أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو هزاع هواش - ابن تيمية وهجوم بلا وعي














المزيد.....

ابن تيمية وهجوم بلا وعي


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 20:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هجم مؤخراً طبيب نفسي أمريكي من أصل عربي على زملائه وقتل منهم الكثير. ممالاشك فيه وحشية الحدث وتعمق الغدر به ولكنه أيضاً يعكس حالة يأس. قالت النيويورك تايمز البارحة بأن التعصب الديني هو أهم الأسباب خلف ماحدث. هذا التعصب الديني أتى من تفسير معين للدين تبعه هذا الشخص. في ذلك التفسير تتربع بضعة فتاوى قتالية تكفيرية أهمها بلا شك هي من ابن تيمية 1263-1328. تعد هذه الفتاوى بالعقاب والقتل على الأخر وتشرع الهجوم وتعد بالجنة بالطبع للمنفذ. إنها فتوى تكررت في بضعة وجوه أشهرها الحامدية لتتكرر أيضاً في الصراعات الإسلامية القتالية التكفيرية المعاصرة.

في موقع الحوار المتمدن حاليا هناك موضوعين مهمين جداً. يترابط ويتقاطع معنى وأهمية هذين المقالين. كتب السيد نضال نعيسة مقالاً يوضح فيه عملية تكفيره والدعوة لقتله من قبل البعض بسبب نقده للإسلام. في ضمن هذا المحور أيضاً نرى مقالاً كتب تحت إسم أبو حسن وفيه يتكلم عن إبن تيمية وفتاويه التكفيرية. من وصلات موجودة في مقال السيد نضال نعيسة وصلت إلي موقع حوار مهم يتركز حول الإسلام والدفاع عنه ضد ناقديه وعن فتاوي ابن تيمية وعن تكفيرات وفتاوى قد تصدر.

الطبيب النفسي الأمريكي من أصل عربي كان من متبعي الدين ويستمع إلى الفتاوى التكفيرية هنا وهناك. وبالطبع يسمع عن هزائم العربان والمسلمين في التاريخ. في تلك الهزائم كنت أسأل من حوالي في بلدي الشرق أوسطي عن سبب الهزائم فأسمع دائماً نفس الجواب وهو أن هجومنا يأتي من مبدأ "هجوم بلاوعي" أي الهجوم والعيون مغمضة والشهادة في الإنتظار.


علاقة ابن تيمية بالقتال والكفاح والضرب والطعان تنعكس في سيرته الذاتية.

وفد إبن تيمية إلى دمشق مع أهله المنحدرين من عرق غير أهل مدينة دمشق المحكومة من قبل المماليك، الفئة المقاتلة المنحدرة من العبيد الجنود. دراسة التركيبة العرقية لهؤلاء ونظرتهم للآخر تفسر سهولة فتي إبن تيمية بقتل السكان المحليين. كان حكم المماليك دموي وعنيف ولوي عنق الدين مرات ومرات.
عمل والد ابن تيمية الحنبلي في إكليروس السلطة المحتلة التي بالطبع هي من نفس المذهب والتي لم ترى في السكان المحليين سوى خدم وجواري ومواد للنهب والسيطرة. ماذا كان عمل والد ابن تيمية الحنبلي مع المماليك؟ هل كان المماليك من أهل بلاد الشام؟ وعندما أتى تيمورلنك القوي ماذا عمل جميع علماء دمشق وتوابع دمشق؟ ألم يخرجوا لتحية أقوى رجل في العالم في ذلك الوقت وليعرضوا عليه الطاعة؟ أين كانت نظريات الخروج على الحاكم بوجود تيمورلنك؟ ليخبرني أحدما عن شجاعة الجميع في ذلك الوقت في حضور تيمورلنك؟

تيمورلنك كان شيعياً وبعد ذهابه من دمشق وتعيينه لوال من عرقه قام ابن تيمية مع من قاموا للثورة بالتشجيع بالطبع من مماليك مصر في ذلك الوقت. لم يكن للثورة على مغول تيمورلنك سند محلي ولم يكن لها قيادة محلية وإنما قيادة من بقايا النظام السابق لتيمورلنك والذي لايختلف عرقياً عن تيمورلنك كما تدل الإشارات. قوي نبض ابن تيمية عندما سمعوا بقدوم مماليك مصر لمحاربة تيمورلنك. كانت كلها حروب غرباء على أرض بلاد الشام ولم يكن السكان المحليين سوى بيادق ضعيفة في لعبة الأقوياء.

كانت دمشق في أيام ابن تيمية تحت المغول لتذهب للمغول لتعود للمغول مرة ثانية. تشقلب ابن تيمية بين المغول وعندما أتى المغولي الجديد وسأله عن فتوى لسحق السكان المحليين صك له ابن تيمية فتوى لانزال ندفع ثمنها حتى اليوم في جميع أنحاء العالم. لايعرف الكثير أهمية هذه الفتوى ومافعلته سيرة ابن تيمية لتعميق الإقصاء وتشريع قتل الآخر.

هناك تشابه بين سيرة ابن تيمية وسيرة الطبيب النفسي القاتل، فكلاهما أتيا إلى مكان جديد لم يحترموه بل شرعوا لأنفسهم قتل السكان المحليين. قال عبد الرحمن بدوي بعد دراسته لتحريم ابن تيمية لمأكل النصيرية في عصره أن ابن تيمية كان جاهلاً حتى في جيرانه الأقربون حتى يحرم مأكلهم.

قرأت في أحد الروابط الموجودة في مقال السيد نعيسة أن عدوه بإمكانه إصدار فتوى بقتله بجرة قلم أو بلمسة بسيطة. السؤال هنا أين هو القانون وهل سيكون هناك هجوم آخر بلاوعي يحصد الأرواح ويجلب الحواري والغلمان؟



#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجغرافيا ومقالات التنوير والحداثة
- ترجمة كوزموبوليتان
- تصويت وتعليق والآلة الإعلامية
- نادر قريط أم كامل النجار تحليل تضادي
- الملائكة، الأصنام، الجغرافيا والأستاذ كامل النجار
- حكاية الجني في نيويورك
- أربعين ألف محارب
- التسلل: صفحة منسية من تاريخ الشرق الأوسط الجزء الثالث
- التسلل: صفحة منسية من تاريخ الشرق الأوسط الجزء الثاني
- التسلل: صفحة منسية من تاريخ الشرق الأوسط
- صفحات من سيناريو -سر حمل أبو الشوق وأبو البحر للمسدسات المحش ...
- إدعاء النبوة والعصمة والنقد
- نقاط ممشكلة في مقال السيدة وفاء سلطان
- لغة عربية مابعد حديثة
- التركيب البنيوي لمستحاثة مخلوق اسطوري دعي مرة بالمثقف
- إختفاء الهجاء وسيادة المديح
- أحمد المتصبب عرقاً في حفلة عراة الألمان
- تفكيك مقالة -إنبعاث المارد- للأستاذ طارق حجي
- لماذا أنا لست من هواة وفاء سلطان
- كلام فاضي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو هزاع هواش - ابن تيمية وهجوم بلا وعي