أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دوستو تمو - حزب الزبالة















المزيد.....

حزب الزبالة


دوستو تمو

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 13:14
المحور: كتابات ساخرة
    



في طريقه الى غرفته، كانت اكياس الزبالة المركونة امام ابواب الغرف في استقباله، وكانها حرس شرف، وقد استعدت للاستقبال اليومي.

مشهد هذه الاكياس يتكرر يوما بعد يوم، لدرجة انه اصبح يشاهدها في كافة المحافل الرسمية التي يراها في الاحلام.

دخل سوار غرفته في السكن الجامعي، التي انتقل اليها من بيت اهله بعد قبوله في الجامعة، واخذ يفكر بحل لهذه المعضلة، لانه الوحيد الذي ياخذ اكياس الزبالة الى خارج السكن، ولايركنها في طابور استقبال الضيوف، امام باب غرفته.

وبعد طول تفكير قرر ان يدعو جميع الطلبة المقيمين في السكن الى اجتماع في الطابق الاول لمناقشة اوضاع الطلبة المقيمين.

صاح به شيروان...هي...هي...شو بدك تعمل حزب جديد.

رد عليه سوار الذي لايملك اي معلومات عن السياسة وعدد احزاب الحركة السياسية.....ولم يقترب من هذه الاحزاب طوال عمره.....لان ميوله فنية...ويكره السياسة.
قائلا.....حزب شو.

شيروان....اي، ماحدا يجتمع ويعمل تجمعات غير الاحزاب.

سوار.....لا، لا، يااخي، لا حزب ولا بطيخ، كل القصة مشان نشكل لجنة لمعالجة موضوع الزبالة في السكن.

شيروان......شلون يعني لجنة.....ها....ها....معناتها انت شايف حالك بديل للاحزاب.....لانك عم تحشر انفك بالسياسة، لان اللجان ما حدا يعملها غير الاحزاب.

سوار.....يااخي، انا ما بفهم بالبطيخ مبسمر....السياسة....كل اهدافي هي انو ما اشوف هالاكياس في الممرات، واصل لغرفتي بدون ان اكتم انفاسي في الممرات من الرائحة النتنة، بعدين شو علاقة الاحزاب بالزبالة.

صاح ريزان.....وهو شريك سوار في الغرفة، وشريكه في طرح هذه الفكرة.......يااخي خلصونا، كل القصة بدنا نوزع الدور على الشباب، يعني كل يوم دور مجموعة من الشباب يجمعو الاكياس من امام الغرف ويضعوها في الحاوية المخصصة للزبالة امام الوحدة السكنية، وهذا كل شي، لاتفتحولنا قضايا سياسية، وتنظيرات حزبية، الله يخليكم، لا توجعو راسنا.

وبعد الاخذ والرد، ومهاترات ومناقشات خلبية، اتفق الشباب على موعد للاجتماع في اليوم التالي.

وغادر الشباب الى غرفهم.

لكن الطلبة المنتسبين الى الاحزاب السياسية البالغ عددها اربعة عشر حزبا....الله يزيد ويبارك....وعين الحسود فيها عود....والخ من هالحكي.

بدأو بالاتصال بقياداتهم الحزبية، واعلامهم بموضوع اللجنة...والاجتماع، ونقل الاحداثيات للقيادة، وامدادهم بالتقرير المفصل عن الاحداث، وخلفية الطلبة المخططين لهذا الاجتماع الذي يهدد مستقبل الحركة السياسية.

فاعلنت حالة النفير العام في الاحزاب السياسية، لان قواعد جميع الاحزاب هم من الطلبة، وهذه الحالة على درجة عالية من الخطورة، لانها تفتح عقول الشباب، وتدفعهم الى التفكير في الحلول بعيدا عن الحالة الحزبية.

