|
نرفض تدخل رجال الدين بالسياسة
نصر القوصى
الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 22:30
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ما نقبله وما نرفضه فى حديث الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة و15مايو أولا - لا بد أن أنوه بالآتى بأن الدكتور مفيد شهاب رئيس مجلسى الشعب والشورى عقدا مؤتمرا صحفيا أذاعه التليفزيون المصرى أنكر فيه كل ما قاله نيافة الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة بشأن نسبة ال20% من الأقباط داخل مجلس الشعب كما أنكر قول الأنبا بسنتى بأن الأنتخابات سوف تتم بطريق القائمة النسبية ليتأكد الجميع من صد ق رؤيتنا بالمطالبة بأبعاد رجال الدين عن السياسة فما هو الموقف الأن رئيس مجلس الشعب والشورى يكذب الأنبا بسنتى بالرغم من علمنا بأن الأنبا بسنتى لا يكذب ولكن أبسط كلمة سوف تقال له وما دليلك على صدق روايتكم هذه لذا نكرر طلبا بأبتعاد رجال الدين عن السياسة فالروحانيات شيىء ثابت وليس بها تلاعب بالآلفاظ أم السياسة كما ترون كلام فى العلن وكلام فى الخفاء ثانيا نؤيد نيافة الأنبا بسنتى فى مطلبه الخاصة بقانون دور العبادة الموحد دون النظر بأن يكون مسيحى مصر 15 مليون أو 10 مليون ولا حتى مليون واحد فأن قانون دور العبادة الموحد حق أصيل للشعب المصرى مؤكدين بأننا سوف نظل نطالب بهذا المطلب حتى يتحقق ثالثا نرفض التمييز الذى يحدث بين أبناء الوطن الواحد نهائيا مع فتح كافة الوظائف لجميع المصريين والبقاء للأصلح رابعا ولكننا نرفض كلام الأنبا بسنتى بخصوص رئيس مصر القادم فنرفض مقولة اللى تعرفه أحسن من اللى متعرفهوش فهذه المقولة لا تتماشى مع الأدعاء المستمر بأن مصر دولة مؤسسات كما نرفض تأييدك وأنت قيادة دينية لها ثقلها للسيد جمال مبارك قبل حتى أنتهاء فترة الرئاسة الحالية ونرفض تبريرك لكلام قداسة البابا فى هذا الشأن فأنتم تحسمون معركة الأنتخابات الرئاسية مبكرا دون حتى أن تروا من هم المنافسين القادميين فنحن لا نرفض نزول السيد جمال مبارك ولكن أردنا أن يصمت رجال الدين فى هذ الشأن على وجه التحديد ليقولوا كلمتهم داخل صناديق الأنتخابات فمصر دولة مليئة بالكفاءات القادرة على أدارة شئون هذه الدولة خامسا أما بخصوص تعديل لائحة أنتخاب البطرك فهذه الجزئية سوف نترك التيار العلمانى والمهتمين بالشأن الكنسى للرد عليها واليكم نص الحوار الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة يكشف لـ «المصرى اليوم»: مفيد شهاب وعدنى بأن تكون الانتخابات المقبلة بنظام القائمة.. وأن يحصل الأقباط على ٢٠٪ من مقاعد البرلمان نقلا عن صحف ومواقع الأنبا بسنتى يتحدث إلى «المصرى اليوم» تصاعدت حدة التوتر بين المسلمين والمسيحيين فى الشارع المصرى، اعترفنا أم لم نعترف.. لكن المياه لم تعد، كما كانت، إلى