|
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الرابع والأخير
نهرو عبد الصبور طنطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 20:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي الفاضل الأستاذ أمجد الراوي تحياتي القلبية لشخصكم الفاضل
أتفق معك تماما في تعليقك ونقد لطرح بعض الأخوة الذي قلت فيه: (بعض الاخوة يطرح اسلوبا في الحوار ليس له نعت غير الالزام والتعمية والايهام بحسب المثل ؛ ان كنت تريد ارنبا خذ ارنب او تريد غزالا فخذ ارنب ، هكذا ليس امامك اما منهجي او المجاز فاين تذهب ؟ فاما ان تقبل نظرياتي المفعمة بالحيوية والوحي الذاتي او انك لابد ان تكون متلبسا بشيطان المجاز او الغيت عقلك وان الغيت عقلك فليس لك الا عقلي هكذا ! ) انتهى
فأنا أتفق معك تماما أخي أمجد في أن البعض يفرض طرحه بهذه الطريقة والتي ربما قال عنها القرآن في حق فرعون مع الفارق طبعا في التشبيه بين فرعون وبين بعض الأخوة حين قال لقومه (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).
أخي خالد أنا أراك متفقا معي تماما في أن القرآن هو بلسان قوم النبي البشري، ولكن يبقى قيد يشدك إليه وهو ظنك أن كلمات القرآن كحروف وكلمات وصياغة هي ذات صبغة إلهية أو تدخل إلهي قام بوضع هذه الصياغة، وهذا ما أختلف فيه معك تماما وما أطالب به الجميع أن ثبتوا لي كيفية حدوث هذا وواقعيته إما ببرهان عملي علمي أو ببرهان قرآني، وما سقته سيادتك من آية القيامة ليس فيها أي إشارة من قريب أو من بعيد على أن جمع القرآن وقرءه وبيانه هو الصياغة، فالصياغة شيء والجمع والبيان والقرء شيء آخر، ويمكنك العودة لآيات سورة القيامة وحاول قرءها مرة أخرى فلن تجد فيها أي إشارة لصياغة حروف ورسم وخط القرآن، أما قولك أن عروبة القرآن هي عروبة البيان، فلا أتفق معك في ذلك لأن وصف الله للقرآن بالعربي هو نسبة لقوم الرسول العرب وليس نسبة للسانهم العربي كما تظنون، وارجع لمداخلتي على الأستاذ معروف محمد لتجد تفصيلا أكثر في هذا الموضوع، وأن اللسان العربي يعني لسان قوم الرسول العرب وليس أن لسانهم عربي أو أعجمي، كلا.
وأتفق معك تماما أخي أمجد في قولك أن لسان قوم الرسول لا يعوق الألسنة الأخرى من تناول القرآن وفهمه إن هم أرادوا ذلك أو أوصله أحدنا إليهم بطريقة أمينة سليمة واعية أما قولك: (ونزل نصا وبهيمنة علوية على جميع عناصره من خطا ودلالة معنوية و دون تدخل من الرسول نفسه في تشكيل اي من نصوصه ولم يكن بمعانيه فقط وانما نزل نصا ومعنى بصياغة الله تحديدا وهو القادر على كل شيء) انتهى
أخي أمجد هل ممكن أن تشرح لي كيفية هذا النزول المخطوط المشكل المنقط المصاغ بصياغة الله تحديدا والذي لا دخل للرسول فيه كما ذكرت، صدقني أنا أريد أن أعرف منك أو من غيرك كيف ومتى وأين رأيت الله وهو يقوم بصياغة القرآن بهذه الصياغة الموجودة، فصدقني ما أريده ليس الجدل وليس المخالفة لمجرد المخالفة ولكن أريد أن أعرف مثلك كيف عرفت ذلك؟؟، هل رأيت ذلك بأم عينك أم هو شيء ورد في الكتاب أم ماذا؟ وهل تذكر لي براهين على هذه الدعوى؟؟.
وأتفق معك تماما في قولك: (وكون القرءان حديثا وبلسان الناس وبموضوعهم الذي يتحاورونه ليس خفيا في مظاهر القرءان ولا يستطيع انكارها اي باحث غير متحيز لرايه الخاص والذي يريد احلاله قسرا بغير اعتبار للحقائق الدامغة بل هو شديد البروز في مضامين القرءان كافة، ان فكرة بن نبي تحمل في مضمونها ان ايات القرءان ظلت معطلة حتى بعهدة من انزلت الرسالة في احضانهم ، ولم يفقهوها واورثوها لنا الغازا حتى اتى زمن من يفك رموزها اليوم ، فهي ايضا اتهام للرسول محمد ومعيته انهم كانوا يحملون اسفارا وبئس من يحمل اسفارا لايفقه منها شيئا ، فعلى ذلك التاسيس فان القرءان كان معطلا وليس له اثر وانما كان القوم يتبعون اوهاما وهم يظنون انهم يتبعون شيئا ، ان الرسول ولغة قوم الرسول ليست عاجزة عن حمل الحق والعلم الالهي الرباني ، كما ان الله قادر على تحميل اللسان ذلك الحق في لسان قوم الرسول وان افترضنا عجزه عن ذلك ، وهذا هو الواقع وهو ماحدث مع الرسالة ، ان الرسالة همزة وصل بين السماوي العلوي والبشري المتواضع والمحدود ، اي انه نقطة اتصال المطلق بالمحدود ، وهذا مايغفل او ربما يتغافل عنه الكثيرون ، والرسول محمد هو همزة الوصل بين الله وبين البشر ، فالقرءان لم يوجد لوحده ملقى بدون صلة بشرية الى الله ، وكذا الرسول لم يدعي انه وجده بغير اتصاله المباشر الوثيق مع الله فهو اذا لم يجد القرءان ملقى او انه القي اليه من السماء بغير اتصال محكم ودليل محكم وهو الرسول الوحي الذي يتحدث بالرسالة عن الله ، فوجود الرسول البشر اذا توثيق لتحميل الرسالة وهو ايضا تعريف بها وهو ايضا تخصيص الرسالة للبشر وكونها ملائمة لهم، ان نظرية بن نبي حول البنية اللفظية والدلالة القرءانية تجعل منه في حجاب - ماضيا وحاضرا ومستقبلا - امام الاستقاء البشري منه ، ولايمكن ان تجعل منه اماما ورحمة ورسولا وهاديا الى سراط مستقيم ودينا قيما ملة ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد ،ان مقصد الرسالة هو حمل الحق الالهي لتبليغه للبشر ، وهو مقصد ذات مطلق الى بشر محدود الادراك والواقع والعمل ، لذلك فان هذا الواقع لابد ان يكون له نتائج وتفاعل بسبب طبيعة هذا الاتصال والانتقال من العلوي الى السفلي، ولو عكسنا المسالة فاراد الله عرض بيانه الالهي بغير لسان البشر ومع ماطرح بن نبي في حمل البيان بالوسيلة الخاصة بالعلوية الالهية لحدث ضد الغاية من البيان الا وهو الاعجام بالنسبة الى البشر لكون هذا البشر عاجز عن استيعاب الاداة في غير مدركاته البيانية والمعرفية ولذا لابد ان يكون لسان القرءان يتصل بوسيلة البيان البشري ليبين للبشر امرهم ، وبذا لايمكن ات تكون تلك الوسيلة في غير ما يمكن ان تكون في ضمن معارفهم) انتهى
أخي أمجد، لقد سبق لي أن ذكرت مثل هذا الكلام في ردودي على الدكتور منصور وجماعته في مقالات عدة، وأنا لا أخالف في هذا على الإطلاق بل هو ما أقوله منذ سنين، ولكن فكرة الصياغة الإلهية للنص تسيطر عليك ولم تستطع منها فكاكا أو فرار، فأنت تتأرجح بين ما أقول به أنا وبين فكرة الصياغة الإلهية للنص التي يقول بها الأخ بن نبي، والفكرتان متضادتان جملة وتفصيلا. وأكبر دليل على وهمية الصياغة الإلهية للنص هو وهمية وجود النسخة الإلهية المخطوطة بيد النبي محمد، فأين هي ولماذا فقدت؟؟ وهل يمكن أن تتوافق فكرة عدم وجود نسخة ذات صياغة إلهية مخطوطة بيد النبي محمد مفقودة لم يعثر أحد عليها منذ أربعة عشر قرنا هل يتوافق هذا مع قول الحق: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)؟؟، وإذا كان أصل الذكر مفقود وهو نسخة النبي فأين الحفظ الإلهي إذاً؟؟؟.
ثم قلت أخي أمجد ما يلي: (ان فكرة الاخ نهرو تجعل منه حديثا بشريا بغير صدقية الهية تامة او صفة الهية علوية تامة او صفته الالهية الربانية الجزئية المحدودة القابلة للي والاضمحلال) انتهى
أخي أمجد لا أتفق معك فيما قلت بل أراك تقولني ما لم أقله، فأنا أقول إن القرآن كمعلومات وحقائق وأنباء وأخبار وأحداث وشريعة هو ذو صبغة إلهية قطعا، وكذلك أقول هو حروف وكلمات وصياغات بشرية، فأنا لم أقل أنه حديثا بشريا بغير صدقية إلهية تامة، أرجو أخي الكريم أن تكون دقيقا في نقل الفكرة، فالقرآن عندي كمعلومة وخبر وشرع وحقيقة ونبأ وحكم هو إلهي، والقرآن كحرف ورسم ولفظ وصياغة هو بشري قطعا، إلى أن يثبت لي غير ذلك ببرهان يقيني. لك خالص التحية والمودة نهرو طنطاوي
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي الفاضل الأستاذ محمد فادي الحفار تحية قلبية لشخصكم الفاضل أخي الكريم، تلوت تعليقك الطويل جدا كما هي عادتك التي يبدو أنك لا تستطيع منها فرارا، أخي الكريم تعليقك أشبه بعقار فاتح للشهية، ولكنه فاتح لشهية الرد والخوض في مواضيع كثيرة ومتشعبة وذات شجون وترجع بنا إلى أيام أحمد بن حنبل والأشاعرة والحديث حول الذات والأسماء والصفات هذه القضايا التي مازالت تقبع في نفوس كثير من الناس اليوم ولم ولن يستطيعوا لها نزعا إلا أن يشاء الله، عفا الله عن بن حنبل والأشاعرة وأبي حامد الغزالي فهم سبب ما نحن فيه اليوم من فرقة واختلاف وضياع وتشرذم وجهل وتخلف، ويبدو أننا سنظل هكذا في فرقة وتحزب إلى يوم القيامة، فهؤلاء الناس هم من صنعوا لنا من القرآن والنبي والصحابة وكل ما هو ديني أوثانا نعبدها من دون الله، ومن يومها ونحن في تيه وضياع.
