جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 12:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نتابع نضال شعب وادي التنيل الرائع قبل قطع الديكتاتورية العسكرية الطريق عليه ,
نتيجة التلاحم النضالي الميداني , والتحضير الفكري والسياسي للمنظمات الماركسية المصرية , مع الحركة الوطنية الديمقراطية المصرية , لاحت في الأفق ملامح قيادة موحدة لحركة طليعية تنتظرها الجماهير ,, كما تنتظر جماهير شعبنا المستعبد في سورية اليوم مثل هذه القيادة الغير مشخصنة لمعارضة حقيقية ضد نظام البغي والعمالة الأسدي –
ولم ينته عام 1946 إلا وبرزت هذه القيادة باسم – اللجنة الوطنية للعمال والطلاب -- كانت تجمع تيارات وطنية مختلفة حول قاسم مشترك وطني ديمقراطي تحرري ..ضمت نقابات العمال والشيوعيين والوفد اليساري وبرز من قادتها العامل أحمد فؤاد ومن المثقفين الثوريين أحمد الخواجة *-- وعزيزفهمي قائد اليسار ا لوفدي كان شعارها الرئيسي : - الجلاء التام عن مصر والسودان -- وبقي نشاطها في المدن الكبرى ..لذلك رأت ضرورة الخروج من شرنقة المدن الكبرى إلى الريف والتوجه للفلاحين الفقراء لجذبهم إلى النضال الوطني الموحد .. وطرحت اللجنة في صحفها شعار : - الأرض لمن يفلحها –
الذي أسهم في توحيد الفلاحين الفقراء مع الحركة الوطنية المصرية ..
واتجه الماركسيون المصريون نحو الريف لطرح حلول شبه جذرية متقدمة للصراع الطبقي فيه ففي هذا العام أصدر المهندس صادق سعد كتاباً بعنوان ( حل مشكلة الريف المصري ) جاء فيه : إن ماّسي الحرب والمجاعات فتحت عيون الناس على بنياننا الإجتماعي و التفكير في الدواء ليس عن طريق بعض الإجراءات الإصلاحية , بل عن طريق لالإصلاح الجذري --** وطالب الكتاب التقدميون علناً بضرورة وضع قانون للإصلاح الزراعي وفي مقدمتهم : مريت غالي وراشد البراوي مترجم كتاب رأس المال لأول مرة إلى العربية على ما أذكر ..-
ولم يستطع قمع القصر والإحتلال البريطاني الصمود أمام وحدة الجماهير وإسقاط إتفاقية بيفن -- صدقي الإستعمارية ومعها إسقاط حكومة صدقي نفسها .. وقام الشيوعيون بدور ريادي تنظيمي خلال عامي 47 --48 وفيما يلي نماذج موجزة من مقررات وبيانات اللجنة القيادية للعمال والطلاب .
( الحكومة تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقراً . وثروة مصر الضخمة تحتكرها أقلية من الناس , ولا تبقي لغالبية الشعب , غير المرض والفقر والجهل ... معظم القوانين لمصلحة الرأسماليين .)
( على الطبقات الشعبية أن تقوم اليوم بالدور الرئيسي في الحركة الوطنية لأن الطبقات الحاكمة تتعاون مع الإستعمار ...
( إن سوء توزيع الثروة القومية يتطلب إعادة توزيع الأرض ومنحها للفلاحين الفقراء بشكل ملكيات صغيرة ثم إقامة نظام تعاوني .)
( لايتحرر الشرق بالإستجداء والمهادنة , لكن بالثورة والتمرد على الإستبداد .. في مصر ثورة تشق طريقها إلى الأمام كل يوم بل كل ساعة . )
هذه النماذج سجلها المناضل الشهيد شهدي عطية الشافعي في سفره الهام – تاريخ الحركة الوطنية المصرية ..- وكانت مسؤولية الشيوعيين المصريين الأولى في توحيد تنظيماتهم ودمج النظرية الثورية العلمية بالواقع الموضوعي للثورة المصرية ,, رغم توفر قيادة للطبقة العاملة ونقاباتها تنتظر البرنامج العملي الستراتيجي لقيادة ثورة مسلحة كانت ظروفها ناضجة لتحرير البلاد من الإحتلال وسلطة الإقطاع والرأسمال والإستيلاء على السلطة لإقامة سلطة الأكثرية الساحقة من الشعب بقيادة الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ... لكن هذا لم يحصل ..وكما يقول لينين كل حزب شيوعي لايضع نصب عينيه في برنامجه القضاء على ديكتاتورية رأس المال والإقطاع والإستيلاء على السلطة وبناء سلطة الطبقة العاملة التي تمثل الأكثرية الساحقة من الشعب يساوي صفر ..
