|
سفير مصر بالنمسا لا يتجمل
مدحت قلادة
الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 14:31
المحور:
كتابات ساخرة
في المرة الأولى بمؤتمرات الأقباط التي شارك فيها سفير مصر بكلمة أرسلها لأعضاء المؤتمر، وللنشطاء والمهتمين بالأمر القبطي، وقرأها الأستاذ نادر سعد عضو الهيئة القبطية بالنمسا وهذا بالطبع نظراً لإنشغال أعضاء السفارة المصرية من السفير للغفير بأعمال أخرى أهم من التواجد مع الأقباط وسماع شكواهم بالحضور في مؤتمرهم لإيجاد حلول فعالة تحد من قتلهم وخراب بيوت ذويهم بمصر. ذكرتني كلمة السفير بكلمة الدكتور جهاد عودة عضو لجنة السياسات في مؤتمر نيوجيرسي عام 2006 التي تصدى لها كبير الأقباط المهندس عدلي أبادير يوسف الذي أدرك مغزى الكلمة وهي تحميل الأقباط مسؤولية اضطهادهم وإرسال رسالة ضمنية جاء مغزاها إرهاب نشطاء الأقباط بالمهجر!! وبالطبع سلك السفير إيهاب رمزي نفس المسلك المعوج ليؤكد على إختيار النظام لرجال لا يتجملون إطلاقاً فكلمة السفير احتوت على نقاط تثير الحساسيات لتؤكد أن النظام إما أنه يؤكد على غباء الأقباط أو أنه مصاب بغياب عقلي عن الواقع المصري.. إليك بعض النقاط الهامة لكلمة السفير والتعليق عليها... "اسمحوا لي أن أعبر عن شكري لحرصكم على دعوتي للمشاركة في مؤتمركم لمناقشة أهم القضايا الحيوية على الساحة المصرية وهي مسألة التفاعل بين عنصري الأمة وشرائح المجتمع المصري".. السفير لا يتجمل حينما يعتقد أن المؤتمر لمناقشة التفاعل بين عنصري الأمة.. وكأن مشكلة ذبح واضطهاد الأقباط في المحروسة يسمى في العرف الدبلوماسي للسفارة المصرية مشكلة تفاعل!! أو ربما أصيب السفير بمرض الزهايمر وهو مرض مزمن لأولي الأمر في مصر جعلهم في حالة من النسيان الدائم تجعلهم يبعدون عن صلب المشكلة وهي اضطهاد النظام المصري المستبد للأقباط. "إنكم تدركون معي أهمية الحوار البنَّاء... على أسس من الإحترام المتبادل لوضع مصلحة وأمن مصر وشعبها في مقدمات إهتمامات أطراف الحوار"... يحَّمل السفير المصري الأقباط مسؤولية أمن وسلامة مصر!! ووجب على الأقباط ألا يصرخوا ضد الظلم والاضطهاد، بل أن يصمتوا على مصائبهم من هدم وحرق كنائسهم واغتصاب بناتهم لإجبارهن على الأسلمة.. الأقباط الغلابة الذين يُذبحون في ديروط وتخرج أحشائهم في شوارع المحروسة!!. يحَّمل السفير أمن وسلامة مصر للحاضرين!! والحقيقة المرة أنه ونظامه هم العابثون بأمن وسلامة مصر فنظام سيادته المزايد على اضطهاد الأقباط مع الإخوان وجماعات التطرف نظام إستبدادي يسلط الضوء على نظام فاشي يرنو إلى (فرِّق تسُد) مع أجهزة مخترقة من الفكر المتطرف إخترق الأجهزة السيادية بالدولة.. فمصلحة مصر في نظام لا يعاني من الشيزوفرينيا مع الحركات الإسلامية الإرهابية المسماة بالسخرية من الشعب (الجماعة المحظورة) فالواقع أنها جماعة محظوظة وهناك إتفاقيات أمنية مع جماعة الجهاد الإسلامية أُطلق عليها "مراجعات أمنية" فليست مصلحة مصر في نظام يساند ويزايد على التيارات المتطرفة أو بيع مصر بمن عليها للوهابية والسلفيين.. إن مصلحة مصر في نظام حكم عادل ليس في توريث مصر ومن عليها للنجل أو الحفيد.. إن مصلحة مصر في نظام يعمل على تدعيم الحياة السياسية ليس في إخصاء شعب كامل وأحزاب ونقابات ومؤسسات إلى أن يأتي الوريث الوحيد.. إن مصلحة مصر في تدعيم الدولة المدنية ليس في اللعب على وتر الدولة الثيوقراطية.. إن مصلحة مصر بالعدل للمواطنين وبتفعيل