|
هل نمتلك التفكير الأستراتيجي لأدارة المعركة ضد الارهاب
رفعت نافع الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 09:20
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الأرهاب افلاس اخلاقي وخواء فكري ، وفضيحة الحروب التي يشنها على الناس الابرياء وتقتيلهم بصورة بشعة ومروعة ، اصبح ظاهرة تتكرر يوميا وفي اماكن متعددة من العالم . لقد استخدم الأرهاب وممُولوة كل مخرجات العلم الحديث ، والاستفادة من نتائجة في التقدم المعرفي والتكنولوجي ليستطيع تدمير اكبر عدد من المباني والمنشأت ويقتك عددا أكبر من ضحاياة الابرياء . لقد اطاح فكر الارهاب بفلسفة الانسانية واحلامها في غد مشرق ويوم سعيد يجب ان يعيشة الانسان ، وبات العالم يأن من ضرباتة الغادرة ومخططاتة الجهنمية ضد مستقبل البشرية وهدم احلامها . هذة الافكار والمخططات المتطرفة في سلوكها وما ينفذة على ارض الواقع من جرائم بشعة لا يمكن تبريرها ابدا ، وأكدت بشكل قاطع لا لبس فية، ان هذة المجموعات تقف وراءها وتدعمها عقول واموال وتكنولوجيا متطورة ، تريد احداث الارباك والفوضى في العالم ، وفي بلدنا هناك عزم وتصميم على تدمير قيم المحبة والخير التي جبُل عليها الانسان العراقي على مر العصور والازمان .
هل يريد الأرهاب ان نلقي سلاحنا ونرفع الراية البيضاء ، مستسلمين لليأس والانكسار، ام ان هناك ايادي خفية تعمل بين ظهرانينا تريد تبديد الجهود لمواجهتة وتحبط العزائم في قهرة وهزيمتة ، لتسقط الشرعية عن تجربتنا الديمقراطية ومدى جدُواها في المنطقة ، ولتصبح بعد ذلك ، اجهزتنا الامنية الشجاعة فاقدة للشرعية الاخلاقية والادبية امام شعبها ، . ماذا نفسر الاحداث الدموية التي حدثت ولا تزال وبوتيرة متصاعدة خلال الستة اشهر الماضية في اغلب مدن العراق ابتدءا من الموصل مرورا بصلاح الدين والانبار وكربلاء ومدن الفرات الاوسط وآخرها في قلب العاصمة بغداد. الشيئ الوحيد الذي يلفت النظر هو عدم اخذ الدروس والعبر جيدا من قبل اغلب قيادات القوى الامنية والعسكرية ، بالرغم من تشابة وتطابق الاساليب المتبعة في تنفيذ تلك العمليات الارهابية ، حيث ان الارهابيين اعادوا الكًرة وبطريقة اقسى وامًض ، مما يدل ويؤكد على انهم اصبحوا في قناعة تامة من ان القوات الامنية وخطط قادتها لا تمتلك التفكير الاسترتيجي لادارة معركة من هذا النوع ضدها ، اضافة لعدم وجود تنسيق بين القوى الامنية المختلفة ، ونقص وضعف الجهد الاستخباري والمعلوماتي الدقيق ، والاتكاء على ما حققتة عناصر الصحوات ..