أخي الكريم محمد فادي الحفار إن كلا من بن حنبل والأشاعرة والغزالي بأفكارهم التي تقول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن صفات الله ليست هي عين ذاته بل زائدة على الذات، أو أن أسماء الله وصفاته هي عين ذاته كما يقول المعتزلة والشيعة، أو أن الله له يد وله عين وله روح ولكن ليست كأيدينا ولا أعيننا ولا أرواحنا، هذه الأفكار جعلت كل منا يفعل ما كان يفعله قوم إبراهيم وقوم نوح إذ قال قوم إبراهيم حين سألهم ماذا تعبدون فردوا عليه قائلين: ( قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71_ الشعراء)، وكما قال نوح لقومه: (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً 17_ العنكبوت) وكما قال قوم إبراهيم كذلك (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53_ الأنبياء)
أخي الفاضل محمد، لقد نَحَتَ بن حنبل بقوله القرآن كلام الله غير مخلوق تمثالا وصنما وخلق إفكا وظل عليه عاكفا حتى مات، ونحت كل من الأشاعرة والمعتزلة والشيعة تمثالا وصنما من أسماء الله وصفاته وخلقوا إفكا وظلوا له عاكفين حتى ماتوا، بالمثل كما نحت النصارى تمثالا وصنما بقولهم إن روح الله تجسد في المسيح بن مريم وظلوا له عاكفين، ونحن ورثنا هذه التماثيل والأصنام بل نقوم كل يوم بنحت تماثيل وأصنام جديدة ونظل لها عاكفين، أخي الكريم إن كل محاولة فكرية لتصور الإله وتصور دينه وكتبه ورسله ومحاولة تجسيد الله فيها أو إضفاء الصبغة الإلهية عليها هو كمن يخلق إفكا أو ينحت تمثالا أو صمنا ويظل له عاكفا، يا أخي الفاضل إن الناس في الغرب لم يتقدموا إنسانيا وحضاريا وعلميا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا إلا حين قاموا بالقبض على الإله الموهوم وحملوه في قيوده وأغلاله وقذفوا به خلف جدران الكنائس غير مأسوف عليه، يا سيدي الكريم صدقني إن كل محاولتك الصادقة المستميتة أنت وغيرك في البحث عن الإله ووجوده وتصوره هي أشبه بالوهم وأشبه بمن يطارد خيط دخان وأشبه بسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، أخي الكريم إذا أردت الحصول على الإله حقا فستجده في قوله: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، أخي الأستاذ محمد صدقني إن قلت لك أنت تحاول أن تصنع إلها يروق لك أو تنحت من الإسلام والمسيحية صنما وتمثالا جديدا يضاف إلى بقية التماثيل والأصنام لدى قومنا، بالمثل كمن يحاول أن يخلق من القرآن إلها بقوله إن القرآن صياغة إلهية ولسان إلهي وبالمثل كما فعل بن حنبل حين قال القرآن كلام الله غير مخلوق، وبالمثل كمن قال إن الله له أسماء وصفات ولكن ليست كأسمائنا وصفاتنا، وما كل ذلك إلا إفك نخلقه وتماثيل وأصنام ننحتها ثم نعبدها ونظل لها وحولها عاكفين وندعو الناس إليها وإلى عبادتها، صدقني يا أخي محمد إن السعي وراء وجود الإله وتصوره ما هو إلا وهم كبير يخيم علينا منذ قرون ليذيقنا العذاب الشديد عذاب القهر والطغيان وعذاب الفقر والحرمان وعذاب الجهل والمرض والخوف والتبعية العمياء، فهل نجرؤ يوما على القبض على هذا الإله وتقييده ونقذف به وراء جدران واقعنا لنشعر بالحرية؟؟، لا أظن ذلك سيحدث في المدى المنظور. فحاول أخي محمد أن تستثمر وقتك وجهدك فيما فيه النفع لك وللناس أما بحثك عن الإله فلن يجديك نفعا وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان أو كما قال نزار قباني.
وصدقني أخي الأستاذ محمد ما في كلماتي هذه إلا النصح والتعبير عن رأيي وحسب، ولا أقصد الإساءة إلى شخصك الكريم ولا إلى أي من الأخوة الأفاضل.
وأكثر ما لفت انتباهي في مداخلتك أستاذ محمد هو قولك التالي: (فهل تسطيع أن ترى معي هنا عظمة الفكر المسيحي الذي يكفره بعضنا - دون علم منهم - من أهل القرآن الكريم الذي جاء مصادق على هذا الفكر ؟! الأب الإبن الروح القدس ( أله واحد أمين )فهذا الفكر هنا يعتبر من أرقى الأفكار العبودية لله لولا خطأ التلاميذ من بعد رحيل السيد المسيح بأن جعلو منه الإبن الوحيد الله) انتهى
أخي الأستاذ محمد، ولكن هذا الفكر المسيحي الراقي كما تقول ماذا فعل بالبشرية على مر العصور المسيحية منذ نشأتها وإلى اليوم سوى القتل والدماء والفساد في الأرض، فأين كان الفكر المسيحي الراقي حين اضطهد المسيحيون الرومان الكاثوليك لإخوانهم المسيحيين الشرقيين لقرون طويلة وهم جميعا يحملون هذا الفكر الراقي كما تقول، وأين كان الفكر الراقي في الحروب الصليبية التي قادها أصحاب الفكر المسيحي الراقي وتحت راية الصليب وبمباركة الرب كما ادعى الباباوات آنذاك واستمرت تلك الحروب لتسعة قرون كاملة هلك فيها الحرث والنسل والأخضر واليابس وراح ضحاياها الملايين من البشر، وأين كان الفكر المسيحي الراقي في الحروب الطاحنة بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا والتي راح ضحاياها مئات الآلاف، وأين كان الفكر المسيحي الراقي حين استعمر الغرب المسيحي العالم كله في القرن الثامن والتاسع عشر والقرن العشرين وقاموا بنهب ثرواته واستنزاف خيراته، وأين كان الفكر المسيحي الراقي حين اشتعلت حربان عالميتان لم تشهد البشرية مثلهما من قبل في بدايات القرن العشرين في الغرب وراح ضحاياهما عشرات الملايين من القتلى وأضعافهم من الجرحى والمشردين. أخي الأستاذ محمد لابد أن تعلم أن الفكر الراقي لابد وأن يرقى بصاحبه وإلا فهو ليس فكرا ولا راقيا، وإنما هو الشيطان والوهم والسراب.