مواد الدستور الحقوقية.. إن مصلحة مصر في سيادة القانون وليس في دولة المصاطب وجلسات العرب.. إن مصلحة وأمن مصر في نظام لا يسخر من عشرين بالمائة من سكانه.. ويستمر السفير المصري بفيينا في التمثيلية الهزلية بكلمته فيؤكد أن العقد الأخير شهد إرتفاع في سقف الحريات!! حريات سياسة التنفيس!! حريات الرقابة على الإبداع!! حريات المراقبة الأزهرية!! حريات انتهاك حقوق الأقليات من أقباط وبهائيين وقرآنيين!! حريات محروم منها الشعب بأكلمه وللأقباط نصيب مضاعف لكونهم جزء من نسيج الشعب وكونهم مختلفي الديانة عن الغالبية!! وتستمر كلمة السفير في العديد من الإفتراءات فيقول: "ونحن لا ننكر أيضاً وجود فئات متطرفة أعماها التعصب وجعلها لا ترى إلا نفسها جديرة بالحياة والإستحواذ على كل الحقوق وكأن ملكوت الله في السماء والأرض لا يسع سواها (إختيار السفير كلمة ملكوت الله وهي كلمة مسيحية تصيب السامع بالغثيان) فليس من الأقباط من يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة وليس من الأقباط من يقتل ويستحل ويذبح ويسرق ويحرق ويخطف للدخول إلى ملكوت الله.. بل هذه أفعال وأعمال من يريد دخول الجنة لينال الإثنا وسبعون حورية والغلمان. ويمضي السفير في كلمته فيقول: "نعم هناك مشاكل متعلقة بدور العبادة ويجب حلها" بدون تعليق.. من يحل؟!! أليس النظام الغاشم المستبد؟ أليس حل تلك المشاكل موضوع في أدراج سيد قراره منذ عام 1972 بتقرير الدكتور العطيفي وكيل مجلس الشعب!! من العجيب أن يتخذ مجلس الشعب قرار خلال ساعة برفع الحصانة عن أيمن نور، وعصمت السادات وتعديل مادة التوريث خلال ساعات.. وقانون بناء دور العبادة الموحد منذ خمس سنوات لم يخرج إلى النور حتى الآن!! ويختم السفير رسالته التضليلية: "إن الحوار البنَّاء هو أفضل وسيلة لبناء مجتمع مصري متماسك ترتفع على ربوعه أبراج الكنائس ومآذن المساجد" هل يدرك السفير أنه تم هدم كنائس رشيد وعين شمس والإباجية؟!! وتم الهجوم على الكنائس وحرقها ومنها الحوايصلة وعزبة جرجس وعزبة باسليوس والعدوى وديروط وبني النمس ونزلة البدرمان؟!! إن الإعتداء على الأقباط لا يحتاج إلى حوار بل إلى عمل جاد وتفعيل قانوني ونية صادقة في الإصلاح بدلاً عن الجمل العشوائية الخاوية من مضمونها. أخيراً هناك الكثير والكثير في رسالة السفير تؤكد على أنه لا يتجمل فكلمات السفير، والدكتور جهاد عودة، وأعضاء النظام المصري تؤكد على استمرار النظام في اضطهاد الأقباط.. أما نحن نشطاء الأقباط فهي تعطينا الحق في فضح النظام في العالم لأنها منطقة لا تحترم سوى القوي. "نادراً ما يكون المتسبدون أحراراً فهمومهم وأدوات إستبدادهم تستعبدهم" برتولت بريشت شاكر أمريكي.
#مدحت_قلادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل أصابت العنصرية غالبية المصريين؟
-
لي حيلة فيمن ينم
-
الإخوان والنظام والمزايدة على حرق مصر
-
لماذا لايثور نشطاء الاقباط؟
-
استيراد التخلف
-
محمد ومرقص رفعوا العلم
-
وجيه إقلاديوس
-
الأمن وتعذيب المدونين
-
وزارة الأمر بالمعروف
-
الحادي عشر من سبتمبر أحداث ونتائج
-
بارانويا - الاخوان -
-
إضراب رأس السنة القبطية
-
معارك التنصير والاسلمة
-
كاتب في الأهرام الجديد
-
الأقباط وزيارة الرئيس
-
قلم غير حر
-
عينات من حكم الإسلاميين
-
صناع الفتنة الطائفية
-
الفيلسوف والحمار
-
رسالة إلى الأخيار
المزيد.....
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|