أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - تطابق إدعاءات نظام صدام وتصريحات الأستاذ جلال الطالباني حول مجزرة حلبجة! سخرية الزمن















المزيد.....

تطابق إدعاءات نظام صدام وتصريحات الأستاذ جلال الطالباني حول مجزرة حلبجة! سخرية الزمن


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 17:56
المحور: القضية الكردية
    


صرح في هذه الأيام الأستاذ جلال الطالباني الأمين العام للإتحاد الوطني الكوردستاني بأن الأستاذ نه وشيروان مصطفى وافق عام 1988 على دخول قوات الحرس الثوري الإيراني الى داخل مدينة هه لبجه. بمعنى أن الأستاذ نه وشيروان مصطفى كان السبب وراء قصف النظام العراقي لهذه المدينة الكوردستانية!

نعيد الى الذاكرة بأن نظام صدام حسين المقبور إرتكب أبشع جريمة بحق البشرية في 16 مارس عام 1988 عندما أمر السلاح الجوي العراقي بقصف مدينة هه لبجه البطلة. هذا اليوم الذي هز الضمير البشري في العالم. هذا اليوم الأسود الذي تعرض فيه أبناء مدينة هه لبجه الى أبشع أنواع الإبادة الجماعیة والقصف بالأسلحة الکیمیاویة المحرمة حسب الأعراف والقوانين الدولية.

الشعور بالمسؤولية القومية والإلتزام بالمواقف الوطنية يحتم علينا الوقوف بكل حزم وصلابة ضد مثل هذه التصريحات الخطيرة، والرد عليها في منتهى الموضوعية والحيادية، بعيداً عن المواقف السياسية الشخصية والاتجاهات الفكرية، أو الدفاع عن الأشخاص، لأننا نؤمن بأن الولاء يجب أن يكون للأرض والشعب فقط، ولا نحفز المواطن السير خلف القيادات، لا القيادات الجديدة ولا القيادات الموجودة، لكي نطوي والى الأبد صفحة الماضي على أساس أن القيادة أبدية وأزلية، ولننهي مرحلة تمجيد وتعظيم وتقديس القائد.
خطورة مثل هذه التصريحات تكمن في أبعادها السلبية على القضايا القومية وعلى نفسية المواطن الكوردستاني وتضليله بادعاءات باطلة ومزيفة، وتنعكس سلباً على المصلحة القومية العليا. للأسف الشديد إن هذا التصريح للأستاذ جلال الطالباني، من قصد أو من غير قصد، جاء اليوم ليدعم إدعاءات نظام صدام حسين الباطلة عام 1988.

إتخاذ القرارات في داخل التنظيمات السياسية والحركات التحررية هي أولاً وأخيراً من مسؤولية القيادة السياسية. فلو تم اتخاذ بعض القرارات الخاطئة أستناداً على حسابات سياسية غير دقيقة داخل الإتحاد الوطني الكوردستاني في مرحلة الكفاح الثوري المسلح وبالتحديد في ثمانينيات القرن الماضي، فأن القيادة السياسية ومن ضمنها المكتب السياسي والهيئة القيادية للإتحاد الوطني الكوردستاني تتحمل مسؤولية وعواقب تلك القرارات الخاطئة، وفي الدرجة الأولى هي مسؤولية الأمين العام ونائب الأمين العام للإتحاد آنذاك، وبالتالي هي مسؤولية السيدان جلال الطالباني و نه وشيروان مصطفى. هذان الشخصان الكريمان كانا يمثلان قيادة الإتحاد الوطني الكوردستاني، وبالتالي يتحملان مسؤولية كل القرارات، بسلبياتها وأيجابياتها، التي إتخذها الإتحاد الوطني الكوردستاني في تلك الفترة. من غير المنطق السياسي ومن غير الإنصاف أن يأتي أحدهم اليوم ويلوم الآخر أو يتهم الآخر ويحمَله مسؤولية بعض القرارات الخاطئة في تلك المرحلة والتي هي جزء مشرف من التأريخ النضالي للإتحاد الوطني الكوردستاني أصلاً ، من أجل تبرئة نفسه من المسؤولية، أو استخدامها من أجل الدعاية الإنتخابية.