أما عن قولك بأن تلاميذ المسيح قد أخطئوا في أنهم جعلوا المسيح الابن الوحيد لله، فأقول وماذا عن خطأ التلاميذ وفق الرواية المسيحية لما هربوا حين كبست مباحث أمن الدولة على المسيح وقبضوا عليه فأنكره التلاميذ وكأنهم لم يعرفوه، وماذا عن أخطاء التلاميذ كذلك وفق الرواية المسيحية حين أسلمه أحدهم (يهوذا الإسخريوطي) إلى الرومان ليصلبوه ويقتلوه، فأين الفكر الراقي وماذا صنع للإنسان وماذا صنع به. أخي الأستاذ محمد إذا أردت أن تعرف الفكر الراقي حقا فانظر لسلوك أتباعه وانظر ماذا قدموا للبشرية من نفع وخير وصلاح، هذا هو الفكر الراقي حقا، ومن المحال أن يكون الفكر الراقي لدى قوم يتخذون تماثيل وأصناما يظلوا لها وحولها عاكفين. تحياتي القلبية إليك نهرو طنطاوي
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي الأستاذ الفاضل بن النور تحية طيبة لشخصكم الكريم قلت في تعليقك ما يلي: (اذا انت هنا يا عزيزي تقوم في بحثك هذا بإتباع منهج التحليل اللغوي فقط وتنطلق من اللغة الفصحي التي بين ايدينا وهذا الموضوع سبق ان قام به علي ما اذكر الدكتور نصر حامد أبو زيد وأيضا الخولي وايضا قام به المفكر الإيراني المعاصر مجتهد شبستري في دراساتة المسماة "علم لغة النص" وهنا تكمن الاشكالية الذي حاول الاخ خالد توضيحها لك والمتمثلة في جهلنا وعدم معرفتنا وفهمنا للمفردة نفسها (الوحي) عندما انزلت من الله علي قلب محمد وترجمها هو الي لسان قومة فماذا فهم الرسول وقومة من مفردة الوحي وهذا ينطبق علي جميع مفردات القران ...هل نحن فعلا ما زلنا نملك لغة ولسان محمد وقومه .... واذا كان الامر كذلك اذا نحن امام اشكالية اخري متمثلة في أن الله سبحانه اراد أن يكون كلامه إلى البشر بلغتهم و من خلال نظامهم وموروثهم الثقافي واللغوي وبهذا تصبح نصوص القران مجرد درس لغوي فقط وهو منهج انساني كما تعرف وهذا يعني ضرورة استخدام سلاح اللغة والنص الأدبي والموروث التاريخي في تحليل وفهم لغة القران) انتهى
أخي الأستاذ ابن النور صدقني إن قلت لك أني أتبع أي منهج يقودني إلى الوصول إلى أي حقيقة أو جزء من الحقيقة ليطمئن قلبي، أكذب عليك إن قلت لك يستهويني منهج بعينه، فأنا في طريقي لوضع لبنات لمنهج علمي جديد على غرار المناهج الغربية كمنهج الاستقراء لفرانسيس بيكون، وهذا المنهج استقيته من القرآن الكريم وسوف أقوم بنشره لاحقا، أما كلمة (اللغة الفصحى) فأنا معك أنها قد حدث لها بعض التطور والانحراف القليل عن اللسان الأم الذي جاءنا القرآن من خلاله، لكن مازالت هذه اللغة الفصحى كما يسميها القوم حتى وإن قل التحدث بها أو الكتابة بها إلا أنها مازالت تحمل في بطون الكتب والمراجع كثير من مفاهيم لسان قوم النبي الذي جاءنا به القرآن ومن خلالها نستطيع بيان ما نريد بيانه من القرآن إن اجتهدنا وأجهدنا أنفسنا في البحث، والبحث في النص وبنيته ودلالاته من خلال ما يسمى (اللغة الفصحى) ليس بالشيء المعيب، لأننا لا نملك أي آلية أخرى مستساغة لقراءة النص سوى هذه الآلية مع بعض الآليات الأخرى كمراعاة البعد الثقافي والاجتماعي والتاريخي والجغرافي للبشر الذين جاء النص بلسانهم، وأهم من ذلك كله مراعاة البعد الإنساني القيمي العام الذي يحمله النص في باطنه، أما بخصوص كلمة الوحي ومفهومها ليس فيه أي إشكالية تذكر إذا قبلنا باصطلاح قوم الرسول على تسميتهم كل علم يصل للإنسان من دون لسان يتكلم أو صوت يسمع بالوحي، أما أن نطيح بكل شيء لساني وتاريخي وبشري وثقافي، ونبقي على النص وحده، فلن نصل لأي معلومة أو حقيقة مما يحويه النص على الإطلاق، بل وعلينا أن ننتظر حتى يهبط وحيا آخر يشرح لنا النص، فنعم يا أخي نحن مازلنا نملك مفاهيم ودلالات لسان قوم الرسول إن أردنا أن نعترف بذلك وإذا أردنا أن نجتهد في معرفة ذلك، أما إذا أردنا أن ننحت تماثيل وأصناما لنظل لها وحولها عاكفين، فلا تسألني عن شيء بعدها.
أخي الكريم أنا ليس لدي أي إشكال في أن يصبح النص درسا لغويا أو درسا أدبيا أو درسا تاريخيا كما تقول إذا كنت في نهاية هذه الدروس سأقف على معلومة ما أو حقيقة ما يطمئن لها قلبي وأرى فيها نفعا وصلاحا لي وللناس وللأشياء من حولي، فالإشكال لديكم أنتم حيث أن النص لديكم ذو صبغة إلهية تمنعكم من تفكيكه وقراءته بآليات بشرية، أما أنا فالنص لدي مثله مثل أي نص آخر من صنع البشر أستخدم في تفكيكه كل ما أملك من آليات القراءة والتفكيك البشري. وبالطبع يا أخي لسان قوم الرسول يختلف في بعض منه عن لساننا اليوم ولكن ما زال لساننا اليوم يحمل بقايا غير قليلة من مفاهيم لسان قوم الرسول، والبقية تجدها في بطون الكتب الموروثة. أما حديثك عن صعوبة فهم واستيعاب لسان قوم الرسول فهو بالفعل صعب على من لا يقرأ ومن لا يبحث ومن لا يفكر. أما عن سؤالك الذي قلت فيه: (هل تقصد بالوحي هو مجموعة النصوص اللغوية العربية ام القرشية وهل لسان محمد كان هو نفسة لسان قريش ام لسان العرب) انتهى جوابي على ذلك أقول أخي الكريم لسان قوم النبي هو كل ما ذكرت وكل ما يعين في فهم أي معلومة أو حقيقة في القرآن. تحياتي لك أخي الأستاذ بن النور نهرو طنطاوي
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي الفاضل بن نبي تحية طيبة لكم قلت أخي الكريم في تعليقك ما يلي: (تقول أنّ جبريل ملك و القرءان يقول: "قل من كان عدّوا لجبريل فإنّه نزّله على قلبك بإذن الله البقرة :97و هذه تكفي دليلا لدحض مقولات من يتبع أحاجي العفاريت. و إن كان في هذه الأحاجي فائدة لتقريب الصورة فهي لا تصلح دليلا لقراءة القرءان ) انتهى ولكن أخي الكريم بن نبي لم تذكر لي وجه استدلالك بهذه الآية في أن جبريل ليس بملك، أنت ألقيت بالآية وانصرفت، فلم أفهم ماذا في هذه الآية تراه لا يصلح أن يكون جبريل ملكا من الملائكة؟؟ فهلا أوضحت لي وجه الدلالة إذا تكرمت. أما قولك التالي: (إن كنت ممن ورث القرءان فأنت جعلت من نفسك من الذين أُتُوا الكتاب أمّا إن كنت ممن يقرأ القرءان فأنت ضمن دائرة من أتيناهم الكتاب و لك أن تلاحظ الفرق في القرءان بين الصوفين ، أحدهما مذموم و الأخر ممدوح. و عندما أقول أنّك تتبع الموروث معنى ذلك أنّك تردد ما لم تفكر به ملّيا ، تردده أوتوماتيكيا كقضية لا تقبل التشكيك) انتهى أخي الكريم بن نبي، كتاباتي منشورة على عشرات المواقع على الانترنت ما عليك إلا أن تكتب نهرو طنطاوي على محرك البحث جوجل وستظهر لك جميع كتاباتي وتستطيع بعد تلاوتها أن تقرر إن كنت أردد ما جاء في الموروث أوتوماتيكيا من دون تفكير مني أم أن الأمر غير ما تقول. أما عن قولك التالي: (و جميل جدّا أنّك قلت أن لا دليل على أنّ جبريل ملك و أجمل منه لو أنّك عدت لرودك السابقة و حاولت إنتزاع هذا منها لترى كيف ستضطر إلى تغيير كل منطقك في القضية.) انتهى أخي الكريم، ليس قولي أن لا برهان في القرآن على أن جبريل ملك يعني أني أنفي فرضية أن يكون ملكا، فأنا بالفعل أقول إن جبريل ملك لعدم ورود برهان ينفي ذلك في القرآن. أما قولك التالي: (أنا أريد منك أأخي ن تؤكد فرضياتك بدل الدوران و اعذر صراحتي فأخوتك لي لا تجعلك أخا لي في معترك الأفكار ، فلكل قبلة يتوّجه عليها و قد نصل يوما إلى أرضية بناء نقتنع بها ، فلا شيء أضر على الفكر من تأنيثه أي تحويله إلى تبويس الأحناك حين يحتدم الصراع بدل مواجهة الأدلة بشجاعة و صدق و لتعذرني كل أخت هنافغايتي ضرب الأمثال و ليس الإساءة. لا بد أن تسير وفق فرضياتك و تقرر أن القرءان صحيفة بشرية محضة و ليست رسالة إذ لو كانت رسالة لما كان للمرسل الحق في صياغتها كما يشاء بتعبيرات بني قومه و هل تقبل أنت أن ترسل أحدا يصيغ رسالتك بلغته هو القاصرة العاجزة المحصورة !!!!!عندما تقرر هذا يكون للحوار معنى و هدف.) انتهى
أخي الكريم، وماذا قلت أنا غير ذلك، فقد قلت ومن قبل وأكرر أن القرآن بحروفه وكلماته وصياغته هو عمل بشري محض، والقرآن كحقائق ومعلومات هو من الله كعلم ورسالة إلى العالمين، هذا رأيي الشخصي ونتيجة بحثي ونظري إلا إذا أردت أنت تلزمني قسرا بغيره فهذا أمر آخر، أما الله فهو الذي قرر أن تكون الرسالة بصياغة المرسل وفق لسان قومه وليس أنا من قرر ذلك، وإليك قول صاحب الوحي: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) (4_ إبراهيم) هذا قول من أرسل الرسول وليس قولي أنا.
