|
ديمقراطية الكبار !!
حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 14:49
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
يستغرب المرء عندما يسمع من بعض السياسيين العراقيين ، مصطلحات ومفاهيم تدخل لأول مرة في القاموس السياسي العراقي ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( الأحزاب الكبيرة والأحزاب الصغيرة ) ومن هنا يطرح السؤال ، من يحدد كبير الأحزاب وصغيرها؟ وماهي الإسس والمعايير التي تم الإعتماد عليها في تحديد ذلك ؟ وأية مرجعية سياسية صنفت الأحزاب والقوى السياسية والإجتماعية مثلما تريد .
إن هذه المسميات ، ماهي إلا عملية إرتداد واضحة ومكشوفة عن بدايات التحول الديمقراطي الجارية في العراق من قبل الكتل الكبيرة كما تسمي نفسها ، متناسية بأنها لا يمكن أن تصبح بهذا الحجم ، لولا تكتلها مع العشرات من الأحزاب والقوى والمنظمات والشخصيات السياسية والدينية والإجتماعية لتطلق بعد ذلك على نفسها بالكتلة الكبيرة ! .
الديمقراطية الحقيقية تتعارض تماما مع هذه التوجهات الإلتفافية على بعض فقرات قانون الإنتخابات ، التي جعلت من ملايين المنافي والمهجر وكأنهم من الدرجة الثانية من الشعب العراقي عندما سيحصلون على أقل من 8 مقاعد في مجلس النواب القادم ، فهل أن عراقيي المهجر أصبحوا من ( الأحزاب الصغيرة ) أيضا ؟ .
الحركات السياسية والإجتماعية في العراق وغيره من البلدان ، لايقاس حجمها ودورها وفعاليتها في المجتمع من خلال عدد منتسبيها فقط ، لكي تصبح في خانة الكبار، بل أن هناك أحزابا كبيرة في النضال والعمل والنزاهة والتاريخ المشرف الذي لا يتجزأ عن تاريخ العراق الحديث ، ولكن تسمى اليوم بالأحزاب الصغيرة كما يحلو للبعض ، والذي يريد بذلك تحجيمها وتجاوزها وإقصائها من الساحة السياسية العراقية .
لكن ديمقراطية الكبار التي تريد إلغاء الآخرين ، سوف ترتد على صانعيها من الكبار بالمزيد من الصراعات والخلافات على السلطة والنفوذ والمال ، وتتحول المسميات من الكبير والصغير الى مرحلة الكبير والأكبر من الأحزاب ، وهنا تبدأ معركة الإلغاء الحاسمة فيما بينهم ، لأن من يريد إلغاء الآخر اليوم ، فأنه سيلغى غدا ، حتى الوصول الى زمن الحزب الواحد والحاكم الواحد ، وهذا ماتطمح له بعض الزعامات في العراق .
هذه هي ديمقراطية الكبار !! [email protected]
يستغرب المرء عندما يسمع من بعض السياسيين العراقيين ، مصطلحات ومفاهيم تدخل لأول مرة في القاموس السياسي العراقي ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( الأحزاب الكبيرة والأحزاب الصغيرة ) ومن هنا يطرح السؤال ، من يحدد كبير الأحزاب وصغيرها؟ وماهي الإسس والمعايير التي تم الإعتماد عليها في تحديد ذلك ؟ وأية مرجعية سياسية صنفت الأحزاب والقوى السياسية والإجتماعية مثلما تريد .
إن هذه المسميات ، ماهي إلا عملية إرتداد واضحة ومكشوفة عن بدايات التحول الديمقراطي الجارية في العراق من قبل الكتل الكبيرة كما تسمي نفسها ، متناسية بأنها لا يمكن أن تصبح بهذا الحجم ، لولا تكتلها مع العشرات من الأحزاب والقوى والمنظمات والشخصيات السياسية والدينية والإجتماعية لتطلق بعد ذلك على نفسها بالكتلة الكبيرة ! .
الديمقراطية الحقيقية تتعارض تماما مع هذه التوجهات الإلتفافية على بعض فقرات قانون الإنتخابات ، التي جعلت من ملايين المنافي والمهجر وكأنهم من الدرجة الثانية من الشعب العراقي عندما سيحصلون على أقل من 8 مقاعد في مجلس النواب القادم ، فهل أن عراقيي المهجر أصبحوا من ( الأحزاب الصغيرة ) أيضا ؟ .
الحركات السياسية والإجتماعية في العراق وغيره من البلدان ، لايقاس حجمها ودورها وفعاليتها في المجتمع من خلال عدد منتسبيها فقط ، لكي تصبح في خانة الكبار، بل أن هناك أحزابا كبيرة في النضال والعمل والنزاهة والتاريخ المشرف الذي لا يتجزأ عن تاريخ العراق الحديث ، ولكن تسمى اليوم بالأحزاب الصغيرة كما يحلو للبعض ، والذي يريد بذلك تحجيمها وتجاوزها وإقصائها من الساحة السياسية العراقية .
لكن ديمقراطية الكبار التي تريد إلغاء الآخرين ، سوف ترتد على صانعيها من الكبار بالمزيد من الصراعات والخلافات على السلطة والنفوذ والمال ، وتتحول المسميات من الكبير والصغير الى مرحلة الكبير والأكبر من الأحزاب ، وهنا تبدأ معركة الإلغاء الحاسمة فيما بينهم ، لأن من يريد إلغاء الآخر اليوم ، فأنه سيلغى غدا ، حتى الوصول الى زمن الحزب الواحد والحاكم الواحد ، وهذا ماتطمح له بعض الزعامات في العراق .
هذه هي ديمقراطية الكبار !!
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله أكبر
-
علي كيمياوي والإعدام المؤجل !!
-
إنتهاكات صارخة بحق أصحاب الكلمة والقلم
-
تحية حب لحزب النضال والعمل والأمل
-
صوتوا للشيوعيين العراقيين وإختبروهم
-
فوانيس الشاعر كامل الركابي
-
الجهلة تخيفهم المعرفة
-
ما أكثر الأحزاب حين تعدها ، ولكنها ...!
-
بعد خمس سنوات والعراق خراب
-
أجمل تحية للشيوعيين العراقيين في عيدهم
-
( الشيطان الأكبر ) يحمي الرئيس الإيراني
-
يقتلون حتى الطيور
-
أزمة فكرية
-
علينا أن لا نسكت
-
كل عام وفقراء العالم بخير
-
زمن الشعارات .. زمن الهزائم
-
البصرة تذبح أمام الجميع
-
الحوار المتمدن والتجدد الدائم
-
أمريكا تتدخل حتى في القضاء العراقي !
-
ممنوع دخول وسائل الإعلام الى قاعة مجلس النواب
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
|