أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - يوم آخـــــــــر














المزيد.....

يوم آخـــــــــر


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 859 - 2004 / 6 / 9 - 04:57
المحور: الادب والفن
    


كانت هناك مقهى حين غنت ميري هوبكنز..وكان هناك موعد وحبيب وشمعة وحيدة
وكانت هناك المصادفة التي تصنع الحقائق كلّها..وتغير التوقعات،
حين انهمرت لغة ..من السكون والمفردات وهي تغني..يهبط الشعر
في فضاء الفرات الأوسط الناس والحب والرطوبة والنخل الكتوم..
..ترن الساعة لتستيقظ من نومك فزعا..خارجا من حلم غريب يستعيد أحداث عام 1965..
يا للدماغ البشري كيف يوفّر للاّوعي لحظات استراحة للهرب من الأيام الى تواريخ..
والى براءات واسماء أحلى من الذكريات واقرب الى الحب.. بغية الخروج من ضائقة الواقع
الى استراحات متناغمة مع روحك وهي تنسرح في صباح الحشيش..كانت رائحة البيض المقلي
في مطبخ الجيران تملأ حديقة الدار..وثمة صياح أطفال يبتدئون النهار وهم يركلون الكرة..
وانفجارات بعيدة..صارت الانفجارات اقل ..مبتعدة عن المدينة لـتأخذ صيغة أخرى
..الشرطة يقتلون والباعة والمتسوّقون والطلاّب والكسبة والنساء..مالذي فعله العراقي ليكافئه
القتلة بكل تلك القسوة الدمويّة..؟؟؟
تبحث عن إشارة للتفاؤل في لون القميص في فكرة التجوّل..في توقّع الساعات وهي تمضي..
يأخذك الشارع الممتد ..شارع الربيع وسط الحرارة المبكرة في هذا الصباح الحز يراني البغدادي ..
لايهم كان أصدقائي الألمان في مدينة غيرميرسهايم يقولون..( العراق فيه شمس وفيرة)..
Iraq habe ville sonne ..
يا للروعة انهم يمتدحون شمسك وهم في ثلج السنوات ونثيث النديف في آب على جبال الألب
..هاأنت تفضل السير متأمّلا الوجوه في سمتها الجديد..ثمة مخبز قريب يضع صورة السيد السيستاني على الواجهة الكبيرة محتفلا بالحرية في التعبير..فيما تفترش المكتبة عناوين شتى من الكتب الحديثة.. الكتب التي كانت ممنوعة لعقود من الحرمان الثقافي والتجهيل المقصود بينما تأخذ الواجهة ..المجلاّت
وهي تعرض على اغلفتها أجسادا عارية ونساء متنورات بمايو هات ملونة فيما تصطف على الرف كتب الدينوري والمسعودي وأبن تيميّة والدمشقي والسجستاني والمرحوم الخميني والمرحوم السيد باقر الصدر ودراسات في الفكر الشيعي ..وكتب لمفكرين سنّة حول ترشيد الاختلاف في تعبير عن غياب الرقابة الى الأبد وتنوع العطاء وتقابله بشكل متناغم مع..
.. العقل العراقي الذي يفضل التآلف والتنوّع و الإطلاع والتحديث والمتابعة..ّ..
رغم زحمة المدينة ثمة رحمة تسكن الوجوه ثمة تسامح رغم الانفعال والقلق العابر ..لكنك سرعان ماتسمع كلمات التهوين والاعتذار والمسامحة بعد كل هرج يقوم عند بوابة الحافلة اوفي مدخل الدائرة المكتظ بالناس.. او عند مدخل دائرة التقاعد التي يزدحم عندها الناس منذ عام..
ومايزال الأمل يسكن مليون ونصف متقاعد وهم يقرءون الصحف او يشتمون او يتحدثون عن
الجنرال مود …والجنرال غار نر..
الأدباء في مقاهيهم ..والكتب تصطف طوال الطريق من مدخل سوق السراي حتى جامع الحيدرخانة مرورا بشارع المتنبي حيث يعرض الأدباء والعاطلين عن العمل بضاعة الثقافة المجزية أحيانا ..بضاعة الاضطرار الثقافي لبيع ديوان المتنبي وتفسيره الى المجموعة الكاملة لمجلة ( شعر)
عنوان الحداثة وتاريخها ..تلك هي متغيرات الوجع الثقافي ..والأمل في نفس الوقت حين تتحدث
صحف النهار إليك وانت ترشف شايك في مقهى الشاه بندر..
تتحدث صحف النهار ان ثمة عشرات من المليارات موعودة لحل مشكلة السكن خلال سبع سنوات وتعدك بزيادات للأجور والتخصيصات..ورواتب المتقاعدين وثمة عشرات الملايين من الدولارات لتنظيف المدينة بغداد ..وقد بدأت حملة ملموسة منذ أيام ..و أخبار استعادة المبادرة في مجال الأمن..وكنت توقعت ان تتقدم الخطوات اكثر حيث تنخفض نسبة جرائم السرقة والتسليب ويتكافىء الناس في فرص التعاون مع الشرطة رغم التهديد والتخويف المتعمد..
كم من الملايين يصرف القتلة لترويع الروح العراقي..
وبرغم ذلك تنهض الروح كل يوم لأعادة صورة الحياة ..و(نرملتها ) كما يقول صاحبي المتفيقه
وهو يشتق من كلمةNORMALIZATION كلمة النرملة هذه ليضفي على خطابه لغة العولمة ـ كمايقول ـ وهويرثي قدامة البعض ويشيد بحداثة الآخرين ممهدا لاقتصاد السوق وحرية التدفق
وإلغاء الحدود..انه واحد من المتعجلين الكثيرين الذين يهرفون من حيث يعرفون او لايعرفون ..ولكن هؤلاء يمنحون النهار العراقي الكثير من الأمل رغم الصعوبات والانتظار..انه يوم عراقي آخر..
ـــــــــــــــــــ بغداد
[email protected]



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد لزمن واصدقاء
- الحب والبلاد والأسى
- اوهام
- حماقة التغيير
- صحفيون
- الرسائل قداس ايامنا
- وردة السايكوباث/ قصيدة
- اميركـــــا..حبيبتي
- جـحيم المدينة جحيم العربات
- ألأمــــيركيّـــون
- من أضراب كاورباغي ألى ضياع الهوية
- علم وشعار..وعقلانية
- مثقفون ..في مقهى ..
- نســـــــاء
- لاأستطيع أن أكون كل ألأعداء
- مقاطع لبلاد نائية
- بـيـروت2004
- فــــوضى..ألعمـة أمريكـــا
- دشداشة المثقف: حاضنة المعرفة..أم قناع ألأزدواج
- ألـبــلاد ..ألبلاد


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - يوم آخـــــــــر