حوار مع صلاح بدر الدين : مواقف نزار نيوف تقدمت على جميع القوى في الداخل والخارج

روحي عازار

الحوار المتمدن-العدد: 858 - 2004 / 6 / 8 - 06:59
المحور: مقابلات و حوارات
    

التقيت بالسياسي الكردي صلاح بدر الدين الذي استقال من رئاسة حزب الإتحاد الشعبي الكردي بروح ديمقراطية لم يسبقه إليها زعيم سياسي آخر خاصة في صفوف المعارضة السورية العربية والكردية، حيث يبقى زعيم الحزب على كرسي الرئاسة إلى حين رحيله . وقد أوضح السياسي الكردي انه ترك رئاسة الحزب طوعا لإفساح المجال للجيل الناشىء والدم الجديد للمشاركة في قيادة النضال ، ولكنه يمارس دوره كعضو مثل بقية الأعضاء في الحزب .

1- ما هو موقف حزبكم من اللقاء الأخير لجماعة الميثاق الوطني في لندن وما صدر عنه ؟ جرى بحث وتناول البيان الصادر عن "لجنة الميثاق الوطني في سورية" من جانب إعلام حزب الاتحاد الشعبي الكردي على شكل متابعة وتضمنت بعض الملاحظات والتصحيحات وستصدر قريبا .
2- وماذا عن موقفكم من ملتقى باريس للحوار الذي حضرته شخصيات كردية ؟ لا يكاد يمر أسبوع إلا وتجرى لقاءات وتجمعات بين ممثلي مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية في خارج سورية ومن المؤكد أن أي لقاء يحصل حتى لو كان من باب التعارف بين الأشخاص لا يضر بقدر ما ينفع ولكن علينا اتخاذ الحيطة من المبالغات والبيانات والدعايات الإعلامية كما علينا عدم بناء آمال واهية على العديد من تلك الأشكال من التحركات التي استهلكت أغلبيتها وتحول بعض القيمين عليها الى وجوه مملة تكرر نفسها كل يوم وتجدلها – القرص في كل عرس- هذا إذا نظرنا الى الأمور ببراءة وعفوية .
3- هنالك شخصيات أثارت آراء مختلفة حول هذه اللقاءات والمؤتمرات وبعضهم شكك فيها ، أريد مزيدا من التوضيح من فضلك ؟ من الضرورة بمكان وقبل اتخاذ الموقف والحكم من وعلى أي حدث في مجال الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات محاولة معرفة الجهة الداعية والطرف الممول والهدف من ذلك والظرف السياسي الذي يتم فيه. وبدون معرفة هذه الجوانب لا يمكن اتخاذ الموقف السليم، وإذا امتنع القيمون على مثل هذه النشاطات بالاستجابة لواجب المكاشفة والشفافية فمن المؤكد ان وراء الأكمة ما وراءها وأن الهدف الأساسي سيبقى قيد الكتمان وان معظم أو بعض الحضور المشارك سيتحول الى ضحية عملية ابتزاز واستغلال . وفيما يتعلق الأمر بما حدث في باريس لا تزال تلك التساؤلات قائمة والى حين توضيح الأجوبة وجلاء الخفايا يمكن اتخاذ الموقف السليم بكل سهولة .
4- هل صحيح ما يشاع عن رغبة مثل هذه اللقاءات الحوار والتقرب مع الحكومة كما تقول بعض مواقع الأنترنت السورية ، ومنها مواقع قوى معارضة ؟ لا نخفي قلقنا من محاولات النظام في توجيه الضربات تلو الضربات الى حركة المعارضة الوطنية والديمقراطية في سورية ولن تكون كلها على شاكلة ما يحصل من اعتقالات وملاحقات وأحكام جائرة في الداخل بل ستكون من قبيل خطط لقطع الطريق على أي نهوض وطني والتحكم في مسار الحركة السياسية المعارضة، وهذا التكتيك ليس بجديد على الأنظمة الاستبدادية ونظام بلادنا يحمل تجارب طويلة تمتد عقودا في هذا المجال. لذلك من حقنا كقوى قومية ووطنية وديمقراطية معارضة أن نحسب ذلك ونتخذ إجراءات احترازية في مواجهة خطط أجهزة السلطة خاصة بعد أن عانينا من فتن وقمع وجرائم هذه السلطة ابتداءً من الثاني عشر من آذار المنصرم في القامشلي وبقية المناطق الكردية ومدينتي دمشق وحلب .كما شاهدنا أيضا وبكل مرارة بعض ضعاف النفوس من المحسوبين على المعارضة وهم ينشطون في خدمة خطط النظام وتنفيذها بطرق وصور وعناوين عديدة ليست بالضرورة ان تكون صورة طبق الأصل عن خطاب النظام وشعاراته وهنا استطع القول وفيما يتعلق الأمر بنا بأننا في وضع يمكن أن نميز الصالح من الطالح من الأمور .
