|
استشهد بالخطأ
دوستو تمو
الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 15:46
المحور:
كتابات ساخرة
بعد ان شرب القليل من مشروبه المفضل المتي....اخذ نفسا عميقا من سيكارته الحمراء الطويلة....المشروب الوطني الفاخر.
تنهد بحرقة... وهو يتذكر بدايات حياته....عندما كان يلف شوارع مدينته المقدسة وهو يحمل صندوق البويا....باحثا عن احذية بحاجة الى تلميع....فكلما ازداد عدد الاحذية ازداد وارده اليومي.
وقبل ان يبتعد في بحر ذكرياته....ويستغرق في شروده.....اعاده صوت القرع على الباب الى الحاضر.
- ادخل.....
- احترامي سيدي.......قالها حضرة المساعد...وهو يخبط قدمه بالارض لتقديم الاحترام.
- لك ياحضرة الزفت....قرد ولو....لك انت جحش شي....مو شايفني عم قرقع متي....وشارد.....ضروري تخوفني بخبطة رجلك....شو حيوان ما بتفهم انت.....شو بدك لشوف.
- المساعد: اسف...اسف سيدي العميد....بس…
- العميد: لا تبسبس ياحيوان...احكي ياتيس وخلصني.
- المساعد: سيدي بس مشان صورة الولد الصغير الي طلبت مني ابروزها.
- العميد: قرد ولو....ولك ..ولك ...انت حيوان شي....لك اسكت ياكلب....لا حدى يسمعك....هاي مو صورة ولد صغير......هاي صورة سيادة الرئيس حافظ الاسد ولك.....اقصد سيادة ابن الرئيس بشار....هاد ابن المعلم ياجحش.
واسترسل سيادة العميد مخاطبا حضرة المساعد باسلوب حواري....خاص بالضباط البعثين في الجيش السوري حيث يستخدمونه للحفاظ على كرامة الجنود السوريين الذين التحقوا بالخدمة العسكرية للدفاع عن وطنهم.
- اسمع ياابني ياجحش......هادا الطفل هو مستقبل سورية......لك هاد من منجزات الحركة التصحيحية....شو لكان....هاد تاج بنحطو على روسنا....لك نحن لولا السيد الرئيس...واملنا بسيادة الرئيس الابن....ما بنسوى شي.
وفي لحظة صمت.... توقف عن الحديث....وغاص الى اعماق افكاره التي مزجت مابين الماضي والحاضر والمستقبل....كشريط سينمائي ممزوج العواطف.....تذكر مجددا صندوق البويا.....الذي كان يكسب منه رزقه في مسقط راسه...المدينة البعثية المقدسة......القرداحة....قبل الحركة التصحيحية.....وكيف نال رتبة رائد في الجيش السوري بعد الحركة التصحيحية.
وقبل ان يصل الى مرحلة التفكير بالمستقبل......اهتزت اذانه....بصوت حضرة المساعد.
- سيدي العميد.....سيدي العميد.
- العميد: قرد ولو....لساتك هون ولك حيوان......روح انقلع من وجهي ياجحش.... - ولك وين رايح يازفت.....تعال لهون.
- المساعد: انت قلتلي روح....سيدي.
-العميد: لك عم تناقشني ولك حيوان.....روح انقلع وابعتلي المجند الجحش...الي تاخر عن الاجتماع الصباحي.
- حاضر سيدي.
عاد العميد....الى كاس المتي....واخذ يرشف من كاسه....بشكل متتالي.....تحضيرا لاشعال سيكارة.
جلس على كرسيه....وعاد الى استعادة ذكرياته....وهو ينظر الى الدخان المنبعث من سيكارته. دخل الى غرفته....المجند....الخائف من العقوبة نتيجة تاخيره خمس دقائق عن موعد الاجتماع الصباحي.....وخبط قدمه على الارض مقدما التحية العسكرية......مصدرا صوتا قويا ارعب العميد.
- العميد: لك ياحضرة المساعد..... يازفت....قرد ولو....خوفتني ولو حيوان....لك انت جحش شي يا ابني.
- المساعد ينادي من خارج الغرفة: مو انا سيدي...والله العظيم مو انا.
رفع العميد راسه ليرى المجند واقفا امامه بحالة استعداد عسكري.
- مين انت....ولك حيوان....وشو عم تعمل هون.
- المجند: احترامي سيدي....انا المجند مهند الكردي.....سيدي....وانت طلبتني....سيدي.
- العميد: ولك انت المجند الي تاخر عن الاجتماع الصباحي اليوم....ولك حيوان.
- المجند: اي سيدي...والله العظيم كنت مريض سيدي...ورحت على المستوصف...سيدي.
- العميد: ولو جحش ولو....متاخرعن الاجتماع....وكردي كمان...ولك حيوان....ليش وين مفكر حالك....ببيت اهلك....والله بدي نسيك حليب امك.