وبملء الأسف فإن القيادات الشيوعية المتعددة في مصر لم تستطع تحقيق الوحدة التنظيمية ولو التقت في حركة التحرر الوطني الواحدة ( حدتو) في هذه المرحلة .. بعد سحق القيادة الثورية الأولى كما رأينا عام 1924 .. رغم توفر الظروف الموضوعية والطبقية للثورة المسلحة وغير المسلحة . لذلك ففقدان القيادة الموحدة وبرنامج العمل الثوري أدى دائماً لعدم بلوغ النضال والتضحيات الجسام خواتمها المأمولة والسعيدة أضرب على ذلك مثلاً :
العامل الميكانيكي الشيوعي السيد ( فؤاد إبراهيم الحبشي ) قاد مع رفاقه إضراباً واسعاً عن العمل في المطار العسكري في القاهرة عام 1946 شل حركة الطيران كلها وكان من الطيارين المؤيدين للإضراب صلاح سالم * . وكان أول إضراب في الجيش المصري , كما عرفت هذه المرحلة إضراب الشرطة المصرية إلى جانب موظفي الدولة مرات عديدة ..
وخلال عامي 1947 و 48 استطاعت قوى الجبهة الوطنية الديمقراطية ( حدتو ) تضميد جراحها والوقوف ثانية في ساحة النضال ضد الإحتلال والقصر , بفضل نضال القواعد الثورية للطبقة العاملة وسائر التنظيمات اليسارية ..
وبعد خيانة الأنظمة العربية بعد 15 أيار 1948 ومساهمة الجيوش النظامية بقيادة غلوب باشا والملك عبدالله ونوري السعيد وبقية الحكام التابعين للغرب بأشكال مختلفة .. في إقامة إسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية ومنع المقاومة الفلسطينية والعربية من البقاء في الساحة الفلسطينية
, أبعد المتطوعون المصريون كغيرهم من العرب عن ساحة المعركة وبرّرت خيانات النظام الرسمي المصري بقضية الأسلحة الفاسدة ,, وأضحى كل نظام يلقي مسؤولية الكارثة على غيره ..
أما على الصعيد الشعبي فتوضحت الحقيقة العلمية التالية : إن التناقض بين الشعب العربي وأنظمته اللا وطنية لم يعد تناقضاً ثانوياً , بل أضحى جزءاً لايتجزأ من التناقض الرئيسي مع النظام الرأسمالي الإستعماري ورأسه بريطانيا اّنذاك,,, ثم الولايات المتحدة منذ مؤتمر برمودا 1957 حتى اليوم بعد أن سلّم ماكملان البريطاني راية استعمار ونهب العالم إلى أيزنهاور ألأمريكي .
... تجلّت هذه الحقيقة الواقعية والعلمية في خيانة حزيران 1967 أكثر فأكثر تخللتها سنوات قليلة خرجت فيها الجماهير العربية خصوصاً في سورية ومصر على الطوق وانتقلت لمرحلة نضالية ناجحة في النظام البرلماني الديمقراطي لكنها كانت فترات قصيرة تكالب الجميع لإجهاضها بواسطة الدين السياسي حيناً والجزمة العسكرية حيناً شبه دائم أو بالوسيلتين معاً ,, وقد مر في الحلقات السابقة دور الإخوان المسلمين والمنظمات النازية في تخريب النضال الوطني الديمقراطي لن نعود إليها ...
ويمكن للقارئ الكريم مراجعة كتاب - الإخوان المسلمون في الميزان – تأليف أحمد حسين الذي صدر في ستينات القرن الماضي ..
في عام1950 حاول الإحتلال البريطاني والقصر إلهاء الشعب في الإنتخابات البرلمانية أملاً في إنهاء التمردات الشعبية المتواصلة , وشكلت حكومة – حسين سري باشا – للإشراف على الإنتخابات في 3 ك2 - 1950 .. نال الوفد في هذه الإنتخابات 40 % من أصوات الناخبين وحاز على 228 مفعداً في البرلمان تحت حراب الإحتلال والقمع ..