5- وصلني من معارض كردي هو السيد رياض حمي نقلا عن أحد منظمي الملتقى في باريس قوله ان هنالك أكثر من عشرين شخصية من الحضور كانت مستعدة لمغادرة القاعة لو دخلها الصحافي نزار نيوف ، رغم أنني لم أفهم الربط بين الصحافي والملتقى ، ماذا تقول في ذلك ؟ المشكلة أنني لا اعلم هويات حضور اجتماع باريس ومن أية أطياف هم حتى احكم على تصرفاتهم . أما ما يتعلق الأمر بالمناضل الوطني البارز نزار نيوف فالأمانة للمبادئ والقيم تقتضي ان نحاسب كل فرد – هذا إذا أعطينا لأنفسنا هذا الحق – حسب برنامجه وموقفه السياسي ورؤيته للأمور والقضايا المشتركة والتي هي قضيتنا الوطنية في سورية ومسألة التغيير الديمقراطي وسبل النضال من اجلها والموقف من القضية القومية الكردية في سورية. وعلى ضوء ذلك فان البرنامج السياسي للإطار التنظيمي الذي يعمل فيه الأخ نزار نيوف واقصد – المجلس الوطني- هو برنامج متقدم يحظى باحترام وان موقفه شخصياً ورفاقه في المجلس من القضية الكردية متقدم على جميع الفئات والأطياف والتيارات السياسية السورية في الداخل والخارج. أما ما قيل عن استعداد بعض الحضور للانسحاب في حال وصول السيد نيوف فمن المؤكد أن ذلك البعض يخشى مواجهة ذلك المناضل المعروف بصراحته وشجاعته. أقول كل ذلك عن الرجل ولم التق به بعد بل عرفته من خلال كتاباته ومواقفه المعلنة .
6- وموقفكم من الحوار مع السلطة ؟ إذا صحت هذه الإشاعة حول احتمال ان تكون هذه اللقاءات عبارة عن تواصل وحوار مع السلطة فمن الأنسب والأشرف والأفضل لمن يريد الحوار مع النظام من أطراف المعارضة ان يمارس ذلك مباشرة وليس عبر- الوسطاء- في لندن وباريس وكما هو معلوم فان الحركة السياسية الكردية بمختلف تياراتها تطالب بذلك منذ سنوات ولكن السلطات لا تستجيب لذلك تحت ذريعة الامتناع عن الاعتراف بالوجود الكردي وبالمحاور السياسي الكردي .
7- أين حزب الإتحاد الشعبي الكردي من مجمل التحالفات السياسية في المعارضة السورية ، من التحالف الديمقراطي إلى لجنة الميثاق الوطني أو القوى في الداخل ؟ حزب الاتحاد الشعبي الكردي قام بمبادرة تشكيل تحالف بين المنظمات الكردية منذ بداية ثمانينات القرن الماضي وكانت الخطوة الأولى لبناء التحالف الديمقراطي الكردي البيان المشترك الصادر بين هذا الحزب بشخص أمينه العام حينذاك – كاتب هذه السطور- والبارتي الديمقراطي الكردي بشخص أمينه العام السابق الشهيد كمال آغا وذلك في بيروت، وبعد فترة تحول التحالف الثنائي الى ثلاثي ثم رباعي وكان آخر المنضمين الحزب الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه السيد حميد درويش وبعد أن تراجع التحالف وتردد في تنفيذ برنامجه وفشل في تحقيق الهدف المرجو انسحب حزب الاتحاد الشعبي الكردي قبل عامين ويعمل الآن حسب برنامجه وموقفه السياسي المعروفين . هناك أعمال مشتركة يقوم بها الحزب مع تنظيمات أخرى قريبة من مواقفه. وكما هو معلوم فان الحزب يعتبر وريث خط الخامس من آب /1965 عندما تحولت الحركة الكردية في سورية الى النهج اليساري القومي ووضع برنامجا نضالياً جديداً يرتكز على جانبين: القومي الكردي والوطني السوري ويعتبر الحركة الكردية جزءً عضوياً من الحركة الديمقراطية السورية، ويعتمد في نضاله على الصداقة الكردية العربية والمصير المشترك وله مواقف تاريخية معروفه كونه أول حزب كردي تحالف مع منظمة التحرير الفلسطينية ومارس نضالا مشتركا مع المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. كما قام بالمساهمة في إقامة جمعيات الصداقة الكردية – العربية في فلسطين والأردن وكردستان العراق.
8- ذكرت بعض الأنباء ان شخصيات سورية معارضة عربية وكردية اعتذرت عن حضور ملتقى باريس ، ماذا لديك من معلومات بهذا الخصوص ؟ لا استبعد ذلك .. خاصة وان ذلك اللقاء وكما ذكرت حصل ضمن تساؤلات مشروعة لم تجد الجواب الشافي حتى الآن، ومع احترامي للأفراد فان اللقاء لم يتخذ طابع الحوار الكردي- العربي ولم يصل الى ذلك المستوى كما لم يصدر عنه شيء هام يذكر، ولا اعتقد انه – يستاهل- حتى الحديث عنه مطولا، يجوز أن بعض القيمين عليه من ذوي النوايا- الخاصة- قد حققوا المبتغى الذي لا يخرج من نطاق – الطموحات المتواضعة – البعيدة عن مصائر الشعوب والأوطان والقضايا الكبرى – كما يرى السيد صلاح بدر الدين .

#روحي_عازار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات