أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - الديمقراطية الوطنية














المزيد.....

الديمقراطية الوطنية


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 858 - 2004 / 6 / 8 - 06:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أذا كانت الديمقراطية هي العلاج الذى لجأ اليه الغرب لتركيز دعائم استقراره السياسى سيما في القرن الماضى ، بالرغم من ان الديمقراطية نشأت في القرن الثاني عشر على الارض البريطانية وليس كما يعتقد البعض انها مجرد صناعة اميركية .
ربما يرى البعض الاخر فيها انها ليست الا ادعاءا أو وسيلة كاذبة استخدمها الغرب فكريا وسياسيا لتمرير سياسيته الاستعمارية-الراسمالية في الهيمنة على الكون، واستطاع بهذا الاستخدام ان يحقق نتائج متقدمة في التسلل الى مصائر الشعوب تحت شعار محاربة الديكتاتوريات ونشر الديمقراطية (الديمقراطية التى تحقق المصالح الغربية – وليست الديمقراطية الوطنية التى تخدم شعوبها )، فان سحر هذه الديمقراطية يبدو في الجانب الاخر مذهلا للغاية ، ففى اسبانيا اقصت الديمقراطية بلطف وكياسة رئيس الحكومة أزنار الذى سار مؤيدا لسياسة بوش النزقة التى كادت ان تحول اسبانيا الى ساحة للنشاطات الارهابية تزعزع استقرارها لأمد غير معلوم.
انهزم أزنار سياسيا باصوات شعبه وتجنب مؤخرا في اخر زيارة له للولايات المتحدة مواجهة الاعلاميين واضطر للدخول الى اليبت الابيض من الابواب الجانبية ، وتكمن روعة هذا المثال ان الديقراطية الوطنية في اسبانيا كانت سلاحا سلميا استخدمه الشعب الاسباني لتغير حكومة فقد اداءها السياسى امكانية التصويت لها مرة اخرى وجاء ذلك باختيارالناخبين الاسبان لحكومة اخرى على غير ماتشتهيه السياسة الاميركية .

وفي الهند عاد حزب المؤتمر " الكلاسيكي" الى سدة الحكم بفضل الديمقراطية التى صوتت لصالح سيدة من اصل اجنبي وهي تخطط بصمت طيلة السنوات الماضية لكي يستعيد الحزب قيادة الدولة، ويتحمل مسؤولية النهوض بشعب تجاوز المليار نسمة يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية وصحية لاحصر لها ، كانت احد ثمرات سياسة الاندفاع في الميزانية العسكرية وفي الحروب التى تاجج اوراها مرات عديدة في شبه القارة الهندية.

وبسحر الديمقراطية ايضا تعتذر سونيا غاندي عن تولي اي منصب سياسي وتترك المجال لرجل هندي اقتصادي مولع ببرامج التطوير الاقتصادية الطموحة لجعل الهند اسطورة القرن الحالي.

متى تشق الديمقراطية الوطنية المخلصة طريقها بثبات في الواقع العربي وتغيره كما في المثالين اعلاه؟ بحيث ان الشعب في اي قطر عربي قادر على اسقاط حكومته ديمقراطيا وعلى الخاسرين تقبل نتائج التصويت او الاستفتاء والانسحاب بهدوء ؟

يتحدث هنري كيسنجر في مقالة له في تريبيون ميديا عن عملية "الدمقرطة" في العراق فيقول :

" وقد أصبح الملف العراقي موضوعا لاختبار هذه الفكرة. فتغيير النظام قد فرِض نتيجة ضرورات جيو ـ استراتيجية، جنبا إلى جنب مع وجود قناعات أخلاقية تدفع بهذا الاتجاه. لكن إعادة إعمار العراق لا يمكن مقارنتها بأي شكل من الأشكال باحتلال ألمانيا واليابان. في ذينك البلدين كان السكان مؤيدين لعملية إعادة الإعمار; ولم يكن هناك أي بديل عن الإصلاح الديمقراطي ـ في الحقيقة الإصلاح والتعاون مع الاحتلال هما الوسيلتان الوحيدتان لاسترجاع السيادة والسيطرة على مقدرات الوطن. في العراق هذان الشرطان مقلوبان تقريبا. فالانقسامات الاثنية والدينية أعمق بكثير مما كانت عليه في المراحل المبكرة، وهناك تهديد لعملية «الدمقرطة» بأن تؤول إلى صياغة المجتمع سياسيا على أساس طائفي. ويأتي تسليم السلطة للعراقيين يوم 1 يوليو كأول خطوة قصيرة في طريق طويل باتجاه الاستقرار الذي منه يمكن أن تظهر طبقة متوسطة علمانية وقوية إلى الدرجة التي تجعلها تصر على التمثيل الحكومي الكامل. وهذا يتطلب فترة طويلة من المشاركة الاميركية وفي الأخير تحقق مشاركة دولية إلى درجة ما. لكن بغضّ النظر عن ماهية عملية «الدمقرطة» فإن شرطها الأساسي هو مدى استعداد الولايات المتحدة لدعم هذا التحول الديمقراطي. والنجاح هو استراتيجية الخروج الوحيدة."
لكن الواقع العراقي يحتاج الى " أم الديمقراطيات " لكي يرضع منها مبادىء الديمقراطية الاصيلة وهذا ماراه بعيدا عن الزمن الحالي وربما سوف يستغرق سنوات عديدة قادمة لحين نضوج السلوك السياسى والاجتماعي وهذا يعتمد اساسا على مدى امكانيات الحكومات القادمة في التوعية والتربية الديمقراطية لاعداد الجيل القادم بحيث يصبح هذا الوعي السليم بالديمقراطية جزءاً لا ينفصم من السلوك الفردي والشخصى لكل عراقي مهما كان موقعه ودوره.

اما محاولة تفصيل ديمقراطية وفق المواصفات الخارجية ، فستكون عملية مزيفة لن يصعب على العراقي مهما كان وعيه من اكتشاف اسرارها وخيوط لعبتها ، وميزة الفرد العراقي انه يملك القابلية العالية على التمييز والفرز كما هو قادر للوصول الى الاسرار التى تكتم وراء جدران من الحديد .



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشح الحقيقي
- القادة الاستخباريين
- رسالة كاسترو لبوش: سأكون في المقدمة
- -الاحذية الطائرة..احدى الادوات الحضارية الثقافية للعراقيين ا ...
- الرسائل والسيارات المفخخة
- الشيخ الاستاذ المهندس
- أتهامات ضد القذافي- حاكم ليبيا توزع بالبريد الالكتروني
- الرياضى العربي والاولمبياد
- مجلس الحكم والعلم العراقي
- هؤلاء كيف ينظرون لمقتدى الصدر؟
- المنتخب الاولمبي في طريقه الى اثينا
- الرياضة درع واق ٍ من مرض السكـّر ومضاعفاته
- الرحلة 504 من لندن الى روما
- هل أستفاق بريجنسكي أخيرا؟
- لا حياد بين الوطن والمحتل
- أما آن الاوان لكي تراجع نفسك؟
- اغتيال العلماء العرب-علماء اخرون
- اغتيال العلماء العرب –يحي المشد
- أغتيال العلماء العرب - سميرة موسى
- مؤتمرات القمة العربية


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - الديمقراطية الوطنية