مجاريها من قبل، فهناك غضب وتحفز واستنفار، البعض أرجعه إلى أن الحالة الاقتصادية التى يعيشها المصريون، جعلت الجميع فى حالة رفض للآخر، وآخرون قالوا إن السبب هو «تمييز الحكومة واستمراؤها لحقوق المسيحيين بعدم قبولهم فى المؤسسات والأجهزة الأمنية المهمة فى الدولة وكأنها تخونهم وهم شركاء الوطن فى الحلو والمر».. وآخرون يؤكدون أن موجة التطرف التى اجتاحت الكنيسة والأزهر هى السبب.. ولكن ظهور عشرات المدونات المسيحية التى تقول إن مصر ليست عربية وأصل المصريين مسيحيون وأن الإسلام دخلها غازيا آسرا للرجال، سابيا للنساء، وناهبا للغنائم.. وفى المقابل متطرفون مسلمون يكفرون المسيحيين على شبكات الإنترنت ليل نهار، كان الدافع لقيام «المصرى اليوم» بالتحاور مع أحد أبناء ورموز الكنيسة، وهو الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة والتبين و١٥ مايو، الذى كشف عن أن د. مفيد شهاب وعده أن يحصل الأقباط على ٢٠٪ من مقاعد البرلمان فى الانتخابات المقبلة التى ستكون بنظام القائمة. ■ البعض يؤكد تصاعد التوتر فى الشارع المصرى بين المسلمين والمسيحيين.. فما الذى جد فى الأمر؟ - المشكلة أن هناك من المسلمين من يربط بين مسيحيى الشرق والغرب. فأيام الحروب الصليبية، وأنا أحب أن أسميها حروب الفرنجة، عندما أغاروا على مصر والشرق الأوسط، كان موقف مسيحيى مصر الانضمام إلى صفوف الجيش المصرى مع المسلمين فى وجه العدو الغربى، وقد قدم صلاح الدين الأيوبى للمسيحيين ديراً سمته الكنيسة دير السلطان، لأنه كان هدية من صلاح الدين الأيوبى بعد انتصاره على العدو الغربى الذى رفع الصليب رمز الحب، وجعله رمزاً للحرب. ■ أنت تتحدث عن الماضى.. وأنا أسألك ما الذى تغير الآن فى العلاقة؟ - أنا أحدثك عن الماضى لأربط بينه وبين الحاضر، فالبعض مازال يربط بيننا وبين بعض الحركات الاستعمارية التى تنال من الشرق الأوسط. ■ماذا تقصد؟ - أليست حرب أمريكا على العراق حرباً استعمارية، وما يفعله الاسرائيليون فى فلسطين استعماراً. ■ لكن لا أعتقد أن مسلمى مصر يربطون هذا الربط، فهم يعرفون أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أعداء لمسيحيى مصر كما هما أعداء للمسلمين؟ - الحب هو الذى يجمعنا بالمسلمين فأنا أصدقائى المسلمين منذ أن كنت طفلاً لم يتغيروا، وها أنا فى الثامنة والستين من العمر وصداقتنا لم تتغير، كما أن أى مشاكل تواجه المنطقة التى أنا مسؤول عنها يتم حلها بمشاركة المسلمين والمسيحيين.. ولا تنسى أننا أصبحنا ننتظر بفارغ الصبر والحب قدوم شهر رمضان لدعوة شيخ الأزهر وبعض الرموز الإسلامية لهذا اليوم الجميل الذى يجمعنا. ■ وبماذا إذن تفسر أحداث الكشح والإسكندرية وأحداث المنيا وقنا وغيرها؟ - المشكلة الحقيقية فى كل هذه الأحداث، تعود إلى سبب واحد وهو أزمة بناء الكنائس فى مصر، والتى كانت سببا فى أن يشعر المسيحى بأنه مطلوب منه كل واجبات المسلم وليس له كل حقوقه.. فأى جامع يبنى بسهولة لكن أى كنيسة فى حاجة إلى تصاريح كثيرة وصبر لسنوات طويلة وإن تم إعطاء التصاريح يتعطل البناء لأسباب أخرى. ■ ولكن بعض المسؤولين يقولون إن الكنائس فى مصر عددها يكفى كنسبة وتناسب مع عدد المسيحيين؟ - عدد المسيحيين ليس قليلاً، وأنا لدى مرجعان فى هذا الأمر، مرجع مصرى وآخر أجنبى، الأول هو سيد مرعى رئيس مجلس الشعب فى السبعينيات، وكنا وقتها فى أستراليا وقال له أحد زملائنا إن عدد المسيحيين فى مصر١٢ مليوناً فى عام ٧٧ فقال له سيد مرعى لا، أنتم فقط ٦ ملايين، فى نفس العام كان البابا شنودة فى الولايات المتحدة يقابل الرئيس جيمى كارتر الذى قال لقداسة البابا أنا أعلم أنك رئيس دينى لـ ٧ ملايين قبطى يعيشون فى مصر، وما أقصده هنا أنه حتى لو كان العدد ٦ أو ٧ ملايين فبالمتوسط الحسابى نكون ٦.٥ من حوالى ٤٠ مليون مصرى آنذاك عام ٧٧، الآن وقد تضاعف عدد المصريين ووصل إلى ٨٠ مليوناً، فهل يمكن القول إن المسيحيين مازالوا على عددهم أم أن المسيحيين لا يتكاثرون؟! هذا يعنى أننى يفترض أن أكون الآن ١٣ مليوناً بل وربما ليس أقل من ١٥ مليوناً، وليس أقل من ١٠ ملايين كما يدعون، وقد أعجبنى الدكتور مصطفى الفقى عندما قال لو افترضنا أنهم حتى ١٠ ملايين أو ١٠ % من عدد السكان فهذا يعنى أنه أمام كل ١٠٠ جامع يجب أن تبنى ١٠ كنائس، على أن توجد مجموعة من القواعد توضع أثناء البناء، حتى لو ترك الأمر مفتوحا، لا المسلم لديه مال يبنى جوامع أكثر من احتياجه ولا المسيحى كذلك. ■ وهل عدد الكنائس الحالى غير كاف؟ - طبعا غير كاف على الإطلاق، فحينما ننظر إلى أى يوم جمعة سنجد الناس على بعضها مثل النمل فى الكنائس.. وأضطر أحيانا لأن أصلى ثلاثة قداسات فى اليوم الواحد فى أوقات مختلفة لاستيعاب جميع الأعداد. ■ هل تعتقد أن الخلاف بين الكنيسة والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء حول عدد المسيحيين يجعلنا نقول إن عدد المسيحيين الحقيقى أصبح أمناً قومياً؟ - أعتقد أن الأمن القومى فى مصر يترسخ بالاستقرار والوضوح والشفافية وليس بإخفاء الرقم الحقيقى.. وحتى يتحقق الاستقرار وتهدأ المناوشات كل ما نطالب به هو قانون موحد لبناء دور العبادة. ■ ولماذا يتم تعطيل مناقشة هذا القانون؟ - لا أعرف فهو الآن فى مكاتب المسؤولين ولم يعرض للمناقشة. ■ هل طلب من الكنيسة تعديل لأى بند فى القانون لتمريره؟ - لا. ■ هل الاعتراض على مبدأ القانون نفسه؟ - نعم. ■ هل وضعت فى القانون النسب التى تريد على أساسها بناء الكنائس؟ - لا.. ولا أستطيع الحديث عن نسب لأنها متغيرة ومتفاوتة من مكان إلى آخر، ثم من الممكن تحديد نسبة فى مكان معين ثم يزيد عدد السكان فيه. ■ ترك المسألة أيضا هكذا بشكل مفتوح قد يقلق الطرف الآخر.. فإذا تمت الموافقة على تمرير القانون من الممكن أن تبنى ١٠ كنائس فى شارع واحد؟ - لا فلن نبنى أكثر من الاحتياج. ■ ومن يحدد هذا الاحتياج؟ - المسؤولون من رجال الدين. ■ على أى حال ترك المسألة هكذا مفتوحة ربما يثير تشكك الآخر.. كما أنه يعنى ضمنيا رغبة فى التساوى فى أعداد الكنائس وليس فقط فى تصاريح البناء؟ - لم نطمع أبداً فى أن نبنى كنائس بعدد الجوامع تماما، كما لا نستطيع أن نقول إن رئيس الجمهورية مسيحى فى مصر فلو وصلنا فقط إلى واحد على عشرة من عدد الجوامع سنقول رضا والحمد لله. ثم صدقينى الشروط والقيود كلها توضع فى جانب واحد، وأحكى لك قصة دكتور مسيحى أخذ تصريحاً ببناء عيادة وهو فى الواقع كان يبنى كنيسة ورغم أنه تم بناؤها وتشغيلها للمسيحيين فى المنطقة علم الأمن وأصر على إزالتها وكان من الممكن أن يعديها ويتجاوز عن الأمر. ■ ربما أتفهم رغبتك فى تسهيل تصاريح بناء الكنائس على أنه حق من حقوقك.. ولكن أن تتعدى القانون فهذا غير مقبول وإلا فكل مسلم على الطرف الآخر سيبنى جامعاً بمزاجه؟ - هم يبنون فعلا بمزاجهم والأمن يتغاضى عن مخالفاتهم.. ألست تريدين الحديث بصراحة، وإن عرقل الأمن بناء الجامع يبنون زوايا أسفل منازلهم. ■ لماذا يلجأ البابا إلى الاعتكاف فى كل مرة تطل فيها الفتنة الطائفية برأسها فى البلد وكأنه يعطى تصريحاً ضمنياً للمسيحيين بالاستمرار؟ - قداسة البابا يكون قد بذل أقصى ما فى وسعه لحل الأزمة فيلجأ إلى الله ليطلب منه الحل، خاصة أن الأمور تكون قد اشتعلت إضافة إلى الهجوم الإعلامى فيذهب للهدوء والتدبر وإعمال العقل. ■ فى كل مرة؟ - لا البابا لم يعتكف سوى ثلاث أو أربع مرات فقط. ■ إذا كانت أحداث الفتنة الكبيرة خلال السنوات القليلة الماضية حوالى ٧ مرات اعتكف فيها البابا أكثر من النصف فهى نسبة كبيرة بكل تأكيد؟ - «يكون الراجل وقتها بذل أقصى ما فى وسعه وعمله، فليس أمامه إلا أن يقول يا رب»، وغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله. ■ هل تعتقد لو أن الفتنة بدأت من الجانب المسلم.. من الممكن قبول أن يدخل المشايخ ورموز الدين إلى المساجد يصلون لله لكى يطفئ النار بإرادته.. ويتركون المسلمين يحرقون المسيحيين بالكنائس.. هل تعتقد أن هذه هى الطريقة المثلى لحل مثل هذه الأزمات؟ - لا رهبانية فى الإسلام. ■ الصلاة والدعوة إلى الله موجودة فى الدين الإسلامى والمسيحى بغض النظر عن الطقوس؟ - الاعتكاف لدينا حسب مبدأ الرهبانية مختلف إلى حد ما لأننا عندما نعجز عن الكلام نقول لله فلتتكلم أنت. ■ البابا يستخدم الحل الدينى وقتما يشاء والحل السياسى وقتما يشاء وأنت تعلم أن تأثير البابا على شعب الكنيسة يفوق ضعف تأثير رموز الأزهر على المسلمين فلو خرج إليهم وقال لا سيتوقف الجميع فلماذا يهرب وكأنه يعطى إشارة بالاستمرار؟ - أولا أنا أعترض على أن السياسة دخلت إلى الكنيسة.. فالبابا ليس لديه أى منصب سياسى. وثانيا مبدأ أن تقول للباكى لا تبك فالأولى أن تقول للضارب لا تضرب. ■ من يضرب من ومن يبكى ممن؟ - الأمور واضحة ولا يعقل أن أكون أنا عشرة فى وسط مائة، وأنا الذى سأشاغب فيهم، لذا على المسلمين أن يراعوا أننا إخوانهم فى الوطن وحملناه معهم فى السراء والضراء فى الحلو والمر. على مدى ١٤ قرناً. ■ هل تعتقد أن أحداث الشغب فى كل مرة تأتى من المسلمين؟ - احسبيها انتِ وراجعى الأحداث. ■ ألا تعتقد أنه يوجد أى خطأ تتحمله الكنيسة؟ - لا لا يوجد. ■ هل مجالس الصلح بين المسلمين والمسيحيين أصبحت ضحكاً على الذقون؟ - لو قامت على أساس سليم وصدق تكون مفيدة للغاية وهى عادة ريفية موروثة، ولكن إذا لم تقم على الصراحة فلا قيمة لها. ■ ماذا فعلت الكنيسة تجاه القسيسين والرهبان المتعصبين ضد الإسلام أمثال زكريا بطرس والقس فلوباتير والأب يوتا والأنبا توماس الذين يهاجمون الإسلام وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ - موقف الكنيسة واضح ونحن نرفض الإساءة لأى دين آخر. القس زكريا بطرس خارج الإدارة الكنسية لأنه متقاعد من عمله الدينى والقس فلوباتير تم إيقافه أكثر من شهر. ■ والأب يوتا؟ - سمعت عنه ولكننى لا أعرف من هو ولم أهتم بهويته لأنه اسم رمزى فلا يوجد أب اسمه يوتا فى الكنيسة. ■ والأنبا توماس؟ - من يراجع كلام الأنبا توماس يجده لم يخطئ، فهو قال إن أقباط مصر ليسوا من أصل عربى إنما من أصل فرعونى وهو كلام حقيقى لا غبار عليه لأنها الحقيقة والتاريخ، فنحن مصريون أقباط، أنا مسيحى قبطى بل وأنتِ مسلمة قبطية، نحن أقباط فراعنة تثقفنا بالعربية. ■ وهل تتفق معه فى أن الأصل فى مصر هم المسيحيون؟ - هذه حقيقة، وسيادة الرئيس مبارك قالها من قبل.. كما أن محافظ بورسعيد قال فى إحدى الندوات إن من يبحث فى شجرة عائلتى ربما يجد الجد السابع لى مسيحياً. ■ وهل أتى المسلمون إلى مصر كغزاة كما يروج بعض المسيحيين؟ - إذا كنتِ تريدين معرفة الطريقة التى دخلوا بها مصر فعليك بقراءة كتاب عقبة بن نافع كما قلت لك. ■ وكيف دخل الإسلام مصر من وجهة نظرك؟ - الطريقة التى دخل بها الإسلام مصر هى نفس الطريقة التى دخل بها إلى غرب أفريقيا وبلاد الشام وغيرها من الدول وهى مكتوبة فى كتب التاريخ الإسلامى نفسه، فمثلا أنا قرأت كتاب عقبة بن نافع الذى يدرس فى المدارس للطلبة فى أولى إعدادى وأتمنى أن تتم مراجعته جيدا لأنه يسىء إلى الدين الإسلامى ويصوره على أنه دين حرب ودين غزو ودين يقتل الرجال ويسبى النساء، كما أنه صدر عن سلسلة القراءة للجميع تحت إشراف السيدة سوزان مبارك كتاب لمحمد سعيد العريان عن صلاح الدين الأيوبى وقال فيه طريقة دخول الإسلام لأى قطر تتم كالآتى نذهب إليهم بجيش ونعرض عليهم الإسلام فإن دخلوا فيه صاروا منا وصرنا منهم وإن لم يدخلوا نجاهدهم ومن يرد أن يبقى على دينه يدفع الجزية، والكتاب عندى لمن يريد التأكد وطبع مؤخرا وليس كتاباً قديماً يؤكد نفس هذا المعنى.. وأتمنى أن يعاد كتابة التاريخ الإسلامى بحسب روح العصر الذى يدعو إلى المحبة والأخوة واحترام الأديان. ■ المهم هل تسىء الكتب إلى الدين المسيحى؟ - لا لم يتم ذكر الدين نفسه وإنما مثلا قال كتاب عقبة بن نافع عن الملك البيزنطى الذى يدين بالمسيحية وأتى للغزو إنه كافر، ورغم أن مسيحيى مصر يعتبرونه غازيا فعلا، بل وأتى لقتل البطريرك المصرى، فإنه يجب ألا أقول عليه كافراً إنما يمكن وصفه بالوحشية واللاإنسانية.. فكان يصعب على الإمبراطورية الرومانية وهى الإمبراطورية الضخمة أن تكون مصر المستعمرة منبراً وقيادة للفكر المسيحى فى العالم.. كما هو الآن أن يخرج من مصر قيادة الفكر الإسلامى فى حين أن السعودية هى مهد الإسلام. ■ لماذا الشعور الآن بأن الكنيسة أصبحت دولة داخل الدولة؟ - قولى لى مَنْ وزير الخارجية فى الكنيسة؟ أو مَنْ هو وزير المالية؟ مش بتقولى دولة بقى، يعنى فيها وزراء. ■ نيافتك تعلم ما أقصد.. الكنيسة على سبيل المثال رفضت مؤخرا تنفيذ حكم قضائى صادر عن المحكمة الإدارية العليا بإعطاء تصاريح الزواج.. وكأنها تؤكد أنها يجب أن تسيِّر أمور شعبها بعيدا عن القانون الذى يحكم البلد؟ - أنا فى النهاية مرجعى الإنجيل ولا يمكن أن أخالفه لصالح حكم قضائى. ■ وما مرجع باقى الطوائف المسيحية مثل الإنجيلية والكاثوليك؟ - الإنجيل أيضا. ■ ولماذا الطوائف الأخرى تعطى تصاريح الزواج بينما ترفض الكنيسة الأم إذا كان المرجع واحداً؟ - الطوائف الأخرى تريد توسيع الأمور بعض الشىء. ■ ولكن هناك معاناة شديدة داخل الأسر المسيحية؟ - دعينى أسألك ما رأيك فى الثلاثة ملايين طفل الموجودين فى الشارع.. أليسوا هؤلاء نواتج طلاق، وارمى على الشارع، فتشدد الكنيسة يأتى من باب الحفاظ على الدين والعائلة، فنحن نحاول أن نمنع تدفق المزيد من الأطفال إلى الشارع.. ولو أن الكنيسة ترفض تنفيذ حكم قضائى لتمسكها بدينها فسأقول لها برافو، ويجب أن يحيينا الجميع لأننا نتمسك بديننا إلى هذا الحد. ■ البعض رأى أن التأييد العلنى للبابا شنودة لترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية حالة من توجيه أصوات المسيحيين لتأييد نفس الشخص.. فى حين أن البابا مسؤول دينياً عن الأقباط وليس عن اتجاهاتهم السياسية؟ ــ البابا عندما أعلن تأييده لترشيح جمال مبارك كان يعرب عن رغبته الخاصة ورؤيته وقناعته هو، ولم يلزم الأقباط بتبنى الموقف نفسه. ■ ولكن البابا يتمتع بذكاء شديد ربما لم يطلب من أحد تأييد جمال مبارك ولكنه يعرف أن له حباً وتقديراً فى قلوب الأقباط، مما يجعلهم يختارون من يختاره هو؟ ــ هذا شىء عظيم أن يكون البابا محبوباً، وكما تقولين من سيختار جمال مبارك لن يختاره عن إكراه وإنما لقناعته وثقته فى حسن اختيار البابا. ■ إذن هو قصد هذا الأمر؟ ــ ليس قصداً ولكننا نثق فى رأى البابا، وأنا نفسى سأعطى صوتى لجمال مبارك. ■ ولماذا يؤيد البابا جمال مبارك فربما يأتى شخص أفضل منه؟ أعنى لماذا لم يعط نفسه فرصة لمعرفة باقى المرشحين لاختيار أفضلهم؟ ــ المثل الشعبى يقول: «اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش».. ثم إن جمال مبارك هو ابن الرئيس مبارك الذى عشنا فى ظل حكمه فى سلام، وهو غير راض عن أعمال التطرف التى تشوب العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من حين إلى آخر، كما أنه ابن الرئيس الذى يرفض أن تتحول مصر إلى دولة دينية.. نعم هى دولة متدينة والشريعة الإسلامية فى الدستور هى مصدر التشريع الأساسى، ولكنها ليست المصدر الوحيد، وأعتقد أن جمال مبارك سيسير على النهج نفسه. ■ لماذا فى رأيك ترفض الحكومة تحديد كوتة للأقباط؟ ــ على حسب الحوار الذى دار مؤخراً بينى وبين أحد المسؤولين الكبار فى البلد بهذا الشأن، قال لى إن الكوتة ليست فى صالحكم أنتم لستم عاجزين عن النجاح فى البرلمان ولستم أغراباً.. ولكنه وعد بنظام انتخابى بديل، وهو نظام القوائم، على أن يوضع فى مقدمة القوائم الأقباط، كما وعد بألا تقل نسبة تمثيلهم فى البرلمان عن ١٥ إلى ٢٠٪ من مقاعد البرلمان، أما إذا ترك الانتخاب بالنظام الفردى فلن يأتى الأقباط. ■ من هذا المسؤول وما مدى صلاحياته للتصريح بذلك؟ ــ أجاب، بعد تردد شديد، الدكتور مفيد شهاب. ■ وهل كانت هذه هى الصفقة أن تؤيدوا جمال مبارك فى مقابل ٢٠٪ من مقاعد البرلمان؟ ــ لا.. وفى النهاية الأقباط لن يغيروا القرارات داخل البرلمان، بل سيكونوا قلباً وقالباً مع رأى الأغلبية، ولكن هذه النسبة ستعبر عن سمو مصر. ■ وهل يوجد أى اتفاقات أخرى مع باقى الأحزاب؟ ــ لا يوجد اتفاقات ولكن منير فخرى عبدالنور، سكرتير حزب الوفد، يدعم ترشح الأقباط. ■ لماذا رفض البابا تغيير لائحة انتخاب البطريرك رغم كل الجدل المثار حولها؟ ــ من يريدون تغيير اللائحة لهم أغراض شخصية ويريدون تغييرها على أن تكون مفصلة بالمقاس على شخص بعينه وليس لأغراض جيدة، وقد فطن البابا لهذا الأمر فقرر أن يبقى الوضع على ما هو عليه إلى أن توافيه المنية والعمر الطويل له، وأن يأتى البابا الجديد عن طريق القرعة الهيكلية واختيار واحد من بين الثلاثة الأعلى فى الأصوات، وهى الطريقة نفسها التى جاء بها البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث. ■ أياً كانت الخلافات الداخليه بين الأقباط والنظام السياسى فى مصر.. هل يبرر ذلك الاستقواء بالخارج لنيل الحقوق فى الداخل؟ - أنا ضد أى استقواء بالخارج، وأرفض هذه الطريقة، وحينما كنت أعيش فى كندا ثم أستراليا ولمدة ٤ سنوات كلما حدث شىء نذهب ونقف أمام سفارتنا المصرية بالخارج. ■ ألا تعرف أنه يوجد صندوق للشكاوى خاص باضطهاد الأقباط فى مصر فى السفارة الأمريكية؟! - لا أعرف ولا أريد أن أعرف وغير مهتم بالأمر، وأقول لكل مسيحى مصرى خارج مصر لن يحل مشاكل المسيحيين إلا حكومة مصر ورئيس مصر. ■ كيف تقرأ النقد اللاذع للسياسة المصرية الداخلية من قبل أقباط المهجر؟ - يجب التفريق بين الجماهير الغفيرة لأقباط المهجر وعدد من الأصوات العالية فى الخارج، فهم لا يعبرون عن جميع أقباط المهجر. ■ ما علاقة الكنيسة بعدلى أبادير؟ - عدلى ليست له علاقة بالكنيسة وهو يتحدث كمواطن مصرى مر بظروف معينة قبل السفر هى التى تدفعه للتصرف بهذه الطريقة ولا توجد للكنيسة سيطرة عليه وكلما تحدثنا معه لا يستمع إلينا ولا أحد يستطيع مراجعته فيما يقول. ■ هل تتلق الكنيسة دعماً مادياً من أقباط المهجر؟ - أولا أود أن أراجع هذه الجملة فنحن لا نتلقى دعماً مادياً من أحد، إنما نأخذ أموالاً من أبناء مصر الذين يعيشون فى الخارج ممن يريدون أن يساهموا فى حل أزمات إخوانهم هنا وتحسين فرص معيشتهم، أو لإنفاقها على اليتامى، فأشقاء فى الخارج يعطون أشقاء بالداخل. ■ ألم تتلقى الكنيسة أموالاً من منظمات أمريكية بل ويقال من منظمات صهيونية أيضا؟ - هذا كلام عار من الصحة تماما. ■ ومن أين ينفق شعب الكنيسة إذن؟ - ينفق مما يسمى «العشور» وهى نسبة عشرة فى المائة تدفع من الدخل ليرضى الله ويبارك فى مال هذا الشخص. ■ وهل هذا كاف لبناء الكنائس ودفع الرواتب والإنفاق على الأديرة؟ - كاف جدا والشعب القبطى كريم جدا.. ولا تنسى أن هناك أديرة تشيل نفسها بنفسها تماما من خلال مزروعات وتصنيع بعض المستلزمات. ■ سؤال أخير: من القادم بعد البابا شنودة؟ - لم أدع ذهنى لحظة يفكر فى هذا الأمر.
#نصر_القوصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأبين مؤسس جريدة البديل اليسارى محمد السيد سعيد
-
باى باى أقباط أشرار لحين آشعار أخر
-
وزير النقل يستقيل ويستجيب لنداء الحركة ولكن ماذا بعد الأستقا
...
-
محافظ بورسعيد يرفض تسمية شارع بأسم الفقيد محمد السيد سعيد مؤ
...
-
قرار تحصيل رسوم الكهرباء من الكنائس والأديرة يثير أزمة بالأق
...
-
الفتنة الطائفية بمدينة ديروط عارناّ أمام الأجيال القادمة
-
قانون دارالعبادة الموحد أصبح ضرورة ملحه
-
هل قرار أغلاق جريدة البديل اليسارية قرار سياسيا
-
فتنة طائفية بمدينة أسنا ولماذا نكره الآخر
-
تخليد ذكرى اليسارى المعروف الدكتور محمد السيد سعيد
-
نداء وأستغاثة
-
أعتذارا للظالم
-
لماذا يحاولون تدمير جماعة مصريون ضد التمييز الدينى
-
أين أنتى يا مصر من مآساة هذا المواطن
-
مدحت عويضة المتجنى عليه
-
مواطنة أمْ إغتراب؟؟
-
مسيحى الأقصر والأنتخابات المحلية
-
أتركوا سلبيتكم ولو مرة واحدة وأنضموا لنا 1
-
آبيات شعرية بمناسبة عيد الغطاس
-
مطلوب تدخل سريعا من أصحاب القلوب
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|