فوجه امين عام احد الاحزاب رسالة الى الامناء العامين الثلاثة عشر للاحزاب السياسية الاخرى.....يقول فيها:

السادة الزملاء في الرتبة المحترمين
تحية قيادية نضالية طيبة
لقد بلغكم خبر تحضيرات الطلبة للاجتماع العام بهدف تشكيل لجنة سياسية لمكافحة الزبالة....وبعد دراسة الابعاد الاستراتيجية لهذا النوع من النشاطات....والاخذ بعين الاعتبار مايحيط بنا من مخططات راسمالية شيوعية، وليبرالية امبريالية، لاحباط نضالنا النائم في سبيل قضايا شعبنا.
لذا نرجوا اهتمامكم البالغ بهذا الموضوع، وبدورنا ندعوكم الى عقد اجتماع يضم مجموع الاحزاب السياسية الاربع عشرة، لمناقشة هذا الوضع الخطير الذي يهدد عقول شبابنا بالانفتاح وتفشي الافكار العلمانية والمدنية.
ولحماية احزابنا وكراسينا من خطر الديمقراطية والمجتمع المدني، لابد لنا من الاتفاق على خطواط عملية وسريعة لاحباط هذا النوع من الاجتماعات.


الخلود لنا في الامانة العامة للاحزاب
عاش نضالنا المستور في سبيل الحفاظ على الكراسي
عاش اتفاقنا على الاختلاف في القضايا المصيرية لشعبنا

الامين العام
الى الابد

وعلى اثر هذا الخطاب السياسي المؤثر، والمنبه لوجود خطورة تحيط بالتنويم السياسي الحزبي، وافق الامناء العامين الثلاثة عشرة على عقد هذا الاجتماع، على الرغم من اختلافهم الدائم على كافة القضايا المتشابهة المصيرية والغير مصيرية.
ولكن هذه القضية تجاوزت الحدود، واقتربت من الكرسي، وكما هو معلوم الكرسي خط احمر؟؟؟.....ولا بديل للامناء العامين، مالكي الاحزاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لذا وبالسرعة القصوى، تم انعقاد اجتماع لمجموع الاحزاب الاربع عشرة، قبل انعقاد اجتماع مجموع الطلبة المخصص للزبالة بساعات قليلة، وتم اصدار البلاغ السري التالي:

بلاغ سري موجه لقواعد مجموع الاحزاب

مع مراعاة السرية والتنفيذ الفوري

بعد دراسة مستفيضة لمجريات الاحداث السياسية على الساحة المحلية، تم تشكيل لجنة مؤلفة من ممثلين عن مجموع الاحزاب لتحليل الابعاد السياسية والنفسية والايديولوجية للاجتماع المزمع عقده بين الطلبة، والذي يتناول موضوع الزبالة.
وباعتبار ان القرار الذي توصلت له اللجنة هو ان موضوع الزبالة جاء على سبيل التمويه السياسي للبدء بطرح بديل سياسي للاحزاب السياسية الهرمة، والبالية، والغير مؤثرة في الساحة السياسية سلبا او ايجابا، والتي لم يتبقى منها سوى الاسم فقط واستبدالها باحزاب شبابية تنبض بالروح النضالية المستجدة.
لذا واستنادا الى قرار اللجنة تم اتخاذ القرار التالي باسم مجموع الاحزاب.
اولا: مقاطعة الاجتماع المذكور مقاطعة تامة والامتناع عن حضوره او الحديث عنه في الاماكن العامة
ثانيا: مقاطعة الامين العام لحزب الزبالة المدعو سوار، والامتناع التام عن التصوير او الاختلاط او الاقتراب منه، او فصفصة بذور الجبس معه، والحرص التام على غسل اليدين بالصابون عند مشاهدته من بعيد، منعا لانتقال عدوا الديمقراطية والمجتمع المدني اليكم.

الحريصين دوما على مستقبلكم وقضايا شعبنا
مجموع الاحزاب

منشورة في صحيفة Quest الصادرة في كاليفورنيا
Faris mişel temo
[email protected]
http://www.elaphblog.com/dosto
http://www.facebook.com/home.php?ref=home

.





#دوستو_تمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشهد بالخطأ


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دوستو تمو - حزب الزبالة