وبرز الوفد أكثر صفاقة برئاسة الإقطاعي الكبير _ فؤاد سراج الدين - .. كما أعلن النحاس التفاوض مع الإنكليز . ووقع إتفاقية النقطة الرابعة الأمريكية بتاريخ 15 أيار 1950 ,, وبقيت مكاتب النقطة الرابعة الإستعمارية في مصر ولبنان حتى الثمانينات ودخلت اليمن مع دخول القوات المصرية إليه **..
وأصدر النحاس قانون القمع المسمى ( قانون المشبوهين السياسيين ) لضرب الحركة الوطنية الديمقراطية ,, ومما قاله النحاس للإنكليز أثناء المفاوضات : ( علينا ألا ننسى أن أهم سلاح تستعمله الدعاية الشيوعية في مصر وفي كل البلاد التي يحتلها أجنبي , هو الإحتلال ونتائجه ..) *
وهذا ما أدركه الإستعمار الجديد الأمريكي منذ خطواته الأولى في منطقتنا ونهبه لثرواتنا وفي طليعتها النفط .. حيث سيطر على الوطن العربي بواسطة عملائه سواء كانوا جنرالات إغتصبوا السلطة بالدبابة والمدفع ورفعوا راية القومية والتقدمية ’ أو ملوك وأمراء يمولون مخططات أمريكا من خزائنهم , ولا يلجأ الإستعمار الجديد للإحتلال المباشر إلا في أقسى حالات الحاجة لرد متمرد على أوامره أو قمع ثورات الشعوب وحركات التحرر الوطني المسلحة في العالم الثالث على وجه الخصوص ....
بعد سقوط قيادة الوفد المصري في أحضان الإنكليز والأمريكان الذين دخلوا على الخط حديثاً وتعيين كيرميت روزفلت ممثل المخابرات المركزية في القاهرة ليشرف مباشرة على التطورات القادمة أمام الثورة المصرية المتصاعدة ..اشتد الصراع أكثر فأكثر ..
وفي هذا المناخ الموبوء إندفع اليسار الوفدي لحسم الموقف مع قيادته اليمينية المعادية للثورة الوطنية .. حيث أعلن إنضمامه علناً للحركة الوطنية الديمقراطية ... وأرغم النحاس و سراج الدين على التراجع والإنسحاب من المفاوضات مع الإنكليز ورفض توقيع الإتفاقية المصرية – البريطانية . وإتفاقية السودان مع بريطانيا ومصر التي تكرّس العبودية و الإحتلال .. تم ذلك مساء 8 ت 1- 1950-
......
وهكذا توحدت صفوف الحركة الوطنية الديمقراطية أكثر فأكثر وتفولذت على نار النضال الطبقي والوطني الديمقراطي و ,كانت حصيلة عام 1950 تسعاً وأربعين إضراباً عمالياً بالإضافة لإضرابات الطلاب .. كما تشكل إتحاد وطني لنساء مصر إنضم للحركة الوطنية الديمقراطية .. وأصدر هذا النهوض الوطني التقدمي الديمقراطي عدة صحف ومجلات كنا نتلقفها في سورية ولبنان بشغف وتضامن أهمها :
مجلة الكاتب الأسبوعية – مجلة الملايين الأسبوعية – صحيفة الناس اليومية – السلام اليومية في الإسكندرية – موازية لصحيفة السلام في دمشق في نفس الفترة تقريبأً ... كما بدأ نضال الحركة الفلاحية يتقدم ليرفد بشجاعة نضال العمال والطلاب في المدن وكان أبرزها في هذه المرحلة نضالات فلاحي " كنوز نجم , وبهوت ..
تعلم الإستعمار الأمريكي من فشل جده البريطاني في فرض الأحلاف والإحتلال المباشر على الشعوب المتمردة على الإستعمار في المنطقة والعالم حتى أضحى أعتى العملاء لايجرؤ دخول الأحلاف كحلف بغداد بإستثناء نوري السعيد وشاه إيران وحكام تركيا – مندريس – وباكستان العسكر بعد اغتيال علي بوتو ...وكان هذا الفشل الإستعماري في منطقتنا نتيجة النهوض العربي الذي كان الشعب بقياداته التقدمية في مصر و سورية رائده دوماً ..
