عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 02:03
المحور:
الادب والفن
كل صباح ، رغم كآبتكَ ، وأمطار غيوم مزاجك المتقلب ، أراكَ تمسحُ الضبابَ عن زجاج خواطركَ متجها لتفتحَ النافذة : تنفخُ الغبارَ عن الزقورة ، ثم تدخنُ سيجارة ، تغزلُ من دخانها شوارع مفتوحة على البرية ، أو ترسم ، بين قصب أفكاركَ ، مشحوفا مطليا بدموع الثورات التي خذلتْ أبنائها ، لتخترق الهور بجنونكَ الذي لم يصادف الجنونُ مثله .
لستَ جلجامش عائدا بخيبته ، ولا يولسيس ناجيا بمعونة الألهة : رحلتكَ لم تنته بعد ، ، لأنكَ آمنتَ ، مبكرا ، أن الموت ، أن الحياة ، أن التاريخ ، أن الألم ، أن الأشياء .. ليست على ما يرام ، حتى وصلتَ الأبدية بأقدام شكـّكَ الحار .
ذات يوم سيصنعون تمثالا للمسافات التي قطعها حذائكَ المتهريء .
ذات يوم سيصوغون موسيقى من براءة ضحكتكَ على الملوك والتيجان .
ذات يوم سيطلقون سراح أرواحهم ورائكَ ، ليتدربوا على أخلاق المطر .
لا اخالكَ الا شامتا بالأولين والآخرين : لا أنهار من لبن وخمر تخوضُ فيهن حتى ركبتيكَ ، كما كنتَ تفعلُ عند ضفاف الفرات ، و لا حوريات تفضُّ أبكارهن : لم تمتهن الجوعَ من أجل هذا ، ولم تشرب كأس السم من أجل ذاك ، هكذا اجتزتَ جنة هؤلاء واؤلئك ، منطلقا صوب جحيمكَ الرائع .
أتخيلكَ ترفعُ راية ممزقة ، هي روحكَ ، حيث صبايا سومريات من اور يفخرن غرين جسدكَ الناحل على هيئة مزهرية ، ولا تتوقف ، طامحا بالأعذب : أن لا تندبَ حظكَ العاثر شاكيا عند نافذة حمورابي ، بل أن تمشي بسيطا ، مثل اوركاجينا ، بلا جـسدكَ ، في المقابر الملكية ، مغنيا بلهجـة الشمس : هيا بنا نشرق ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