- المجند: سيدي...انا....
- العميد: اسكت ولك جحش...ما بدي اسمع صوتك...عامل حالك مريض....ولك حيوان.
واثناء توبيخ المجند واهانته....بدا العميد بتوجيه صفعات متوالية على وجهه...وظهره...الى ان سقط على الارض....واخذ يرفسه بقدمه على بطنه ووجهه.
- والله بدي نسيك اسمك....ولك حيوان...شو ما بتعرف ان الاجتماع الصباحي مقدس ولو....قلتلي كردي انت....مو هيك....كردي كمان....لك جحش ولك...معناتها انت الي كنت عم تسرق مخازن الاسلحة...ولك حيوان....وتاخذها للاكراد.
- المجند: سيدي...مو انا....انا...مو...
- العميد: يرفسه على وجهه.....لك اسكت.....حيوان ولك.....بدك تاخذ جزء من الوطن...ها...ها....انت خاين....انت عميل ولك.....انت ضد الوطن.
- المجند: وهو في حالة شبه اغماء...طالبا الرحمة.....سيدي والله ما اخذت اي جزء من الوطن على البيت...سيدي والله ما اخذت شي.
- العميد: اسكت ولك حيوان.....لسا عم تحكي....مو انت الي تتعامل مع العدو الصهيوني....ومع هاذا بوش.
- المجند: سيدي والله ما اعرف بوش.....وما اتعامل غير مع ابن جيرانا....وهو صديقي الوحيد...سيدي...والله ....سيدي.....دخيلك سيدي....واذا تريد سيدي....انو ما اتعامل مع بوش....مارح اتعامل معه.....واذا شفتو بالشارع مارح اسلم عليه.
- العميد: قرد ولو.....ولك ياكلب.....لاتحكي...انت امثالك من العملاء والخونة...اعداء الوطن....لازم نبيدهم.
بعد ان افرغ كامل حقده على المجند....جلس على كرسيه....واشعل سيكارة...وصاح للمساعد.
- لك يازفت....يامساعد جحش.....تعال لهون يا ابني.
- المساعد: حاضر سيدي.
- العميد: روح جيب سطل مي.....وصحي هالمجند الزفت هاد.
- المساعد: بعد ان احضر سطل الماء وسكبه على راس المجند....سيدي...سيدي...هاذا ما عم يتحرك....يضع اذنه على قلب المجند....سيدي....سيدي العميد....المجند ميت.
- العميد: ولك حيوان ولك.....ميت...ميت...ليش عم تصيح ولك...بالناقص كردي.....روح اتصل مع اهلو....شوف من وين هو....يا اما من القامشلي او من عفرين.....وقوللهم ان المجند الشهيد....استشهد بحادث سير وهو يدافع عن الوطن.
- المساعد: حاضر سيدي.
- العميد: تعال لهون ولك حيوان.....شو بدي قلك....نحن بهالشهر بعتنا كم شهيد كردي بحادث سير.
- المساعد: سيدي...بعثنا شهيدين على عفرين بحادث سير....وواحد على القامشلي.
- العميد: طيب...ما في مشكلة.
اخرج مسدسه....وافرغ المخزن في راس المجند.
يامساعد يازفت....خبر اهله انه انتحر....او اطلق النار على نفسه اثناء تنظيف السلاح.
- المساعد: حاضر سيدي.
ذهب المساعد الى الذاتية لياخذ عنوان المجند ورقم هاتف اهله....ولكنه عاد مسرعا وهو يتصبب عرقا.
سيدي العميد....سيدي...
- العميد: شو ولك حيوان.
- المساعد: سيدي....هذا المجند مهند الكردي.....كنيته كردي....بس....بس.
- العميد: لا تبسبس ياحيوان....قول شو في عندك ياجحش.
- المساعد: سيدي هو عربي من حمص.
- العميد: لك شو عم تحكي ولك حيوان....ليش ما قلتلي.....له....له....استشهد بالخطأ....كمان بسيطة بيكون من المعارضة.....وعم يتعامل مع العدو الصهيوني ضد الوطن. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اهداء الى ارواح الشهداء السوريين الكرد والعرب، الذين التحقو بالخدمة العسكرية في سورية للدفاع عن الوطن، واستشهدو على يد المجرمين، ضباط النظام البعثي الذين اغتصبو الوطن والسلطة والجيش. واعتذر من السادة القراء لورود الالفاظ النابية بكثرة، علما انها اقل نابية من الالفاظ الفعلية التي يستخدمها الضباط البعثيين في الجيش السوري لاهانة الجنود السوريين الذين يقدمون دمائهم فداء للوطن.
Faris mişel temo [email protected] http://www.elaphblog.com/dosto http://www.facebook.com/home.php?ref=home
#دوستو_تمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|