لهذا لجأ الإستعمار الأمريكي الجديد لإلغاء عملية فرض الأحلاف العلنية , واستبدالها بسياسة شراء الحكام المحليين وإحداث إنقلابات عسكرية تلغي المجتمعات المدنية وتصادر الحريات العامة وتبني دويلات شمولية ديكتاتورية يسهل التعامل مع الفرد فيها , بعد إلباس كل طاغية فيها جلباب الوطنية والقومية والتقدمية , وحتى الإشتراكية وبالألوان والشعارات التي يحبها ,؟؟,, بعد تغييب أحرار الشعوب ومناضليها الديمقراطيين في السجون أو المقابر الجماعية ..
وحدد فيلسوف الأمبريالية الأمريكية ( جيمس برنهام ) يومها سياسة أسياده في كتابه الشهير ( في سبيل -أو لأجل السيطرة العالمية .) كما يلي :
( 1- يجب الإعتراف أن السلم ليس ولايمكن أن يكون هدف السياسة الأمريكية الخارجية .
2- يجب التخلي عن مبدأ تساوي الأمم , وعلى الولايات المتحدة أن تتقدم لزعامة العالم ..
3 – التخلي نهائياً عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأمم الأخرى .. هذا المبدأ الذي أضحى تعبيراً أجوفاً ..
4 – إن التدخل الأمريكي يجب أن يكون الوسيلة الطبيعية في السياسة العالمية وقضاياها الرئيسية ..
وهذا نسف من الجذور لمبادئ الرئيس الأمريكي ولسن في مؤتمر الصلح في باريس بعد الحرب العالمية الأولى التي كان الأمريكان يتغنوا بها .. **
....
في 26 أيار 1950 أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا البيان الثلاثي الشهير تحت ستار حماية دول الشرق الأوسط من الخطر الشيوعي وحماية إسرائيل ...تلاه. مشاريع إستعمارية عديدة توّجت في حلف بغداد .. وألغي النظام البرلماني المنتخب في سورية عدة مرات بواسطة إنقلابات عسكرية صنعت في لندن وواشنطن بتمويل سعودي كان أولها إنقلاب حسني الزعيم الذي صنعته المخابرات المركزية لمصلحة شركة النفط الأمريكية السعودية ( الأ رامكو - التابلاين ) وتمرير أنبوب نفطها من الظهران إلى الزهراني في جنوب لبنان مروراً بالأراضي السورية - بعد رفض الشارع الوطني الديمقراطي السوري هذا المشروع الذي يمس السيادة الوطنية ....^ *
ردت بريطانيا وشركة نفط العراق التحية بمثلها للكاوبوي الأمريكي وصنعت إنقلاب سامي الحناوي الذي ألغى إتفاقية النفط الأمريكية .. وكاد يجر سورية إلى إتحاد مع العراق تحت التاج البريطاني ونزل نوري السعيد بطائرته الخاصة في مطار المزة بدمشق ... لكن قبل يوم واحد من التنفيذ نفذ الأمريكان الإنقلاب الثالث بواسطة أديب الشيشكلي ليكمل صفقة التابلاين ويقبض الجعالة من السعودية بعد إنقلابه الثاني وإلغائه البرلمان وتنصيب نفسه رئيساً للجمهورية وكنا طليعة المتصدين لهذا التكالب الإستعماري بشتى وسائل النضال وتعرض جيلنا وحزبنا لشتى أنواع العذابات والسجون وأقبية التعذيب من سجن القلعة إلى سجن المزة إلى سجن تدمر مع سائر الوطنيين الديمقراطيين بل طليعتهم ....استمر ذلك الوضع المتدهور حتى 25 شباط 1954 يوم عجم الوطنيون الديمقراطيون عودهم في صفوف الشعب والجيش لإسقاط الديكتاتور والمشاريع الإستعمارية ,, وبدأناها من إنتفاضة جامعة دمشق قبل إنتفاضة وتمرد حلب بأسبوع , ونحن استقبلنا أول دبابة إنضمت للشعب من قطنا أمام مبنى الإذاعة السورية التي كانت يومها بجانب القصر العدلي نزل قائدها من برجها . وهو يهتف يحيا الشعب كان ملازماً فقط ( ص - س ..؟ ) رفعناه غلى أكتافنا أذكره لأنه لايزال حياً أطال الله عمره .. كان ذلك.. صبيحة 25 شباط بعد ساعات فقط من إطلاق دبابات الشيشكلي القادمة من القابون الرصاص علينا وانسحبت بسرعة .... هذه حقائق يعرفها جميع الشرفاء ..رغم أن الرجعيين ومعهم البعثيون مع الأسف حاولوا إبعادنا عن مؤتمر حمص الذي عقد في دار هاشم الأتاسي ..لإسقاط الشيشكلي في صيف 1953 .. كما يفعل اليوم الكثير من تجار المعارضة ودكاكينها المهترئة مع المناضلين الشرفاء في الداخل والخارج ولكن دون جدوى . خصوصاً منهم أصحاب القصور العقلي والنرجسية المفرطة الذين ينطبق عليهم المثل الروسي القائل : إختلفوا على إقتسام جلد الدب قبل إصطياده ...؟
....