أما قولك التالي: (أمّا مسألة تلاوة القرءان على الأنجليزي و الرسوي فليس دليلا على أنّ القرءان صيغ بلغة قريش و بنيتهم بل فيه دليل على عكس هذا ، إذ ما حدث للنبي في الأول الأمر هو ما سيحدث لأي روسي أو غيطالي عند سماعه الأصوات و حينها إمّا أنّ الروسي سيقرأ أو يبقى حبيس جهله بالأصوات و أنا أنصح الروسي أن يفتح روحه و يقرأ القرءان دون أن يرجع لقواميس العربان و معاجمهم و متأكد أنا أنّه سيخرج لنا منه كنوزا ما كان يتصورها أحد.) انتهى
أخي الكريم، هل تستطيع أن تثبت لي هذا واقعا عمليا بأن تعطي المصحف لشخص روسي أو إنجليزي من دون ترجمة وتجعله يخرج لنا مثل هذه الكنوز كما تقول؟؟ من منا أخي بن نبي يتحدث عن الأحاجي وشغل العفاريت أنا أم أنت؟؟، قد تجد من يتبعك على قولك هذا بل وقد تجد من يصدقك بل وقد تجد من يهتف لك، لكني لست ممن يتنازل عن رأسه ليضع مكانها رأس أحد آخر، فمن يقبل بمثل هذا الكلام يقبل بأن يتنازل عن رأسه ويضع بدلا منها رأس غيره ومن يتنازل عن رأسه لغيره لا يستحق الحياة. فهناك قبلك من صنع تماثيل من العجوة والحلوى والحجر وروجها بين الناس على أنها آلهة فلاقت رواجا بين كثيرين من خلق الله. وهناك من قال أن الله تجسد في المسيح فاتحد اللاهوت بالناسوت دون اختلاط أو امتزاج وأصبحا طبيعة واحدة، ولاقت تلك الفكرة رواجا بين الملايين من خلق الله حتى بين بني الغرب أكثر أهل الأرض علما وحضارة.
أما عن قولك: (أنا الآن تأكدت أنّك أخي نهرو تقول ببشرية القرءان و تاريخانيته فلما التستر و التخفي ؟؟) انتهى
أخي الكريم والله ما أدري بماذا أرد عليك؟؟، وهل قلت أنا بغير هذا أن القرآن بحروفه وكلماته وصياغته ليس سوى كتاب بشري تاريخي موروث، فأين التخفي وأين التستر، وأنا أردد هذا الكلام في كتاباتي منذ سنوات، ولا أدري من ماذا أتخفى وممن أتستر؟؟ فلا أدري عن أي تخفي أو تستر تتحدث؟؟. عموما تحياتي لك أخي الكريم نهرو طنطاوي
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي الفاضل الأستاذ معروف محمد تحية طيبة لك لقد أثارني في آخر تعليق لك على الموضوع ما نقلته من بعض مقالات الأستاذ بين نبي حول مفهوم الوحي فقد أثارتني نقطتان وهما كما يلي: (1 ـ الوحي DIRECT INFORMATION يستقيها الكائن من الكلمات أي محيطه الذي حوله مباشرة بما أودع في في ذاته من آليات التلقي و تتبع لفظ الوحي و مشتقاته في القرآن يجعلنا نميل إلى هذا المعنى 3 ـ رسولا: أحد المخلوقات التي تحمل هذا الكلام و تبلغه نصا للمرسل إليه.) انتهى
فماذا أفهم أخي الكريم من هذا الكلام، هل أفهم أن النبي محمد قد استقى القرآن من محيطه الذي حوله مباشرة؟؟، بناء على فهم الأخ بن نبي للوحي بهذا الشكل، أم جاء النبي محمد رسول من أحد المخلوقات بالقرآن حمل به هذا الكلام وبلغه نصا؟؟، وإذا كان الوحي كما يقول الأستاذ بن نبي هو المعلومات التي يستقيها الكائن من محيطه الذي حوله مباشرة، فهل يعد إرسال رسول من أحد المخلوقات لتبليغ الكلام نصا هل يعد هذا وحيا كذلك أم ماذا؟؟ فقط أريد توضيحا إذا تكرمت.
أخي الكريم أما عن قولك التالي: (والغريب هو محاولة البعض معرفة كيفية نزول هذه المعلومات على فؤاد النبي الكريم محمد ممن عنده سر مافي السموات والأرض . ولنا في إنزال الرسالة البريدية " صوت وصورة " على بريدك الألكتروني عبرة لمن يعتبر فكيف وصلت لك الرسالة البريدية محمولة داخل موجة من آخر الدنيا حتى أستقرت في جهازك) انتهى
أخي معروف، هذا يحدث في جهاز الكومبيوتر وأتفق معك ولا أخالفك، ولكن هذا لا ولم يحدث لإنسان قط، فلم أعلم طيلة عمري أو أقرأ أن أحدا وصلت إلى فؤاده رسالة بهذه الكيفية، فهل وصلتك رسالة إلى فؤادك في يوم ما صوت وصورة أو خط ورسم من قبل، أو هل وصل إلى فؤاد أحد من الأخوة الكرام مثل هذه الرسالة من قبل، مع العلم أن الوحي يأتي كل الناس كما نص القرآن على ذلك، فقد أوحى ذكريا لقومه حين خرج من المحراب، وشياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض ليل نهار زخرف القول غرورا؟؟. وتقبل تحياتي أخي الكريم نهرو طنطاوي
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي الفاضل الأستاذ خالد هلال تحية قلبية لك قلت في آخر تعليق لك ما يلي: (أرجو أن تنتبه لحجم الخطأ والتناقض بإستدلاك بهذه الآية أولاً معنى كلامك أن النبي كان يعلم الوحي قبل تلقيه فكان يريد أن يعجل به أو ربما كان يخشى أن تضيع الفكرة من رأسه فيسرع لكتابتها !!!!) انتهى
أخي خالد الوحي لم ينزل جملة على قلب النبي محمد وإنما كان ينزل وفق الحدث، فالنبي لم يكن يعلم بموقف الوحي في حادثة ما حتى ينزل على قلبه، فما كان ينزل من الوحي كان ينزل وفق الحاجة وحسب. وعجلة النبي بالوحي كانت لمعرفة ماذا يصنع في هذا الحدث أو ماذا يفعل، فأمره الله بعدم الاستعجال بالوحي من قبل أن يقضى إليه وحيه.