ان حماية ارواح الناس وممتلكاتهم والدفاع عن العملية السياسية ، تتطلب العمل السريع لتشخيص وتحديد المسَببات والمسَببين التي ادت الى كارثة الخروقات القاتلة ، بعد ان أخذت الاوضاع الامنية نوعا من الاستقرار والهدوء في الفترة السابقة ، نقولها بصراحة ... لا يمكن ان ندَس رؤوسنا في الرمال ... ونخشى قول الحقيقة. هل قوى الارهاب والارهابيين تمتلك خبرة وذكاء يفوق ما لدى قواتنا الامنية ؟ ام انها تمتلك الجرأة والشجاعة اكثر من رجالنا ابطال قوى الامن والجيش ؟ ام ان اللعبة اصبحت اشبة الى صراع حقيقي علني منة الى صراع خفي وراء الستار !! ام ان الجهد الاكبر الحقيقي يتركز على حماية المسؤولين وترك الناس تواجة مصيرهم المحتوم !! الى متى يختزل جهد القوات الامنية والاستخبارية بصنوفها المتعددة على خلق مظلات امنية متعددة وبقوات سرية لا تعرف هويتها ولا مرجعيتها !! ان الكثير من القادة والآمرين في قواتنا يفكرون بنفس طريقة وسلوك رجال النظام السابق ، وما زالت تمارس عملية الاستعراض وعرض العضلات بطريقة مكشوفة و بائسة ، في حين ان نظراتها لا تستطيع ان تخترق ما تحت الاسفلت التي تسير علية !! هل تبقى شوارعنا ومدننا ودوائرنا ميدانا للصراع بين القوى السياسية المتقاطعة افكارها ونواياها ؟ هل اراد هذا الطرف او ذاك ايصال الرسالة ... نقول بملئ الفم ( نعم ) وصلت الرسالة ، ودماء شهدائنا ما زالت ساخنة ؟ والانتخابات التشريعية اصبحت أقرب الى الوريد !!! وتم قراءة العطاءات المقدمة من قبل المقاولين الرئيسيين والثانويين !؟ لقد اصاب الناس الهلع والرعب الشديد ، ليس جبنا او تخاذلا من تلك الاحداث وما تخفية من مفاجأت ، بل ان الاحداث بمأساتها وهوَلها لم تحرك ساكنا في ضمير ووجدان المتبارين من فاجعتي الاربعاء والاحد الداميتين !! ماذا نقول لشعبنا ، عندما يتكرر الخرق الامني مرتين وبنفس الطريقة وبنفس الآلية وبنفس المنطقة التي تعتبر قلب بغداد وبخسائر أشد وأمضى !! نحن على يقين تام بأن الحياة لا تتوقف وأن البناء سيستمر بالرغم من الدمار والخراب الذي تلحقة الهجمات الارهابية، و العملية الديمقراطية تتجذر في عروقنا وتسري في دمائنا ولا يمكننا الرجوع الى زمن السلاطين ، ولا بد لعراق الضوء ان ينبثق من ظلمة الايام . وصدق المهاتما غاندي عندما قال ( ان العالم لا يزال على قيد الحياة رغم الحروب ). من هذا العرض الموجز يمكننا ان نبدي بعض المقترحات والتصورات نأمل دراستها : -
• تقليل السيطرات ( الثابتة ) واقتصارها في المفاصل الحيوية والاماكن الستراتيجية الحساسة . وفصل السيطرات التي تخص السيارات الحكومية والعسكرية عن المدنية ، لان تلك السيارة عند مرورها لا تفتش ولا تسأل وثانيا عدم تفتيشها يعتبر تحدي لمشاعر الناس ولتوجساتهم الامنية .. وان يكون هنا ضابطا خاصا لتفتيش السيارات العسكرية " في النظام السابق رجل الانضباط لة هيبة واحترام عند الضباط مهما كانت رتبتة " . • العمل بنظام السيطرات ( المتحركة ) والتي تتسم بالحركة الفعالة وصفة التنقل المحسوب وعدم سهولة استهدافها ، وبصحبة عسكريين محترفين يحترمون الناس ومشاعرهم ويؤدون واجبهم بحرفية وشفافية لان العمل الامني ركيزتة التعاون والثقة بين المؤسسة الامنية والموطن. • المعركة مع الارهاب تحتاج الى صبر طويل وعقول ذكية أساسها العلم والخبرة والسرية، وقد تأتي لغة استعمال السلاح ضد الارهابيين بالمرتبة الثانية ، حيث يتصدر موضوع اختراق تلك التنظيمات من قبل اعضاء التنظيم انفسهم او زرع عناصر تتلقى الدعم والتدريب من قبل الاجهزة الامنية وبمنتهى السرية. . • اجراء عملية هيكلة مفصلية للوحدات الامنية ، يسبقها اعادة تقييم لخطط وأسس العمل ، وبناء قيادات جديدة تعمل بصورة مستقلة ومن دون تأثير عليها ، وترك نظرية المؤامرة والخيانة بحق القادة الامنيين الذين يستغنى عنهم او نقلهم لوحدات اخرى تستفاد من خبرتهم . • عدم الاكثار من التصريحات والوعود التي يطلقها المسؤولين والقادة الامنيين حول استتباب الامن وقرب نهاية الارهاب وسحقة ، لانها تعمل على اثارة حفيظة الارهابيين وتحديهم وتوقظ خلاياهم النائمة التي يتصف بها هذا التنظيم المتمرس، وتغيير اساليب عملهم وخططهم وتغيير اماكنهم ومواقعهم ، وبث نوع من الخدر والتراخي بين افراد القوات الامنية،. • توحيد مرجعية الجهد الامني والاستخباري وضرورة التنسيق التام بين الوحدات والاجهزة الامنية وعدم السماح بترهل تلك الاجهزة نتيجة الاعداد الفائضة التي تؤدي الى نتائج عكسية . . • تجهيز القوى الامنية بالاجهزة والمعدات الالكترونية الحديثة الخاصة بعمل الاستخبارات وجمع وتحليل المعلومات والبيانات، وتدريب العاملين بمختلف مستوياتهم بدورات ودراسات مستمرة في الدول الصديقة المتطورة في فنون الامن والاستخبارت ومكافحة الارهاب . • الاستفادة من اتفاقيات التعاون المبرمة بين العراق ودول التحالف في دعم المجهود الاستخباري والمعلوماتي المتبادل . وعلى الجانب الامريكي التزاما اخلاقيا والتزاما بروتوكوليا تنص علية بنود الاتفاقية المشتركة التي اكدت على حماية الامن والحدود ودعم الاستقرار في البلاد، وألا ما فائدة تلك الاتفاقيات المبرمة بين الحكومتين ، وما فائدة وجودهم على الساحة العراقية !! • الاستقلال التام لقوى الامن وابتعادها عن الاصطفافات الحزبية والمذهبية والقومية واعتبار ذلك من بديهيات العمل في تلك الاجهزة ، والواجب التقيد بها عند مجيئ اية حكومة بعد الانتخابات ، واختيار قادة ميدانيين أكفاء وعلى مستوى عالي من المسؤولية والوطنية والعلمية . • الجهد الاستخباري أساسة العمل تحت الارض ، ومهاجمة الاهداف في عقر دارها، واجهاض عملياتها الاجرامية ، والدقة والسرعة والمباغتة في الضربات الاستباقية، وتحديث وتجديد المعلومات يوميا لتلافي الخسائر الفادحة والمفاجأت غير المحسوبة . • تفعيل جهاز المخابرات ودعمة بالخبرات العلمية المطلوبة وكل ما يحتاجة من الامكانيات، والعمل على تثبيت اسس وطنية عالية في اختيار عناصرة ، ليصبح عين العراق بحق وليس عينا للمسؤولين ، ليستطيع العمل بحرية وكفاءة وأستقلالية ، ان عناصر الارهاب تجهُز وتمُول من الخارج وتدعم من قبل اجهزة مخابرات دول عديدة ذات باع طويل في هذا المجال، فلنبدأ منذ الآن بصناعة جهاز مخابرات وطني يحمي العراق والعراقيين .
#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملآت برلمانية تسترعي الانتباة !!
-
ضرورة اصدار قانون لتنظيم عمل الاحزاب السياسية في العراق
-
عندما يغوص القلم في الوحل !!
-
التحديات الكبيرة لتكاثر السكان في العالم
-
أطفال العراق ... اجيال المحًن وثقافة الحروب والأرهاب !!
-
التحرش بالمرأة ..هل هو نتاج الأزمة الاخلاقية التي نعيشها ؟
-
هل كان عبد الكريم قاسم حاملا راية الشعوبية في العراق ؟
-
من يحمل شرف العراقيات وغيرة العراقيين
-
هذا المشهد جدير بالتأمل والدراسة ... !!!
-
الأضراب الطلابي الكبير في ثانوية زراعة العزيزية
-
علم السياسة ومفهوم السلطة
-
ناهدة الرماحي... نورك يسطع من جديد !!
-
المرأة الأهوارية .... ننحني اليك احتراما وتقديرا
-
الكوتا ... حل مؤقت لتأكيد حضور المرأة
-
يوم المرأة العالمي ... مناسبة لتعزيز دور المرأة في بناء المج
...
-
هنالك معوقات في طريق الديمقراطية... فلنساهم جميعا في تذليلها
-
عيد الحب valentine,s day واللون الاحمر
-
المعركة الأنتخابية... تحتاج الى أساليب عمل جديدة
-
السيد رئيس الوزراء... الشعب مصدر قوتك ومرجعيتك
-
ظاهرة شراء الأصوات الأنتخابية... !!
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|