أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلول رفيق - نزار......... وزمن النكسة














المزيد.....

نزار......... وزمن النكسة


جلول رفيق

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 14:05
المحور: الادب والفن
    



بقلم : الشاعر الجزائري جلول رفيق
النكسة العربية أو بما تسمى حرب حزيران 1967 التي أنجبت أكبر أزمة عربية نعيشها في عصرنا هي الخوف والهوان إنها الصمت العربي الذي قتل الضمير الحقيقي لدى العرب والمسلمين الخيانة والحقد والجور توأم حبلت بها النكسة وأنجبتها للأسف تحت أسطر يرتجف قلمي لكتابتها أقول إن من اغرب القصص التي نفتحها أيام النكسة هي قصة الشاعر الراحل نزار قباني وقصيدته المعروفة بـ"هوامش على دفتر النكسة "التي أنجبت هي بنفسها أكبر أزمة منع في حياته فإذا صرخ نزار في وجه العالم العربي هذا الصراخ بطريقة همجية فلأن الإنسان لا يصرخ عادة إلا حين تكون مساحة الجرح ...أكبر من مساحة الطعنة وكمية دمعه أكبر من مساحة عينيه وعلى الأقل يوجد شاعر يصرخ في وجه زمنه بهمجية لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس فتفاصيل الولادة العسيرة لقصيدة"هوامش على دفتر النكسة " لم يتذكرها نزار كل ماكان يذكره أن أوراقه وشراشيف سريره كانت غارقة في الدم....وأن زجاجات المصل التي كانت مثبتة فوق ذراعه لم تكن تكفي لتعويض الدم المهدور كما قال في مذكرته .نزار الذي وصف حالته وهو يكتب القصيدة التي نشرها في أعقاب هزيمة الجيوش العربية في عام 1967 ميلادية والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها..... والتي نال نزار من بعدها وبسببها اقسي هجوم من النقاد المصريين والعرب... كما منعت كل كتبه ودواوينه وأغانيه التي كانت تملأ الإذاعة المصرية ليلا ونهارا و يعترف نزار انه لما كتب القصيدة وهو في حالة عصبية عنيفة وهذا مخالف لكل تقاليده الكتابية الصارمة ولذلك جاءت بشكل شحنات متقطعة وصدمات كهربائية متلاحقة تشبه صدمات التيار العالي التوتر, نشر نزار القصيدة حيث أول ما نشرت في مجلة "الآداب " اللبنانية ولم يكن نزار متأكدا أن صديقه الصحفي "سهيل إدريس" سوف ينشرها لكنه نشرها رغم تحذيره له من العبوة الناسفة التي قد تحرق المجلة أو تعرضها للغلق أو المصادرة ...لم يرد نزار توريط صديقه الصحفي ولم يكن يريد أن يكون سببا في تدمير المجلة. نشرت القصيدة بعدما أصر "سهيل إدريس" على نشرها وصدقت توقعات نزار إذ صودرت المجلة وأحرقت أعدادها في أكثر من دولة عربية وبدأت ردود الفعل تأتي من كل مكان في الوطن العربي ...قبلات من هنا وشتائم من هناك , أزهار من هذا وأشواك من ذاك, غزل من صوب وسكاكين من صوب آخر , تقديس من فئة وتكفير من أخرى واستمرت القصيدة الأزمة كما قال نزار تتفاعل في الوجدان العربي سلبا وإيجابا كما استمرت رسائل القراء وتعليقاتهم بتدفق على الصحف والمجلات قرابة ستة أشهر وأتهم نزار خلال هذه المحنة بخمسة اتهامات أساسية :
1-أنه شاعر وهب روحه للشيطان وللمرأة وللغزل الفاحش ....فلا يحق له أن يكتب شعرا وطنيا
2- أنه المسؤول الأول عن هزيمة العرب في حرب حزيران 1967 لما نشره خلال عشرين عاما من شعر عاطفي ساعد على الإنحلال.
3- انه في "هوامش على دفتر النكسة " ظلم وعذب الأمة العربية ورقص فوق جراحها .
4-أنه يهبط الهمم ويقتل كل ذرة أمل.
5- أنه ليس وطنيا ...وولادته بعد حزيران 1967 كشاعر ثوري ولادة غير شرعية وغير مرغوب فيها.
فأتى الحصار راكضا على نزار الذي كان يحاول عزله عن مصر بتحريض وإيحاء من بعض الزملاء الذين كانوا غير سعداء لانصياع قاعدته الشعبية في مصر فرأوا أن أفضل طريقة لإيقاف مدى شعره وقطع جسوره مع الشعب المصري هي استعداء السلطة عليه حتى أحدهم طالب وزارة الإعلام بمقال نشره في إحدى المجلات الثقافية بحرق كتبه والامتناع عن إذاعة قصائده المغناة وغيرها وقام بوضع اسم نزار على قائمة الممنوعين من دخول مصر
ولما شعر نزار أن الجملة خرجت عن نطاق النقد والحوار الحضاري ودخلت نطاق الوشاية الرسمية قرر أن يتوجه مباشرة إلى المخلص الرسمي له حيث أرسل برقية إلى رئيس جمهورية مصر العربية السيد "جمال عبد الناصر" والتي قام بتوصيلها له كاتب الرئيس السيد " أحمد بهاء الدين " إذ قدم له شكوى من الموقف الذي تلقاه من النقاد المصريين ووزارة الإعلام وكانت ردة فعل "عبد الناصر" ايجابية بالنسبة الى نزار حيث وجه تعليماته التالية الى وزارة الإعلام
1-لم أقرأ قصيدة نزار قباني الا في النسخة التي أرسلها لي وأنا لا أجد أية وجه من وجوه الاعتراض عليها
2-تلغى كل التدابيرالتي قد تكون اتخذت خطأ بحق الشاعر ومؤلفاته ويطلب الى وزارة الإعلام السماح بتداول القصيدة
3-يدخل الشاعر نزار قباني الى الجمهورية المصرية العربية متى أراد ويكرم فيها كما كان في السابق .
توقيع رئيس الجمهورية
جمال عبد الناصر
هكذا أنصف جمال عبد الناصر في حق الشاعر نزار قباني وفي حق القصيدة ووجه نزار رسالته الإبداعية كما يريد
اثر نكسة حزيران 1967



#جلول_رفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلول رفيق - نزار......... وزمن النكسة