الصراع الفكري بين القوى والأحزاب السياسية الكوردستانية هي مسألة طبيعية وحتمية بسبب وجود الإختلافات الفكرية بين هذه القوى. هذا التنوع الفكري يثبت بحد ذاته حيوية المجتمع الكوردستاني ومواكبته لمتطلبات المرحلة. نجح المجتمع الكوردستاني، بعد انتكاسة الثورة الشعبية الكوردية عام 1975 أن ينهي والى الأبد مرحلة الحزب الواحد والقائد الواحد واللون الواحد في تأريخ الحركة التحررية والتقدمية الكوردستانية. كذلك تفاعلت الشعوب الكوردستانية بشكل صائب ودقيق مع الواقع السياسي الجديد الذي نشأ في العراق بعد عام 2003 وأنجبت قوى وأحزاب وحركات سياسية جديدة إستعداداً لمرحلة النضال السياسي السلمي.
إذا كان هذا الصراع الفكري، بين القوى والأحزاب السياسية الكوردستانية، يستند على النزاهه والشفافية، فهو يجسد ويرسخ العملية الديمقراطية، ويحفز هذه القوى على تحسين أدائها السياسي وتقديم أفضل الخدمات للمواطن الكوردستاني وسعيها الدائم لكسب ثقة الجماهير، وبالتالي هو من مصلحة الإقليم ويصب في النهاية في خدمة المواطن الكوردستاني. وبغير هذا فلا يخدم هذا الصراع الفكري لا العملية الديمقراطية في الإقليم ولا المصلحة القومية العليا، وبالذات ليس في هذه المرحلة السياسية الحساسة في العراق، حيث أن كثير من التحالفات الجديدة بين القوى والأحزاب والعشائر العربية في العراق استعداداً للإنتخابات النيابية الجديدة مطلع العام المقبل، تؤدي في النهاية الى تحجيم دور الكورد السياسي في المرحلة القادمة في العراق.

هذا التصريح خطير، غير ملتزم، غير مسؤول ويضر بالمصلحة القومية والوطنية. وهذا خير دليل، مرةً أخرى، على إهتمام وسعي القيادة السياسية الكوردستانية، والمعني هنا الأستاذ جلال الطالباني، وراء المنافع الحزبية الضيقة أكثر من وقوفه ودفاعه عن الحقوق القومية باعتباره واحداً من قادة الكورد.

يحاول الأستاذ جلال الطالباني بهذا التصريح أن يضع مسؤولية هذه الجريمة النكراء بحق مدينة هه لبجه البطلة على عاتق الأستاذ نه وشيروان مصطفى. هذه ذريعة رخيصة وغير لائقة بالأستاذ جلال الطالباني. إنها نفس الذريعة التي استخدمها نظام صدام حسين في حينها ضد الحركة التحررية والتقدمية الكوردستانية، حيث كان الخطاب الرسمي للنظام العراقي آنذاك كالتالي : إن الأتحاد الوطني الكوردستاني وافق على دخول قوات الحرس الثوري الإيراني الى داخل مدينة هه لبجه، واضطر العراق الدفاع عن أراضيه ضد الإحتلال الأيراني.
وللأسف الشديد نسمع اليوم بأن الأمين العام للإتحاد الوطني الكوردستاني الأستاذ جلال الطالباني يردد نفس اللحن للنظام العراقي ويدعم زوراً وبهتاناً الإدعاءات الباطلة للنظام العراقي البائد أنذاك.