أما قولك التالي: (ثانياً هل الآية تقول لا تعجل بالقرءان يا محمد حتى تنسبها له ولنفترض جدلا صحة رأيك هذا فما أهمية وجود هذه الآية في الترجمة طالما أن النبي هو من يكتب ويترجم القراءن بطريقته فهل يعقل مثلا أن تعطي لأحد المترجمين رسالة يترجمها ثم تقول له ترجمها كويس فيترجمها وتجد في آخر الترجمة عبارة ترجمها كويس !!!!!) انتهى
أخي خالد الآية لم تقول للنبي محمد لا تعجل بالقرآن يا محمد حتى تنسبها له فالآيات لا تتكلم يا أخي العزيز وأنا لم أقل هذا ولم أفهم هذا من الآية، أما عن أهمية وجود هذه الآية في القرآن فلها أهمية كبيرة وخطيرة وفاصلة وهي أن ما يبلغه النبي محمد من علوم وحقائق وأنباء وتشريعات ليس من عند نفسه، أما قولك هل يعقل أن أعطي رسالة لأحد وأقول له ترجمها كويس فيكتب في الترجمة ترجمها كويس، أقول: نعم يعقل هذا إذا كان صاحب الرسالة سبحانه قد طلب من النبي ذلك، فالنبي محمد حين بلغ القرآن أو الرسالة للناس كان في مضمون الرسالة أمر من الله له أن يقول للناس ها هو صاحب الرسالة يطلب مني أن أكون أمينا وصادقا في تبليغ الرسالة إليكم، وذلك أدعى للناس أن يصدقوا الرسول في أن مضمون الرسالة ليس من عند نفسه وليعلموا أن ما تحويه الرسالة من حقائق ومعلومات لا دخل للنبي بها وأنه لم يأت بها من عند نفسه.
أما قولك التالي: (ثالثا الآية تقول ولا تعجل بالقرءان ولم تقل ولا تعجل بكتابة أو تسطير القرءان صح ؟ وهنا يأتي دور مفهوم القرءان الذي سألتك عنه وأعتبرتني أشتت الموضوع فالآية تنبه كل من يقرئها لا تعجل يا نهرو يا خالد يا محمد .. بالإستقراء وإخراج قروء القرءان من قبل إيستعابه وإنقضاء وحيه إليك وهذا لكل طالبي العلم من مَن يقرؤن بدليل تكملة الآية نفسها ( وقل ربي زدني علما) انتهى
يا أخي الفاضل الآية تقول (ولا تعجل بالقرآن) ولم تقل (ولا تعجل بقرء القرآن) فعجلة الرسول كانت بالقرآن الموحى من الله، وليس بقرء القرآن، ولا تنسى أننا لم نتفق على مفهوم الوحي حتى الآن، فأنت تفهم الوحي كما يفهمه الأخ بن نبي وهو استقاء الكائن للمعلومات من المحيط الذي حوله مباشرة، أما أنا فأفهم الوحي بأنه علم يلقى في قلب الكائن من غيره من دون لسان أو خط أو لفظ أي معلومات قلبية محضة، عارية من أي لفظ أو خط أو رسم. أما ما يقول به الأخ بن نبي هو ليس وحيا وإنما هو قرء أو استقراء. تقبل تحياتي ومودتي نهرو طنطاوي
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي العزيز الفاضل أستاذ أنيس تحية قلبية طيبة لكم قلت في تعليقك الكريم ما يلي: ((قل لئن إجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) صدق الله العظيم تؤكد الآية أعلاه إن القرءان الكريم هو تنزيل رب العالمين وليبلغه الرسل والأنبياء كما نزل بتنقيطه وتشكيله ولا دخل للجن والإنس في بلاغة هذا الإعجاز الرباني العظيم. وقوله تعالى: وقالوا أساطير الأولين أكتتبها وهي تُملى عليه بُكرة وأهيلا... ( قُل ) أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ) صدق الله العظيم العديد من الآيات القرءانية تبين ( كوحدة واحدة ) وتشرح وتبين نفسها, بحيث يستحيل فهم وتدبُر القرءان العظيم من خارجه أبدا برأيي الشخصي, من كون إن هذا القرءان العظيم تنزيل رب العالمين ولن يأتي بمثله الإنس والجن ولو أجتمعوا ولو بعضهم لبعض ظهيرا.) انتهى
أخي الفاضل الأستاذ أنيس، نعود من حيث بدأنا، كيف نزل القرآن بتنقيطه وتشكيله على النبي محمد؟؟ هل من برهان قرآني يقول أن القرآن نزل على قبل الرسول مشكلا ومنقطا، وإذا لم يكن في القرآن برهان على ذلك، فكيف علمت أن القرآن نزل منقطا ومشكلا على قلب الرسول، وأين نجد النسخة النبوية التي خطها الرسول عليه الصلاة والسلام بيده؟؟، وأتفق معك في أن ما يحمل القرآن من معلومات وحقائق لا دخل للإنس والجن بها، بل وأتفق معك على أن لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثل تلك الحقائق والمعلومات الموجودة في القرآن فلن يأتوا بمثلها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، فالقصد من الإعجاز والتعجيز أخي الكريم هو الحقائق والمعلومات الواردة في القرآن وليس لفظه وحروفه وخطه ورسمه وصياغاته. وتفضل بقبول وافر الاحترام نهرو طنطاوي
