قيس مجيد المولى
الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 00:55
المحور:
الادب والفن
وقفت في المجال الترابي كي أقترب أكثر من البحر وكلما أقترب من حافاته الأمامية لا ألمح ذلك العمق الذي أريد، لذلك كان لابد أن أحدق باللسان الصخري الذي يمتد إلى أعماق ما في تلك المياه التي تلوح زرقتها العميقة من بعيد ،
إتخذت طريقي إليه ووصلت بلدية الضعائن وقرأت تعريفها الذي خط على لوحة خضراء ( للعناية بالحدائق ولدفن الموتى ) ،
توقفت وسألت (محمود ) صاحب متجر الدانة عن الطريق الذي سيؤدي بي إلى مطلبي ودلني
ولكني سرعان ماعدت إليه وأشتريت قلما باعني قلم َجاف وأعطاني للكتابة أغلفة سكائر (أل.. أم )
وقد جاءتني الفكرة توا لأن النوارس التي شاهدتها وهي على ذلك البعد كانت تغني لذلك اللسان ولاأدري من طلب منها تلك الأغاني وكيف قدرت حاجة ذلك المكان لمختاراتها وكيف جعل غناءها المراكب تستجيب ، وماهي إلا دقائق وأنا أكتب على سطح سيارتي حتى جاءت طيورٌ أخرى وزقزقت فوق رأسي ، قلت لماذا تعزف لي موسيقى ولاتغني
ودمدمت : يبدو أني أخلو من مكانا حتى فراغي فراغا مجهولا لديهن ،
مضيت أعد أعمدة الضوء ثم الشجيرات ثم نوافذ المنارة التي بالكاد لمحت طرفها الأخر ،
وعلى هذا الحال عبرت قبلي سيارات كثيرة تدخل أبوابا لمستودعاتٍ وبيوتاً ،
بينما إنعكس الضوء على أفكاري التي بدأت تطرق أبواب بغداد حين شاهدت ليلة الأمس ومن خلال التلفاز شوارعها وقد إمتلأت بالأمطار ،،
وأنا ب(نصف ردن ) وب (شورت )والحر يلسعني من جهاتي الأربع ،
مر نيبالي ومعه نيبالي أخر
سألتهما :
هل المكان جميل
زفرا كسمكتي حوت
وفهمت
تذكرا جمال بلادهما
مرت سيارة حوضية (الماء صالح للشرب )ولم تتهيد أمام المسافة (50 )كيلومترا هي أيضا تذكرت جمال وعطش نباتاتها الصغيرة اللواتي بالإنتظار ،،
ومر إثنان أخران وناديت عليهما
من أين أنتم قالوا : بلاد
قلت: نعم بلاد
- من الهند
سألتهما أيضا
- هل المكان جميل
وزفرا كسمكتي حوت
وفهمت تذكرا جمال بلادهما
مر أخرون
وجوههم تحمل جنسيات أخرى
لم أجد أي مبرر من طرح تلك الأسئلة
على أخرين
فإن كات هولاء بالمصادفة يتذكرون جمال بلدانهم
فأن خيالي في كل لحظة
يتذكر
جمال بغداد
[email protected]
#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