يتستر الأستاذ جلال طالباني، بشكل غير مباشر ومن خلال هذا التصريح، على هذه الجريمة البشعة ضد البشرية في هه لبجه، من قبل نظام صدام حسين المقبور وأعوانه من القادة العسكريين أمثال سلطان هاشم، نزار الخزرجي وعلي حسن المجيد.
نذكر الأستاذ جلال الطالباني بأن النظام العراقي البائد أستخدم الأسلحة الکیمیاویة ضد الكورد والحركة التحررية والتقدمية الكوردستانية منذ عام 1987، في مناطق كركوك ودشتي كويه في هه ولير، في بلدة كاني ماسي ودولي جافايتي، في باليسان وفي قرية شيخ وسان. إستخدام النظام العراقي البائد للأسلحة الکیمیاویة المحرمة دولیا في تلك القرى والمدن الكوردستانية هو ليس لأن الأستاذ نه وشيروان مصطفى وافق أيضاً عام 1987 على دخول قوات الحرس الثوري الإيراني الى تلك المناطق الكوردستانية. كذلك نذكر الأستاذ جلال الطالباني بأن حملات الأنفال التي شنها النظام العراقي البائد ضد الوجود الكوردي، ليس لأن الأستاذ نه وشيروان مصطفى وافق أيضاً على دخول قوات الحرس الثوري الإيراني الى تلك المناطق الكوردستانية.

حملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الكورد كانت إستراتيجية البعث والأنظمة العراقية السابقة لإزالة الوجود الكوردي أرضاً وشعباً في كوردستان العراق. كذلك مسألة دخول قوات الحرس الثوري الإيراني الى داخل المناطق الكوردستانية في العراق، هي ذريعة كان يستخدمها نظام صدام حسين لتمرير مخططاته العنصرية وإبادة الوجود الكوردي في كوردستان العراق، لكن ماهي ذريعة الأستاذ جلال الطالباني اليوم لهذا الإدعاء الباطل؟

من المؤسف أن يستخدم الأستاذ جلال الطالباني هذه الإدعاءات الباطلة من أجل الإستهلاك المحلي ولمصلحة حزبه، ضارباً عرض الحائط مشاعر وأحاسيس عوائل الشهداء والمؤنفلين، إنه حقاً أستهتار بدماء الشهداء الزكية الذين ضحوا بحياتهم الغالية من أجل الحرية والكرامة والدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعوب الكوردستانية ومن أجل المساواة في الحقوق القومية. هذه الدماء الزكية التي أوصلت الأستاذ الكريم الى رئاسة العراق!

هل أن عمق الصراع الفكري والسياسي بين الإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغييرحادة الى درجة قد أوصلت حقاً الأمين العام للإتحاد الوطني الكوردستاني بأن يضع مسؤولية إحدى المآسي والمجازر القومية بل والبشرية بحق الشعب الكوردي في هه لبجه على عاتق أحد رفاق دربه يوماً ما في النضال، ويبريء نظام صدام حسين المقبور من تلك المسؤولية! كان الشعب الكوردستاني ينتظر من رئيس جمهورية العراق والأمين العام للإتحاد الوطني الكوردستاني أن يكون خادماً للقضايا القومية وأن يعمل جاهداً، في حينه عام 2006، بأن تكون أولى جلسات محاكمة صدام حسين حول جرائمه ضد البشرية في هه لبجه!



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأداء السياسي للقيادة الكوردية في بغداد والمکتسبات القومية
- العمل السياسي للمعارضة والمهمات الملحة في المرحلة القادمة، ر ...
- القيادة والجرأة السياسية وتحمل مسؤولية الخسارة في الإنتخابات


المزيد.....




- المفوض السامي لحقوق الإنسان يحذر من تدهور الوضع بالضفة بشكل ...
- مواجهات عنيفة بالخرطوم والأمم المتحدة تحذر من تحديات إنسانية ...
- مزارعون بولنديون يصدون المهاجرين المسلمين بروث الخنازير (فيد ...
- اقتحامات ليلية واعتقالات لفلسطينيين في بلدات ومدن الضفة
- مواجهات عنيفة بالخرطوم والأمم المتحدة تحذر من تحديات إنسانية ...
- الأمم المتحدة تحذر من تدهور -كبير- للأوضاع في الضفة الغربية ...
- تايلاند ستصبح ثالث دولة في آسيا تقنّن زواج المثليين
- 17 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة والأمم المتحدة تصف الوض ...
- غزة المكان الأخطر في العالم.. هل تتعمد إسرائيل قتل موظفي الأ ...
- الاحتلال يواصل اعتقالاته في بيت لحم ورام الله ونابلس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - تطابق إدعاءات نظام صدام وتصريحات الأستاذ جلال الطالباني حول مجزرة حلبجة! سخرية الزمن