(رد بواسطة نهرو طنطاوي) أخي العزيز المحترم الأستاذ ابن النور تحية قلبية لك أشكرك على مداخلتك الأخيرة التي ختمت بها تعليقات الأخوة الكرام وكانت مداخلتك هي مسك الختام ولكن لي عليها بعض ملاحظة فقد قلت فيها ما يلي: (الحمد لله على نعمة العقل، لا أدري إلى هذه اللحظة هل نحن هنا نملك لكل سؤال جواب.... لا اعتقد ذلك من السؤال نخترع مليون سؤال ومليون نظرية ومليون عقدة ومليون حلقة مفرغة ومليون منهج وفلسفة لقراءة القرآن ...ولكن آيات القران وكلماته تحتاج الي نعمة العقل ... والعقل هو جزء منا في الحقيقة , ولا يجب أن نبحث عنه بعيداً عن ذواتنا نحن .) انتهى
أخي ابن النور، بالطبع لا نملك لكل سؤال جواب ولن تنتهي الأسئلة ولن تنتهي الأجوبة ما دامت السماوات والأرض، فكل منا يسأل عما لا يملك له جوابا، ولكن هل كل منا يملك جوابا حقيقيا لكل سؤال؟؟ هذا هو بيت القصيد، فبالسؤال والعلم وقدح الفكر بالفكر سنصل يوما ما أو سيصل أبناءنا وأحفادنا أو من بعدهم إلى شيء ما أو حقيقة ما، فنحن بالحوار الهادي أو غير الهادي نشعل لمن خلفنا شمعة لعلهم يهتدون بها إذ لم نهتد نحن.
أما قولك أخي الكريم أن آيات القرآن تحتاج إلى نعمة العقل، أقول: ولكن أخي الفاضل عقل من تحتاج؟؟ عقلي أنا؟ أم عقلك أنت؟ أم عقل الأخ الكريم بن نبي؟ أم عقل من؟؟، فلكل فرد من البشر عقل (ملاكي) (قطاع خاص) يستعمله وفق ما يملك من حصاد معلوماتي وثقافه ووفق سقفه المعرفي، فأرى أن القرآن وغير القرآن يحتاج لبحث وفكر واجتهاد وقرء لكل شيء في الماضي والحاضر ويحتاج لجميع الأشياء من حولنا من تراث ومن علوم حديثة لنحاول أن نربط الحلقات بعضها ببعض علنا نصل في يوم ما إلى حقيقة ما، وهذا لن يحدث ما دمنا نخلق إفكا من تماثيل وأصنام نظل لها وحولها عاكفين. أما عن سؤالك الذي ختمت به تعليقك وهو: (يبدوا اننا نتحاور من منطلق يسمي كلا يري شيطانه هو القديس) انتهى أقول: نعم هذا المنطلق صحيح وهو حقيقة موجودة في كل البشر وبالفعل نتحاور به، فهو منطلق كما تسميه قد أقره القرآن بقوله: (كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) (108_ الأنعام) فالله كما زين للمؤمن إيمانه كذلك زين للكافر كفره, فهذه حقيقة لا يمكن الفرار منها إلا بالتخلي والخلوص. أما آخر جملة لك في تعليقك والتي تقول فيها: (القلب الذي يعرف الحب لا يموت أبدا) انتهى أقول: إن أكبر أكذوبة في الدنيا هي الحب، كيف؟؟ ربما تقرأ لي مقالا في آتي الأيام أشرح لك فيها هذا. لك مني وكل الأخوة الأفاضل خالص مودتي واحترامي وتقديري على هذا الحوار الراقي، وبصدق لقد تعلمت منكم كثيرا واستفدت منكم أكثر فللجميع خالص شكري وعرفاني أخوكم نهرو طنطاوي
نهرو طنطاوي كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر مصر_ أسيوط موبايل/ 0164355385_ 002 إيميل: [email protected]
#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث
-
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
-
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
-
منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
-
هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي
-
عقوبة السجن وصمة عار في جبين البشرية
-
ويبقى موقع الحوار المتمدن هو الأمل
-
خروج الريح لا ينقض الوضوء
-
آدم ليس خليفة الله في الأرض
-
أعِدُكْ أني لن أفلح
-
يا أبت أين أجد الله؟؟
-
المثالية الوهمية عدو الإنسان الأكبر
-
هل التوراة والإنجيل والقرآن كلام الله؟
-
الدكتور أحمد صبحي منصور يستشهد بالسنة
-
هل البكاء على وفاء سلطان، من أجل حرية التعبير أم من أجل حرية
...
-
الإنسان هو الحل
-
هل فازت مصر حقا بكأس الأمم الأفريقية؟؟
-
فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الثانية: (السنة والتراث-2)
-
فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الثانية: (السنة والتراث-1)
-
فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الأولى: (المنهج)
المزيد.....
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
-
قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب
...
-
قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود
...
-
قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|