أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عامر صالح - نحو فهم عواقب المصادقة على قانون الانتخابات البرلمانية في العراق!!!














المزيد.....

نحو فهم عواقب المصادقة على قانون الانتخابات البرلمانية في العراق!!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 18:25
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


" ليس ثمة مكان أغلى من الوطن"
هوميروس
أثارت المصادقة على قانون الانتخابات ومواده في جلسة البرلمان المنعقدة بتأريخ 08 ـ 11 ـ 2009 الكثير من الحنق والغضب المتزايد, حيث أقصى هذا القانون المجحف الكثير من مكونات شعبنا في الداخل والخارج وفرض مزيدا من التضييق والحصار على فسيفسائه التي طالما افتخرنا بها, وبهذا شكلت هذه الواقعة نذيرا بفرض مزيدا من الإقصاء وتضييق الخناق على مساهمة شعبنا في الحياة السياسية ,والذي بدأت طلائعه تظهر في الأفق منذ الانتخابات البرلمانية السابقة وانتخابات المحافظات التي أعقبتها وحتى قبل ذلك ,وبهذا تتضح ملامح المشروع الأثنوـ طائفي في تحويل عراق المستقبل إلى دويلات أو شبه دويلات أثنو ـ طائفية مستقلة لا تربطها في العراق كدولة للجميع أي رابط ,سوى المسمى الجغرا ـ تأريخي الذي تتموضع فيه هذه الكيانات , وستتحول هذه الكيانات بفعل عوامل التدخل الخارجي ونزوع ردة الفعل إلى كيانات عدوة للدولة العراقية تضعف الدولة في الداخل وتعبث في الأمن والاستقرار, وتلجأ عبر حلفائها في الخارج إلى افتعال عدو خارجي كأمريكا وإسرائيل والامبريالية العالمية أو مشكلات بين دول الإقليم أو الجوار.

ويذكرنا ذلك جليا بالدولة اللبنانية حيث العداء الذي لاشك فيه لإسرائيل من قبل حزب الله والذي لا نعرف دوافعه بهذا الحجم الذي يفوق قدرات الدولة نفسها باعتبارها المسئول الأول عن الأمن الخارجي, يقابله في الطرف الآخر إضعاف للدولة اللبنانية وتحديدا لساعة المعركة مع إسرائيل من طرف سياسي واحد تنهار فيه الدولة اللبنانية وتخرج إسرائيل قوية من جديد !!!.وعلى نسق ذلك يتحول المشروع الوطني الكبير في بناء الدولة العراقية الاتحادية المعاصرة إلى مشروع رهان تمتد تفاصيله إلى ما وراء الحدود, وعندها يكون الأمن والاستقرار والتقدم الاجتماعي حلما لا يمكن تحقيقه بسهولة كحلم شعبنا في إزالة الدكتاتورية !!! .

أن الأضعاف المستمر لدور المهجرين والمهاجرين ومواطني الأقليات الدينية والمكونات القومية والكيانات السياسية الصغيرة وعبر القانون هذه المرة,باعتبارهم جزء من البوصلة الأمينة للتأكد من صحة توجهات الكتل السياسية الكبيرة,سوف يسهم بما لاشك فيه إلى تحول أجزاء العراق السنية والشيعية والأثنو ـ سنية إلى كيانات استحواذية خالية من التنوع والمراقبة الذاتية وعلى طريق تحولها إلى ترسانات أسلحة,وأجهزة استخبارات مستقلة وشرطة لا تعرف مفهوم الدولة الاتحادية العصرية والى امتلاك أذرع إقليمية في دول الجوار.

وبهذا المعنى تكون هذه الأحزاب المناطقية استوفت شروط ومقومات الدولة من الناحية الشكلية في أمكنة تواجدها الجغرافي, من خلال سلوك الانفراد في السلطة,الأمر الذي له انعكاساته الخطيرة على الدولة العراقية ,حيث أن الدولة الاتحادية وأجهزتها وقوى أمنها تعاني من فقدان الهيبة بسبب عدم احتكارها للقوة الرادعة من جهة ولوجود أجهزة مرادفة لها من جهة أخرى, وهذا من شانه أن يفقد ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها وبالتالي إلى انتشار مفهوم " الأمن الفردي ",أي أمن الحارة وأمن الشارع وأمن المدينة,حيث رجل أمن الدولة غير قادر على حمايتهم.وعندها يكون فائض القوى الذي ستمتلكه هذه المدن المحاصصية من أجهزة أمنية وشرطة وجيش يعطي شعورا بالقوة والتفوق على الدولة العراقية وأجهزتها ومؤسساتها,وعلى مختلف المكونات الاجتماعية والسياسية الأقل تمثيل ,ويعزز لديهم مزيدا من الشعور بالحصانة على كل الأفعال التي يرتكبونها من فساد إداري ومالي وسياسي,إلى جانب صعوبات تقديمهم للعدالة.

