|
وزيرثقافستان...!؟
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 10:24
المحور:
حقوق الانسان
كتب وزير الثقافة السوري في جريدة الاتحاد الإماراتية قبل أيام فقال حرفياً: إن الإسلام هو ( الدفاع المؤسس لحقوق الإنسان )...!؟ ومن ثم أشاد مطولاً بالشيخ القرضاوي وبكتابه فقه الأوليات..! وقد جاء ذلك في سياق تعقيبه على الحوارات الدائرة عن الحجاب والنقاب وأعواد الثقاب..!؟ ومن المعروف أن جميع الفقهاء والمشايخ قالوا ـ والقول لا يكلِّف شيئاً ـ قبل سيادة الوزير بوقت طويل ولا زالوا يقولون مثله: إن الإسلام هو دين حقوق الإنسان بلا منازع فهو أول من خطَّ مفاهيم حقوقية إنسانية عمل المسلمون على نشرها في العالم قاطبةً...!؟ ونحن بدورنا سنقول من باب الواجب الذي تمليه علينا مواطنيتنا السورية اتجاه وزير ثقافتنا العتيد فنعيد التذكير بكل ما من شأنه تأكيد زعمه الذي ينم عن ثقافة فقهية موسوعية واطلاع قرضاوي محدَّث على مختلف الإبداعات الحقوق إنسانية التي حفل بها التاريخ الإسلامي منذ الأيام الأولى لتأسيس سلطة الخلافة..! ولمَ لا أليس سعادته وزير ثقافتنا ونحن ( مستثقفوه ) الذين تزرزب على رؤوسنا مزاريب مراكز ثقافة وزارته...!؟ بعد سنين معدودات من تأسيس ركائز وتعاليم مدرسة حقوق الإنسان الإسلامية التي يفخر بها سيادته..! وبعد أن تتلمذ فيها بنجاح لافت صحابة ـ محمد ـ الذين حفظوا دروسهم بصماً فنال بعضهم بطاقات دخول مسبقة إلى جنة الخلد..!؟ فإنهم ما لبثوا أن توزعوا لممارسة ما تعلموه حتى لا يزعل منهم العم ـ لينين ـ الذي قال في يومٍ ما: الممارسة شرط النظرية...!؟ الدرس الحقوقي الأول الذي كشف عن أصالة ما تعلموه ونذروا أنفسهم للعمل على ضوءه بجدارة تمثَّل بنجاح حصارهم واغتيالهم للخليفة ـ عثمان ـ وقد شارك في عملية الاغتيال أربعة من الصحابة الدارسين النجباء وأولهم: ـ محمد بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي ـ أبواه صحابيان متخرجان من ذات المدرسة وقد مات والده وهو صغير فكفله ـ عثمان ـ إلى أن كبر وصار بإمكانه المشاركة في قتله...!؟ ورد في أسد الغابة لابن الأثير الصفحة / 87 / من المجلد الخامس .. كما ورد في الاستيعاب لابن عبد البر المجلد الثالث .. وورد أيضاً في تاريخ اليعقوبي المجلد الثاني صفحة / 176 / وفي القاموس المحيط لفيروز آبادي..! وهكذا، وبعد ذلك، فإن هذا الصحابي المتخرج في الدفعة الثانية من المدرسة الحقوقية المتبناة من وزارة الثقافة السورية، أثبت أنه الأفظع في قائمة ناكري المعروف .. والأول في لائحة جاحدي الجميل المهدى إليهم فهو ردَّ على مكرمة ـ عثمان ـ الذي كفله ورعاه إلى أن نبت شعر عانته بأن شارك في حصاره وقتله من دون تردد...!؟ وقد أمر ـ معاوية ـ فيما بعد بقتل هذا التلميذ العاق شرَّ قتلة .. والتمثيل به أبشع تمثيل عقاباً له على ما اقترفت يداه الحقوقيتان...!؟ وكان ثاني التلاميذ الصحابي ـ محمد بن أبي بكر ـ وقد قتل بعد ذلك من قبل الصحابيان: ـ عمرو بن العاص ومعاوية بن حديج وبعد قتله وضع في جوف حمار ميت وأحرق في تطبيق مبتكر لدرس بليغ من دروس حقوق الإنسان التي تعلمتها الدفعة الأولى من الخرِّيجين..!؟ أما ثالثهم فكان الصحابي ـ عمرو بن الخزاعي ـ الذي هرب واختبأ في الموصل إلى أن ضبط هناك فتمَّ قطع رأسه وحمل إلى ـ معاوية ـ في الشام وكان حمل الرأس المقطوع عبر الحدود التطبيق الثاني المبتكر لأحد دروس المدرسة الحقوقية الإنسانية..! وكان سبقه ابتكار آخر تمثَّل في الأمر الذي أصدره ـ معاوية ـ وقضى بسجن زوجة ـ عمرو ـ إلى أن يسلِّم زوجها نفسه ولما وصل رأس زوجها ألقي في حضنها بروية إنسانية مفعمة بالقيم الروحية...!؟ ورابعهم: عبد الرحمن بن البلوي وقد قتل أثناء مطاردته وجرى رمي جثته لتنهشها الكلاب وكل ذلك من دون محاكمة ومن غير سؤالٍ ولا جواب..!؟ وهؤلاء الصحابة الذين كانوا من الدفعات الأولى المتخرجة بعد حسن تربيتهم وتصليب إيمانهم منعوا أهل الخليفة ـ عثمان ـ من دفن جثته تعبيراً عن حقدهم الدفين وكراهيتهم الشديدة..! لكنهم وافقوا على دفنها بعد وساطة بعض النشامى مشترطين أن تدفن في مكان يدعى: حش كوكب وهو مكان كان يستخدم كبيت خلاء..!؟ ومن تطبيقات الدروس البليغة التي أسست لمفاهيم حقوق الإنسان الإسلامية ما فعله الصحابي: بسر بن أرطأة الذي كان مقرَّباً من ـ محمد ـ حتى أنه روى عنه حديثين وردا في منهاج السنة النبوية لابن تيمية..! لقد تحول هذا الصحابي المشبع بقيم حقوق الإنسان إلى سفاح دموي دراكولي فهو قتل أولاً الصحابي ـ عبد الله بن المدان ـ ثمَّ بعد ذلك ذبح ابني الصحابي ـ عبيد الله العباس وقد جنَّت أمهمها ـ عائشة بنت عبد الله ـ من هول الجريمة..! وقد لاحق هذا الدراكولا وقتل عدداً كبيراً من معارضي ـ معاوية ـ وسبا نساءهم وباعهن في السوق..!؟ وهكذا إذن فقد تجلَّت قيم حقوق الإنسان في الميدان الذي شهد حالات القتل والاغتصاب والسبي وقطع الرؤوس وأخذ الرهائن والنفي والحرق وهدم المنازل وكل ذلك جرى في أقرب فترة زمنية للمؤسس الأول لحقوق الإنسان وبأيدي من يا حيا الله.؟ بأيادي أقرب الناس إلى المؤسس الذين تنعموا بلقب صحابته..! إي نعم والحاسد لا يسود وفي عينه عود...!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العسيلة: أم المعارك...!؟ ( على هامش معارك النقاب والحجاب )
-
شخصنة الأحزاب العربية
-
أم علي في المركز الطبي لأمراض القلب...!؟
-
من هطولات العقلانيين الجدد...!؟ إلى هيثم المالح
-
كلكاويات زمن الهزائم...!؟
-
الوطن والمساواة في الإسلام...!؟
-
فقه الانتظار...!؟
-
تعازينا للقضاة .. ومرحى لضحاياهم...!؟ قبل الحكم على مهند الح
...
-
سياسة المركوب عليهم ولا الضالين...!؟
-
النشيد الوطني لحزب الكلكة
-
نعم كفى أعيدوا لهم جنسيتهم...!؟
-
أم علي ونعمة منع السفر...!؟
-
جماعة الإخوان والتحالفات...!؟
-
هل جاءتك أنواء القمة...!؟
-
زمان الهرج...!؟
-
العولمة الإسلامية..!؟ 4
-
العولمة الإسلامية..!؟ 3
-
العولمة الإسلامية..!؟ 2
-
العولمة الإسلامية..!؟ 1
-
وإن سرق وإن زنى...!؟
المزيد.....
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|