أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - شيء ضاع مني














المزيد.....

شيء ضاع مني


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 859 - 2004 / 6 / 9 - 04:41
المحور: الادب والفن
    


شيءٌ ضاع منِّي ( إلى قاسم حدَّاد )

ضجرت من الكتابة عن الشعر
ـــــــــــــــــــ
بل ربما ضجرت من كتابة الشعر نفسه، من الشعر نفسه. وإذا كنت ما أزال أكتب، فأنا أكتب بكسل، بضجر، وبنزق. كان لا بد لي أن أصل إلى هذا الشعور لأسباب كثيرة، أهمها أني وجدت نفسي، كلما طلب مني أن أقول شيئاً عن شعري، أحاول، في كلِّ مرَّة، أن لا أكرر ما قلته في المرّة السابقة، الأمر الذي رحت أكرره منذ30 سنة فأقوم ببعض التغييرات الطفيفة هنا وهناك وأضيف بعض الأفكار الطارئة هنا وهناك، أو ربما عن قصد أقلبها رأساً على عقب ثم أعود وأقلبها عقباً على رأس، حتى بت أشعر بنفسي كحاوٍ سئم ألعابه وحيله و...حياته ... يكفي .
يوماً لم أشعر هكذا... أشعر بأنه لدي الكثير لأكتبه، واشعر بأني أستطيع أن اجلس وأكتب ما لا نهاية له، فأجلس وأكتب شيئاً لأتأكد من حقيقة مشاعري، وكالعادة يرضيني ولا يرضيني ما كتبت، ولكن يتأكد لي أنه، حقيقةً، ليس لدي أدنى رغبة بالاستمرار في فعل أي شيء كهذا! ربما لأني أستطيع أن اكتب متى أشاء وما أشاء وبقدر ما أشاء ... لا أكتب. ربما لأني لا أجد معنى في أن أراكم المزيد من شعري، المزيد من صوري، المزيد من هرائي، ماذا ينفعني ماذا ينفع الآخرين المزيد من هذه الأشياء، المزيد من ذات هذه الأشياء... منذ سنتين، صممت على أعداد كل قصائدي حسب مجموعات شعرية أزمع إصدارها. فجلست أبيض قصائد قديمة، أنا شاعر مؤجل، كان البعض يصفني، وإذ بي أقوم بكتابة قصائد جديدة كان يجب أن أكتبها أيام كتابتي تلك القصائد القديمة التي أبيضها. خلال هاتين السنتين كتبت وأنا أعدُّ للنشر قصائدي في سنوات السبعينات والثمانينات، ما يقارب ربع عددها!! وهذا ليس قليلاً بالنسبة لحجم ذلك الركام الذي كتبت. في ( كن رقيقي ) أضفت قسمين كاملين على المجموعة، و كذلك في ( داكن ) بعد تشذيبه، وفي ( بولونيزات ) أيضاً حوَّلت كل دفتر مذكراتي في وارسو إلى قصائد، أمّا ( دعوة خاصة للجميع ) فنتيجة أني وجدتها لا تكفي لوحدها لتكون مجموعةً بالحجم المعتاد لمجموعاتي، فقد قمت بكتابة ما زاد عن مجموعةٍ شعريةٍ كاملةٍ لتطبع معها ككتابٍ يحتوي مجموعتين شعريتين مختلفتين، يستطيع المرء البدء بقراءته من أيّ غلافيه. عاكساً في المجموعة الثانية العنوان ليكون عنوانها ( دعوة عامة لشخص واحد ) وهي قصائد كتبت كل منها مستخدماً سطوراً ومقاطع للشاعر الذي يرد اسمه معي تحت عنوانها، حيث سيكتب اسم مؤلف المجموعة ( منذر مصري وشركاه ). أشياء كهذه، غريبة، أشبه بالهرطقات الشعرية تعطني دافعاً للكتابة. دافعاً يذكرني بدوافعي القديمة الأولى، التي كنت قادراً بها على فعل أي شيء.

المكان الذي أحيا به لم يبرح مكانه
ــــــــــــــــــــــ
لم يحرك ساكناً، لم يذهب إلى مكانٍ آخر. إذن ربما الوقت، ربما الوقت الذي أجد نفسي، والذي لا أجد نفسي، ضائعاً فيه، هو السبب. ولأني لا أستطيع الادِّعاء، لا أستطيع الاتِّهام، بأنه الوقت العام، الوقت الذي يصنعه الآخرون حولي، بثباته وعدم تغيره، أقصد عدم تغير أي شيء في تغيره، فليس لي أن أتكلم، ولا أن ألقي اللوم، إلا على وقتي الخاص، الذي كثيراً ما سمعت نفسي وسمعني الآخرون، في القصائد، وفي اللقاءات، وفي المحاور عن شعر السبعينات، أو الشعر السوري، التي من حين لآخر يقوم بها بعضهم، أقول إني لا أحيا بوقت آخر سواه، والذي بات مثله
مثل شعري الخاص، فلطالما كان الاثنان شيئاً واحداً... لا أستطيع أن أتكلم ، ليس لدي الروح لأن أتكلم، عن أيِّ شيءٍ... عنه.

يشيءٌ ضاع منِّي
ــــــــــــــ
لا أدري متى... ولا أدري أين... و لا أدري حتّى ما هو، ولكني أشعر، بأني، لا أستطيع كتابة الشعر، وربما... لا أستطيع الحياة بدونه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللاذقية 27/5/2004



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُذراً محمود دَرويش: ليس بِمُكنسة بل بِمِكنَسَة
- القَصيدة المحرَّمَة - 4 من 4 )
- القَصيدة المُحرَّمة - 3 من 4
- القصيدة المُحرَّمة - 2 من 4
- القصيدةُ المُحَرَّمَة : ( 1 من 4 ) ـ
- السِّيرك
- السِّيرة الضَّاحِكة للموت
- سوريا ليست مستعدةً بعد لأحمد عائشة
- ردٌّ على ردٍّ عمومى على رسالة خصوصية 3 من 2
- ردّ عمومي على رسالة شخصية 2 من 2
- ردّ عمومي على رسالة شخصية 1 من 2
- طراطيش حول الشراكة الأوروبية السورية
- أنا وهمنجويه ودانتي والمِقص
- قَصيدةٌ واحِدَةٌ كَتَبها محَمَّد سَيدِة عنِّي مُقابل10قَصائد ...
- مَاذا جِئتَ تَأخُذ ؟
- مكانة الشعر العربي الحديث والنموذج والانقراض
- القَصيدةُ المَجنونة ( 3 من 3) : المقاطع -11 إلى الأخير
- القَصيدَةُ المَجنونَة ( 2من 3) : الفِهرِس والمقاطِع ( 1إلى 1 ...
- القَصيدة المَجنونة (1 من 3) المقدمة
- خبر عاجل... شعبان عبود : أنا خائف


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - شيء ضاع مني