أن المصادقة البرلمانية على هذا القانون هو خطوة أخرى على طريق اختراق الديمقراطية كطريقة لإدارة الحكم وتكريس استحواذ السلطات بيد الكيانات السياسية الكبيرة,وإقصاء جزء من مكونات شعبنا وبعث عدم الاستقرار في النظام السياسي إلى ما لا نهاية واعتبار ذلك واقعا عبر القانون.وبهذا نهيب بكل الحريصين على مستقبل العراق وديمقراطيته,أولهم شعبنا ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات العالمية ذات الصلة بترسيخ قيم العدالة والديمقراطية في الضغط على رئاسة الجمهورية لرفض هذا القرار وأعادته مجددا إلى البرلمان لدراسته في جلسة استثنائية وبحضور برلماني عند مستوى المسؤولية.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد التربوية والنفسية للفساد الإداري والمالي في العراق
- على هامش قرار غلق الجامعة المستنصرية لمدة أسبوع و صعوبات تعي ...
- ظاهرة التسرب المدرسي في التعليم الابتدائي- أبعاد المشكلة, أس ...
- التحصيل الدراسي المرتفع والذكاء الطائفي المنخفض!!!
- فوبيا السياسة ملاحظات ميدانية حول إشكالية البعث بين الاجتثا ...
- - الميكافيلية الخاصة - وإشكالية البعد الأخلاقي في الصراع الس ...
- جدل العلاقة بين الكلاب السائبة والكوابيس الليلية وبعض من ألو ...
- أطفالنا والتخلف الدراسي/ الأسباب والعلاج الحلقة الثانية أطف ...
- أطفالنا والتخلف الدراسي/الأسباب والعلاج الحلقة الأولى - أطف ...
- الفرويدية أو مدرسة التحليل النفسي/ صرح سايكولوجي متجدد يثير ...
- المثلية الجنسية الأنثوية/بين أروقة الخطاب الديني ومعطيات الب ...
- مفهوم الأمن وتدهوره على ضوء بعض المعاييرالأنسانية / تجربة ال ...
- المثلية الجنسية /ملاحظات أستباقية في أصل ألانواع الجزء الأو ...
- سيكولوجيا المثلية الجنسية والتصفيات الجسدية/ العراق ضحية ومت ...
- فصام العقل وآلية النقد السياسي
- سيكولوجيا الكلام واللاتناظر الوظيفي للدماغ
- سيكولوجيا -المفارقة-في اللامساواة بين الجنسين/الجذور الاولى ...
- سيكولوجيا الأقصاء والأقليات الدينية والعرقية/الميكانيزم والأ ...
- سيكولوجيا الحب الاول في السياسة/ الحزب الشيوعي العراقي أنموذ ...
- سيكولوجيا التخاطب اللغوي


المزيد.....




- السعودية.. بلقيس تثير ردود فعل واسعة بتصريحات حول عدم مشاركت ...
- من بينها فيروز وشريهان.. لبنانية تُجسد صور نساء ملهمات بأسلو ...
- في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر ...
- رئيس -الشاباك- الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على ...
- نائب بريطاني يستعين بنجمة من بوليوود لدعم حملته الانتخابية ( ...
- Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
- مصر.. قتلى وإصابات في حادث سير
- تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس بر ...
- الحرب في غزة| قصف إسرائيلي يستهدف مدرستين تابعتين للأونروا و ...
- تعرّف على -أونيغيري-.. النجم الخفي بين المأكولات اليومية في ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عامر صالح - نحو فهم عواقب المصادقة على قانون الانتخابات البرلمانية في العراق!!!