كل ماتقدم لم ينساه دهاقنة الإستعمار القديم والجديد كما لم ينساه صهاينة تل أبيب .. لهذا بدأ دالس مهندس سياسة الإستعمار الجديد بفتش عن البدلاء في مصر وسورية لإجهاض النهوض الجماهيري والوحدة الوطنية الديمقراطية والتفاف الجماهير الشعبية حولها لبناء وترسيخ النظام الجمهوري البرلماني الديمقراطي والحريات العامة الذي طرحته ثورة العمال والطلاب والفلاحين وصغار الضباط والجنود والبورجوازية الوطنية في مصر حتى عام 1954 ... ولم تطرح غير الإحتكام لصناديق الإقتراع رغم أن السلطة كانت في متتناولها لو أرادت ...حتى اعتقالات عام 1954 المخزية كما سيأتي ...
وهذا ماحدث في سورية تماماً باغتيال النظام الجمهوري الديمقراطي والوحدة الوطنية الديمقراطية والمقاومة الوطنية ومصادرة الحريات العامة وأبسط حقوق الإنسان ,, وتصفية القوى الوطنية الديمقراطية في الجيش والشعب لحساب ديكتاتورية فرد فاشية في دولة شمولية تحت شعار وحدة إرتجالية وأجهزة قمع وإرهاب بقيادة السفاح السراج والمفوض السامي المشير عامر .. صنعت موتها بأيديها وحطمت وشوهت حلم الوحدة العربية الجميل ..
ثم تحول إغتصاب السلطة من الشعب بالدبابة والمدفع والقمع وترسيخ النظام الشمولي بعد الثامن من اّذار 63 إلى نظام مافيا طائفية . ألغى الدولة ومؤسساتها كما ألغى المجتمع المدني وصادر كل شيء فوق الأرض وتحتها في نظام رق حقيقي في القرن الحادي والعشرين .. ساهم المحرفون السوفييت يداً بيد مع شركائهم الأمريكان بتوطيده عام 1970 وتولت إسرائيل حمايته حتى اليوم لأنها لن تجد أفضل منه يحمي حدودها في الجولان المحتل منذ أربعة عقود ونيف ... يتبع – لاهاي - 15 / 11 / 09
.............................
المصادرالرئيسية :
- مواقف حاسمة في تاريخ القومية العربية - محمد صبيح -= 115--
- تاريخ الحركة الوطنية في مصر – شهدي عطية الشافعي - 96 وما بعدها
- مقابلة خاصة مع أحد قادة حركة التحرر الوطني الديمقراطية ( حدتو) الذي قاد النضال عامي 1950 – حتى تموز 1952 الصديق العزيز صبحي زغلول – أبو خالد – في بغداد في التسعينات
- ...الصراع الطبقي في مصر - محمود حسين --97
- الناصرية في جملة الإستعمار الحديث - الفريق عفيف البزري 158 وما بعدها
- مجلة الطريق اللبنانية العدد ان : 7 و 8 لعام 1950 ص 173
- صحيفة الناس المصرية العدد 7 – حزيران 1951
- لأجل السيطرة العالمية – جيمس برنهام 51
- الكاتب المصرية عدد تموز 1950 – 34
- صحيفة السلام الدمشقية الأسبوعية – حزيران 1950
- مصر مجتمع جديد يبنيه العسكريون - أنور عبد الملك
- لعبة الأمم – مايلز كوبلاند ...
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