضة اسبانيا المسلمة اعطيناهم كل شيء العلوم الكيمياء الفلك والادب ايضا ولكم مر زمن فأخذوا كل شيء ولا يعترفون لنا بأي فضل ..ثم نحن عندما نقول اعطيناهم ينكرونه ونحن ننكره فالكثير لدينا يقول لاتحدثني عن ذلك فالتعامل مع الكفار كفر فلنتجاهل ذلك؟ - ولكن هل هناك توثيق وشهادات بخصوص استفادة الحضارة الاوروبية من العلوم العقلانية لابن رشد وغيره من الفلاسفة والعلماء والادباء؟ * الشاعر عبد العزيزقاسم : استعارة الغرب من تراثنا قدمت نماذج في كتابي بإعترافات غربية لباحثين مؤرخين ومستشرقين كبار بحيث لا يمكن الطعن بما جاء من حجج وبراهين فيما يتعلق باستعارة العلوم واللغة ولاننسى نحن ان اللغات /الاسبانية البرتغالية والفرنسية والايطالية / هي لغات منحدرة من اللاتينية ولكن عندما بدأت تتأسس هذه اللغات كانت تفتقر الى الكثير من المفردات بلغتهم فأخذتهم من العرب فكلمة جبر لامقابل لها بلغتهم وكذلك الكيمياء والكحول وكذلك مصطلحات كثيرة كالاكسير أخذوها بالضرورة. لديهم فكر وذكاء لأنهم يعرفون ما يأخذون
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عرض فيلم -الأرض بتتكلم عربي- في بلجيكا:محاولة يتيمة لكسر مقد
...
-
بدعوة من المركز الثقافي العربي لمنطقة لياج:الجميع قد نهل من
...
-
جولة على نشاطات المركز الثقافي العربي لمنطقة لياج
-
الباحثة فيروزي ناهوندي على منبر جامعة لياج البلجيكية:الخلاف
...
-
عصابات سايغون الفتحاوية والمشاركة في جرائم الاحتلال
-
أسباب انحطاط الحضارة العربية خلال الامبرطورية العثمانية
-
الدراما السورية اعادة الاعتبار للرواية التاريخية والوثائقية
...
-
قصيدة:دفاتر العشق والثرى
-
سدنة الافيون الوهابي..وسلالات الانتحار الجماعي
-
امواج التحرير
-
رواية الفنانة التشكيلية تمام الأكحل عن الهولوكست
-
فيلم وثائقي للمخرجة البلجيكية ميشيل سوتان عن شروط العمل العب
...
-
نور يشغل جوانب القدس الخفية
-
نبض يبوس يغزل الأبجديات
-
ميناء الروح ومافيات لاس فيغاس
-
جنون الطيور العاشقة
-
تموز الشغف المؤرخ لنا
-
معادلات المسخ الصهيوني
-
فراشات على جداول الشعر..قصائد من ديوان-نشيد العشق الفلسطيني
...
-
حراثة الامل وما يتوجسه الغزاة..قصائد من ديوان-نشيد العشق الف
...
المزيد.....
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|